Translate

الخميس، 9 فبراير 2023

ج17.تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر

ج17.تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر

ذكر من اسمه جناح " 1078 جناح بن روح بن جناح ابن أبي المذكر فيما يعد شاعرا من شعراء أهل دمشق شهد حرب أبي الهيذام في العصبية التي وقعت بين المضرية واليمانية وقال في ذلك شعرا قرأت بخط أبي الحسين الرازي فيما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده وأهل بيته من المزيين قال وقال جناح بن روح لله أم نمت قيس بن عيلان * ماذا تمتن ذوي فضل وإحسان جاءت بكل شطر فاضل بطل * سيف جواد ينزع غير منان إني شهدت لقيس أن أمهم * بيضاء محصنة جاءت بفتيان كم فيهم غلام حازم بطل * ومن كبير شجاع القلب طعان * إن الرماح ذو شحات تظلهم * ولبسهم أبدا بيض بأبدان عصى قيس سيوف الهند قد وصلت * منهم بأخلب راحات وأبدان قد قلت إذ أقبلت قحطان رخمها * وخوف قيس عليها ربح قحطان حتى إذا ما التقوا شبهتهم غنما * مذعورة نفرت من حس سرحان ناديت يا عامر الغارات خلهم * وأمنن على آل قحطان بن شيطان فداسهم دوسة لم يبق من أحد * بجانب المرج من غربي جولان * 1079 جناح بن نعيم الكلبي ممن سار إلى الوليد بن يزيد مع عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك له ذكر

(11/283)

1080 - جناح بن الوليد انتهى أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني وأبو طاهر إبراهيم بن حمزة بن الجرجر ائي قالا أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبانا تمام بن محمد أنبأنا أبو زرعة نبأنا أبو مسهر نبأنا سعيد قال قال رجل لجناح بن الوليد أدام الله فرحكم قال " إن الله لا يحب الفرحين ( 1 ) " انتهى كذا قال وإنما هو جناح مولى الوليد الذي توفي يأتي 1081 جناح أبو مروان مولى الوليد بن عبد الملك وكاتبه على الرسائل وصاحب خاتمه ( 2 ) روى عنه ابنه مروان بن جناح وزرعة بن إبراهيم وسعد بن عبد العزيز وزيد بن واقد وعثمان بن عبد الرحمن بحصين بن عبيدة بن علاف وحماد مولى بني أمية أخبرنا أبو محمد بن عبد الكريم بن حمزة نبأنا عبد العزيز أحمد أنبأنا تمام بن محمد ( 3 ) نبأنا إبراهيم بن محمد بن سنان ومحمد بن إبراهيم بن مروان قالا أنبأنا أبو طالب بن سوادة حدثني محمد بن عثمان بن كرامة نبأنا عبيد الله بن موسى أخبرنا عنبسة بن سعيد عن حماد مولى بني أمية عن جناح مولى الوليد عن واثلة قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ليس للمرأة أن تنتهك شيئا من مالها إلا بإذن زوجها ح أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون بن راشد نبأنا أبو زرعة في الطبقة الأصاغر من أصحاب واثلة وغيره جناح بن الوليد أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا عبد الله بن عتاب بن محمد أنبأنا أحمد بن عمر إجازة حينئذ

_________

( 1 ) سورة القصص الاية : 76

( 2 ) في الوزراء والكتاب للجهشياري ص 38 جناح مولى عبد الملك ولاه ديوان الخاتم بعد موت عمرو بن الحارث الفهمي

( 3 ) السند مضطرب بالاصل وفيه : " أنبأنا تمام بن إبراهيم نبأنا محمد " والمثبت قياسا إلى سند مماثل

(11/284)

وأخبرنا أبو القاسم السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن بن أحمد أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول جناح مولى الوليد بن عبد الملك دمشقي كان على جامع دمشق وقال الكلابي على بناء مسجد دمشق انتهى أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ( 1 ) ثم حدثني أبو الفضل الحافظ أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسين وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 2 ) جناح الشامي مولى الوليد ( 3 ) سمع واثلة روى عنه عثمان بن حصين ( 4 ) الشامي انتهى في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة ثم أخبرنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد الفأفاء قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 5 ) جناح الشامي مولى الوليد بن عبد الملك قوله روى عنه ابنه مروان بن جناح وعثمان بن حصين ( 6 ) وزرعة بن إبراهيم سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى عنه سعيد بن عبد العزيز وزيد بن واقد أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو محمد أبي نصر أنبأنا أبو الميمون بن راشد أنبأنا أبو زرعة نبأنا أبو مسهر نبأنا سعد بن عبد العزيز قال قال رجل لجناح مولى الوليد أدام الله فرحكم فقال " إن الله لا يحب الفرحين " قال وأنبأنا أبو مسهر نبأنا سعد بن عبد العزيز قال كان نمير بن أويس يخبر شهدت جناح مولى الوليد ليتني الوليد أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين السيرافي أنبأنا أبو عبد الله

_________

( 1 ) السند مضطرب بالاصل وكان فيه : " أنبأنا أبو الغنائم واللفظ له قالوا : أنبأنا عبد الوهاب بن محمد زاد أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي " والذي أثبتناه قياسا إلى سند مماثل

( 2 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 245

( 3 ) بالاصل : " الوليد بن مسلم " والصواب ما أثبت عن البخاري

( 4 ) في البخاري : حصن

( 5 ) الجرح والتعديل : حصن

( 5 ) الجرح والتعديل 1 / 1 / 537

( 6 ) في الجرح : حفص

(11/285)

النهاوندي نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا بن خليفة بن خياط ( 1 ) قال في تسمية عمال الوليد الرسائل جناح مولاه الخاتم عمرو بن الحارث فمات عامر بن لؤي ( 2 ) فمات فدفعه إلى جناح مولاه انتهى

_________

( 1 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 312

( 2 ) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ خليفة

(11/286)

" ذكر من اسمه جنادة " 1082 جنادة بن أبي أمية واسم أبي أمية كبير يأتي بعد 1083 جنادة بن حنيفة الصغاني ( 1 ) حدث عن عكرمة روى عنه ثور ( 2 ) بن يزيد أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه وحدثني أبو مسعود الأصبهاني قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا سليمان بن أحمد نبأنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق نبأنا عمي محمد بن إبراهيم بن العلاء نبأنا بقية بن الوليد نبأنا ثور بن يزيد حدثني جنادة بن حنيفة الصغاني عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال إذا جاء نصر الله والفتح قال وجاء أهل اليمن رقيقة أفئدتهم لينة طباعهم شجية قلوبهم عظيمة خشيتهم دخلوا في دين الله أفواجا [ 2809 ] ح 1084 جنادة بن ابي خالد أبو الخطاب قيل إنه دمشقي سكن الرها كان على الطراز ( 3 ) أيام هشام وكان أسمه على ( 4 ) الرقم

_________

( 1 ) في مختصر ابن منظور 6 / 116 الصنعاني

( 2 ) رسمها غير واضح بالاصل والصواب ما أثبت وسيرد صوابا أثناء الحديث

( 2 ) رسمها غير واضح بالاصل والصواب ما إثبت وسيرد صوابا أثنا الحديث

( 3 ) الطراز : بالكسر الموضع الذي تنسج فيه الثياب الجيدة معرب ( القاموس )

( 4 ) في الوزراء والكتاب للجهشياري ص 60 واسمه موجود على الثياب الهاشمية

(11/287)

روى عن أبي شيبة المهري ومكحول وحكيم بن كيسان روى عنه زيد بن أبي شيبة انتهى أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلا أنبانا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو خيثمة نبأنا أبو هلال بن العلاء نبأنا أبي أنبأنا عبيد الله عن زيد عن جنادة بن ابي خالد عن ( 1 ) يزيد بن أبي شيبة قال قلنا لعمرو بن عنبسة حدثنا حديثا ليس فيه وهم ولا نسيان قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول والله ما كذبت ولا وهمت ولا نسيت وهو يقول من توضأ خرجت خطاياه كما يخرج من بطن أمه ومن رمى بسهم في سبيل الله كانت له يوم القيامة نور ومن صام يوما في سبيل الله تعالى باعده الله تعالى من النار سبعين خريفا [ 2810 ] ح أخبرتنا أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبانا أبو يعلى نبأنا أبو خيثمة نبأنا عبد الله بن جعفر حدثني عبيد الله يعني ابن عمرو عن زيد يعني بن أبي أنيسة حينئذ أخبرنا أبو محمد بن طاوس حدثنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبانا أبو محمد بن أبي نصر أنبانا خثيمة بن أبي هلال نبأنا أبي وعبد الله يعني ابن أبي جعفر قال أنبأنا عبيد الله وهو ابن عمرو بن زيد حينئذ وأخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبانا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو علي الروذباري أنبانا الحسين بن الحسن بن ثوب أنبانا أبو حاتم الرازي نبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن جنادة بن أبي خالد عن مكحول عن ابي أدريس زاد الشحامي الخولاني عن ابي الدرداء عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد آتاه الله تعالى نورا يوم القيامة [ 2811 ] ح أنبانا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل أنبانا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أبو الفضل ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبانا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 2 ) جناده بن أبي خالد عن أبي شيبة قلنا لعمرو بن

_________

( 1 ) زيادة للايضاح

( 2 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 234

(11/288)

عنبسة ( 1 ) قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول من صام يوما في سبيل الله تعالى أبعده ( 2 ) الله تعالى من النار سبعين خريفا قال لي عمرو بن محمد سمع العلاء بن هلال سمع عبيد الله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة عن جنادة ويقال كان على الطراز مع هشام بن عبد الملك واسمه على الرقم [ 2812 ] ح في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة قال أنبأنا إبراهيم وأنبأنا أبو طاهر بن مسلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 3 ) جنادة بن أبي خالد الدمشقي رروى عن أبي شيبة المهري ومكحول روى عنه زيد بن أبي أنيسة سمعت أبي يقول ذلك قرأت على أبي الحسن علي بن المسلم الفقيه عن أحمد بن إبراهيم بن أحمد الرازي أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن محمد أنبأنا علي بن الحسين بن بندار أنبانا أبو عروبة الحراني في الطبقة الثانية من التابعين من أهل الجزيرة جنادة بن أبي خالد كان ينزل الرها أنبأنا إسحاق بن زيد الخطابي نبأنا عبد الله بن جعفر فذكر حديث بشر المشائين ح ثم قال ولزيد عنه رواية أخرى انتهى أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبانا أبو العلاء الواسطي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد ( 4 ) أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي ( 5 ) أنبأنا أبي قال سألت ( 6 ) عن حديث حدثنا به عبد الله بن جعفر نبأنا عبد الله بن عمرو عن زيد عن جنادة بن أبي خالد عن مكحول قال كان هذا رهاوي كان على الطراز مع هشام بن عبد الملك وأسمه على الرقم قرأت بخط أبي القاسم تمام بن محمد وأنبأنا أبو القاسم النسيب عن أبي علي

_________

( 1 ) في البخاري : " عبسة " وانظر الاكمال 2 / 165

( 2 ) البخاري : بعده

( 3 ) الجرح والتعديل 1 / 1 / 515

( 4 ) بياض بالاصل والمستدرك بين معكوفتين قياس إلى سند مماثل

( 5 ) إعجامها مضطرب بالاصل والصواب ما أثبت انظر الانساب ( الغلابي )

( 6 ) بياض مقدار كلمتين

( * )

(11/289)

الأهوازي أنبأنا أبو تمام بن محمد أنبأنا أبو الحسن علي بن بشر بن علان الحراني قال جنادة بن أبي خالد يكنى بأبي الخطاب رهاوي يروي عن مكحول حدث عنه زيد بن أبي أنيسة وكان على الطراز مع هشام بن عبد الملك واسمه على الرقم وخطة جنادة بالرها معروفة وله عقب لهم صلاح وسير انتهى أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الدورقي أنبأنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي قال ( 1 ) جنادة بن أبي أمية من التابعين أقدم من مكحول وجنادة بن أبي خالد من أتباع التابعين جميعا شاميان اثنان ( 2 ) انتهى قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال ( 3 ) وجنادة بن أبي خالد عن أبي شيبقلنا لعمرو بن عنبسة ( 4 ) روى عنه زيد بن أنيسة فقال كان على الطراز مع هشام بن عبد الملك واسمه على الرقم 1085 جنادة بن عمرو بن الجنيد بن عبد الرحمن ابن عمر بن الحارث بن خارجة بن سنان بن أبي حارثة ابن مرة بن نشبة بن غيظ ( 5 ) بن مرة حدث جنادة بن عمرو عن أبيه عمرو بن الجنيد حكى عنه بشر بن عبد الوهاب مولى بني أمية قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا بن سليمان بن يوسف الربعي نبأنا محمد بن الفضل بن الفيض نبأنا بشر بن عبد الوهاب حدثني جنادة بن عمرو بن الجنيد بن عبد الرحمن المري عن أبيه عن جده الجنيد بن عبد الرحمن قال دخلت من حوران آخذ عطائي فصليت الجمعة ثم خرجت إلى باب الدرج فإذا عليه شيخ يقال له أبو شيبة القاص يقص على الناس فرغب فرغبنا وخوف فبكينا فلما انقضى حديثه قال اختموا مجلسنا بلعن

_________

( 1 ) الثقات لابن حبان 6 / 150

( 2 ) بالاصل : ثنتان

( 3 ) الاكمال لابن ماكولا 2 / 152

( 4 ) في الاكمال : عبسة

( 5 ) بالاصل " معيط " والصواب عن جمهرة ابن حزم ص 252

(11/290)

أبي تراب فلعنوا أبا تراب عليه السلام فالتفت عن يميني فقلت له فمن أبو تراب قال علي بن أبي طالب ابن عم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وزوج ابنته وأول الناس إسلاما وأبو الحسن والحسين فقلت ما أصاب هذا القاص فقمت إليه وكان ذا وفرة فأخذت وفرته بيدي وجعلت ألطم وجهه وأنطح برأسه الحائط وصاح واجتمع أعوان المسجد فوضعوا ردائي في رقبتي وساقوني حتى أدخلوني على هشام بن عبد الملك وأبو شيبة يقدمني فصاح يا أمير المؤمنين قاصك وقاص آبائك وأجدادك أتى إليه اليوم أمر عظيم قال من فعل بك هذا فالتفت إلى هشام وعنده أشراف الناس فقال أبو يحيى متى قدمت فقلت أمس وكنت على المصير إلى أمير المؤمنين فأدركتني الجمعة فصليت وخرجت إلى باب الدرج فإذا هذا الشيخ قائم يقص فجلست إليه فقرأ فسمعنا فرغب من رغب وخوف من خوف ودعا فأمنا وقال في آخر كلامه اختموا مجلسنا بلعن أبي تراب فسألت من أبو تراب فقيل علي بن أبي طالب أول الناس إسلاما وابن عم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأبو الحسن والحسين وزوج ابنة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فوالله يا أمير المؤمنين لو ذكر هذا قرابة لك بمثل هذا الذكر ولعنه بمثل هذا اللعن لأحللت به الذي أحللت به فكيف لا أغضب لصهر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وزوج ابنته قال فقال هشام بئس ما صنع ثم عقد لي على السند ثم قال لبعض جلسائه مثل هذا لا يجاورني ها هنا فيفسد علينا البلد فباعدته إلى السند فقال لنا بشر بن عبد الوهاب وهو ممثل على باب السند بيده اليمنى سيف وبيده اليسرى كيس يعطي منه ومات الجنيد بالسند فقال فيه الشاعر ذهب الجود والجنيد جميعا * فعلى الجود والجنيد السلام ( 1 ) * 1086 جنادة بن قضاعة بن الضبي ( 2 ) من أهل قرية الحميريين ( 3 ) حدث عن سليمان بن داود الداراني الخولاني روى عنه عمرو بن أبي سلمة الدمشقي نزيل تنيس ( 4 )

_________

( 1 ) البيت لابي لابي الجويرية عيسى بن عصية كما سيرد في ترجمة الجنيد جد جنادة

( 2 ) معجم البلدان ( الحميريون ) ذكر وترجم له نقلا عن ابن عساكر

( 3 ) إعجامها غير واضح والمثبت عن معجم البلدان وفيه : الحميريون محلة بظاهر دمشق على القنوات

( 4 ) مهملة بدون نقط بالاصل والمثبت عن معجم البلدان

(11/291)

1087 - جنادة بن كبير ( 1 ) وكنيته أبو أمية الدوسي الأزدي ( 2 ) لأبيه صحبة وأدرك وفاة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وسكن الأردن وقدم دمشق وروى عن عبادة بن الصامت ومعاذ بن جبل وعبد الله بن عمرو وأبي الدرداء روى عنه ابنه سليمان بن جنادة ومجاهد بن جبر وعمير بن هانئ وعمر بن الأسود وأبو الخير مرثد بن عبد الله وعبادة ( 3 ) بن نسي ( 4 ) وعلي بن رباح وبشر بن سعيد ويزيد بن صبح الأصبحي وشييم بن بيتان والوضين بن عطاء وجابر ورجاء بن حيوية وأبو عبد الله الصنابحي أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أحمد بن الحسن بن غنية نبأنا يحيى بن عثمان بن صالح نبأنا سعيد بن أبي مريم نبأنا إسماعيل بن اليسع حدثني أبو بكر الهذلي عن شهر بن حوشب عن أبي عبد الله الصنابحي ( 5 ) أن جنادة بن أبي أمية أم قوما فلما قام من الصلاة التفت عن يمينه فقال أترضون قالوا نعم ثم فعل ذلك عن يساره ثم قال إني سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول من أم قوما وهم له كارهون فإن صلاته لا تجاوز ترقوته انتهى [ 2813 ] ( 6 ) ح أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا حجاج نبأنا ليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير أن جنادة بن أبي أمية حدثه أن رجلا من أصحاب

_________

( 1 ) في تهذيب التهذيب 1 / 393 ، كثير

( 2 ) ترجمته في أسد الغابة 1 / 353 والوافي بالوفيات 11 / 192 تهذيب التهذيب 1 / 393 سير أعلام النبلاء 4 / 64 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له

( 3 ) بالاصل " عباد " والمثبت عن تهذيب التهذيب وسير الاعلام

( 4 ) بياض بالاصل والمستدرك عن تهذيب التهذيب وسير الاعلام 4 / 93

( 5 ) الخبر في سير الاعلام 4 / 353

( 6 ) مسند أحمد 5 / 375

(11/292)

رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال بعضهم إن الهجرة قد انقطعت فاختلفوا في ذلك قال فانطلقت إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقلت يا رسول الله إن أناسا يقولون الهجرة قد انقطعت فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن الهجرة لا تنقطع ما كان الجهاد انتهى [ 2814 ] ح أنبأنا أبو سعد المطرز أنبأنا أبو نعيم انتهى وأنبأنا أبو علي الحداد وغيره قالوا نبأنا أبو بكر بن ريذة ( 1 ) قالا أنبأنا سليمان بن أحمد نبأنا مطلب بن شعيب الأزدي نبأنا عبد الله بن صالح حدثني الليث حدثني يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير عن حذيفة الأزدي عن جنادة الأزدي أنهم ولجوا على رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وهم ثمانية رهط وهو ثامنهم يوم الجمعة فدعا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بطعام فقال لرجل كل قال صائم قال لآخر كل قال صائم حتى سألهم جميعا فقال أصمتم أمس قالوا لا قال أصيام غدا قالوا لا فأمرهم أن يفطروا انتهى [ 2815 ] ح أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد أنبأنا أبو علي الحسن بن علي قال أنبأنا أبو بكر أحمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا الوليد بن مسلم نبأنا الأوزاعي نبأنا عمير بن هانئ العنسي نبأنا جنادة بن أبي أمية حدثني عبادة بن الصامت عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير سبحان الله والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال رب اغفر لي أو قال ثم دعا استجيب له فإن عزم يصلي فتوضأ ثم صلى تقبلت صلاته ح انتهى [ 2816 ] أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبانا أبو الفضل بن البقال أنبأنا أبو الحسن الحمامي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد الحسين أنبأنا إبراهيم بن أبي أمية قال سمعت نوح بن حبيب قال قال أبو أبي الذي يروي عنه هلال بن يسار هو جنادة بن أبي أمية الأزدي وهو ابن امرأة عبادة بن الصامت انتهى كذا قال نوح وأبو أبي ابن امرأة عبادة عن عبادة واسمه عبد الله بن عمرو انتهى قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الحسن بن الطيوري أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبانا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أبو الطيب الكوكبي أنبأنا

_________

( 1 ) بالاصل " زيدة " خطأ والصواب ما أثبت وضبط وقد مر

(11/293)

إبراهيم بن الجنيد قال سمعت يحيى بن معين يقول قيل له جنادة بن أبي أمية الذي روى عنه مجاهد له صحبة قال نعم جنادة بن أبي أمية الأزدي قلت ليحيى هو الذي يروي عن عبادة بن الصامت قال هو هو انتهى ( 1 ) أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا محمد بن علي بن علي أنبأنا محمد بن أحمد أنبأنا الأحوص بن المفضل نبأنا أبو علي جنادة بن أبي أمية أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسين واحمد بن محمد بن أحمد العتيقي وأخبرنا أبو عبد الله البلخي انبأنا ثابت بن بندار انبأنا الحسين بن جعفر قالوا أنبأنا الوليد بن بكر أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا أنبأنا صالح بن أحمد حدثني أبي أحمد قال ( 2 ) جنادة بن أبي أمية شامي تابعي ثقة من كبار التابعين أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبانا الحسن بن محمد بن يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر أنبأنا أبو بكر بن أبي الديباج وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبانا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم قالا أنبأنا محمد بن سعد ( 3 ) في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام جنادة بن أبي أمية الأزدي لقي أبا بكر وعمرا ( 4 ) ومعاذا وحفظ عنهم وقال محمد بن عمر الواقدي توفي جنادة بن أبي أمية الأزدي سنة ثمانين زاد ابن الفهم في خلافة عبد الملك بن مروان وكان ثقة صاحب غزو انتهى أخبرنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عبد الله في كتابه وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو علي أحمد بن علي المدائني أنبانا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال جنادة بن أبي أمية الأزدي من بني زهران بن كعب بن الحارث بن كعب جاء عنه حديثان انتهى

_________

( 1 ) تهذيب التهذيب 1 / 393

( 2 ) تاريخ الثقات للعجلي ص 99

( 3 ) طبقات ابن سعد 7 / 439

( 4 ) بالاصل " وعمر "

(11/294)

أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن وأبو الخير المبارك بن عبد الجبار وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبانا عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل البخاري قال ( 2 ) جنادة بن أبي أمية الدوسي واسم أبي أمية كبير قال لي عمرو بن علي مات جنادة سنة سبع وستين وقال لي محمد بن المثنى عن ابن أبي عدي عن ابن عون عن مجاهد كان علينا جنادة في البحر ست ( 2 ) سنين فخطبنا يوما نسبة منصور عن مجاهد وقال عمرو بن الحارث في حديثه أتينا النبي ( صلى الله عليه و سلم ) في وفاته قال أبو عبد الله في قصة وفاته نظر أكثر حديثه عن الشاميين والمصريين انتهى أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع في تسمية من روى عن عمر وأبي عبيدة ومعاذ وبلال ممن أدرك الجاهلية جنادة بن أبي أمية الأزدي انتهى قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني حدثنا محمد بن الحسين النقاش نبأنا محمد بن شاذان النيسابوري البخاري حينئذ وحدثني خالي أبو المعالي محمد بن يحيى نبأنا أبو الفتح نصر بن إبراهيم أنبأنا أبو زكريا حدثنا عبد الغني بن سعيد قال وأما كبير بالباء معجمة بواحدة قبل يا معجمة باثنتين فهو كبير ( 3 ) أبو أمية والدجنادة بني ابي أمية الأزدي انتهى كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن ثم حدثني أبو بكر اللفتواني قال أنبأنا أبو الفضل بن سالم قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة ثم حدثنا أبو بكر أنبأني أبو عمرو بن مندة

_________

( 1 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 232

( 2 ) بالاصل : " ستة " والمثبت عن البخاري

( 3 ) بالاصل : " فهو كبير بن أبي أمية " والصواب ما أثبت " كبير أبو أمية " عن المشتبه لعبد الغني ص 108

(11/295)

عن أبيه أبي عبد الله قال قال لنا أبو سعيد بن يونس جنادة بن أبي أمية الأزدي ثم الزهراني من بني زهران كان من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) شهد فتح مصر وولي البحر لمعاوية بن أبي سفيان حدث عنه من أهل مصر مرثد بن يدين عبد الله اليزني وأبو قبيل المعافري وشييم بن بيتان القتباني ويزيد بن صبح الأصبحي والحارث بن يزيد الحضرمي وغيرهم توفي بالشام سنة ثمانين انتهى أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال جنادة بن أبي أمية واسم أبي أمية كبير أدرك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ولا تصح له صحبة قال محمد بن إسماعيل اسم أبي أمية كبير أدرك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ولا تصح له صحبة قال محمد بن إسماعيل اسم أبي أمية كبير وتوفي سنة سبع وستين انتهى ثم قال ابن مندة جنادة بن أبي أمية الأزدي الزهراني من بني زهران شهد فتح مصر من أصحاب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ونزل البحر في زمن معاوية روى عنه أبو الخير مرثد بن عبد الله وأبو قبيل الحارث بن يزيد وغيرهم توفي بالشام سنة ثمانين انتهى فرق بن مندة بينهما وهما واحد انتهى قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال ( 1 ) أما جنادة بالجيم والنون منهم جنادة بن أبي أمية الأزدي ثم الزهراني من بني زهران قال ابن ( 2 ) يونس من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) شهد فتح مصر وولي البحر لمعاوية حدث عنه من أهل مصر مرثد بن عبد الله اليزني وأبو قبيل المعافري وشييم بن بيتان القتباني ويزيد بن صبح الأصبحي والحارث بن يزيد الحضرمي وغيرهم توفي بالشام سنة ثمانين وقال البخاري جنادة بن أبي أمية الدوسي واسم أبي أمية كبير وقال ابن ماكولا ( 3 ) أما كبير بفتح الكاف وكسر الباء المعجمة بواحدة جنادة بن أبي أمية اسمه كبير أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل محمد بن طاهر أنبأنا مسعود بن

_________

( 1 ) الاكمال لابن ماكولا 2 / 151

( 2 ) بالاصل " أبو " والصواب ما أثبت عن الاكمال

( 3 ) الاكمال لابن ماكولا 7 / 125 و 126

(11/296)

ناصر أنبأنا عبد الملك بن الحسين أنبأنا أحمد بن محمد الكلابادي قال جنادة بن أبي أمية واسمه كبير الدوسي وقال الواقدي الأزدي قال أبو عيسى الشامي سمع عبادة بن الصامت روى عنه بشر بن سعيد وعمير بن هاني في التهجد والفتن قال البخاري مات سنة سبع وستين وهكذا الحال في الصغير ولم يحك ذلك عن أحد وقال في الكبير قال لي عمرو بن علي بذلك سواء قال أبو عبيد مثل البخاري وقال الذهلي قايحيى بن بكير وقال الواقدي قالا جميعا مات سنة ثمانين انتهى أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا يوسف السكري قالا أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا عبد الله بن جعفر بن أحمد بن فارس أنبأنا يونس بن حبيب أنبأنا أبو داود نبأنا شعبة عن الحكم عن مجاهد عن عبد الله بن عمرو عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال من ادعى إلى غير أبيه فلن يرح رائحة الجنة وإن ريحها ليوجد مسيرة سبعين عاما فلما رأى ذلك جنادة بن أبي أمية وكان معاوية أراد أن يدعيه قال جنادة إنما أنا سهم من كنانتك فارم بي حيث شئت انتهى أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وغيره قالوا أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم نبأنا ابن عائذ نبأنا الوليد حدثنا ابن لهيعة عن مسلم بن زياد عن سفيان بن سليم أنه أخبره عن جنادة بن أبي أمية الأزدي أن معاوية كتب إليه يأمره بالغارة على جزيرة البحر بمن معه وذلك في الشتاء بعد إغلاق البحر فقال جنادة اللهم إن الطاعة علي وعل هذا البحر اللهم أنا أسألك أن تسكنه وتسيرنا فيه فزعموا أنه ما أصيب فيه أحد انتهى قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي عمر ( 1 ) بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم الكوكبي أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة أنبأنا ابن الأصبهاني يعني محمد بن سعيد نبأنا أبو خالد الأحمر عن الأعمش عجنادة قال كان جنادة بن أبي أمية غزاء في البحر أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن

_________

( 1 ) بالاصل " عمرو " خطأ وقد مر

(11/297)

بشر نبأنا ابن عائد نبأنا الوليد قال حدثني يعني عثمان بن حصن بن علاق عن يزيد يعني ابن عبيدة قال وفي سنة تسع وخمسين جنادة بن أبي أمية يعني شتا بالناس في أرض الروم أخبرنا أبو محمد السلمي أنبأنا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا ابن بكير قال قال الليث في سنة ست ( 1 ) وخمسين غزوة عابس بن سعيد ومالك بن عبد الله الخثعمي اصطاذنة ( 2 ) جعل عابس على أهل مصر وجنادة بن أبي أمية على أهل الشام ومالك بن عبد الله على الجماعة شتوا بإقريطية ( 3 ) سنة الجوع من بعد مرجعهم من اصطاذنة وفي سنة تسع وخمسين غزوة جنادة بن أبي أمية هو وعلقمة بن جنادة الحجري وعلقمة بن الأجثم رودس ( 4 ) انتهى أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين الشيرازي أنبأنا أبو عبد الله النهاوندي نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال وولى يعني معاوية سفيان بن عوف العامري يعني غزالروم فكان سفيان يخرج على البر ويستخلف على البحر جنادة بن أبي أمية فلم يزل كذلك حتى مات سفيان أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أحمد بن الحسن بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نبأنا أبي نبأنا حرش بن منصور عن مجاهد عن جنادة بن أبي أمية قال أول خطيئة كانت الحسد أمر إبليس أن يسجد لآدم فحسده فلم يسجد له انتهى قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن حيوية

_________

( 1 ) بالاصل : ستة

( 2 ) اصطاذنة : ناحية بالمغرب قال ياقوت : غزاها عابس بن سعد وجهه مسلمة بن مخلد أمير مصر من قبل معاوية إليها قبيل سنة 57

( 3 ) كذا وفي معجم لبلدان " أقريطش " بفتح الهمزة وتكسر اسم جزيرة في بحر المغرب يقابلها من بر أفريقيا لويبا قال أحمد بن يحيى بن جابر غزا جنادة بن أبئ مية الازدي بعد فتحهه جزيرة أرواد في سنة 54 في أيام معاوية ثم غزا أقريطش

( 4 ) رودسى : جزيرة ببلاد الروم ( معجم البلدان )

(11/298)

أنبأنا محمد بن القاسم نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال وأنبأنا المدائني قال جنادة بن أبي أمية الأزدي مات سنة خمس وسبعين وقال غير المدائني توفي سنة ثمانين في خلافة عبد الملك بن مروان قال وسمعت يحيى بن معين يقول مات جنادة بن أبي أمية سنة خمس وسبعين واقوما ما قال المدائني أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر الباقلاني وأبو الفضل بن خيرون حينئذ أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنبأنا أنبانا أبو طاهر الباقلاني قالا أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسن بن أحمد أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأنا أبو حفص الأهوازي نبأنا خليفة بن خياط قال ومن غيره ( 1 ) بن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد بن الغوث جنادة بن أبي أمية الأزدي روى في صيام يوم الجمعة مات سنة ثمانين دمشقي انتهى قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي أنبأنا مكي بن محمد أنبأنا أبو سليمان بن زبر ( 2 ) قال قال المدائني ما ت جنادة بن أبي أمية سنة خمس وسبعين وذكر ابن زبر أن أباه أخبره عن أحمد بن عبيد بن ناصح عن المدائني بذلك انتهى أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أحمد بن الحسن أنبأنا عبد الملك بن أحمد نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نبأنا هشام بن محمد قال قال الهيثم مات جنادة بن أبي أمية الأزدي في أول ما قام عبد الملك سنة سبع وسبعين ( 3 ) أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن وأنبأنا محمد بن علي بن أحمد أنبأنا أحمد بن إسحاق قال أنبأنا أحمد بن عمران أنبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال وفي سنة ثمانين مات جنادة بن أبي أمية انتهى أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز الكتاني نبأنا أبو بكر بن أبي

_________

( 1 ) في ابن حزم ص 379 : غبرة

( 2 ) بالاصل " زيد " والصواب ما أثبت نظر ترجمته في سير الاعلام 16 / 440

( 3 ) تاريخ خليفة ص 280

(11/299)

عمر بن المثنى نبأنا ابن مروان أنبأنا أبو ( 1 ) عبد الملك أحمد بن إبراهيم نبأنا سليم بن عبد الرحمن نبأنا علي بن عبد الرحمن نبأنا علي بن عبد الله التيمي قال جنادة بن أبي أمية الأزدي مات سنة ست وثمانين 1088 جنادة بن محمد بن أبي يحي أبو عبد الله ويقال أبو يحي المري الدمشقي ( 3 ) روى عن يحي ( 4 ) بن حمزة وجرول ( 3 ) بن جيفل النميري وسمع من محمد الأشعري وعيسى بن يونس ومخلد بن الحسين ومحمد بن الحارث الأبرش وعبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين وبقية ومنصور بن عمار وسفيان بن عيينة كتب عنه البخاري وهشام بن عمار وسفيان بن عيينة وهو من أقرانه ويعقوب بن سفيان وأحمد بن محمد بن عمار بن إسحاق بن يعقوب وإسحاق بن سيار وأبو حاتم الرازي وعبد الرحمن بن عبد الصمد بن البرزوز وأبو هبيرة ومحمد بن الوليد وأبو زرعة النصري ويزيد بن محمد بن عبد الصمد وشعيب بن شعيب بن إسحاق وإبراهيم بن يعقوب وعثمان بن خرزاد ومحمود بن سميع وعبد الحميد بن محمود بن خالد بن معن ومعن بن الوليد بن هشام انتهى أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نبأنا عبد العزيز بن أحمد نبأنا تمام بن محمد أنبأنا الحسن بن حبيب نبأنا أبو هبيرة الدمشقي نبأنا جنادة بن محمد نبأنا عبد الحميد بن حبيب بن أبي العشرين عن الأوزاعي عن الزهري عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة عن أبي هريرة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال قلب ابن آدم شاب في حب اثنين حب المال وطول الأمل ح انتهى رواه أبو الحسن بن جوصا عن أبي سبرة وشعيب بن شعيب انتهى

_________

( 1 ) سقطت من الاصل انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 10

( 2 ) بالاصل : ستة

( 3 ) تهذيب التهذيب 1 / 394 سير أعلام النبلاء 11 / 39 ( 19

( 4 ) مطموسة بالاصل والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الاعلام 8 / 354

( 5 ) الاسم غير مقروء بالاصل والمثبت عن الجرح والتعديل 1 / 1 / 551

وفي سير الاعلام 11 / 39 " حنفل " وفي اللسان : " جيفل " وضبطه ابن نقطة بالجيم والنون والفاء

(11/300)

أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو القاسم الرازي أنبأنا أبو عبد الله الكندي أنبأنا أبو زرعة النصري قال في ذكر أهل الفتوى بدمشق جنادة بن محمد المري انتهى أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسين بن الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل عن محمد ( 1 ) بن إسماعيل قال ( 2 ) جنادة بن محمد بن أبي يحيى أبو عبد الله المري الدمشقي سمع عيسى بن يونس ومخلد بن حسين ومحمد بن حرب وعبد الحميد بن أبي العشرين قال أبو عبد الله كتبنا نحن عن جنادة أخبرنا أبو بكر أحمد بن منصور أنبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو عبد الله جنادة بن محمد بن أبي يحيى الدمشقي سمع عيسى بن يونس المخلدي ومخلد بن حسين ومحمد بن حرب وابن أبي العشرين قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا الخصيب ( 3 ) بن عبد الله أخبرني أبو ( 4 ) موسى بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو عبد الله جنادة بن محمد المري الدمشقي انتهى قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري أخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة بن يحيى أنبأنا أبو الفرح سهل بن بشر أنبأنا رشأ ( 5 ) بن نظيف قال أنبأنا عبد الغني بن سعيد قال في باب المري بالراء المهملة قال جنادة بمحمد المري له غرائب عن ابن أبي العشرين

_________

( 1 ) زيادة للايضاح اقتضاها السياق

( 2 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 234

( 3 ) بالاصل " الخصب " خطأ والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الاعلام 17 / 349

( 4 ) بالاصل : " أبي "

( 5 ) بالاصل " راشد " خطأ والصواب ما أثبت ترجمته في معرفة القراء الكبار

( 6 ) بالاصل " بالباء " خطأ والصواب ما أثبت يعني " المري " بالراء وليس بالزاي

(11/301)

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال ( 1 ) جنادة بن محمد بن يحيى أبو عبد الله ( 2 ) المري الدمشقي سمع عيسى بن يونس ومخلد بن حسين ومحمد بن حرب وعبد الحميد بن أبي العشرين له غرائب عن ابن أبي العشرين ( 3 ) ذكر أبو الفضل محمد بن طاهر المقدسي فيما أخبرنا به أبو عمرو ( 4 ) بن مندة عن أبيه أبي عبد الله أنبأنا محمد بن إبراهيم بن مروان قال قال عمرو ( 5 ) بن دحيم جنادة بن محمد المري مات يوم الخميس لأحدى عشرة ليلة بقيت من جمادى الآخرة سنة ست ( 6 ) وعشرين ومائتين "

_________

( 1 ) الاكمال لابن ماكولا 2 / 152

( 2 ) بالاصل : " محمد بن يحيى بن أبي عبد الله "

( 3 ) ما بين معكوفتين كذا بالاصل والعبار ليست في الاكمال يبدو أنها مقحمة والظاهر حذفها وفي السير نقلا عن ابن ماكولا : له غرائب

( 4 ) بالاصل " أبو عمر " والصواب ما أثبت ترجمته في سير الاعلام 18 / 440

( 5 ) بالاصل " عمر "

( 6 ) بالاصل " ستة "

(11/302)

ذكر من اسمه جندب " 1089 جندب بن جنادة أبو ذر الغفاري وقال غير ذلك يأتي في باب الكنى إن شاء الله تعالى 1090 جندب بن جندب بن عمرو بن حممة ( 1 ) بن الحارث ابن رفاعة ويقال رافع بن زهران بن كعب بن الحارث ابن كعب بن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد الأزدي الدوسي شهد صفين مع معاوية وقتل يومئذ وجده عمرو بن حممة من المهاجرين إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأبوه جندب قتل شهيدا ( 2 ) في فتوح الشام وسمي أبيه هذا باسمه 1091 جندب بن زهير بن الحارث بن كبير بن جشم ابن سبيع بن مالك بن ذهل بن مازن بن ذبيان بن ثعلبة ابن الدول بن سعد بن غامد وهو عمرو بن عبد الله بن كعب بن نصر ابن الأزد يقال جندب بن عبد الله بن زهير الغامدي الأزدي ( 3 ) يقال إن له صحبوهو من أهل الكوفة وكان ممن سيره عثمان من الكوفة إلى

_________

( 1 ) غير مقروءة بالاصل والمثبت عن ابن حزم ص 383

( 2 ) بالاصل : شهيد

( 3 ) أسد الغابة 1 / 359 والاصابة 1 / 248 الوافي بالوفيات 11 / 194 الطبري 4 / 318 و 326 و 5 / 27 العبر / 39

وبالاصل " كبير " بدل " كثير " و " حشم " بدل " جشم " والمثبت عن مصادر ترجمته

(11/303)

دمشق وشهد مع علي صفين أميرا على الأزد انتهى أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد نبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا عبد الله بن محمد بن يعقوب نبأنا القاسم بن عباد الترمذي نبأنا صالح بن محمد الترمذي نبأنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس ( 1 ) قال كان جندب بن زهير الغامدي إذا صلى أو صام أو تصدق فذكر ارتاح لذلك فزاده لقالة الناس فنزل فيه " من كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربة أحدا ( 2 ) ( 3 ) " أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا إبراهيم بن أحمد المقرئ أنبأنا أحمد بن فروخ نبأنا أبو عمر الدوري ( 4 ) أنبانا محمد ( 5 ) بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس قال كان جندب بن زهير إذا صلى أو صام أو تصد فذكر بخير ارتاح لذلك فزاد في ذلك لقالة الناس فلا يريد به الله تبارك وتعالى فنزل في ذلك " من كان يرجوا لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا " انتهى قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب أنبأنا أبو طاب محمد بن علي بن الفتح الحربي أنبأنا عمر بن أحمد الواعظ نبأ عمر بن الحسن بن علي بن مالك بنأنا المقتدر بن محمد حدثنا الحسين بن محمد هو أبو علي الأزدي أنبأنا أبو إسماعيل بن أبي خالد الأزدي عن أبيه عن خضرة ( 6 ) بن عبد الله عن أبي ظبيان عمير بن الحارث الأزدي أنه أتى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) في نفر من قومه منهم الحجر ( 7 ) بن المرقع ( 8 ) أبو سبرة ومخنف وعبد الله ابنا سليمان ( 9 ) وعبد شمس بن عفيف بزهير

_________

( 1 ) ما بين معكوفتين مكانها بالاصل " عن أبي صالح " والمثبت عن الاصابة وأسد الغابة

( 2 ) سورة الكهف الاية : 112

( 3 ) الخبر في أسد الغابة 1 / 359 والاصابة 1 / 248

( 4 ) هو حفص بن عمر بن العزيز بن صهيب ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 563

والدوري نسبة إلى الدور وهي محلة ببغداد

( 5 ) بالاصل : " أبو محمد " والصواب ما أثبت انظر ترجمة محمد بن السائب في تهذيب التهذيب 5 / 116

( 6 ) في أسد الغابة : خضير

( 7 ) كذا بالاصل الحجر بالراء وفي أسد الغابة 1 / 463 الحجن وضبطه ابن الاثير فقال : آخره نون

( 8 ) بالاصل " بن " والصواب عن أسد الغابة 3 / 785 ترجمة عمير بن الحارث

( 9 ) الاصابة وأسد الغابة : " سليم "

(11/304)

فسماه النبي ( صلى الله عليه و سلم ) عبد الله وجندب بن زهير جندب بن كعب والحارث بن الحارث وزهير بن مخشى ( 1 ) والحارث بن عامر وكتب لهم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كتابا أما بعد فمن أسلم من غامد فله ما للمسلمين حرمة ماله ودمه ولا تحشروا ولا تعشروا وله ما أسلم عليه من أرض انتهى صوابه من غامد ( 2 ) انتهى قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن عن عبد العزيز الكتاني أنبأنا عبد الوهاب الميداني أنبأنا محمد بن عبد الله العبدي أنبأنا الفرغاني أنبأنا محمد بن جرير قال ( 3 ) قال محمد بن عمر يعني الواقدي حدثني عيسى بن عبد الرحمن عن أبي إسحاق الهمداني قال أجتمع نفر بالكوفة يطعنون على عثمان من أشراف أهل العراق مالك بن الحارث وثابت بن قيس النخعي وكميل بن زياد النخعي وزيد بن صوحان ( 4 ) العبدي وجندب بن زهير الغامدي وجندب بن كعب الأزدي وعروة بن الجعد وعمرو بن الحمق الخزاعي فكتب سعيد بن العاص إلى عثمان يخبره بأمرهم فكتب إليه أن سيرهم إلى الشام وألزمهم الدروب انتهى وذكر غير الواقدي أنهم قدموا على معاوية دمشق فكانوا عنده مدة ثم رجعوا إلى الكوفة ( 5 ) أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمة الله تعالى قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي في كتابه أنبأنا محمد بن أحمد بن عيسى السعدي ( 6 ) أنبأنا أبو عبد الله بن بطة ( 7 ) قال قرئ على أبي القاسم البغوي قال حدثني عمي عن أبي عبيد قال جندب بن عبد الله بسفيان صاحب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) من بجيلة وجندب الخير هو جندب بن عبد الله بن ضبة وجندب بن كعب قاتل الساحر وجندب بن عفيف وجندب بن زهير كان على رجالة علي وقتل معه بصفين قال أبو عبيد هؤلاء الأربعة جنادب من الأزد انتهى

_________

( 1 ) بالاصل " محشم " والمثبت عن أسد الغابة 3 / 785

( 2 ) نص الكتاب في أسد الغابة 3 / 785 ترجمة عمير بن الحارث برواية : ولا يحشر ولا يعشر "

( 3 ) تاريخ الطبري 2 / 639 حوادث سنة 33

( 4 ) بالاصل : " صورحان " تحريف

( 5 ) انظر الطبري 2 / 6376 - 638

( 6 ) ترجمتهنفي سير الاعلام 18 / 5

( 7 ) اسمه عبد الله بن محمد بن حمدان العكبري الفقيه الحنبلي ترجمته في سير الاعلام 16 / رقم 389

(11/305)

أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة حدثنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين ببن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قال في تسمية أمراء يوم الجمل قال وعلى خيل الأزد جندب بن زهير انتهى أخبرنا أبو غالب بن البنا محمد بن الحسن أنبانا محمد بن علي بن أحمد أنبأنا أحمد بن إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة قال قال أبو عبيدة في تسمية الأمراء يوم الصفين من أصحاب علي وعلى الأزد ( 1 ) واليمن جندب بن زهير الغامدي نبأنا أبو عبيدة عن حماد عن علي بن زيد عن الحسن أن جندبا كان مع علي بصفين انتهى أخبرنا أبو الحسين بن الفرا وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا البنا قالوا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليم الطوسي نبأنا الزبير بن بكار حدثني محمد بن الضحاك عن أبيه قال لما التقى أهل الجمل صاح علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يا معشر فتيان قريش أما أرعيتكم على أمركم فاحذروا اثنين اثنين جندب بن زهير الغامدي وغلامية إنه يشمر درعه والاشتر النخعي وغلاميه فإنه يمسك ضيفة درعه حتى يعفو أثره فطلع جندب بن زهير فنزل له عبد الله بن الزبير ففضل جندب عنه ثم نزل الأشتر فبرز له عبد الرحمن بن عتاب فاختلفا ضربتين فقتله الأشتر قال وقال عمي مصعب بن عبد الله زعموا أن جندب بن زهير الغامدي قال لقيني عبد الله بن الزبير وعليه وجه من حديد فطعنته في وجهه فنزل السنان عنه وحازوته ابن عتاب وهو يرتجز فقتله انتهى أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد وعبد الله بن أحمد بن عمر وأبو تراب

_________

( 1 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 195 وفيه : وعلى أزاد اليمن جندب بن زهير

( 2 ) بالاصل " أنبأنا " خطأ والصواب ما أثبت وقد مر هذا السند كثير

(11/306)

حيدرة بن أحمد في كتبهم قالوا حدثنا أبو محمد عبد العزيز بن أحمد أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن عثمان نبأنا أحمد بن محمد بن معبد وعبد الرحمن بن عبد الله بن عمر قالا أنبأنا أحمد بن إبراهيم أنبأنا محمد قال وأخبرني عبد الرحمن بن المعز الأزدي عن أبي يوسف عن أبي بكر الهذلي عن عبد الله بن المرتفع عن عبد الله بن الزبير قال خرج إلينا رجل من أصحاب علي يوم الجمل فقال يا معشر فتيان قريش اكفونا أنفسكم فإن لم تفعلوا فقد أنذرتكم رجلين فإنهما نهمتان في الحرب أما أحدهما فجندب بن عبد الله الغامدي وسأصفه لكم هو رجل طويل طويل الرمح يحتزم على درعه حتى تقلص عن ساقيه وأما الآخر فمالك بن الحارث وسأصفه لكم هو رجل طويل الرمح يسحب درعه سحبا عند النزال فبينما أنا أقاتل أقبل جندب فعرفته بصفته فأردت أن أحيد عنه فقلت والله ما حدث عن قرن قط فدفع إلي فطعن برمحه في وجه حديد كان علي فزلق عنه الرمح فقال أي عدو قد عرفتك ولولا خالتك لقتلتك ثم نظرت إليه قد طعن عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد فذراه ( 1 ) عن فرسه كالنخلة ( 2 ) السحوق متعطفا ببرد حبرة ( 3 ) ثم قاتلت ساعة فأقبل مالك بن الحارث فعرفته بصفته فأردت أن أحيد عنه فقلت والله ما حدت عن قرن قط فدفع إلي فتطاعنا برمحينا كأنهما قضيبان ( 4 ) ثم اضطربنا بسيفينا كأنهما مخراقان ثم احتملني وكان أقوى مني فصرت في الأرض وأخذ برجلي فقال أما والله لولا خالتك ما شربت الماء البارد أبدا أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن فهم نبأنا محمد بن سعد أنبأنا أبو بكر الهذلي عن محمد بن المرتفع نبأنا ابن الزبير قال خرج إلينا رجل من أصحاب علي بن أبي طالب عليه السلام فقال يا معشر شباب قريش اكفونا أنفسكم فإن لم تفعلوا فإني أحذركم رجلين أما أحدهما فجندب بن زهير الأزدي وسأصفه

_________

( 1 ) في المختصر : فعدله

( 2 ) المختصر : النحلة

( 3 ) الحبر : بالتحريك وبكسر الحاء ضرب من برود اليمن منمر ( اللسان )

( 4 ) المختصر : قصبتان

(11/307)

لكم هو رجل طويل طويل الرمح يحتزم على درعه حتى تقلص عن ساقيه وأما الآخر فالأشتر مالك بن الحارث وسأصفه لكم هو رجل طويل الرمح يسحب درعه سحبا نجيب عن النزال قال ابن الزبير فبيننا أنا أقاتل إذا أقبل جندب فعرفته بصفته فأردت أن أحيد عنه فقلت والله ما حدث عن قرن قط فانتهى إلي فطعنني في وجه حديد كان علي فزلق الرمح فقال أولى لك قد عرفتك لولا خالتك لقتلتك ثم دفع إلى عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد فطعنه فإذ رآه كالنخلة السحوق معتصبا ببردة حبرة ثم قاتلت ساعة فإذا أنا بمالك قد أقبل فعرفته بصفته فأردت أن أحيد عنه فقلت والله ما حدت عن قرن قط فدفع إلي فتطاعنا برمحينا حتى كأنهما قضيبان ثم اضطربنا بسيفينا حتى كأنهما مخراقان ثم أحتملني فصرت في الأرض وقال والله لولا خالتك ما شربت الماء البارد انتهى فجندب بن زهير قتل يوم صفين مع علي عليه السلام أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو الفضل أنبأنا أبو العلاء الواسطي أنبانا أبو بكر البابسيري أنبأنا الأحوص بن المفضل أنبأنا أبي قال والجنادب من غامد جندب بن زهير قتل مع علي بصفين على الرجالة يومئذ انتهى 1092 جندب بن عبد الله ويقال ابن كعب بن عبد الله بن الحارث ( 1 ) عامر بن مالك بن عامر بن دهمان ابن ثعلبة بن ظبيان بن غامد واسمه عمرو بن عبد الله ابن كعب بن الحارث بن كعب بن عبد الله بن مالك ابن نصر الأزد ( 2 ) له صحبة حدث عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وعن علي عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وعن سلمان الفارسي روى عنه أبو عثمان النهدي والحسن وحارثة بن وهب وتميم بن الحارث الأزدي وعبد الله بن شريك وعبد الرحمن بن بريدة

_________

( 1 ) في الاصابة وأسد الغابة : " جزء " وفي أسد الغابة : عبد الله بن غنم بن جزء بن عامر

( 2 ) ترجمته في الاستيعاب 1 / 218 هامش الاصابة وأسد الغابة 1 / 361 والاصابة 1 / 250 والوافي بالوفيات 11 / 195 سير أعلام النبلاء 3 / 175

(11/308)

وكان ممن قدم دمشق في المسيرين من أهل الكوفة في خلافة عثمان كما ذكر أبو الحسن المدائني عن علي بن مجاهد عن الشعبي انتهى أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبدا لله بن مندة أنا أبو محمد بن سعد أبو منصور ومحمد بن عبد الله بن سليمان أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم أبو معمر نبأنا هشيم أنبأنا خالد الحذاء عن أبي عثمان النهدي أن ساحرا كان يلعب عند الوليد بن عقبة فكان يأخذ سيفه فيذبح نفسه ولا يضره فقام جندب إلى السيف فأخذه فضرب عنقه ثم قال " أفتأتون السحر وأنتم تبصرون ( 1 ) " قال ابن مندة رواه أبو معاوية عن إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن جندب أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال حد الساحر ضربة بالسيف ( 2 ) [ 2817 ] ح قال ابن مندة جندب بن كعب قاتل الساحر عداده في أهل الكوفة روى عنه حارثة بن وهب الخزاعي قال علي بن المديني هو جندب بن زهير روى عنه أبو عثمان النهدي والحسن وهو من الأزد انتهى أخبرناه عاليا أبو سعد بن البغدادي نبأنا أبو منصور شكرويه وعبد الرحمن وعبد الوهاب ابنا ( 3 ) محمد بن إسحاق ومحمد بن أحمد بن علي السمسار وأم العلاء هي بنت أحمد بن محمد بن الحسين بن سهلوية قالوا أنبأنا أبو إبراهيم بن عبد الله بن محمد أنبأنا الحسين عن إسماعيل أنبأنا زياد بن أيوب نبأنا هشيم أنبأنا خالد عن أبي عثمان النهدي عن جندب البجلي أنه قتل ساحرا كان عند الوليد بن عقبة ثم قال " أفتأتون ( 4 ) السحر وأنتم تبصرون " انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو غالب محمد بن أحمد بن الحسين بن قريش قالا أنبأنا أبو الحسين النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا أبي علي بن عيسى

_________

( 1 ) سورة الانبياء الاية : 3 ، وبالاصل " أتأتون "

( 2 ) الحديث في أسد الغابة 1 / 361

( 3 ) بالاصل " أنبأنا " خطأ والصواب ما أثبت انظر ترجمة عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق في سير الاعلام 18 / 349 وترجمة عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق في سير الاعلام 18 / 440

( 4 ) كذا والصواب : " أفتأتون " وقد مرت الاية قريبا

(11/309)

أبو الحسن أنبأنا أحمد بن نزيل أنبأنا أبو معاوية نبأنا إسماعيل بن مسلم عن الحسن عن جندب الخير قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) حد الساحر ضربة بالسيف انتهى ح أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو الحسين بن سعيد حدثنا أبو بكر الخطيب ( 1 ) أخبرنا ولادبن علي الكوفي أنبأنا محمد بن علي بن دحيم الشيباني أنبأنا أحمد بن حازم نبأنا أحمد بن عبد الرحمن يعني ابن أبي ليلى نبأنا سعيد بن خثيم ( 2 ) عن القعقاع بن عمارة عن أبي الخليل عن أبي السابغة عن جندب الأزدي قال لما عدلنا إلى الخوارج ونحن مع علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه قال فانتهينا إلى معسكر هم فإذا لهم دوي كدوي النحل في قراءة القرآن وفيهم ذوو ( 3 ) الثفنات وأصحاب البرانس وساق الحديث إلى أن قال ثم قام فأمسكت له بالركاب ثم عدلت إلى درعي فلبستها وإلى فرسي فركبته وأخذت رمحي وسرت معه حتى إذا نظر إلى رابية قال يا جندب ترى تلك الرابية قلت نعم يا أمير المؤمنين قال فإن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أخبرني أنهم يقتلون عندها وذكر بقية الحديث انتهى أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة نبأنا محمد بن سعد ( 4 ) عن ( 5 ) هشام بن محمد بن السائب الكلبي نبأنا لوط بن يحيى الأزدي قال كتب النبي ( صلى الله عليه و سلم إلى أبي ظبيان الأزدي من غامد يدعوه ويدعوه قومه إلى الإسلام فأجابه في نفر مقومه بمكة منهم مخنف وعبد الله زهير بنو سليم وعبد شمس بن عفيف بن زهير هؤلاء بمكة وقدم علينا بالمدينة الجحن بن المرقع وجندب بن زهير وجندب بن زهير وجندب بن كعب ثم قدم بعد مع الأربعين الحكم بن مغفل

_________

( 1 ) تاريخ بغداد 7 / 249 ( ترجمة جندب )

( 2 ) عن تاريخ بغداد وبالاصل " خيثم "

( 3 ؟ بالاصل " ذو " والصواب ما أثبت والثفنان جمع ثفنة وهي غلظ يحصل في الركبة من أثر البروك

( النهاية

( 4 ) طبقات ابن سعد 1 / 279 - 280

( 5 ) بالاصل " بن " والمثبت عن ابن سعد

( 6 ) بالاصل " المرتفع " والمثبت عن ابن سعد

(11/310)

فأتاه بمكة أربعون رجلا فكتب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) لأبي ظبيان كتابا وكانت له صحبة وأدرك عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبانا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء الواسطي أنبانا أبو بكر البابسيري بواسط أنبأنا الأحوص بن المفضل قال جندب الخير وهو ابن عبد الله بن جندب بن كعب قاتل الساحر أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبانا محمد بن سهل أنبانا محمد بن إسماعيل ( 1 ) قال جندب بن كعب قاتل السحر وقال الأعمش عن إبراهيم أراه عن عبد الرحمن بن يزيد أن جندبا قتل الساحر زمن الوليد بن عقبة قال ونبأنا إسحاق أنبأنا خالد الواسطي عن خالد الحذاء عن أبي عثمان قال كان عند الوليد رجل يلعب فذبح إنسانا وأبان رأسه فعجبنا فأعاد رأسه فجاء جندب الأزدي فقتله قال حدثني عمرو بن محمد حدثنا هشيم ( 2 ) عن خالد عن أبي عثمان عن جندب البجلي أنه قتله انتهى قال ونبأنا موسى نبأنا عبد الواحد عن عاصم عن أبي عثمان قال قتله جندب بن كعب انتهى أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد الرازي في كتابه أنبأنا محمد بن أحمد السعدي أنبأنا أبو عبد الله بن بطة أنبأنا أبو القاسم البغوي قال جندب بن كعب ويقال إنه قاتل الساحر يشك في صحبته أخبرنا أبو منصور بن خيرون وأبو الحسن بن سعيد قالا أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 3 ) جندب بن عبد الله الأزدي من أهل الكوفة حضر مع علي بن أبي طالب قتال الخوارج بالنهروان وروى خبرهم حدث عنه أبو السابغة النهدي انتهى أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون أنبأنا محمد بن علي بن الحسن الحسني نبأنا محمد بن أحمد بن عمرو الأحمسي نبأنا أبي نبأنا عبيد بن كثير

_________

( 1 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 222

( 2 ) مابين معكوفتين مكانه بالاصل " بن ابراهيم " والمثبت عن البخاري

( 3 ) تاريخ بغداد 7 / 249

(11/311)

العلوي نبأنا أبو الطاهر محمد بن عيسى بن عبد الله العلوي حدثني أبي عن أبيه عن جده عن أبيه عن علي قال كنا مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في مسير فنزل فساق بأصحابه الركاب فجعل يقول جندب وما جندب والأقطع الخير زيد فجعل يعيد ذلك ليلته فقال له القوم يا رسول الله ما زال هذا قولك منذ الليلة قال رجلان من أمتي يقال لأحدهما جندب يضرب ضربة يفرق بين الحق والباطل والآخر يقال له زيد يسبقه عضو من أعضاءه إلى الجنة فيتبعه سائر جسده قال فأما جندب فإنه بساحر عند الوليد بن عقبة وهو يريهم أنه يسحر فضربه بالسيف فقتله وأما زيد فإنه قطعت يده في بعض مشاهد المسلمين ثم شهدا جميعا مع علي فقتل زيد يوم الجمل مع علي انتهى [ 2818 ] ح قال وأنبأنا محمد بن علي بن الحسن نبأنا علي بن محمد بن الفضل المؤد ب نبأنا محمد بن علي بن السمين نبأنا محمد بن يزيد الرطاب نبأنا إبراهيم بن محمد الثقفي حدثني أبو إسماعيل حفص بن عمر نبأنا حيان بن عبد الله أبو زهير نبأنا أبو مخلد لاحق بن حميد عن أبن عباس وابن عمر قال وحدثني حماد بن أسامة عن الأجلح الكندي عن لاحق بن حميد عن أبن عباس وابن عمر أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كان في غزوة بيننا وبأصحابه سوق الإبل فإذا كانت نوبة رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) حدا بالركاب ويقول زيد الخير ما زيد جندب ما جندب فلما أصبح رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قلنا يا رسول الله رأيناك تذكر زيدا وجندبا وأكثرت من ذكرهما قال هما رجلان من أمتي أحدهما يسبقه بعض جسده أو يده إلى الجنة ويتبع سائر جسده أوله إلى الجنة وأما الآخر فيفرق بين الحق والباطل فأما زيد فأصيبت يده يوم جلولاء وقتل يوم الجمل وأما جندب فإنه سر بالوليد بن عقبة فإذا ساحر يلعب بين يديه يدخل في إسب حمار ويخرج من قبل دبره فحمل سيفه وجاء فضرب عنقه فقتله انتهى [ 2819 ] ح وروي من وجه آخر عن الأجلح عن أبي مخلد مرسلا انتهى أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا عبد الله بن مندة أنبأنا محمد بن عبدا لله البغدادي نبأنا محمد بن غالب بن حرب نبأنا يحيى بن كثير بن يحيى أبو مالك نبأنا أبي نبأنا سعيد الجريري عن عبد الله بن بريدة عن

(11/312)

أبيه قال ساق رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بأ صحابه فجعل يقول جندب وما جندب والأقطع الخير الخير حتى أصبح فقال أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لأبي بكر رضي الله تعالى عنه ما رأينا رجلا أحسن ثيابا من رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أنه قد قطع بكلمتين جندب وما جندب والأقطع الخير الخير مسأله أبو بكر فقال أما جندب فيضرب ضربة يكون فيها أمة وحده أما زيد فرجل من أمتي تدخل يده الجنة قبل بدنه ببرهة فلما ولي عثمان ولى الوليد بن عقبة الكوفة فصلى بهم الغداة ركعتين ثم قال اكتفيتم أو أزيدكم فقالوا لا تزدنا قال ثم اجلس رجلا يسحر يريهم أنه يحيى ويميت فأتى جندب الصياقلة ( 1 ) فقال ابغونا صفحة لا ترد علي فجاء بسيف تحت برنسه ثم ضرب به عنق الساحر فقال أحي نفسك الآن فقال الناس خارجي فقال لست بخارجي من عرفني فأنا الذي أعرف ومن لم يعرفني فأنا جندب فرفع إلى عثمان فقال شهرت سيفا في الإسلام لولا ما سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فيك لضربتك بأجود صفيحة في المدينة ثم أمر به إلى جبل الدخان وأما زيد فقطعت يده يوم القادسية وقتل يوم الجمل فقال ادفنوني في ثيابي فإني مخاصم أتيناهم دارهم وطعنا على خليفتهم فيا ليتنا إذا ابتلينا صبرنا انتهى [ 2820 ] ح أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو سعيد بن أبي عمرو نبأنا أبو العباس الأصم نبأنا ابن وهب أخبرني ابن لهيعة عن أبي الأسود أن الوليد بن عقبة كان بالعراق يلعب بين يديه ساحر فكان يضرب رأس الرجل ثم يصيح به فيقوم خارجا فيرتد إليه رأسه فقال الناس سبحان الله يحيى الموتى ورآه رجل من صالح المهاجرين فنظر إليه فلما كان من الغد اشتمل على سيفه فيذهب يلعب لعبة ذلك فاخترط الرجل سيفه فضرب عنقه فقال إن كان صادقا فليحيي نفسه فأمر به الوليد دينار صاحب السجن وكان رجلا صالحا فسجنه فأعجبه نحو الرجل فقال أتستطيع أن تهرب قال نعم قال فاخرج لا يسألني الله تعالى عنك أبدا أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن أحمد بن عمر الجريري عن القاضي أبي الطيب

_________

( 1 ) الصياقلة جمع صيقل هو شحاذ السيوف وجلاؤها ( القاموس )

( 2 ) بالاصل : صحيفة

(11/313)

طاهر بن عبد الله أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قراءة حينئذ وأنبأنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الحسين الطيوري أنبأنا أبو بكر بن بشران أنبأنا الدارقطني قراءة قال أنبأنا منصور بن محمد الأصبهاني عم الأمير ابن بدر نبأنا أبو يعقوب إسحاق بن أحمد بن رزيك نبأنا عبد الواحد بن محمد نبأنا أبو المنذر هشام بن محمد نبأنا أبو مخنف لوط بن يحيى حدثني ( 1 ) بن زهير بن عبد الله بن عبد الله بن زهير بن سليمان الأزدي عن محمد بن مخنف قال كان أول عمال عثمان أحدث منكرا الوليد بن عقبة كان يدني ( 2 ) السحرة ويشرب الخمر وكان يجالسه على شرابه أبو زبيد الطائي وكان نصرانيا وكان صفيا له فأنزله دار القبطي وكانت لعثمان بن عفان اشتراها من عقيل بن أبي طالب فكانت لأضيافه ( 3 ) وكان يجالسه أيضا على شرابه عبد الرحمن بن خنيس الأسدي فكان الناس يتذاكرون شربهم وإسرافهم على أنفسهم فخرج بكير بن حمدان الأحمري النضر ( 4 ) فأتى النعمان بن أوس المزني وجرير بن عبد الله البجلي فأسر إليهما أن الوليد يشرب الساعة فقاما ومعهما رجل من جلسائهما فمروا بحذيفة بن اليمان فأخبروه الخبر فقال ادخلا عليه فانظرا إن أحببتما فمضيا حتى دخلا عليه فسلما ونظر إليهما الوليد فأخذ كل شئ كان بين يديه فأدخله تحت السرير فأقبلا حتى جلسا فقال لهما ما جاء بكما قالا ما هذا الذي تحت السرير ولم يريا بين يديه شيئا فأدخلا أيديهما تحت السرير فإذا هو طبق عليه قطفة من عنب قد أكل عامته فاستحيا وقاما فأخذا يظهران عذره ويردان الناس عنه ثم لم يرعهما من الوليد إلا وقد أخرج سريره فوضعه في صحن المسجد وجاء ساحر يدعى نظروبي وكان ابن الكلبي يسميه اليشتابي ( 6 ) من أهل بابل فاجتمع إليه الناس فأخذ يريهم الأعاجيب يريهم حبلا في المسجد مستطيلا وعليه فيل يمشي وناقة تخب وفرس تركض والناس يتعجبون مما

_________

( 1 ) بياض بالاصل

( 2 ) بالاصل : " يروي " والمثبت عن مختصر بن منظور 6 / 124

( 3 ) بياض بالاصل والمستدرك بين معكوفتين عن مختصر ابن منظور

( 4 ) في المختصر " من القصر " مكان " النضري "

( 5 ) في مختصر ابن منظور 6 / 124 " بطروني " وفي الاصابة : " بطرونا "

( 6 ) في الاصابة : " بستاني " وفي الاستيعاب : " أبو بستان "

(11/314)

يرون ثم يدع ذلك فيريهم حمارا يجئ يشتد حتى يدخل من فيه فيخرج من دبره ثم يعود فيدخل من دبره فيخرج من فيه ثم يريهم رجلا قائما ثم يضرب عنقه فيقع رأسه جانبا ويقع جسده جانبا ثم يقول له قم فيرونه يقوم وقد عاد حيا كما كان فرأى جندب بن كعب ذلك فخرج إلى ( 1 ) معقل مولى الصقعب بن زهير بن أنس الأزدي وكانت عنده سيوف وكان معقل صيقلا فقال أعطني سيفا قاطعا فأعطاه إياه فأقبل فمر على معضد التيمي من بني تيم الله بن ثعلبة فقال له أين تريد يا أبا عبد الله قال أريد أن أقتل هذا الطاغوت الذي الناس عليه علوق قال من تعني قال هذا العلج الساحر الذي سحر أميرنا الفاجر العاتي فإني والله لقد مثلت الرأي فيهما فظننت أني إن قتلت الأمير سيوقع بيننا فرقة تورث عداوة فأجمع رأيي على قتل الساحر قال فاقتله ولا تك في شك فأنت على هدى وأنا شريكك فجاء حتى أنتهى إلى المسجد والناس فيه مجتمعون على الساحر وقد التحف على السيف بمطرف كان عليه ودخل بين الناس فقال أفرجوا أفرجوا فأفرجوا له فدنا من العلج فشد عليه فضربه بالسيف فأذري رأسه ثم قال أحي نفسك فقال الوليد علي به فأقبل به إليه عبد الرحمن بن خنيس الأسدي وهو على شرطه فقال اضرب عنقه فقام مخنف بن سليمان في رجال من الأزد فقالوا سبحان الله أتقتل صاحبنا بعلج ساحر لا يكون هذا أبدا فحالوا بين عبد الرحمن وبين جندب فقال الوليد على بمضر فقام إليه شبيث بن ربعي فقال لم تدعوا بمضر تريد أن تسعين بمضر على قوم منعوا أخاهم منك أن تقتله برجل بعلج ساحر كافر من أهل السواد لا تجيبك والله مضر إلى الباطل ولا إلى ما لا يحمد قال الوليد انطلقوا به إلى السجن حتى أكتب فيه إلى عثمان قالوا أما السجن فإنا لا نمنعك من أن تحبسه فلما حبس جندب أقبل ليس له عمل إلا الصلاة الليل كله وعامة النهار فنظر إليه رجل يدعى دينار ويكنى أبا سنان وكان صالحا مسلما وكان على سجن الوليد فقال له يا عبد الله ما رأيت رجلا قط خيرا منك فاذهب رحمك الله تعالى حيث أحببت فقد أذنت لك فقال إني خائف عليك هذا الطاغية أن يقتلك قال أبو سنان ما أسعدني إن قتلني إذهب أنت راشدا فخرج فانطلق إلى المدينة وبعث الوليد إلى أبي سنان فأمر به فأخرج إلى السبخة

_________

( 1 ) بالاصل : " أبو " والمثبت عن مختصر ابن منظور

(11/315)

فقتل وانطلق جندب فلحق بالحجاز وأقام بها سنين ثم إن مخنفا وجندب بن زهير قدما على عثمان وأتيا عليا فقصا عليه قصة جندب فأقبل علي فدخل معهما على عثمان فكلمه في جندب بن كعب وأخبره بظلم الوليد له فكتب عثمان إلى الوليد أما بعد فإن مخنف بن سالم وجندب بن زهير شهدا عندي لجندب بن كعب بالبراءة وظلمك إياه فإذا قدما عليك فلا تأخذن جندبا بشئ مما كان بينك وبينه ولا الشاهدين بشهادتهما وإني والله لأحسبهما قد صدقا ووالله لئن أنت لم تعتب ولم تتب ( 1 ) لأعزلنك عنهم عاجلا والسلام 1093 جندب بن عمرو بن حممة بن الحارث بن رفاعة ويقال رافع ابن سعد بن ثعلبة بن لؤي بن عامر بن غنم ابن دهمان بن منهب بدوس بن عدثان بن عبد الله ابن زهران بن كعب بن الحارث بن كعب ابن عبد الله بن مالك بن نصر بن الأزد الدوسي الأزدي ( 2 ) له صحبة شهد يوم اليرموك أميرا على بعض الكراديس واستشهد بأجنادين ويقال باليرموك ولا أعلم له رواية أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبانا أحمد بن عبد الله بن سعيد نبأنا السري بن يحيى حدثنا شعيب بن إبراهيم نبأنا سيف بن عمر قال وكان جندب بن عمرو بن حممة على كردوس يعني باليرموك ( 3 ) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن المسلمة أنبأنا أبو الحسن الحمامي أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا الحسن بن علي القطان نبأنا إسماعيل بن عيسى بنأنا أبو حذيفة إسحاق بن بشر قال وثبت جندب بن عمرو بن حممة يعني

_________

( 1 ) بالاصل : " تتوب " والصواب ما أثبت

( 2 ) ترجمته في الاصابة 1 / 249 أسد الغابة 1 / 361

( 3 ) انظر الطبري 3 / 397 في تعبئة خالد العرب للقتال يوم اليرموك حيث خرج في ستة وثلاثين كردوسا إلى الاربعين

والكردوس : القطعة العظيمة من الخيل

(11/316)

يوم اليرموك ورفع ورأيته يقول يا معشر الأزد إنه لا يبقى ولا ينجو من القتل والعدو والإثم إلا من قاتل ألا وإن المقتول الشهيد والخائب من تولى ثم أخذ يقول يا معشر الأزد إنه لا يمنع الراية إلا الأبطال فقاتل حتى قتل انتهى أنبانا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم وغيرهما قالوا حدثنا عبد العزيز بن الكتاني أنبأنا أحمد بن علي بن محمد الدولابي أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الغفار بن ذكوان أنبأنا إسحاق بن عمار بن حبيش أنبأنا محمد بن إبراهيم بن مهدي حدثنا عبد اله بن محمد بن ربيعة الفدامي قال قال يعني يوم اليرموك جندب بن عمرو بن حممة ورفع رأيته إلى أبيه يا معشر الأزد إنه لا يبقى ولا ينجو من النار إلا من قاتل ألا إن المقتول شهيد وألخائب من هرب قال فقاتل حتى قتل ونادى أبو هريرة الدوسي يا مبرور يا مبرور فطافت به الأزد انتهى أنبأنا أبو سعيد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم حينئذ وأنبأنا أبو علي الحداد وجماعة قالوا أنبأنا أبو بكر بن ريذة ( 1 ) قالا أنبأنا سليمان بن أحمد بن محمد نبأنا محمد بن عمرو بن خالد حدثنا أبي نبأنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة في تسمية من استشهد يوم أجنادين من المسلمين جندب بن حممة الدوسي حليف بني أمية بن عبد شمس أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن أشليها وابنه الحسن قالا أنبأنا أبو الفضل بن الفرات أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم أبو ( 2 ) عبد الملك أنبأنا محمد بن عايذ حدثنا الوليد بن سالم عن ابن لهيعة حينئذ أخبرنا أبو محمد السلمي أنبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر بن يعقوب وأخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا

_________

( 1 ) بالاصل : " زندة " والصاب ما إثبت وقد مر

( 2 ) بالاصل " بن " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 10

(11/317)

عمر بن عبد الله أنبأنا أبو الحسين بن أحمد أنبأنا حنبل بن إسحاق قالا أنبأنا إبراهيم بن المنذر عن موسى بن عقبة حينئذ وأخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا الحسين بن ( 1 ) الفضل أنبأنا محمد بن محمد بن عبد الله بن عتاب أنبأنا القاسم بن عبد الله أنبأنا إبراهيم بن إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة عن عمه موسى بن عقبة عن ابن شهاب زاد يعقوب وابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال وقتل يوم أجنادين من المسلمين جندب بن عمرو بن ( 2 ) حممة الدوسي وفي رواية ابن الأكفاني وهو وهم انتهى أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا علي بن أحمد بن إسحاق نبأنا جعفر بن سليمان نبأنا إبراهيم بن المنذر نبأنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن الزهري قال وممن قتل يوم أجنادين جندب بن عمرو بن حممة الدوسي حليف بني أمية بن عبد شمس انتهى قال ابن مندة لا يعرف له حديث ذكره عروة بن الزبير ومحمد بن مسلم الزهري ( 3 ) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نبأنا السري بن يحيى نبأنا شعيب بن إبراهيم نبأنا سيف بن عمر عن أبي عثمان وخالد قالا وكان ممن أصيب في الثلاثة الآلاف الذين أصيبوا يوم اليرموك جندب بن عمرو بن حممة الدوسي وذكر غيره انتهى ( 4 ) قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز التميمي أنبأنا مكي بن محمد بن معمر بن الغمر نبأنا أبو سليمان بن زبر قال واستشهد بأجنادين سنة ثلاث عشرة جندب بن عمرو الدوسي وذكر أبو حذيفة أنه استشهد بأجنادين

_________

( 1 ) مطموسة بالاصل

( 2 ) بالاصل : " وأبو "

( 3 ) بياض بالاصل مقدار نصف سطر

( 4 ) الخبر في الطبري 3 / 402

(11/318)

1094 - جندب بن النعمان أبو عزيز الأزدي ( 1 ) ذكر ولده أن له صحبة سكن دمشق ومات بها ذكره ابنه سعيد بن أبي سعيد عزيز انتهى ذكر أبو الحسين محمد بن عبد الله الحافظ فيما نقلته من كتابه قال حدثني أبو نصر ظفر بن محمد بن ظفر بن عمر بن حفص بن عمر بن سعيد بن أبي عزيز الأزدي صاحب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) واسمه جندب بن النعمان بدمشق قال سمعت أبي يذكر عن أبيه ظفر بن عمر عن أبيه عمر بن حفص عن أبيه حفص بن عمر عن أبيه عمر بن سعيد بن أبي عزيز الأزدي عن أبيه سعيد ( 2 ) قال قدم أبو عزيز جندب بن النعمان على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فأسلم وحسن إسلامه وجعله النبي ( صلى الله عليه و سلم ) عريف قومه ثم هاجر أبو عزيز إلى الشام في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما مع قومه الأزد واستشهد وشهد فتح اليرموك وسكن دمشق هو وقومه في موضع يقال له السطن ودار أبي عزيز في السطن الدار التي تعرف بدار النخلة وتوفي أبو عزيز بدمشق ودفن في بدرة الدار وفيها دفن ابنه سعيد بن أبي عزيز وكذلك عمر بن سعيد بن عزيز مولى بني رهم في دار النخلة ثم تحول حفص بن عمر بن سعيد بن أبي عزيز من دمشق إلى زملكا وباع هذه الدار انتهى " ذكر من اسمه جنيد "

_________

( 1 ) الاصابة 1 / 251

( 2 ) زيادة مقتبسة عن الاصابة

(11/319)

1095 - جنيد بن حكيم بن الجنيد أبو بكر الأزدي البغدادي الدقاق سمع بدمشق من الوليد الخلال وبمصر حرملة بن يحيى وابن أخي ابن وهب وبالشام أحمد بن جناب المصيصي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي وحامد بن يحيى البلخي وأبا التقي هشام بن عبد الملك ومؤمل بن أهاب ومحمد بن أبي كريمة وبالعراق أحمد بن محمد بن أيوب وإبراهيم بن محمد بن عرعرة ومنجاب بن الحارث وعلي بن المديني وموسى بن محمد بن حيان والقاسم بن محمد بن أبي شيبة وعبيدة بن عبيدة التمار وعبادة بن زياد الأسدي وداود بن رشيد وعبد الله بن محمد وحوثرة بن أشرس روى عنه أبو عبد الله محمد بن مخلد ومحمد بن يوسف بن بشر الهروي وأبو بكر أحمد بن كامل القاضي ومحمد بن عبد الله الشافعي وإسماعيل بن محمد الصفار ومحمد بن أحمد الحكيمي وأبو سهل بن زياد القطان وأحمد بن كامل وعلي ( 1 ) بن حمشاذ بن سختويه النيسابوري العدل وأحمد بن عبد الصمد الصفار وأبو سعيد بن الإعرابي وأبو العباس محمد بن إسحاق السراج وأبو بكر أحمد بن محمد بن مروان الدينوري وأبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين الحسنوي وأبو أحمد بكر بن محمد بن حمدان الصيرفي وعثمان وعمرو بن عثمان البرتي وغيرهم

_________

( 1 ) ترجمته في سير الاعلام 15 / 398

( 2 ) هذه النسبة إلى برت وهي مدينة بنواحي بغداد

(11/320)

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو طالب بن غيلان أنبأنا أبو بكر الشافعي حدثني جنيد بن حكيم الدقاق نبأنا منصور بن أبي مزاحم نبأنا شريك عن عاصم عن أنس قال كناني النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ببقلة كنت أجتنيها انتهى أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب قال ( 1 ) الجنيد بن حكيم بن الجنيد أبو بكر الأزدي الدقاق وسمع أحمد بن محمد بن أيوب وإبراهيم بن محمد بن عرعرة وعلي بن المديني ومنجاب بن الحارث وموسى بن محمد بن حيان وحامد بن يحيى البلخي وعبادة بن زياد وعبيد بن عبيدة التمار وأحمد بن جناب والقاسم ( 2 ) بن محمد بن أبي شيبة ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي وحرملة بن يحيى المصري ( 3 ) روى عنه محمد بن مخلد ومحمد بن أحمد الحكيمي وإسماعيل بن محمد الصفار وأبو سهل بن زياد القطان وأحمد بن كامل القاضي وأبو بكر الشافعي وذكره الدارقطني فقال ليس بالقوي انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي فقال نبأنا علي بن أحمد بن مروان أنبأنا جنيد بن حكيم وكان من أصحاب الحديث نبأنا إبراهيم بن دينار فذكر عنه حديثا أنبأنا أبو عبد الله الفراوي وغيره عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال جنيد بن حكيم الدقاق ليس بالقوي انتهى أخبرنا أبو منصور بن خيرون أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 4 ) أنبأنا السمسار أنبأنا الصفار نبأنا ابن قانع أن جنيد بن حكيم الدقاق مات في سنة ثلاث وثمانين ومائتين 1096 جنيد بن خلف بن حاجب بن الوليد بن جنيد أبو يحيى السمرقندي الفقيه قدم دمشق وحدث بها عن الفضل بن سهيل الأعرج ومؤمل بن هشام وأبي إسحاق إبراهيم بن محمد الحلبي بالبصرة وإسحاق بن شاهين وبشر بن خالد

_________

( 1 ) تاريخ بغداد 7 / 241

( 2 ) بالاصل : " أبو القاسم " والمثبت عن تاريخ بغداد

( 3 ) بالاصل : " ويحيى بن حرملة بن يحيى المقرئ " والمثبت عن تاريخ بغداد

( 4 ) تاريخ بغداد 7 / 241

(11/321)

العسكري ومحمد بن مشكان السرخسي وزياد بن يحيى الحساني وريحي بن حكيم المقوم ومحمد بن خالد خداش ومحمد بن عبد الملك بن زنجوية وحوثرة بن أشرس ومحمد بن نصر الهروي المروزي روى عنه أبو بكر بن فطيس الوراق وأبو علي بن آدم وأبو علي بن شعيب ومحمد بن القاسم بن أبي سيف المقدسي وإبراهيم بن محمد بن صالح بن سنان وأبو أحمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن الناصح وأحمد بن إبراهيم بن يزيد السحزي وأبو القاسم بن أبي العقب والحسن بن حبيب الحصائري أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو بكر محمد بن رزق الله بن عبد الله المعروف بابن أبي عمر الأسود المقرئ أنبأنا أبو علي محمد بن محمد بن عبد الحميد بن آدم الفزاري بدمشق أنبأنا أبو يحيى الجنيد بن خلف بن حاجب بن الجنيد السمرقندي قدم علينا أنبأنا أبو هشام المؤمل بن هشام اليشكري نبأنا أبو إسماعيل يحيى بن علية عن يونس عن الحسن عن أبي هريرة أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال هل من رجل يأخذ مما فرض الله ورسوله كلمة أو كلمتين أو ثلاثا أو أربعا أو خمسا فيجعلهن في طرف ردائه فيعمل بهن فيعلمهن قال قلت أنا وبسطت ثوبي وجعل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يحدث فحدث حتى سكت فضممت ثوبي إلى صدري فإني لأرجو أن أكون لم أنس حديثا سمعته منه بعد انتهى [ 2821 ] ح 1097 جنيد بن عبد الرحمن بن عمرو بن الحارث ابن خارجة بن سنان بن أبي حارثة بن مرة بن قيس بن عيلان أبو يحيى المري ( 1 ) من أهل دمشق استعمله هشام بن عبد الملك على السند وخراسان فمات بها وكان من الأجواد الممدحين ولم يكن بالمحمود في حروبه انتهى قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد عن أبي بكر محمد بن سليمان الربعي نبأنا أبو الحسين محمد بن الفيض بن محمد الغساني نبأنا بشر بن عبد الوهاب حدثني جنادة بن عمرو بن الجنيد بن عبد الرحمن

_________

( 1 ) ترجمته في الوافي بالوفيات 11 / 204 شذرات الذهب 1 / 151

(11/322)

المري عن ابيه عن جده الجنيد بن عبد الرحمن قال فصلت من حوران آخذ عطائي الحكاية وقد تقدمت في ترجمة ابن ابنه جنادة بن عمرو بن جنيد انتهى أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أبو عبد الرحمن النهاوندي نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال ( 1 ) سنة اثنتي عشرة ومائة فيها غزا أشرس بن عبد الله السلمي فرغانة ( 2 ) فلقيه الزحف فأحاطت به الترك فبلغ ذلك هشام بن عبد الملك فعزله فولى الجنيد بن عبد الرحمن المري مرة غطفان ( 3 ) سنة ثلاث عشرة ومائة خرج الجنيد بن عبد الرحمن غازيا يريد طخارستان ( 4 ) فجاشت الترك بسمرقند فسار الجنيد حتى كان على أربع ( 5 ) فراسخ من سمرقند فلقيه خاقان فاقتتلوا قتالا شديدا حتى أمسوا فتحاجزوا وكتب الجنيد إلى سورة بن أبجر من بني أبان بن دراموهو واليه على سمرقند فأمره ( 6 ) بالقدوم عليه فأبى الترك قبل أن يصل إلى الجنيد فقتل سورة بن أبجر وعامة جيشه وقتل معه مجاهد ببلعاء العنبري ثم لقيهم الجنيد فهزمهم الله فيها يعني سنة أربع عشرة ومائة غزا ( 7 ) الجنيد بن عبد الرحمن الصغانيان فلم يلق كيدا وانصرف ثم عزله سنة خمس عشرة ومائة وولي عاصم بن إبراهيم بن يزيد الهلالي قال خليفة أقر خالد عليها يعني السند الجنيد بن عبد الرحمن من مرة غطفان سنتين ثم عزله وولى تميم بن زيد القيني أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب أنا أبو عبد الله الحسين بن محمد بن سلمان الضبي الفضيلي نبأنا إسماعيل بن سعيد المعدل أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن ديد أنبأنا أبو حاتم أنبأنا أبو عبيدة قال دخل أبو جويرية الشاعر على خالد بن عبد الله يمدحه فقال له خالد ألست القائل *

_________

( 1 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 342

( 2 ) مدينة وكورة واسعة بما وراء النهر متاخمة لبلاد تركستان

( 3 ) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ خليفة

( 4 ) طخارستان ولاية واسعة كبيرة تشتمل على عدة بلاد وهي من نواحي خراسان

( 5 ) كذا

( 6 ) في خليفة : يأمره

( 7 ) غير واضحة بالاصل والمثبت عن خليفة

(11/323)

ذهب الجود والجنيد جميعا * فعلى الجود والجنيد السلام أصبحنا ثاويين في جوف أرض * وما تغنى على الغصون الحمام * إذهب إلى الجود حيث دفنته فاستخرجه قال أبو جويرية أنا قائل هذا وأنا الذي أقول بعده فوثب الجيش ليدفعوه فقال خالد دعوه لا يجمع عليه حرمانا ونمنعه من الكلام فأنشأ يقول لو كان يقعد فوق الشمس من كرم * قوم بأولهم أو محمدهم قعدوا أو قلد الجود أقواما ذوي حسب * فيما يحاول من آجالهم خلدوا قوم سنان أبوهم حين نسبتهم * طابوا أو طاب من الأولاد ما ولدوا جن إذا فزعوا أنس إذا أمنوا * مزردون مهاليك إذا احتشدوا محسدون على ما كان من نعم * لا ينزع الله عنهم ماله حسدوا * فخرج من عنده ولم يعطه شيئا انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمد بن عثمان البندار المعروف بابن السواق وأبو منصور بن عبد العزيز قالا أنبأنا أبو الفرج أنا احمد بن عمرو بن عثمان العصاري أنبأنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخواص أنبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق حدثني عبد الله بن مروان بن معاوية الفزاري حدثني أبو القلمس الباهلي قال كان الشعراء يغشون الجنيد بن عبد الرحمن المري فقال رجل منهم يوما والجنيد مغتم أيها الأمير إما تصلني أو تضرب لي موعدا فقال موعدك الحشر فمر الشاعر راجعا فلما كان بعد أيام دنا من الجنيد شاعر ( 1 ) آخر فقال أرحني بخير منك إن كان آتيا * وإلا فواعدني كميعاد زائل * ( 2 ) وزائل الشاعر الأول الذي وعده الحشر ( 3 ) فقال له الجنيد ويحك وما وعدت زائلا قال الحشر فقال الجنيد لصاحب شرطه إن فاتك زائل فهئ نفسك فأتبع زائل على البريد فلحق بالطريق بهمذان فرد إلى الجنيد بمرو فأعطاه الجنيد مائة ألف

_________

( 1 ) بالاصل : " شاعرا "

( 2 ) في مختصر ابن منظور 6 / 127 " زابل "

( 3 ) الاصل : الحشير

(11/324)

وأعطى المذكر به الشاعر خمسين ألفا قال وبين مرو وهمذان نحو من ثلاثمائة فرسخ انتهى قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن ( 1 ) الحسن الغساني عن عبد العزيز الكتاني أنبأنا عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنبأنا محمد بن جرير الطبري قال ( 2 ) ذكر علي بن محمد عن أشياخه أن الجنيد بن عبد الرحمن تزوج الفاضلة ابنة يزيد بن المهلب فغضب هشام على الجنيد وولى عاصم بن عبد الله خراسان وكان الجنيد سقى ( 3 ) بطنه فقال هشام لعاصم إن أدركته وبه رمق فأزهق نفسه فقدم عاصم وقد مات الجنيد قال وذكروا أن جبلة بن أبي زراد ( 4 ) دخل على الجنيد عائدا فقال يا جبلة ما يقول الناس قال قلت يتوجعون للأمير قال ليس عن هذا سألتك ( 5 ) ما يقولون وأشار نحو الشام قال قلت يقدم ( 6 ) على خراسان يزيد بن شجرة الرهاوي قال ذاسيد أهل الشام قال ومن قلت عصمة أو عصام وكنيت عن عاصم قال إن قدم عاصم فعدو جاهد لا مرحبا به ولا سهلا ( 7 ) ولا أهلا قال فمات في مرضه ذلك في المحرم سنة ست ( 8 ) عشرة ومائة واستخلف عمارة بن حريم وكانت وفاته بمرو فقال أبو جويرية عيسى بن عصى ( 9 ) يرثيه هلك الجود والجنيد جميعا * فعلى الجود والجنيد السلام أصبحنا ثاويين في بطن مرو * ما تغنى ( 10 ) على الغصون الحمام

_________

( 1 ) بالاصل " أبي " والصواب ما أثبت انظر شيوخ ابن عساكر ( المطبوعة : عبد الله بن جابر ص 676 )

( 2 ) تاريخ الطبري 7 / 93 حوادث سنة 116

( 3 ) سفى بطنه أي اجتمع فيه ماء أصفر والسقي : ماء أصفر يقع في البطن

( 4 ) الطبري : رواد

( 5 ) قسم منها مطموس بالاصل والمثبت بين معكوفتين عن الطبري

( 6 ) الاصل " تقدم " والمثبت عن الطبري

( 7 ) قوله : " ولا سهلا " ليس في الطبري

( 8 ) بالاصل : " ثلاث " والمثبت عن الطبري

( 9 ) في الطبري : " عصمة " وفي مختصر ابن منظور 6 / 128 " عصبة "

( 10 الطبري : في أرض مرو ما تغنت

(11/325)

كنتما نزهة الكرام فلما * مت مات الندى ومات الكرام * ثم أتى أبو الجويرية بعد ذلك خالد بن عبد الله وامتدحه فقال له خالد ألست القائل هلك الجود والجنيد جميعا * فعلى الجود والجنيد السلام أصبحنا ثاويين في بطن مرو * ما تغنى على الغصون الحمام كنتما نزهة ( 13 ) الكرام فلما * مت مات الندى ومات الكرام * قال نعم قال فليس لك عندنا شئفخرج فقال تظل لامعة الآفاق تحملنا * إلى عمارة والقود السراهيد * قصيدة امتدح بها عمارة بن حريم ابن عم الجنيد وعمارة هو جد أبي الهيذام صاحب العصبية بالشام قال وقدم عاصم بن عبد الله فحبس عمارة بن خريم وعمال الجنيد وعذبهم قال الطبري وقال بعضهم إن الجنيد مات سنة خمس عشرة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر اللالكائي أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني الحسن بن علي البزاز حدثنا أبو عمير بن النحاس عن ضمرة بن ربيعة قال جاء مؤذن الجنيد بن عبد الرحمن ( 2 ) إليه في مرضه الذي مات فيه فسلم عليه بالإمرة فقال يا ليتها لم تقل لنا انتهى قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن أبي الحسين الكاتب أخبرني محمد بن جعفر النحوي صهر المبرد حدثني محمد بن القاسم العجلي البرتي أنبأنا أبو هفان حدثتني رقيه بنت حمل عن أبيها قال كان أبو نخيلة مداحا للجنيد بن عبد الرحمن المري وكان الجنيد له محبا يكثر رفده ويقرب مجلسه ويحسن إليه فقال

_________

( 1 ) الاصل : " نهزت " والمثبت عن الطبري

( 2 ) الاصل : " عبيد "

( 3 ) الخبر والابيات في الاغاني 20 / 401

( 4 ) الاغاني : أحمد

(11/326)

فيه يرثيه وكان الجنيد مات بمرو لعمري لئن ركب الجنيد تحملوا * إلى الشام من مرو وراحت كتائبه ( 1 ) لقد غادر الركب الشآمون خلفهم * فتى غطفانيا ( 2 ) تعلل جانبه فتى كان يسري للعدو كأنما * عجاج القطا في كل يوم كتائبه وكان كأن البدر تحت لوائه * إذا سار في جيش وراحت عصائبه * 1098 جواس بن القعطل ( 3 )

واسم القعطل بياض بن سويد بن الحارث الكلبي شاعر له شعر في ذكر يوم المرج مرج راهط حكى عن حيوة بن جوي المهري الشحري من أهل الشحر حكى عنه عوانة بن الحكم انتهى ذكر أبو جعفر أحمد بن الحارث بن المبارك الخزاز فيما رواه أبو القاسم عبد الله بن محمد بن محمد بن عمرو الطوسي عنه قال قال جواس بن القعطل الكلبي أرقت بدير ( 4 ) الماطرون كأنني * لساري النجوم آخر الليل حارس وأعرضت الشعرى العبور كأنها * معلق قنديل علته الكنائس ( 5 ) ولاح سهيل عن يمين كأنه * شهاب نحاه وجهه الريح قابس * قرأت على أبي محمد بن السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال ( 7 ) أما جواس أوله جيم مفتوحة بعدها واو مشددة وآخره سين مهملة فهو جواس بن بياض بن

_________

( 1 ) الاغاني : " ركائبه " وبهامشها عن نسخة " كتائبه "

( 2 ) بالاصل " غطانيا " والمثبت عن الاغاني وعلى هامش الاصل : " الصواب : غطفانيا "

( 3 ) ترجمته في المؤتلف والمختلف للامدي ص 74 وله ذكر في الاغاني 198 19 و 22 / 153 والطبري في 5 / 542 حوادث سنة 64

( 4 ) مطموسة بالاصل

( 5 ) هذا البيت والذي يليه في المؤتلف والمختلف للامدي ص 74

( 6 ) الاكمال لابن ماكولا 2 / 429

(11/327)

سويد بن الحارث بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبي شاعر إسلامي في دولة بني أمية انتهى 1099 جودة بن جودر بن الزحاف القرشي دمشقي له ذكر فيما حكاه أبو الحسين أحمد بن حميد بن أبي العجائز الأزدي 1100 جون بن قتادة بن الأعور بن ساعدة ابن عوف بن كعب بن عبد شمس بن سعد ابن زيد بن مناة بن تميم التميمي ثم العبشمي البصري ( 1 ) قيل إن له صحبة ( 2 ) حدث عن سلمة بن المحبق وحكى عن الزبير بن العوام وشهد معه الجمل روى عنه قرة بن الحارث ( 3 ) البصري والحسن بن أبي الحسن ( 4 ) ووفد على معاوية وقد ذكرت وفوده في ترجمة بشر بن يزيد المعروف بالحتات ( 5 ) أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أخبرنا سهل بن السري البخاري نبأنا صالح بن محمد البغدادي نبأنا يحيى بن أيوب نبأنا هشيم ( 6 ) نبأنا منصور بن زاذان ( 7 ) عن الحسن نبأنا جون بن قتادة قال كنا مع النبي ( صلى الله عليه و سلم ) في بعض أسفاره فمر بعض أصحابه بسقاء معلق فيه ماء فأراد أن يشرب فقال صاحب السقاء إنه جلد ميتة فأمسك حتى لحقهما النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فذكروا ذلك له فقال اشربوا فإن دباغ الميتة طهورها [ 2822 ] ح

_________

( 1 ) أسد الغابة 1 / 370 الاصابة 1 / 271 تهذيب التهذيب 1 / 397

( 2 ) في تهذيب التهذيب معقبا : " ولم تثبت " وكان واضحا في الاصابة فقال : تابعي غلط بعض الرواة فوصل عنه حديثا أسقط اسم صحابية فذكره لذلك البغوي وغيره في الصحابة

( 3 ) في تهذيب التهذيب : قرة بن خالد

( 4 ) الذي بالاصل : " روي عنه قرة بن الحارث البصري الحسن بن الحسين " كذا والصواب ما أثبت انظر تهذيب التهذيب

( 5 ) بالاصل : " الحباب " خطأ والصواب ما أثبت مرت ترجمته

( 6 ) بالاصل : " هشام " والصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب وأسد الغابة

( 7 ) في أسد الغابة : وردان

(11/328)

قال ابن مندة هكذا قال هشيم ورواه جماعة عنه منهم شجاع بن مخلد وأحمد بن منيع ورواه عمرو ( 1 ) والحسن بن عرفة وغيرهم عن هشيم عن منصور ويونس وغيرهما عن الحسن عن سلمة بن المحبق وهو الصحيح انتهى ولم يذكر في الإسناد جونا ( 2 ) ورواه قتادة عن الحسن ( 3 ) عن جون ( 4 ) بن قتادة عن سلمة بن المحبق وهو الصحيح انتهى أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الراوي في كتابه أنبأنا محمد بن أحمد أنبأنا عبد الله بن محمد بن محمد أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيز حدثني جدي وشجاع قالا قال هشيم ( 5 ) أنبأنا منصور عن الحسن حدثنا جون بن قتادة التميمي قال كنا مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في بعض أسفاره فمر بعض أصحابه بسقاء معلق فيه ماء فأراد أن يشرب فقال له صاحب السقاء إنه جلد ميتة فأمسك حتى لحقهم النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فذكروا ذلك له فقال لهم اشربوا فإن دباغ الميتة طهورها انتهى [ 2823 ] ح قال عبد الله بن محمد هكذا حدث هشيم بهذا الحديث لم يجاوز به جون بن قتادة وليس لجون صحبة رواه عن هشيم عن منصور ( 6 ) عن قتادة عن الحسن عن جون عن سلمة بن المحبق وهو الصوا ب إن شاء الله تعالى انتهى هذا هو المحفوظ عن هشيم في هذا الحديث وهو وهم فيه فأما ما حكاه ابن مندة عن عمرو بن زرارة والحسن بن عرفة عن هشيم فإنما ذاك الإسناد لحديث غير هذا سنذكره فيما بعد وهذا الحديث إنما يرويه جون عن سلمة بن المحبق عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أخبرتنا أم المجتبي فاطمة بنت ناصر قالت أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى نبأنا إسحاق هو ابن أبي إسرائيل نبأنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن الحسن عن جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق أن

_________

( 1 ) عن أسد الغابة وبالاصل " عمر "

( 2 ) بالاصل " جون "

( 3 ) بالاصل " أنس " والمثبت عن أسد الغابة

( 4 ) الاصل " جوزة " والصواب ما أثبت وهو صاحب الترجمة

( 5 ) بالاصل : " هشام " والصواب ما أثبت عن تهذيب التهذيب وأسد الغابة

( 6 ) بالاصل " هشام " والمثبت عن أسد الغابة والاصابة

(11/329)

رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) دعا في غزوة تبوك بماء من عند امرأة فقالت ما عندي ماء إلا في قربة غير ذكي فقال ألست دبغتها قالت نعم قال فإن دباغها طهورها أو قال ذكاتهاح شك كمن وقع في هذا الحديث وقد سقط منه ذكر قتادة فإنما يرويه هشام الدستوائي عن قتادة عن الحسن [ 2824 ] ح أخبرناه أبو عبد الله محمد بن غانم بن محمد عن أحمد بن محمد الحداد أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن إسحاق أنبأنا أبو عبد الله أنبأنا أحمد بن محمد بن زياد نبأنا عبد الرحمن بن محمد بن منصور نبأنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن الحسن عن جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) في غزوة تبوك دعا بماء من عند امرأة فقالت ما عندي إلا ماء في قربة غير مذكى لي ميتة فقال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أليس قد دبغتها قالت بلى قال ذكاتها دباغها قال أبو عبد الله بن مندة رواه بكير بن بكار عن شعبة عن قتادة وإسناده نحوه انتهى وكذا رواه جماعة غير معاذ بن هشام عن هشام [ 2825 ] أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا أحمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد ( 1 ) حدثني أبي نبأنا عمرو بن الهيثم وأبو داود وعبد الصمد المغني ( 2 ) قالوا أنبأنا هشام عن قتادة عن الحسن عن جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق أن النبي ( 3 ) ( صلى الله عليه و سلم دعا بماء من قربة عند امرأة فقالت إنها ميتة قال أليس دبغتها قالت بلى قادباغها ذكاتها [ 2826 ] ح هكذا رواه همام بن يحي العوذي عن قتادة أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا ابن مالك نبأنا عبد الله بن مالك نبأنا عبد الله بن أحمد ( 5 ) حدثني أبي نبأنا بهز نبأنا همام نبأنا قتادة عن الحسن عن جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق أنه كان مع النبي ( صلى الله عليه و سلم )

_________

( 1 ) مسند الامام أحمد ج 5 / 7

( 2 ) في المسند : المعني

( 3 ) في المسند : نبي الله

( 4 ) المسند : أليس قد دبغتها

( 5 ) مسند أحمد 5 / 6

(11/330)

في غزوة تبوك فأتى على بيت قدامة قرية معلقة فسأل الشراب فقيل أنها ميتة فقال ذكائها دباغها انتهى [ 2827 ] تابعه عفان بن مسلم الصفار وأبو سلمة موسى بن إسماعيل التبوذكي وأبو عمر حفص بن عمر الحوضي ( 1 ) عن همام ورواه شعبة بن الحجاج عن قتادة فاختلف فيه عنه فرواه عنه بكر بن بكار كما قال هشام وهمام ورواه الأسود بن عامر شاذان عنه فلم يحفظانهم جون وقال عن رجل قد سماه فأما حديث بكر فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي ( 2 ) أنبأنا علي بن إسماعيل بن حماد نبأنا أبو موسى حينئذ قال ونبأنا أبو عروبة أنبأنا الحسين ( 3 ) بن هشام الرازي قالا نبأنا بكر بن بكار نبأنا شعبة نبأنا قتادة عن الحسن عن جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) بعث إلى أهل بيت فاستسقى فأتي بقربة فيها ماء فشرب فقيل أنها ميتة قال دباغها طهورها [ 2828 ] ح وأما حديث شاذان فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد ( 4 ) حدثني أبي نبأنا أسود بن عامر نبأنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن رجل قد سماه عن سلمة بن المحبق أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أتى على أهل بيت فاستسقى فإذا قربة فيها ماء فقالوا إنها ميتة يا رسول الله قال الأديم طهوره دباغه انتهى [ 2829 ] ح ورواه أبو النضر سعيد بن أبي عروبة عن قتادة فاختلف عليه فيه فروي عنه عن قتادة عن جون عن سلمة من غير ذكر الحسن وروي عن قتادة عن الحسن عن سلمة من غير ذكر جون فأما حديثه الذي لم يذكر فيه الحسن فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي ( 5 ) نبأنا يحي بن

_________

( 1 ) غير واضحة بالاصل والصواب ما أثبت ترجمته في سير الاعلام 10 / 354

( 2 ) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 178

( 3 ) في ابن عدي : الحسن بن يحيى بن هشام الرازي

( 4 ) مسند الامام أحمد 5 / 6

( 5 ) الكامل لابن عدي 2 / 178 وذكر فيه " الحسن " بين قتادة وجون

(11/331)

محمد بن صاعد نبأنا عمرو ( 1 ) بن علي نبأنا عبد الأعلى عن سعيد عن قتادة عن جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) نحوه وأما حديثه الذي لم يذكر فيه جونا فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد الله بن أحمد ( 2 ) حدثني أبي نبأنا محمد بن جعفر نبأنا سعيد عن قتادة عن الحسن عن سلمة بن المحبق أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أتى على قرية يوم حنين فدعا منها بماء وعندها امرأة فقالت إنها ميتة فقال سلوها أليس قد دبغت قالت بلى فأتى منها بحاجته فقال ذكاة الأديم دباغه [ 2830 ] ح ولجون حديث آخر مشكو ك فيه ومختلف في إسناده أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد حدثني عبد الله بن محمد بن عبد الملك الواسطي نبأنا بكر بن بكار نبأنا شعبة عن قتادة عن الحسن عن جون من قتادة أو عن رجل عن سلمة بن محبق عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) معنى حديث سلام بن مسكين انتهى يعني الذي أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النفور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله حدثني زهير بن محمد قال أنبأنا القاسم بن سلام بن مسكين حدثني أبي قال سألت الحسن عن الرجل يقع بجارية امرأته فقال حدثني قبيصة بن حريث الأنصاري عن سلمة بن المحبق أن رجلا من أصحاب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) كان لا يزال يسافر ويغزو وإن امرأته بعثت معه جارية لها قالت تغسل رأسك وتخدمك وتحفظ عليك ولم تجعلها له وإنه طال سفره في وجهه فوقع بالجارية فلما فعل أخبرت الجارية مولاتها بذلك غارت غيرة شديدة فغضبت فأتت النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فأخبرته بالذي صنع فقال لها النبي ( صلى الله عليه و سلم ) إن كان استكرهها فهي عتيقة وعليه مثلها وإن كان أتاها عن طيب نفس منها ورضاها فهي له وعليه مثل ثمنها لك ح ولم يقم فيه حدا انتهى [ 2831 ] وقال البغوي قد روى هذا الحديث شعبة عن قتادة عن الحسن عن جون بن قتادة عن سلمة انتهى وصحيح هذا الحديث عن الحسن عن قبيصة بن حريث عن سلمة

_________

( 1 ) بالاصل " عمر " والمثبت عن ابن عدي

( 2 ) مسند الامام أحمد 5 / 6

(11/332)

ورواه معمر عن قتادة مثل حديث سلام أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر أنبأنا عبد الله بن احمد ( 1 ) حدثني أبي نبأنا عبد الرزاق نبأنا معمر عن قتادة عن الحسن عن قبيصة بن حريث عن سلمة بن المحبق قال قضى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في رجل وطئ جارية امرأته إن كان قد استكرهها فهي حرة وعليه لسيدتها مثلها وإن كانت طاوعته فهي له وعليه لسيدتها مثلها انتهى رواه عمرو بن دينار عن الحسن عن رجل لم يسمه عن سلمة أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد أنبأنا عياش بن يزيد نبأنا سفيان عن عمرو ( 2 ) عن الحسن عن رجل عن سلمة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) مثله انتهى ورواه عبيد الله القواريري عن سفيان فلم يذكر الرجل الذي لم يسم ورواه ذلك محمد بن سلمة الطائغي وحماد بن زيد عن عمرو بن دينار وكذلك روه سعيد بن أبي عروبة عن قتادة بن الحسن وكذلك رواه أبو حرة عبد الرحمن بن واصل ومنصور بن زاذان ويونس بن عبيد ومبارك بن فضالة عن الحسن فأما حديث القواريري عن سفيان فأخبرناه أبو القاسم السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد اله بن محمد نبأنا عبيد الله ( 3 ) القواريري حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو عن الحسن عن سلمة بن المحبق عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) مثله انتهى وأما حديث الطائفي فأخبرناه أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ نبأنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي سنة خمس وثلاثمائة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأخبرنا أبو بكر المزرفي أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي حينئذ

_________

( 1 ) مسند أحمد 5 / 6

( 2 ) بالاصل " عمر " والصواب " عمرو " وهو ابن دينار وقد مر في بداية الخبر

( 3 ) بالاصل " عبد الله "

( 4 ) بالاصل " المرزقي " خطأ والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى المزرفة وهي قرية كبيرة ببغداد بغربيها

على خمسة فراسخ منها

( الانساب )

(11/333)

وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين النقور قالا أنبأنا عيسى بن علي حدثنا عبد الله بن محمد قالا حدثنا داود بن عمرو نبأنا محمد بن مسلم زاد الصوفي الطائفي عن عمرو بن دينار قال سمعت الحسن بن أبي الحسن يقول سمعت وقال البغوي عن سلمة بن ربيعة بن المحبق يقول وقال البغوي قال سمعت امرأة تسأل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عن جارية لها خرج بها زوجها إلى سفر فأصابها فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن كان استكرهها فهي حرة وعليه مثلها وإن كانت طاوعته فهي جاريته وعليه مثلها انتهى [ 2832 ] ح وأما حديث حماد بن زيد فأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد أنبأنا عبيد الله القواريري وأبو الربيع قالا نبأنا حماد بن زيد عن عمرو بن دينار عن الحسن بن أبي الحسن عن سلمة بن محبق أن رجلا وقع على جارية امرأته فرفع ذلك إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال إن كانت طاوعته فهي له وعليه مثلها وإن كان استكرهها فهي حرة وعليه مثلها لها [ 2833 ] وأما حديث سعيد فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أ نبأنا أحمد بن جعفر أنبأنا عبد الله بن أحمد ( 1 ) حدثني أبي أنبأنا عبد الله بن بكر حدثنا سعيد يعني ابن أبي عروبة عن قتادة عن الحسن عن سلمة بن المحبق أن رجلا غشي جارية امرأته وهو في غزوة فرفع ذلك إلى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال إن استكرهها فهي حرة من ماله وعليه شراؤها لسيدتها وإن كانت طاوعته فمثلها من ماله لسيدتها انتهى [ 2834 ] ح وأما حديث أبي حرة ومنصور فأخبرناه أبو سعيد عبد الله بن أسعد بن أحمد بن محمد بن محمد بن حيان النسوي الطبيب أنبأنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله بن محمد الصرام ( 2 ) أنبأنا أبو عمر محمد بن الحسين البسطامي أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن بن محمد بن الجازوقاني نبأنا الحسن بن عرفة نبأنا هشيم عن أبي حرة ومنصور بن زاذان ويونس بن عبيد عن الحسن عن سلمة بن المحبق أن رجلا خرج

_________

( 1 ) مسند الامام أحمد 5 / 6

( 2 ) ترجمته في سير الاعلام 18 / 483

(11/334)

في سفر فبعثت معه امرأته جارية تخدمه فوقع عليها في سفره فلما قدم ذكر ذلك لرسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال إن كنت استكرهتها فهي حرة وعليك مثلها لمولاتها وإن كانت طاوعتك فهي أمته ( 1 ) وعليك مثلها انتهى [ 2835 ] ح وأما حديث يونس فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد ( 2 ) حدثني أبي نبأنا إسماعيل يعني ابن علية عن يونس عن الحسن عن سلمة بن المحبق أن رجلا خرج في غزاة ومعه جارية لامرأته فوقع بها فذكر للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال كان استكرهها إن استكرهتها فهي عتيقة ولها عليه مثلها وإن كانت طاوعته فهي أمته ولها عليه مثلها وقال إسماعيل مرة إن رجلا كان في غزوة [ 2836 ] وأما حديث مبارك فأخبرتناه أم المجتبى فاطمة بني ناصر قالت أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى أنبأنا عبد الرحمن بن صالح أنبأنا علي بن مسهر عن مبارك بن فضالة عن الحسن عن سلمة بن المحبق أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) سئل عن رجل وقع جارية امرأته فقال إن كان استكرهها فهي حرة وإنما عليه مثلها وإن كانت طاوعته فهي أمته ولها عليه مثلها ح [ 2837 ] قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي ( 3 ) الفتح بن المحاملي ( 3 ) أنبأنا أبو الحسن الدارقطني نبأنا أبو بكر النيسابوري أنبأنا يوسف بن سعيد نبأنا مسلم نبأنا عبيد الله بن موسى نبأنا فضيل بن مرزوق حدثني شقيق بن عتبة عن قرة بن الحارث ( 4 ) عن جون بن قتادة قال قرة بن الحارث كنت مع الأحنف وكان جون بن قتادة مع الزبير بن العوام فحدثني جون بن قتادة قال كنت مع الزبير فجاء فارس يسير وكانوا يسلمون على الزبير بالإمرة فقال السلام عليك أيها الأمير فقال وعليك السلام قال هؤلاء القوم قد أتوا إلى مكان كذا وكذا قال فلم أر قوما أرث سلاحا ولا أقل عددا ولا أرعب قلوبا من ( 5 ) قوم أتوك ثم انصرف قال ثم جاء فارس

_________

( 1 ) كذا ولعل الصواب " أمتك "

( 2 ) مسند أحمد ج 5 / 6

( 3 ) كررت بالاصل

( 4 ) ما بين معكوفتين مطموس بالاصل ولعل الصواب ما أثبت

( 5 ) الزيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 130

(11/335)

فقال السلام عليك ( 1 ) أيها الأمير فقال وعليك السلام قال جاء القوم حتى نزلوا مكان كذا وكذا فسمعوا بما جمع الله تعالى لهم من العدة والقوة فقذف الله تبارك وتعالى في قلوبهم الرعب فولوا مدبرين فقال الزبير بن العوام إيه عنك الآن فوالله لو لم يجد ابن أبي طالب إلا العرفج ( 2 ) لدب إلينا فيه قال ثم انصرف أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله بن الكلابي أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو عثمان بن أحمد بن السماك أنبأنا أبو الحسن محمد بن احمد بن البراء قال قال علي بن المديني حدث سلمة بن محبق أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) دعا بماء في غزوة تبوك فقال رواه قتادة عن الحسن عن جون بن قتادة وجون هذا معروف وجون لم يرو عنه غير الحسن ( 3 ) إلا أنه معروف وقال علي في موضع آخر روى جون عن الزبير وسئل في موضع آخر عن شيوخ ( 4 ) الحسن المجهولين فذكرهم وذكر فيهم جون بن قتادة انتهى أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبانا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل خيرون حينئذ واخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالا أنبأنا محمد بن الحسن بن أحمد أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأنا أبو حفص الأهوازي أنبأنا خليفة بن خياط قال جون بن قتادة بن الأعور بن عبشمس بن سعد بن زيد مناة بن تميم أدرك الزبير انتهى حدثنا عمر رحمه الله تعالى لفظا أنبأنا أبو طالب بن يوسف أنبأنا أبو محمد الجوهري قراءة على أبي عمر حينئذ أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قال قرئ على أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا أبو الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد قال قتادة بن الأعور بن ساعدة بن عوف بن كعب بن عبد شمس وهو عبد شمس وليس عبد شمس إلا في

_________

( 1 ) الزيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 130

( 2 ) العرفج : شجر سهلي واحدته عرفجة ( القاموس المحيط )

( 3 ) بالاصل " الحسين "

( 4 ) ما بين معكوفتين العبارة بالاصل مضطربة " الزبير روى عنهم ابن الحسن المجهولين " ولعل الصواب م أثبت والعبارة مستدركة بما يوافق عبارة الاصابة 1 / 271

( 5 ) طبقات ابن سعد 7 / 62

(11/336)

قريش بن سعد بن زيد بن مناة بن تميم صحب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قبل الوفد وكتب له رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كتابا بالشبكة ( 1 ) موضع بالدهناء بين القنعة والعرمة وهو أبو الجون بن قتادة أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا عبد الوهاب بن محمد بن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل نبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 2 ) جون بن قتادة التميمي عن سلمة بن المحبق سمع منه حسن ( 3 ) يعد في البصريين انتهى وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أخبرنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة قال وأنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 4 ) وروى عنه قتادة سمعت أبي يقول ذلك انتهى وهذا وهم إنما يروي قتادة عن الحسن عنه انتهى أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي ( 5 ) نبأنا ابن أبي عصمة نبأنا أبو طالب أحمد بن حميد قال سألت يعني أحمد بن حنبل عن جون بن قتادة فقال لا يعرف وقلت روى غير هذا الحديث قال لا قال ابن حميد قال ابن عدي وجون بن قتادة لم يعرف له أحمد بن حنبل غير هذا الحديث أي غير حديث الدباغ وقد ذكرت بذلك الإسناد حديثا آخر وما أظن أن له غيرهما يعني حديث بكر بن بكار انتهى قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال جون بن قتادة روى عن سلمة بن المحبق وعن الزبير بن العوام

_________

( 1 ) الشبكة : عدة مواضع انظر معجم البلدان 3 / 322

( 2 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 252

( 3 ) البخاري : الحسن

( 4 ) الجرح والتعديل 1 / 1 / 542

( 5 ) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 178 و 179

(11/337)

حدث عنه الحسن البصري وقرة بن الحارث ذكره البخاري فقال جون بن قتادة عن سلمة بن المحبق يعد في البصريين تميمي سمع منه الحسن لا يعرف إلا بهذا أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر أنبأنا أحمد بن علي بن عبيد الله بن سواد المقرئ والمبارك بن عبد الجبار بن أحمد الصيرفي فقال أنبأنا الحسين بن علي بن عبيد الله الطناجيري أنبأنا حكيم بن محمد بن إبراهيم التميمي نبأنا القاضي أبو عبد الله عبد الملك بن يزيد بن الهيثم نبأنا أحمد بن هارون بن روح الحافظ في الطبقة الثامنة من الأسماء المنفردة قال جون بن قتادة يروي عنه الحسن بن أبي الحسن ( 1 ) بصري ثقة أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال جون بن قتادة عن سلمة بن قتادة التميمي عداده في أهل البصرة لا يصح له صحبة ولا رؤية وهم هشيم في حديثه انتهى أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قال قال أنبأنا أبو نعيم الحافظ جون بن قتادة التميمي يعد في البصريين لا يثبت له رؤية ولا صحبة ذكره بعض الواهمين في الصحابة ونسب وهمه إلى هشيم وهو وهم لأن زكريا بن يحيى بن رحمويه ( 2 ) رواه عن هشيم مجودا يعني يذكر سلمة بن المحبق في إسناده انتهى قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال أما جون أوله جيم مفتوحة وواو ساكنة فهو جون بن قتادة يروي عن الزبير بن العوام وسلمة بن المحبق روى عنه الحسن وقرة بن الحارث وغيرهما 1101 جوهر مولى أبي تميم معد الملقب بالمعز ( 4 ) بعثه مولاه بجيش عظيم من المغرب إلى ديار مصر فكسر عسكر الأخشيدية

_________

( 1 ) بالاصل " الحسين "

( 2 ) في الاصابة 1 / 271 " زحمويه " وفي أسد الغابة 1 / 370 " حمويه " وفي تهذيب التهذيب " زحمويه "

قال ابن حجر في الاصابة : وتعقبه المزي ( في الاطراف ) بأن كلام ابن منده صواب وأن الوهم فيه من هشيم وأن رواية زحمويه شاذة

( 3 ) الاكمال لابن ماكولا 2 / 162 وبالاصل " إنما أوله جون " والمثبت عن الاكمال

( 4 ) الوافي بالوفيات 11 / 225 وفيات الاعيان 1 / 375 ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ص 90 وانظر بهامش الوافي ثبتا بأسما مصادر أخرى ترجمت له

(11/338)

فاستولى على مصر يوم الثلاثاء ( 1 ) الثاني عشر من شعبان سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة وبنى القاهرة ثم قدم ( 2 ) مولاه أبو تميم مصر فأقام بها مدة ومات وقام بعده ابنه نزار الملقب بالعزيز فحدث فبعث جوهرا في عسكر إلى دمشسنة خمس وستين وثلاثمائة وصلها فنزل بظاهرها يوم الأحد لثمان بقين من ذي القعدة فقاتلوا أهلها وأميرهم هفتكين التركي مدة ثم رحل عنها يوم الخميس الثالث مجمادى الأولى سنة ست ( 3 ) وستين وثلاثمائة ولما هجم عليها الشتاء دخل عليه من قتل أصحابه واقتادوا بهم لقلة العلوفة ولحقه هفتكين إلى أرض الرملة وجرت بينه وبينه حروب كثيرة فهرب إلى عسقلان وتحصن بها فحاصره فيها إلى أن خرج منها بأمان ولحق بمصر انتهى حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه قال دفع إلي رجل يعرف بمجير الكتامي سيخ من عبيد المصريين ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق فكان فيها القائد جوهر في سنة ست وستين وثلاثمائة وأخبرنا الفقيه أبو الحسن أيضا قال أنبأنا أزهر بن محمد الحبال المقرئ قال سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة مات جوهر يوم الخميس لعشر بقين من ذي القعدة ( 4 ) 1102 جوية بن عائذ ويقال ابن عاتك ويقال ابن أبي أناس ويقال ابن عبد الواحد النصري من بني نصر بن معاوية ويقال الأسدي النحوي الكوفي ( 5 ) وفد على معاوية وسأله حكى عنه ابنه أبو نواس عبد الملك بن جوية في الكتاب الذي أخبرنا ببعضه أبو بكر محمد بن نضر أنبأنا عبد الوهاب بن محمد أنبأنا أبو محمد بن الحسن بن أحمد بن جوية أنبأنا أبو الحسن أحمد بن عمر الكتاني أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني المفضل بن غسان حدثني نصر الذبياني

_________

( 1 ) في وفيات الاعيان : يوم الثلاثاء لاثني عشرة ليلة بقيت من شعبان

( 2 ) بالاصل " قدموا "

( 3 ) بالاصل " ستة "

( 4 ) وفيات الاعيان 1 / 376 وكانت وفاته بمصر

( 5 ) بغية الوعاة 1 / 490 وفيه " ابن أبي إياس " بدل " اناس "

(11/339)

حدثني أبو أناس ( 1 ) عبد الملك بن جوية النصري عن أبيه قال قدمت على معاوية بن أبي سفيان فقال يا جوية ما القرابة قلت المودة قال فما السرور فقلت المواتاة قال فما الراحة قلت الجنة قال صدقت انتهى كذلك في الأصل جوية والصواب جوية كما في الترجمة انتهى خالفه غيره أنبأنا أبو المعالي الفضل بن سهل قال أنبأنا سهبن بشر الإسفرايني أنبأنا أبو الحسن بن الطفال أنبأنا رشيق أنبأنا أبو القاسم عبد الله بن الحسين المضيفي الإمام أنبأنا عمارة بن وثيمة وأخبرنا إسحاق بن إبراهيم بن الفضل حدثني أبو بشر الذبياني حدثني أبو أناس عبد الملك بن جوية عن أبيه قال قدمت على معاوية فقال لي يا جوية ما القرابة قلت المودة قال فما السرور قلت المواتاة فقال فما الراحة قلت الجنة قال صدقت انتهى أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ وأخبرنا عمرو بن أحمد بن منصور الصفار أنبأنا أبو سعيد عبد الله بن عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد بن حسكويه قال أنبأنا أبو سعيد محمد بن موسى الصيرفي أنبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب الأصم نبأنا إبراهيم بن الجهم السموي نبأنا الفراء في قوله تعالى " قل أوحي إلي ( 2 ) " قال القراء مجتمعون على أوحي وقرأها جوية بن عبد الواحد الأسدي إن شاء الله تعالى " قل أوحي إلي " من وحيت فهمز الواو لأنها انضمت كما قال " وإذا الرسل أوقتت ( 3 ) " انتهى واخبرنا أبو القاسم الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب قال وأخبرني أبو الحسن أحمد بن علي التمار أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن نبأنا إبراهيم بن عرفة حدثني محمد بن الجهم نبأنا الفراء قال أهل الحجاز يقولون أوحيت وأسد وحيت وكان جوية بن أبي أناس أحد بني نصر بن معاوية يقرأ قل أوحي يزيد وحي فهمز الواو لانضمامها كما قال تعالى " فإذا الرسل أوقتت " وقال الشاعر ما هيج الشوق من أطلال * أضحت قفارا كوحي الواحي *

_________

( 1 ) تقدم : أبو نواس

( 2 ) سورة الجن الاية الاولى

( 3 ) سورة المرسلات الاية : 11

(11/340)

قال وسمعت بعض بني كلاب يقول ليحيى إلي وحيا ما أعرفه انتهى وأخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن عبد الله المعدل أنبأنا عمر بن محمد بن عبد الواحد أنبأنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن ثعلب قال قرأ جوية الأسدي أحي أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا ( 1 ) البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي عن أبي الحسن الدارقطني حينئذ قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن ( 2 ) الدارقطني قال وأما جوية فهو جوية بن عبد الله بن عائذ ويقال ابن عاتك الكوفي النحوي روى عنه ابنه أبو أناس عبد الملك بن جوية انتهى قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال ( 3 ) وأما جوية بضم الجيم وفتح الواو وبعدها ياء مشددة فهو جوية بن عائذ ويقال بن عاتك النحوي روى عن ابنه أبو أناس عبد الملك بن جوية وقال ابن ماكولا في موضع آخر ( 4 ) أبو أناس الكوفي من القراء روى عنه يحيى بن آدم ( 5 ) ونعيم بن يحيى السعدي ( 6 ) وغيرهما واختلف في اسمه واسم أبيه ( 7 ) فقال يحي بن آدم هو عبد الملك بن جوية وقال الفراء في رواية الأصم عن ابن ( 8 ) الجهم عنه جوية بن عبد الواحد الأسدي وروى نفطويه عن ابن الجهم عنه أنه جويبن أبي أناس أحد بني نصر بن ( 9 ) معاوية وروي عن ثعلب جوية الأسدي غير منسوب

_________

( 1 ) بالاصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت وقد مر هذا السند كثيرا

( 2 ) بالاصل " الحسين " خطأ

( 3 ) الاكمال لابن ماكولا 2 / 170

( 4 ) الاكمال لابن ماكولا 1 / 112 - 113

( 5 ) عن الاكمال وبالاصل " أديم "

( 6 ) الاكمال : السعيدي

( 7 ) بالاصل : السعيدي

( 7 ) بالاصل " أبوه "

( 8 ) بالاصل : " أبي "

( 9 ) بالاصل : " بن أبي معاوية " والصواب عن الاكمال

(11/341)

1103 - جهير بن محمد أبو القاسم انتهى قرأت بخط بعضهم أنشدني أبو القاسم جهير بن محمد بدمشق لابن كاتب المطيري فديتها عينا إذا أقبلت * سبح إنساني لإنسانها * "

(11/342)

ذكر من اسمه جيش " 1104 جيش بن خمارويه بن أحمد بن طولون ( 1 ) أبو العساكر الطولوني ولي امرة دمشق بعد قتل أبيه أبي الجيش مدة يسيرة ثم خرج متوجها إلى مصر فقتل قبل أن تطول مدته انتهى قرأت بخط أبي الحسين الرازي حدثني أبو الحارث إسماعيل بن إبراهيم المري قال بويع لجيش بن أبيه الجيش بدمشق بعد أن قتل أبي في ذي الحجة سنة اثنتين وثمانين ومائتين وخرج جيش بن خماروية بعد قتل أبيه من دمشق راجعا إلى مصر في النصف من ذي الحجة من هذه السنة واستخلف على دمشق طغج بن جف فلما صار جيش إلى مصر وثب ( 2 ) بعمه أبي العشائر لقتله فتحرك الناس بمصر لقتله ووقع بمصر نهب وحريق ووثب هارون بن خماروية فقتله وصار الأمر إلى هارون بن خماروية على جيش بن خماروية في جمادى الآخرة سنة ثلاث وثمانين ومائتين أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو محمد هبة الله بن أحمد قالا أنبأنا عبد العزيز الكتاني حدثني أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني نبأنا عبد الله بن أيوب حدثني أبو محمد الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن خروف بمصر حدثني أبو جعفر أحمد بن يوسف بن إبراهيم المعروف بابن الداية حدثني

_________

( 1 ) ترجمته في الوافي بالوفيات 11 / 229 وولاة مصر للكندي ص 265 - 266 وانظر بهامش الوافي ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمته له - ( 2 ) بالاصل : " وبثت " ولعل الصواب ما أثبت

(11/343)

ربيعة بن أحمد بن طولون قال ( 1 ) لما توفي ( 2 ) خمارويه قبض علي وعلى مضر وشيبان ابني أمد بن طولون جيش بن خمارويه وحبسنا ( 3 ) بدمشق فلما قفل إلى مصر حبسنا في حجرة من الميدان معه وكانت تأتينا في كل يوم مائدة نجتمع عليها وكان في الحجرة رواق وبيتان وجلوسنا في الرواق فوافى خادم له فأدخلوا أخانا مضر في البيت فانفصل عنا فكانت المائدة تقدم إلينا ونمنع أن نلقي إليه منها شيئا فأقام خمسة أيام لا يطعم ولا يستغيث ( 4 ) ثم وافى إلينا من أصحاب جيش فقالوا أما مات أخوكم بعد فقلنا ما نسمع له حسا ففتحوا الباب فوجدوه حيا ورام القيام فلم يصل إليه فرماه الثلاثة بثلاثة أسهم في مقاتلة فطعن وكانت ليلة الجمعة وأخرجوه وأغلقوا الباب علينا وأقمنا يوم الجمعة والسبت لم يقدم إلينا طعام فظننا أنهم سلكوا بنا طريقه فلما أن يوم الأحد سمعنا صارخة في الدار وفتح باب الحجرة وأدخل إلينا جيش بن خمارويه فقلنا ما خبرك فقال غلب أخي على أمري وتولى إمارة البلد هارون بن خمارويه فقلنا الحمد الله الذي قبض يدك وأضرع خدك فقال ما كان عزمي إلا أن ألحقكما بأخيكما وأنفذ إلينا جماعتنا مائدة فلما طعمنا بعث إلينا خادما أن جيشا كان قدم عزم على قتلكما كما قتل أخاكما فاقتلاه ( 5 ) وخذا بثأركما إليه منه وانصرفا على أمان وبعث إلينا خدما فتسرعوا غليه فقتل وانصرفنا إلى منازلنا وقد كفينا عدونا انتهى وذكر محمد بن أحمد الوراق أن الخبر بذلك وصل إلى بغداد في النصف من شهر ربيع الآخر من هذه السنة يعني سنة ثلاث ( 6 ) وثمانين ومائتين وبلغني أن مدة جيش كانت تسعة أشهر وقيل ستة أشهر ( 7 )

_________

( 1 ) الخبر في النجوم الزاهرة 3 / 93

( 2 ) في النجوم : لما قتل أخي خمارويه ودخل ابنه جيش مصر قبض

( 3 ) في النجوم الزاهرة : وحبسهما في حجرة معي في الميدان

( 4 ) الاصل : لا تطعم ولا تستغيث " والمثبت عن النجوم والمختصر

( 5 ) عن النجوم الزاهرة وبالاصل : فاقبلا

( 6 ) في الوافي : " وكانت قتلته في حدود التسعين والمائتين "

كذا

( 7 ) انظر في مدة ولايته : ولاة مصر للكندي ص 266 والنجوم الزاهرة 3 / 94

(11/344)

1105 - جيش بن محمد بن صمصامة أبو الفتح القائد ( 1 ) ابن أخت أبي محمد ( 2 ) المغربي الكتامي ولي دمشق من قبل خاله أبي محمود أمير الأمراء ( 3 ) أمير جيوش المصريين بالشام في يوم الخميس ليوم بقي من ذي القعدة سنة ثلاث وستين وثلاثمائة ثم عزله في المحرم سنة أربع وستين وولاها بدر السمولي ثم أعاده إلى ولايتها يوم الجمعة مستهل ربيع الآخر سنة أربع وستين ثم عزل يوم الخميس لخمس خلون من رجب من هذه السنة وولاه ما شاء الله ثم ولي دمشق بعد موت خاله أبي محمود سنة سبعين وثلاثمائة إلى أن وصل بلتكين التركي واليا على دمشق في ذي الحجة سنة أثنتين ( 4 ) وسبعين ثم ولي جيش دمشق في سنة تسع وثمانين وثلاثمائة فأقام بها واليا حتى مات وكان سفاكا للدماء شديد التعدي والظلم وكان داعيا من دعاتهم يأخذ على المخدومين وعم الناس في ولايته البلاء من القتل وأخذ المال حتى لم يبق بيت بدمشق ولا بظاهرها إلا أمتلأ من جوره خلا من كان ظالما يعينه على ظلمة وكثر الدعاء عليه والإبتهال إلى الله تعالى في إهلاكه حتى أراح الله تعالى منه بعد أن رأى بنفسه من الجذام العبر ( 5 ) وانتهى حدثنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه قال دفع إلي رجل يعرف بمجير الكتامي شيخ من خيل المصريين ورقة فيها أسماء الولاة بدمشق وكان فيها جيش بن صمصامة سنة تسع وثمانين وثلاثمائة انتهى وقرأت بخط عبد المنعم بن علي بن الشحامي وفي ليلة هذا اليوم وهي ليلة الأثنين يعني التاسع من شهر ربيع الآخر سنة تسعين مات القائد جيش ثلث الليل

_________

( 1 ) ترجمته في لوافي بالوفيات 11 / 230 والنجوم الزاهرة 4 / 204 وفيها : أبو الفتوح وشذرات الذهب 3 / 133

( 2 ) في الوافي : " أبي محمود " وسيرد صوابا

( 3 ) بالاصل " أمير المؤمنين " ولعل الصواب ما أثبت وفي النجوم الزاهرة : " أمير امراء جيوش

"

( 4 ) بالاصل " اثنين "

( 5 ) كلمة غير مقروءة بالاصل فتركنا مكانها بياضا

(11/345)

وأخفي أمره يوم الخميس لاثنتي ( 1 ) عشرة خلت من شهر ربيع واجتمع في قصر السلطان النبيل وجيش وابن نزال وجماعة القواد وجمعوا أشراف دمشق وشيوخها فلما اجتمعوا في القصر أخرجو سجلا من السلطان يقول فيه إن صاب جيشا شئ فيكون ابنه أبو عبد الله الوالي بعده ثم قام التاهرتي الشريف وقال يا معشر الناس إن قائدكم قد مات وأنا أعزيكم فبكى الناس وعزوا لابنه أبي عبد الله وهناؤه بالولاية انتهى قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني مما نقله من خط أبي الحسن بن الميداني قال قدم جيش بن الصمصامة إلى دمشق يوم الثلاثاء لاثنتين ( 2 ) وعشرين ليلة خلت من ذي القعدة من سنة ثمان وثمانين وثلاثمائة ونزل المزة ومات يوم الأثنين لسبع خلون من شهر ربيع الآخر سنة تسعين وثلاثمائة وجاء كتاب بولاية من السجل موضع جيش 1106 جيش بن ميمون بن عبد الله أبو الفتح الأطرابلسي المقرئ الكاتب حدث بمصر عن أبي الحسين محمد بن حمود بن عمر القاضي روى عنه عمر الدهستاني أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسين الفرغولي بمرو قال أنبأنا أبو الفتيان عمر بن عبد الكريم بن سعدوية الدهستاني الحافظ ( 3 ) أنبأنا جيش بن ميمون بن عبد الله الأطرابلسي أبو الفتح الكاتب المقرئ بمصر أنبأنا أبو الحسين محمد بن محمود بن عرم بن عبد الواحد الشافعي القاضي أخبرني أبو محمد بن مسلم بن أحمد بن عرافة برشيد وهو قاضيها قال لي أبو سعد بن جنادة المالكي عرضت لي في وقت من الزمان قصة كبرت على قلبي وأنا أضيق ما كنت منها وقد استترت في البيت فحملت أنظر في دفاتري فمر فيها هذا البيت * يستصعب الأمر أحيانا بصاحبه * ورب مستصعب قد سهل الله * قال فسرى عني وقمت من وقتي وخرجت إلى الطريق وعملت أن لله تعالى قد فرج عني قال فما رأيت إلا خيرا انتهى "

_________

( 1 ) بالاصل " لاثني "

( 2 ) بالاصل : " لاثنين "

( 3 ) ترجمته في سير الاعلام 19 / 317 ( 202 )

(11/346)

حرف الحاء المهملة " 1107 حابس بن سعد ( 1 ) ويقال ابن ربيعة بن المنذر بن سعد بن يثربي بن عبد بن قصي بن قمران بن ثعلبة بن عمرو بن ثعلبة بن حيان بن جرم وهو ثعلبة بن عمرو بن الغوث بن طي الطائي اليماني يقال إن له صحبة وكان فيمن وجهه أبو بكر الصديق إلى الشام نزل مصر وولاه عمر قضاء حمص وحدث عن أبي بكر الصديق وفاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وقدم دمشق وشهد مع معاوية حرب صفين وجعله على الرجالة يومئذ روى عنه عبد الله بن غابر ( 2 ) وسعد بن إبراهيم انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا عمرو بن عثمان نبأنا أحمد بن خالد الوهبي ( 3 ) عن عبد الواحد بن أبي عون عن سعد بن إبراهيم عن حابس اليماني عن أبي بكر الصديق ( 4 ) قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من

_________

( 1 ) بالاصل " سعيد " والمثبت عن الاستيعاب 1 / 360 والاصابة 1 / 272 وأسد الغابة 1 / 375 الوافي بالوفيات 11 / 232 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له

( 2 ) رسمها غير واضح بالاصل والمثبت عن أسد الغابة 1 / 376

( 3 ) في العبر : الذهبي

( 4 ) الحديث في المعرفة والتاريخ 2 / 308

(11/347)

صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله تعالى فلا تخفروا الله في عهده فمن قتله طلبه الله حتى يكبه في النار على وجه [ 2838 ] ح أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو منصور بن محمد الحسين بن عبد الله البزاز المعروف بابن هريسة أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد البرقاني قال فقلت يعني للدارقطني ( 1 ) حابس اليماني عن أبي بكر الصديق فقال مجهول متروك قرأت بخط عبد العزيز الكتاني ثم أخبرنا أبو القاسم الخضر بن الحسين بن عبدان عنه أنبانا علي بن الحسين الربعي أخبرني أبو علي الحسن بن علي بن عبد الله بن سعيد الكندي ببعلبك أنبأنا أبو الخليل العباس بن الخليل الحضرمي بحمص نبأنا أبو علقمة يعني نصر بن خزيمة بن علقمة عن محفوظ بن علقمة أخبرني أبي عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ بن علقمة عن أبي عائذ قال وقال حسين قال حابس بن سعد حدثتني ( 2 ) فاطمة بنت رسول لله ( صلى الله عليه و سلم ) أنها أريت في منامها أنكحت أبا بكر ونكح علي أسماء بنت عميس وكانت بنت عميس تحت أبي بكر وتوفي أبو بكر وتوفيت فاطمة فنكح علي أسماء بنت عميس انتهى قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبانا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمد بن سعد قال ( 3 ) في تسمية من نزل الشام من الصحابة والأنصار أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) حابس بن سعد الطائي انتهى أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء محمد بن المكي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد حينئذ أنبأنا الأحوص بن المفضل أنبأنا أبي قال ومنهم يعني حابسا جالس بن سعد ولاه عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه القضاء انتهى أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو عبد الله جعفر بن محمد نبأنا أبو زرعة قال في تسمية من نزل بالشام من

_________

( 1 ) بالاصل " الدار قطني "

( 2 ) بالاصل : حدثني

( 3 ) طبقات ابن سعد 7 / 431

(11/348)

الصحابة من الأنصار وقبائل اليمن حابس بن سعد اليماني انتهى أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأ أبو القاسم بن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا علي بن الحسن أنبانا عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع في الطبقة الأولى من الصحابة حابس بن سعد الطائي انتهى أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنبأنا أحمد بن الحسين والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالو أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد ومحمد بن ( 1 ) الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد ( 2 ) بن إسماعيل البخاري حابس بن سعد الطائي أدرك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) روى حريز عن عبد الله بن غابر يعد في الشاميين انتهى وفنسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أحمد عبد الله إجازة حينئذ قال أنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال حابس بن سعد الطائي شامي أدرك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وهو حابس اليماني قتل بصفين روى عنه عبد الله بن غابر الألهاني سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد وروى حابس اليماني عن أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه روى عنه سعد بن إبراهيم أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد بن علي النرسي في كتابه أنبأنا عمي رقة ( 5 ) قراءة أنبأنا أبو طالب الزينبي قراءة أنبأنا أبو القاسم التنوخي أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا بكر بن أحمد بن حفص نبأنا أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي في الطبقة العليا التي تلي أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من أهل حمص حابس بن

_________

( 1 ) بالاصل : " والحسن " والصواب " بن الحسن " قياسا إلى سند مماثل

( 2 ) بالاصل " أحمد " خطأ وانظر التاريخ الكبير 2 / 1 / 108 والزيادة التالية عنه

( 3 ) الجرح والتعديل 3 / 292 ( 1 / 2 / 292 )

( 4 ) كذاب بالاصل وفي فهارس شيوخ ابن عساكر ( المطبوعة 7 / 426 ) الزينبي

( 5 ) كذا اللفظتان بالاصل وبعد اللفظة الاخيرة بياض مقدار كلمة

(11/349)

سعد الطائي اليماني أدرك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وصحب أبا بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما وحدث عنه وأسند وقتل بصفين مع معاوية قضى في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما أجمعين أخبرنا أبو الحسن علي بن المسم الفقيه نبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا مسدد بن علي بن عبد الله أنبأنا أبو طالب أنبأنا أبو القاسم عبد الصمد بن سعيد القاضي في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) حابس بن سعد اليماني يقال إنه أدرك عمر بن الخطاب وابن الحمق الخزاعي كان بحمص ثم أرتحل كذلك قال محمد بن عوف وسليمان البهراني انتهى كذا قال أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواجد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال حابس بن سعد الطائي عداده في الحمص روى عنه عبد الله بن غابر انتهى أخبرنا أبو الفتح أنبأنا شجاع أنبأنا أبو عبد الله أنبأنا أحمد بن سليمان بن أيوب بن حذلم نبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو نبأنا أبو اليمان نبأنا حريز بن عثمان عن عبد الله بن غابر قال دخل حابس بن سعد المسجد من السحر وقد أدرك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فرأى الناس يصلون في صدر المسجد فقال المراؤون أرعبوهم فمن أرعبهم فقد أطاع الله تعالى ورسوله فقام الرجل إلى رجل من خلفه فوخزه في صدر المسجد وقال إن الملائكة تصلي من السحر في مقدم المسجد انتهى أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرني أبو مسعود الأصبهاني أنبأنا أبو نعيم الحافظ نبأنا سليمان بن أحمد نبأنا أبو زرعة الدمشقي نبأنا أبو التمار نبأنا حريز ( 3 ) بن عثمان عن عبد الله بن غابر الألهاني قال جاء حابس بن سعد الطائي وقد أدرك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فرأى الناس يصلون في صدر المسجد فقال المراؤون ورب الكعبة أرعبوهم فمن أرعبهم فقد أطاع الله عز و جل ورسوله وقال إن الملائكة تصلي من السحر في صدر المسجد انتهى

_________

( 1 ) اللفظة غير واضحة والصواب ما أثبت قياسا إلى مماثل

( 2 ) بالاصل " سعيد " والصواب مما تقدم

( 3 ) بالاصل " جرير " خطأ وقد مر صوابا قبل أسطر

(11/350)

أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبانا أبو عبد الله النهاوندي نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال قال أبو عبيدة وكان على رجالة الميمنة كلهم حابس بن سعد الطائي مع معاوية وذلك في المحرم سنة سبع وثلاثين ( 1 ) أخبرنا أبو عبد الله البلخي نبأنا محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا أحمد بن إسحاق نبأنا إبراهيم بن الحسين الكسائي نبأنا يحي بن سليمان الجعفي حدثني نصر بن مزاحم ( 2 ) نبأنا عمر ( 3 ) بن شمر عن جابر الجحفي عن أبي الطفيل العامري أن حابس بن سعد الطائي كان صاحب لواء طئ من أهل الشام مع معاوية فقال في الشعر أما يعجبك أنا قد كففنا * عن أهل الكوفة الموت العيان أينهانا كتاب الله عنهم * ولا تنهاهم السبع المثان ( 4 ) وقال فيه أيضا أما بين المنايا غير سبع * بقين من المحرم أو ثمان أما يعجبك أنا قد كففنا * عن أهل الكوفة الموت العيان أينهانا كتاب الله عنهم * ولا تنهاهم السبع المثان * فقتل بعد ذلك مع معاوية في المحرم سنة سبع وثلاثين انتهى أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا حرملة نبأنا ابن وهب عن ابن لهيعة عن الحارث بن يزيد قال لما كان يوم صفين اجتمع أبو مسلم الخولاني وحابس الطائي وربيعة الجرشي وكانوا مع معاوية فقالوا ليدع كل إنسان

_________

( 1 ) تاريخ خليفة ص 196 والعبارة الاخيرة ليست في تاريخ خليفة وقد ورد خبر صفين فيه سنة ثمان وثلاثين

( 2 ) وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 202 الخبر والشعر وانظر الفتوح لابن الاعثم الكوفي 3 / 23

( 3 ) في وقعة صفين ص 202 " عمرو "

( 4 ) السبع المثان : هي السور إلى سورة التوبة على أن تحسب التوبة والانفال سورة واحدة ولذلك لم يفصل بينهما بالمصحف بالبسملة

(11/351)

منكم بدعوة فقال أبو مسلم اللهم اكفنا وعافنا وقال حابس اللهم اجمع بيننا وبينهم ثم احكم بيننا وبينهم وقال ربيعة اللهم اجمع بيننا ثم ابلنا بهم وابلهم بنا فلما التقوا قتل حابس وفقئت عين ربيعة وعوفي أبو مسلم وقال في ذلك شاعر أهل العراق نحن قتلنا حابسا في عصابة * كرام ولم نترك بصفين معصبا * قال يعقوب كانت صفين في شهر ربيع الأول سنة سبع وثلاثين أخبرنا أبو عبد الله محمد بن غانم بن أحمد بن محمد أنبأنا عبد الرحمن بن مندة أنبأنا أبي أبو عبد الله بن مندة أنبأنا محمد حينئذ وأخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الله بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا محمد بن عمرو بن إسحاق بن زبريق حدثني أبي أنبأنا نصر بن خزيمة أن أباه أخبره عن نصر بن علقمة عن أخيه محفوظ عن أبي عائذ قال قال جبير بن نفير أري خارجة بن جزء العذري ( 1 ) رؤيا فأتى حابس بن سعد الطائي فحدثه بها فقال أرأيت أني أتيت باب الجنة فإذا أنا بمصراعين طويلين وأنت معي وإذا حائطها من شوك طويل فذهبنا لنلج من بابها فمنعنا فكأنه جعل لي جناحان فطرت حتى دخلتها فإذا أنا فيها ملقى منبطح ثم رأيتك دخلت تمشي من بابها فقال حابس بن سعد تلك الشهادة قد كنت أرجو أن أقتل شهيدا فأما أنت ستقتل شهيدا قال فغزا خارجة بن جزء في البحر ثم خرق جلده حديدة سفينة انتهى أخبرنا قرأت على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي الحسن عن أبي القاسم يوسف بن محمد بن المهرواني الهمداني أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن الحمامي المقرئ قراءة عليه أنبأنا أبو صالح القاسم بن سالم الأجباري نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن أدريس بن قادم عن عمر بن ميمون عن أمية قال مر علي رضي الله تعالى عنه برجل يوم صفين مقتول ومعه الأشتر فاسترجع الأشتر فقال علي مالك قال ما هذا حابس اليماني عهدته مؤمنا ثم قتل على ضلالة قال والآن هو مؤمن انتهى

_________

( 1 ) انظر ترجمته في أسد الغابة 1 / 560 والاستيعاب 1 / 422 هامش الاصابة

(11/352)

أنبأنا أبو سعد المطرز أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا سليمان بن أحمد الطبراني نبأنا محمد بن عبد الله الحضرمي نبأنا عبد الله بن أبي زياد القطواني نبأنا أبو داود الطيالسي حدثنا عبد العزيز بن أبي سلمة الماجشون عن عبد الواحد قال مر علي بن أبي طالب يوم صفين وهو متكئ على الأشتر فمر بحابس اليماني وكان حابس من العباد فقال الأشتر يا أمير المؤمنين حابس معهم عهدي به والله مؤمن فقال علي وهو اليوم مؤمن أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد البيهقي في كتابه وحدثنا أبو الحسن علي بن سليمان المرادي أنبأنا أبو بكر البيهقي إجازة أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن علي البيهقي أنبأنا ( 1 ) أبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين البيهقي الخسروجردي ( 2 ) نبأنا داود بن الحسين البيهقي نبأنا حميد بن زنجوية نبأنا أحمد بن خالد نبأنا عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة عن عبد الواحد بن أبي عون قال مر علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه وهو متكئ على الأشتر فإذا حابس اليماني مقتول فقال الأشتر إنا لله وإنا إليه راجعون حابس اليماني معهم يا أمير المؤمنين عليه علامة معاوية أما والله لقد عهدته مؤمنا فقال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه والآن هو مؤمن قال وكان حابس رجلا من أهل اليمن من أهل العبادة والاجتهاد انتهى أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا حدثنا خليفة بن خياط في تسمية من قتل مع معاوية بصفين حابس بن سعد الطائي انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نبأنا عمر بن عبد الله أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد نبأنا حنبل بن إسحاق أنبأنا أبو بكر أنبأنا أبو كريب نبأنا وكيع عن علي بن صالح عن أبيه عن أبي بكر بن عمرو قال وكان بين الجمل وبين صفين شهران ونحوه وكانت صفين في سنة سبع وثلاثين

_________

( 1 ) بياض بالاصل مقدار كلمة

( 2 ) هذه النسبة إلى خسروجرد وهي قرية من ناحية بيهق ( الانساب )

ذكره السمعاني باسم : " أبي حامد أحمد بن الحسين بن محمد بن الحسين " وترجم له

(11/353)

1108 - حابس بن ضمرة الضبي من أخص أصحاب عبد الملك بن مروان وولاه صائفة أهل دمشق له ذكر 1109 حابس بن عمرة العتبي من أخص أصحاب عبد الملك بن مروان وولاه شاتية أهل دمشق له ذكر انتهى "

(11/354)

ذكر من اسمه حاتم " 1110 حاتم بن أحمد بن الحجاج أبو سهل المروزي كان رفيق أبي حاتم الرازي في رحلته إلى الشام حدث عن ابي معاذ النحوي وهارون بن معروف وشريح بن يونس وعبيد الله بن معاذ بن معاذ سمع منه أبو حاتم الرازي انتهى وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة قال وأنبأنا أبو القاسم انتهى قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 1 ) حاتم بن أحمد بن الحجاج المروزي أبو سهل ( 2 ) رفيق أبي بالشام روى عن أبي معاذ النحوي وشريح بن يونس وهارون بن معروف وعبيد الله بن معاذ بن معاذ سمع منه أبي 1111 حاتم بن شقي بن يزيد ويقال مرثد ويقال ابن نبيه ( 4 ) أبو فروة الهمداني من أهل دمشق وهو من أهل حرب وهو ابن أخت يزيد بن مرثد

_________

( 1 ) الجرح والتعديل 1 / 2 / 261

( 2 ) بالاصل " أبو سهيل " والمثبت عن الجرح

( 3 ) بالاصل : " شقي " والمثبت عن الجرح والتعديل 1 / 2 / 259 ومختصر ابن منظور 6 / 137

( 4 ) غير واضحة بالاصل وبدون نقط والمثبت عن المختصر

(11/355)

روى عن مكحول وعبدة بن أبي لبابة ( 1 ) وحسان بن عطية ويزيد بن مرثد روى عنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمار وسليمان بن عبد الرحمن أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه حدثنا أبو الفتح المقدسي وابن محمد الكلاعي وأخبرنا أبو الحسن علي بن يزيد السلمي حدثنا نضر بن إبراهيم الزاهد قال أنبأنا أبو الحسين بن عوف أنبأنا أبو علي بن منير نبأنا محمد بن خريم نبأنا هشام بن عمار في مشيخته الدمشقيين نبأنا أبو فروة حاتم بن شفي الهمداني ويخضب بحمرة قال رأيت مكحولا يقنت في صلاة الصبح بعد الركوع ويرفع يديه قليلا من تحت الرواح ويقول ربنا ولك الحمد مل ء السموات ومل ء الأرضين السبع وما بينهن ومل ء ما فيهن من شئ بعد اللهم إياك نعبد ولك نصلي ونسجد وإليك نسعى ونحفد نرجو رحمتك ونخاف عذابك الجد إن عذابك بالكافرين ملحق انتهى قرأنا على أبي الفضل بن ناصر عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد بن أبي الصقر الأنباري أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل بن الفرج حدثنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد الدولابي حدثني أبو القاسم يزيد بن عبد الصمد أنبأنا أبو أيوب سليمان بن عبد الرحمن حدثني أبو فروة حاتم بن شفي بن مرثد ابن أخت يزيد بن مرثد قال رأيت مكحولا يعتم على قلنسوة ويرخي من خلفه شبرا أو أقل من الشبر بعمامه بيضاء انتهى في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبانا أبو القاسم أنبأنا أبو طاهر أنبأنا أبو الحسن حينئذ قال وأنبأنا احمد إجازة قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 2 ) حاتم بن شفي أبو فروة الهمداني دمشقي روى عنه الوليد بن مسلم وهشام بن عمار سمعت أبي يقول ذلك سألت أبي عنه فقال يكتب حديثه انتهى قرأت على أبا الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبانا الخصيب بن عبد الله أنبأنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي

_________

( 1 ) ترجمته في سير الاعلام 5 / 229

( 2 ) الجرح والتعديل 1 / 2 / 259

(11/356)

قال أبو فروة حاتم بن شفي بن يزيد ابن أخت يزيد بن مرثد عن مكحول روى عنه أبو أيوب الدمشقي ح 1112 اتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن أمرئ القيس بن عدي ابن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعل ابن عمرو بن الغوث واسمه جلهمة بن أدد بن زيد ابن يشجب بن عريب بن زيد بن كهلان بن سبأ بن يشجب ابن يعرب بن قحطان أبو سفانة ( 2 ) الطائي الجواد شاعر جاهلي قدم دمشق فخطب ماوية بنت حجر بن النعمان الغسانية وقد مضى ذكر قدومه في ترجمة أوس بن حارثة انتهى أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور الكيلي قالا أنبانا أبو طاهر أحمد بن الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبانا محمد بن الحسن بن أحمد أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأنا عمر بن أحمد الأهوازي نبأنا خليفة بن خياط قال حاتم بن عبد الله بن الحشرج بن أمرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم بن ربيعة بن جرول بن ثعلب بن عمرو بن الغوث بن طئ بن أدد بن يزيد ( 3 ) بن يشجب بن عريب ببن زيد بن كهلان بن سبأ انتهى قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر ماكولا قالا ذكر أن الكلبي قال وولد الغوث بن طئ عمرا ولؤيا وقيسا وذكر جماعة ثم قال وولد عمرو بن الغوث ثعلا وإليه العدد وذكر نسبا وخرج إلى نسب آخر قال وولد ثعل بن عمرو سلامان وجرولا ثم قال وولد جرول بن ثعل معاوية وربيعة وركيفا بطن وعتيكا وولد ربيعة بن جرول أبا أخزم وهو هرومة وعمرا فولد أبو أخزم بن ربيعة أخزم والجد ( 4 ) فولد أخزم عديا فمن بني عدي حاتم الجواد بن عبد الله بن سعد بن

_________

( 1 ) عن ابن حزم ص 397

( 2 ) سفانة هي ابنته وأصل السفانة اللؤلؤة ( القاموس )

( 3 ) كذا بالاصل ومر عن ابن حزم : زيد

( 4 ) في ابن حزم ص 402 النجد

(11/357)

الحشرج بن امرئ القيس بن عدي بن أخزم بن أبي أخزم وهو هزومة بن ربيعة بن جرول بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طئ قال ابن ماكولا هذا هو الصواب وما اتفق عليه النسابون قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أبو الحسن أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد قال كان حاتم طئ جوادا أجود العرب قال ويكنى أبا سفانة بابنته انتهى أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا نصر بن إبراهيم المقدسي أنبأنا سليمان بن أيوب أنبأنا أبو طاهر محمد بن سليمان نبأنا علي بن إبراهيم نبأنا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت أحمد بن محمد المقدسي يقول حاتم يكنى أبا سفانة انتهى أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي ( 1 ) أنبأنا أبو عبد الله الحافظ حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله بن يوسف العماني نبأنا أبو سعيد عبيد بن كثير بن عبد الواحد الكوفي نبا ضرار بن صرد نبأنا عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي عن عبد الرحمن بن جندب عن كميل بن زياد النخعي قال قال علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه يا سبحان الله ما أزهد كثيرا ( 2 ) من الناس في خير ( 3 ) عجبا لرجل يجيئه أخوه المسلم في حاجة فلا يرى نفسه للخير أهلا فلو كان لا يرجو ثوابا ولا يخشى عذابا ( 4 ) لكان ينبغي أن يسارع في مكارم الأخلاق فإنها تدل على سبيل ( 5 ) النجاح فقام إليه رجل وقال فداك أبي وأمي يا أمير المؤمنين أسمعته من رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال نعم وما هو خير منه لما أتي بسبايا طئ وقفت جارية حمراء لعساء ( 6 ) ذلفاء ( 7 ) عيطاء ( 8 ) شماء الأنف معتدلة القامة والهامة درماء ( 9 ) الكعبين

_________

( 1 ) دلائل النبوة للبيهقي 5 / 341

( 2 ) بالاصل " كثير "

( 3 ) بالاصل " قصر " والمثبت عن البيهقي

( 4 ) في دلائل البيهقي : عقابا

( 5 ) البيهقي : سبل النجاح

( 6 ) لعساء : من اللعس وهو سواد يعلو شفة المرأة البيضاء وقيل هو سواد في حمرة ( اللسان : لعس )

( 7 ) ذلفاء " من الذلف : وهو قصر الانف وصغره ( اللسان : ذلف )

( 8 ) عيطاء : طويلة العنق في اعتدال

( 9 ) درماء الكعبين : أي المرأة التي لا تستبين كعوبها ومرافقها وكل ما غطاة الشحم واللحم وخفي حجمه فقد درم ( القاموس : درم )

(11/358)

خذلة الساقين لفاء الفخذين خميصة الخصرين ضامرة الكشحين مصقولة المتنين قال فلما رأيتها أعجبت بها وقلت لأطلبن إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فجعلها في فئ ( 1 ) فلما تكلمت أنسيت جمالها لما رأيت من فصاحتها فقالت يا محمد إن رأيت أن تخلي عنا وتشمت بي أحياء العرب فإني ابنة سيد قومي وإن أبي كان يحمي الذمار ويفك العاني ويشبع الجائع ويكسو العاري ويقري الضيف ويطعم الطعام ويفشي السلام ولم يرد طالب حاجة قط أنا ابنة حاتم طئ فقال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يا جارية هذه صفة المؤمنين لو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه خلوا عنها فإن أباها كان يحب مكارم الأخلاق والله يحب مكارم الأخلاق ح فقام أبو بردة بن نيار ( 2 ) وقال يا رسول الله والله يحب مكارم الأخلاق فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) والذي نفسي بيده لا يدخلن الجنة أحد إلا بحسن الخلق حانتهى [ 2839 ] أخبرنا القاسم بن السمرقندي أنبأنا أحمد بن أبي عثمان وأحمد بن محمد بن إبراهيم القصاري أنبأنا خالي أبو القاسم اسماعيل بن الحسن بن عبد الله الصرصري أنبأنا عبد الله بن الحسين بن إسماعيل إملاء أنبأنا يوسف يعني أبي موسى نبأنا الفضل بن دكين نبأنا سفيان عن سماك بن الحارث عن رجل قد سماه عن عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله إن أبي كان يفعل كذا وكذا في الجاهلية فقال التمس أبوك أمرا فأصابه ح قال يوسف يعني الدنيا انتهى الرجل الذي لم يسمه أبو نعيم الفضل بن دكين في روايته هو مري بن قطري سماه أبو حذيفة موسى بن مسعود المهدي عن سفيان الثوري انتهى أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو نعيم الحافظ نبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا إسماعيل بن عبد الله العبدي أنبأنا أبو حذيفة نبأنا سفيان عن سماك عن مري بن قطري عن عدي بن حاتم قال قلت للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) إن أبي كان يطعم المساكين ويعتق الرقاب فهل له في ذلك أجر قال إن أباك التمس أمرا فأصابه

_________

( 1 ) في البيهقي : يجعلها في فيئي وهو الاظهر

( 2 ) في البيهقي : " دينار " تحريف

(11/359)

وأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب ( 1 ) أنبأنا أحمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد ( 2 ) حدثني أبي أنبأنا مؤمل هو أبي إسماعيل نبأنا سفيان عن سماك بن حرب عن مري بن قطري عن عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويفعل ويفعل فهل له في ذلك يعني من أجر قال إن اباك طلب شيئا فأصابه انتهى [ 2840 ] وأخبرناه أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو سعد الجنزرودي ( 3 ) أنبأنا الحاكم أبو أحمد أنبأنا أبو عروبة أنبأنا خالد بن مالك نبأنا مصعب بن ماهان عن سفيان عن سماك بن حرب عن مري بن قطري عن عدي بن حاتم قال قلت للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) كان أبي يطعم المساكين ويعتق الرقاب فهل له في ذلك خير قال التمس أبوك أمرا فأصابه ح انتهى [ 2841 ] وكذا سماه شعبة بن الحجاج في روايته إياه عن سماك أخبرتنا به أم المجتبى العلوية قالت قرئ على إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو يعلى أنبأنا القواريري حدثنا غندر نبأنا شعبة عن سماك بن حرب قال سمعت مري بن قطري قال سمعت عدي بن حاتم قال قلت يا نبي الله إن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا قال إن أباك أراد أمرا فأدركه يعني الذكر انتهى [ 2842 ] ح وأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر أنبأنا عبد الله بن أحمد ( 4 ) حدثني أبي نبأنا محمد بن جعفر نبأنا شعبة عن سماك حرب قال سمعت مري بن قطر قال سمعت عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا قال إن أباك أراد أمرا فأدركه يعني الذكر انتهى [ 2843 ] أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود الأصبهاني نبأنا أبو نعيم الحافظ

_________

( 1 ) بالاصل " المهذب " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل

( 2 ) مسند الامام أحمد 4 / 258

( 3 ) بالاصل " الجرود " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل

( 4 ) مسند أحمد 4 / 258

(11/360)

نبأنا عبد الرحمن بن محمد بن سياه قال سمعت أحمد بن علي بن الجارود يقول سمعت عمر بن شبة ( 1 ) يقول حدثنا زيد بن يحيى الأنماطي قال اتبعت شعبة في طريق فجعل يقول حدثنا سماك بن حرب عن مري بن قطري عن عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله كان أبي يفعل كذا وكذا فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) التمس أبوك أمرا فأصابه حثم جعل شعبة يقول وأنا طلبت أمرا فأدركته فكان ماذا [ 2844 ] أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن علي بن هبة الله بن عبد السلام أنبأنا أبو محمد الصريفيني ( 2 ) أنبأنا أبو القاسم بن هبة الله بن حبابة نبأنا أبو القاسم البغوي أنبأنا أبو علي بن الجعد أنبأنا شعبة عن سماك قال سمعت مري بن قطري يحدث عن عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله إن أبي كان يصل الرحم ويفعل كذا وكذا قال إن أباك أراد أمرا فأدركه يعني الذكر [ 2845 ] أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نضر بن عرفة بن لؤلؤ نبأنا إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن سلمة أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ ومحمد بن موسى قالا أنبأنا أبو العباس الأصم أنبأنا إبراهيم بن مرزوق نبأنا عثمان بن عمر نبأنا شعبة عن سماك بن حرب عن مري بن قطري عن عدي بن حاتم قال قلت يا رسول الله إن أبي كان يقري الضيف ويحب الضيافة ويذكر شيئا من مكارم الأخلاق قال إن أباك أراد أمرا فأدركه انتهى قال سماك الذكر انتهى [ 2846 ] أخبرنا أبو العز بن كادش أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد بن نضر بن عرفة بن لؤلؤ نبأنا إسحاق بن عبد الله بن إبراهيم بن سلمة الكوفي البزاز نبأنا محمد بن خالد بن خداش قال نبأنا محمد بن واقد أنبأنا أبو نصر الناجي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال ذكر حاتم طئ عند النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال ذاك رجل أراد أمرا فأدركه كذا قال محمد بن واقد وإنما هو عبيد بن واقد [ 2847 ]

_________

( 1 ) بالاصل " شيبة " والصواب ما أثبت ترجمته في السير 12 / 369

( 2 ) بالاصل " الصيرفيني " والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى صريفين

(11/361)

أخبرناه أبو غالب بن البنا أنبانا أبو الغنائم بن المأمون أنبأنا أبو الحسن الدارقطني أنبأنا أبو عمرو ( 1 ) يوسف بن يعقوب بن يوسف النيسابوري نبأنا محمد بن عمر بن علي المقدمي نبأنا عبيد بن واقد نبأنا أبو نصر الناجي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر قال ذكر حاتم طئ عند النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال فذاك رجل طلب أمرا فأدركه [ 2848 ] ح قال الدارقطني غريب من حديث عبد الله بن دينار عن ابن عمر تفرد به أبو نصر الناجي ويقال اسمه حماد عنه ولم يروه عنه غير عبيد بن واقد انتهى سماه غير الدارقطني شيبة وفرق الحاكم أبو أحمد بين أبي نصير الباجي ولم يذكر الناجي أسماه والله أعلم أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو القاسم عبد العزيز ( 2 ) بن جعفر بن محمد الخرقي نبأنا علي بن أحمد بن سليمان الباقلاني نبأنا محمد بن خالد بن خداش نبأنا عبيد بن قدامة عن أبي نضر شيبة الناجي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن حاتم طئ ذكر عند النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال ذاك رجل أراد أمرا فأدركه انتهى [ 2849 ] وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله الواسطي أنبأنا أبو بكر الخطيب أخبرني عبد الله بن واقد عن أبي نضر الناجي عن عبد الله بن دينار عن محمد بن لؤلؤ الوراق نبأنا عبد الله بن محمد بن ناجية نبأنا محمد بن معمر وأبو أمية قالا أنبأنا عبد الله بن واقد عن أبي نضر الناجي عن عبد الله بن دينار عن ابن عمر أن حاتم الطئ ذكر عند النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فقال ذاك رجل طلب أمرا فأدركه [ 2850 ] ح أخبرنا أبو القاسم سهل بن إبراهيم بن أبي القاسم السبعي ( 4 ) في كتابه وأخبرنا أبو علي الحسن بن علي الأنصاري عنه أنبأنا أبو ( 5 ) سعد فضل الله بن أبي الخير

_________

( 1 ) بالاصل " أبو عمر بن يوسف خطأ والصواب ما أثبت ترجمته في تاريخ بغداد 14 / 320

( 2 ) بالاصل : عبيد

( 3 ) بالاصل " بن "

( 4 ) ترجمته في سير الاعلام 19 / 523

( 5 ) سقطت من الاصل واستدراكها لازم وقد ورد اسمه في سلير : أبو سعيد فضل بن أبي الخير محمد بن أحمد الميهني الصوفي 17 / 622 والميهني نسبة إلى ميهنة إحدي قرى خراسان

(11/362)

محمد بن أحمد بن إبراهيم الميهني الصوفي أنبأنا الإمام أبو علي زاهر بن أحمد السرخسي بها أنبأنا أبو الحسين القاضي الأشناني أنبأنا الحسين بن فهم أنبأنا ابن سلام يعني محمد الجمحي عن أبي عبيدة وهو معمر بن المثنى التيمي وقد ذكر أعرابي حاتما ( 1 ) فقال كان والله إذا قاتل غلب وإذا غلب أنهب وإذا سئل وهب وإذا ضرب القداح سبق وإذا أسر أطلق أخبرنا أبو محمد عبد الرحمن بن أبي الحسن الداراني أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا عبد الله أنبأنا عبد الوهاب بن الحسين بن عمر بصور أنبأنا الحسين بن محمد بن عبيد الله الدقاق نبأنا محمد بن العباس اليزيدي نبأنا الرياشي يعني العباس بن الفضل نبأنا ابن بكير نبأنا الهيثم بن عدي عن سعيد بن سنان عن أبي سورة عن عدي بن حاتم قال كان حاتم يقول لنا في الجاهلية إذا كان الشئ يكفيكه تركه فاتركه أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن المسلم الفقيهاني وأبو المعالي الحسين بن حمزة بن الشعيري قالوا أنبأنا أحمد بن عبد الواحد بن أبي الحديد أنبأنا جدي محمد بن أحمد نبأنا محمد بن جعفر الخرائطي نبأنا العباس بن الفضل الربعي نبأنا إسحاق بن هاشم عن الهيثم بن عدي عن ملحان بن عركز ( 2 ) عن أبيه عن جده حبيش بن زياد وكان زياد قد خلف على النوار امرأة حاتم وكان لها من حاتم عدي وعبد الله ابنا حاتم وسفانة ابنة حاتم قال إسحاق وزعم غير الهيثم أن عديا استهامته ابنة عفزر قال الهيثم قال ملحان فحدثني أبي عن أبيه قال قلت للنوار أي أمة حدثينا ببعض أمر حاتم قالت كل أمره كان عجبا ولأخبرنكم عنه بعجب أصابتنا سنة اقشعرت لها الأرض فاغبر لها أفق السماء وراحت الإبل حدباء ( 3 ) حدابير ( 4 ) وضنت المراضع على أولادها وجلفت ( 5 ) السنة المال وأيقنا أنها الهلاك

_________

( 1 ) بالاصل " حاتم

( 2 ) بالاصل ( في جمهرة ابن حزم ص 402 : " غطيب "

( 3 ) حدباء الناقة التي بدعت حراقفها وعظم ظهرها ( اللسان )

( 4 ) الحدابير جمع حدباء وحدبير وهي الناقة الضامرة ( اللسان )

( 5 ) في المختصر : وحلق المال

(11/363)

فوالله إني لفي ليلة صنبرة ( 1 ) بعيدة الطرفين إذ تضاغى أصبيتنا عبد الله وعدي وسفانة فقام إلى الصبيين وقمت إلى الصبية فوالله ما سكتوا إلا بعد هدأة من الليل قالت ثم افترشنا ( 2 ) قطيفة لنا شامية ذات خمل فأنمنا الأصبية عليها ونمت أنا وهو في حجرة ثم أقبل على تعليمي الحديث فعرفت ما يريد فتناومت وما يأتيني نوم فقال أما لها قامت فسكت فلما تهورت النجوم وادلهم الليل وسكنت الأصوات وهدأت الرجل إذا مشى قد رفع كسر البيت يعني مؤخره فقال من هذا قال جارتك فلانة قال ويلك ما لك قالت ألست أتيتك من عند أصبية يتعاوون عواء ( 3 ) الذئاب من الجوع فما وجدت على أحد معولا إلا عليك يا أبا عدي قال أعجليهم قالت فهببت ( 5 ) إليه فقلت ماذا صنعت فوالله لقد تضاغى أصبيتك من الجوع فما أصبت ما تعللهم به إلا بالنوم وتأتيني هذه الآن وأولادها قال اسكتي والله لأشبعنك وإياهم وجعلت أقول ومن أين فوالله ما أعرف شيئا فأقبلت المرأة تحمل اثنين ويمشي جانبها أربعة كأنها نعامة حولها رئالها فقام إلى فرسه حلاب فوجأ لبته بمدية ثم قدح زنده ثم جمع حطبا ثم كشط عن جلده ودفع المدية إلى المرأة ثم قال أبغي صبيانك فبغيتهم فاجتمعنا جميعنا على اللحم فقال نسوة تأكلون دون أهل الصرم ( 6 ) قالت فجعل يأتي بيتا بيتا ويقول يا هؤلاء هبوا وعليكم النار قالت فاجتمعوا والتفع بثوبه ناحية ينظر إلينا ألا والله ماذاق مزعة وإنه لأحوجهم إليه ثم اضطجعنا وما على الأرض منه إلا عظم أو حافر فأنشد حاتم يقول مهلا نوار أقلي اللوم والعذلا * ولا تقولي لشئ فات ما فعلا * أنبأنا أبو الفضل محمد بن ناصر بن محمد وأبو الحسن سعد الخير بن

_________

( 1 ) مهملة بالاصل والمثبت عن اللسان ( صنبر ) وهي الليلة شديدة البرد

( 2 ) كلمة غير مقروءة بالاصل والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 139

( 3 ) بالاصل " ت عاوي " والمثبت عن المختصر

( 4 ) بالاصل : أعجلتهم

( 5 ) مهملة بالاصل ولعل الصواب ما أثبت وفي المختصر : فوثب

( 6 ) يريد : الابيات المجتمعة المنقطعة عن الناس

( 7 ) مهملة بالاصل ولعل الصواب ما أثبت وفي المختصر : " والنقع بيته " وفي الاغاني 17 / 395 وتقنع بكسائه

( 8 ) شعراء النصرانية 1 / 127 والعقد الفريد 1 / 289

(11/364)

محمد بن سهل قالا أنبأنا أبو الفوارس طراد بن محمد حينئذ أخبرنا أبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر الخطيب قالا أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أنبأنا أحمد بن محمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثني عمر بن بكير عن أبي عبد الرحمن الطائي عن ملحان بن عركز بن حلبس الطائي عن أبيه عن جده وكان أخا عدي ب حاتم لأمه ( 1 ) قال قيل لنوار امرأة حاتم حدثينا عن حاتم قالت كل أمره كان عجبا أصابتنا سنة خصت كل شئ فاقشعرت لها الأرض واغبرت لها السماء وضنت المراضع على أولادها وراحت الإبل حدباء حدابير ما تبض بقطرة وحلق المال وأنا لفي ليلة صنبرة بعيدة ما بين الطرفين إذ تضاغى ( 2 ) الأصبية من الجوع عبد الله وعدي سفانة فوالله إن وجدنا شيئا نعللهم به فقام إلى أحد الصبيين فحمله وقمت إلى الصبية فعللتها فوالله ما سكتا إلا بعد هدأة من الليل ثم عدنا إلى الصبي الآخر فعللناه حتى سكت وما كاد ثم افترشنا قطيفة لنا شامية ذات خمل فأضجعنا الصبيان عليها ونمت أنا وهو في حجرة والصبيان بيننا ثم أقبل علي يعللني لأنام وعرفت ما يريد فتناومت فقال ما لك أنمت فسكت فقال ما أراها إلا قد نامت وما بي نوم فلما ادلهم الليل وتهورت النجوم وهدأت الأصوات وسكنت الرجل إذا جانب البيت قد دفع فقال من هذا فولى حتى إذا قلت قد أسحرنا فأعاد فقال من هذا قالت جارتك فلانة يا أبا عدي ( 3 ) ما وجدت على أحد معولا غيرك أتيتك من عند أصبية يتعاوون عواء الذئب من الجوع قال أعجليهم علي قالت النوار فوثبت فقلت ماذا صنعت فوالله لقد تضاعى أصبيتك فما وجدت ما تعللهم به فكيف بهذه وولدها فقال اسكتي فوالله لأشبعنك وإياهم إن شاء الله قال فقلت تحمل اثنين وتمشي جنبيها أربعة كأنها نعامة حولها رئالها فقام إلى فرسه فوجأ بحربته في لبتها ثم قدح زنده وأوقد ناره ثم جاء بمدية فكشط عن جلدها ثم دفع المدية إلى المرأة ثم قال دونك ثم قال أبغي صبيانك فبغيتهم ثم قال نسوة أتأكلون شيئا دون أهل الصرم فجعل يطوف فيهم

_________

( 1 ) الذي في جمهرة ابن حزم ص 402 وكان بنو عمه ( أي عدي ) : لام وحلبس وملحان بنو غطيف بن حارثة بن سعد بن الحشرج

وهم أخوة عدي بن حاتم لامه

ذكره في الاغاني : ملحان ابن أخي ماوية امرأة حاتم

( 2 ) بالاصل " تضاغيا "

( 3 ) كذا وفي الاغاني : يا أبا سفانة

(11/365)

بيتا بيتا حتى هبوا فأقبلوا عليه والتفع ببته ( 1 ) ثم اضطجع ناحية ينظر إلينا لا والله ما ذاق مزعة وإنه لأحوجهم إليه فأصبحنا وما على الأرض منه إلا عظم أو حافر قال أبو عبد الرحمن الصرم الأبيات العشرة أو نحوها ينزلون في جانب انتهى أبو عبد الرحمن الطائي هو الهيثم بن عدي قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني نبأنا القاضي أبو عبد الله المحاملي أنبأنا عبد الله بن أبي سعد حدثني ( 2 ) بن توابة بن حميد عن جدي حميد قال قالت امرأة حاتم لحاتم يا أبا سفانة إني لأشتهي أن آكل أنا وأنت طعاما وحدنا وليس عليه أحد قال أو اشتهيت ذلك قالت نعم قال لها فوجهي وبرزي خيمتك حيث اشتهيت فحملت الخيمة من الجماعة على فرسخ وأمر بالطعام فهي وهي مرخاة ستورها عليها وعليه فلما قارب نضج الطعام كشف عن رأسه ثم قال ( 3 ) فلا ) 4 ) تطبخي قدري وسترك دونها * علي ما إذا تطبخين حرام لكن بها ذاك اليفاع ( 5 ) فأوقدي * بجزل إذا أوقدت لا بضرام * وكشف الستور وقدم الطعام فدعا الناس فأكل وأكلوا فقالت ما أتممت لي بما قلت فأجابها بأني لا تطاوعني نفسي ونفسي أكرم علي من أن تثني علي هذا وقد سبق لي السخاء وقال ( 6 ) أمارس نفسي البخل حتى أعزها * وأترك نفسي الجود لا أستشيرها ( 7 ) وتشتكيني جارتي غير أنها * إذا غاب عنها بعلها لا أزورها سيبلغها خيري ويرجع بعلها * إليها ولم تقصر علي ستورها *

_________

( 1 ) البت كساء غليظ مهلهل وقيل من وبر وصورف ( اللسان : بتت )

( 2 ) لفظة غير مقروءة بالاصل ورسمها " عنكم " وستأتي بعد أسطر ورسمها " غنم " كذا

( 3 ) البيتان في ديوانه ط بيروت ص 88

( 4 ) في الديوان : لا تستري قدري إذا ما طبختها على إذا ما

( 5 ) عن الديوان وبالاصل " البقاع "

( 6 ) الابيات في ديوانه ص 63

( 7 ) البيت في الديوان : أشاور نفس الجود حتى تطيعني * وأترك نفس البخل لا أستشيرها

(11/366)

أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الغنائم حمزة بن علي بن محمد بن عثمان بن عمران بن سهل بن نصر بن حميد بن حامد البندار المعروف بابن السواق وأبو منصور محمد بن محمد بن أحمد العلوي قالا أنبأنا أبو الفرج أحمد بن عمر بن عثمان بن أحمد بن الحسين بن جعفر المعروف بابن البغل العصاري أنبأنا أبو محمد جعفر بن نصير الخواص نبأنا أبو العباس أحمد بن محمد بن مسروق تحدثني عننم ( 1 ) بن توابة بن حميد بن بشر بن سالم بن عبيد الطائي أخبرني أبو توابة بن حميد عن جدي حميد قال قالت امرأة حاتم لحاتم يا أبا سفانة إني لأشتهي أن آكل أنا وأنت طعاما وحدنا ليس عليه أحمد قال أفاشتهيت ذلك قالت نعم فقال لها فوجهي وبرزي خيمتك حيث أشتهيت فولت الخيمة من الجماعة على فرسخ وأمرت بالطعام فهيئ وهي مرخاة ستورها عليها فلما قارب نضج الطعام كشف عن رأسه ثم قال فلا تطبخي قدري وسترك دونها * علي إذا ما تطلبين حرام ولكن بها ذاك اليفاع فأوقدي * بجزل إذا أوقدت لا بضرام فكشفت الستور وقدمت الطعام ودعا الناس وأكل وأكلوا فقالت ما تممت لي بما قلت فأجابها لا تطاوعني نفسي ونفسي أكرم علي من أن تثني علي هذا وقد سبق إلى السخاء وقال أمارس نفسي البخل حتى أعزها * وأترك نفسي الجود لا استشيرها ولا تشتكيني جارتي غير أنها * إذا غاب عنها بعلها لا أزورها سيبلغها خيري ويرجع بعلها * إليها ولم تقصر علي ستورها * أنبأنا أبو نصر بن محمد بن الفضل بن محمود وأبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهانيان قالا أنبأنا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار أنبأنا أبو الحسن علي بن عمر بن عمر القزويني أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس بن حيوية الخزار نبأنا أبو بكر محمد بن خلف بن المرزبان بن بسام المحولي حدثني إسحاق بن محمد بن أبان حدثنا الوليد بن هشام القحذمي عن الوضاح بن معبد الطائي قال

_________

( 1 ) كذا بالاصل هنا انظر ما مر حولها قريبا

( 2 ؟ غير واضحة بالاصل والصواب ما أثبت

( 3 ) بالاصل " المخذلي " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الاعلام

(11/367)

وفد حاتم ( 1 ) على النعمان بن المنذر فأكرمه وأدناه ثم زوده عند انصرافه حملين ذهبا وورقا غير ما أعطاه من طرائف بلده فرحل فلما أشرف على أهله تلقته أعاريب طيئ فقالت يا حاتم أنت أتيت من عند الملك بالغنى وأتينا من عند أهالينا بالفقر فقال حاتم هلم فخذوا ما بين يدي فتوزعوه فوثب القوم إلى ما بين يديه من حباء النعمان فاقتسموه فخرجت إلى حاتم طريفة جاريته فقالت له اتق الله وأبق على نفسك فما يدع هؤلاء دينارا ولا درهما ولا شاة ولا بعيرا فأنشأ حاتم يقول ( 2 ) قالت طريفة ما تبقى دراهمنا * وما بنا سرف فيها ولا خرق إن يفن ما عندنا فالله يرزقنا * ممن سرانا ولسنا نحن نرتزق ما يألف الدرهم الكاري خرقتنا * إلا يمر علينا ثم ينطلق إنا إذا اجتمعت يوما دراهمنا * ظلت إلى سبل المعروف تستبق * أخبرنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن ناصر وأبو الحسن سعد الخير بن محمد قالا أنبأنا طراد بن محمد الزينبي أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أحمد بن محمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن محمد قال سمعت أبا بكر بن عياش قال قال رجل لحاتم هل في العرب أجود منك قال كل العرب أجود مني ثم أنشأ يحدث قال نزلت على غلام من العرب يتيم ذات ليلة وكانت له مائة من الغنم فذبح لي شاة وأتاني بها فلما قرب إلى دماغها قلت ما أطيب هذا الدماغ قال فذهب فلم يزل يأتيني منه حتى قلت قد اكتفيت قال فلما أصبحت فإذا هو قد ذبح المائة شاة وبقي لا شئ له قال الرجل فقلت ما صنعت به قال ومتى أبلغ شكره ولو صنعت به كل شئ قال على حال قال أعطيته مائة ناقة من خيار إبلي قال وأنبانا ابن أبي الدنيا قال حدثنا أبو زكريا النخعي الخثعمي عن أبي عبيدة قال قال أبو سحيم الكلابي ضاف بحاتم رجل في سنة فلم يقدر على بشئ فطلب من عمه قراه لم يقدر على شئ وله ناقة ليسافر عليها يقال لها أفعى فعقرها فأطعم أضيافه قسمها وبعث إلى عياله قسمها الآخر فقال حاتم ( 3 )

_________

( 1 ) ما بين معكوفتين زيادة عن مختصر بن منظور 6 / 141

( 2 ) الابيات ليست في ديوانه ولا في شعراء النصرانية

( 3 ) البيتان في ديوانه من أربعة أبيات ص 32

(11/368)

لما رأيت الناس هرت كلابهم * ضربت بسيفي ساق أقعى فخرت ولا ينزل المرء الكريم عياله * وأضيافه ما ساق مالابضرت ( 1 ) وقال حاتم ( 2 ) ولا أزرف ( 3 ) ضيفي إن تأوبني * ولا أداني له ما ليس بالداني له المواساة عندي إن تأوبني * وكل زاد وإن أبقيته فإني * أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا أبو علي الجازري أخبرنا المعافى بن زكريا ( 4 ) أنبأنا محمد ( 5 ) بن القاسم الأنباري حدثني أبي أنبأنا أحمد بن الحارث قال قال أبو عبد الله بن الأعرابي كان حاتم الطائي أسيرا في عنزة فقالت له امرأة يوما قم فافصد لنا هذه الناقة وكان الفصد عندهم أن يقطع عرقا من عروق الناقة ثم يجمع الدم فيشوى فقام حاتم إلى الناقة فنحرها فلطمته المرأة فقال حاتم لو غير دات سوار لطمتني ( 6 ) فذهب قوله مثلا وقال له النسوة إنما قلنا لك افصدها فقال هكذا فصدي أنه قال أبو بكر يريد أنا وهي لغة طئ وبغير هذا الإسناد في أنا أربع لغات أنا ( 7 ) قائم بإسقاط الألف في الوصل وأنا قائم بإثبات الألف في الوصل وأنه بإدخال هاء السكت والرابعة أخبرنا بها أبو العباس عن بعض النحويين عن العرب أن قائم بإسكان النون يراد بها أنا قائم كما قال الشاعر أنا شيخ العشيرة فاعرفوني * حميدا قد تذريت السناما ( 8 )

_________

( 1 ) الاصل " بضرة " يعني الشدة وضيق الحال وكتبت بالتاء المبسوطة اتباعا لتاء الروي

( 2 ) البيتان في ديوانه ص 91

( 3 ) أزرف : إبعد : تأوبني : رجع وعاد إلى

( 4 ) الخبر في الجليس الصالح الكافي 3 / 40 - 41

( 5 ) بالاصل " أبو محمد " والصواب ما أثبت وهو أبو بكر المقرئ الحوي ترجمته في سير الاعلام 15 / 274

( 6 ) انظر الميداني 2 / 174 المستقصى للزمخشري 2 / 297

( 7 ) كذا بالاصل والجليس الصالح وباعتبار ما يلي " أن "

( 8 ) البيت لحميد بن بجدل كما في هامش الجليس الصالح وهامش تفسير القرطبي في تفسير آية أنا أحيي وأميت ( من سورة البقرة ) وورد فيه " مجدل "

والبيت في اللسان ( أتن ) وفيه : سيف بدل شيخ وجميعا بدل حميدا

(11/369)

فنصب حميدا على المدح وتذريت معناه ارتفعت إلى ذروة الحسب وذكر السنام مثلا قال هذا ما قد كان أهل الجاهلية فيما ذكر يشوون الدم مخلوطا بالوبر ويأكلونه ويسمونه العلهز ولما قال حاتم لو غير ذات سوار لطمتني فأرسلها مثلا فصارت كلمة يقولها القائل عن عدو الرقيق الحسب على من هو فوقه وحين يهتضم الرفيع ذا القدر من هو دونه ويروي أن حاتما قال في هذا الخبر هكذا فزدي أنه وإشمام الصاد الساكنة الزاي إذا وليتها الدال لغة للعرب معروفة جيدة قد قرأ بها القرآن عدد من القراء كقوله " يصدفون " ( 1 ) و " يصدر الناس " ( 2 ) و " ويصدر الرعاء ( 3 ) " والذي رواه لنا ( 4 ) أبو بكر بن الأنباري من اللغات في أنا كما روي وقد قرأ بإثبات الألف في الوصل والوقف تعمد قراءة المدينة في مواضع عدة وممن روى عنه هذا نافع بن عبد الرحمن انتهى وقد كانت أم حاتم أيضا موصوفة بالكرم أخبرنا أبو الحسن أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو زكريا العبدي نبأنا شعيب بن إبراهيم البيهقي نبأنا محمد وعبد الوهاب قال سمعت علي ( 5 ) يقول كانت أم حاتم من أسخى الناس فقيل أضعفوها جوعا لعلها ترجع وتمسك فأجيعت فقالت جعت جوعة ( 5 ) أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد وعلي بن المسلم الفقيهان وأبو المعالي بن الشعيري ( 6 ) قالوا أنبأنا أبو الحسن بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو محمد جعفر الخرائطي أنبأنا العباس بن الفضل الربعي نبأنا إسحاق بن إبراهيم حدثني حماد الراوية ومشيخة من مشيخة طيئ قالوا كانت عتبة ( 7 ) ابنة عفيف بن

_________

( 1 ) من الاية 46 من سورة الانعام

( 2 ) سورة الزلزلة الاية : 6

( 3 ) سورة القصص الاية : 23

( 4 ) عن الجيس الصالح وبالاصل " أنبأنا "

( 5 ) بياض بالاصل في الموضعين في الموضع الاول مقدار كلمة وفي الموضع الثاني مقدار كلمتين

( 6 ) إعجامها غير واضح بالاصل والصواب ما أثبت واسمه الحسين بن حمزة بن الحسين ابن الشعيري ( فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 433 )

( 7 ) بالاصل " عنبة " والمثبت عن الاغاني 17 / 365

(11/370)

عمرو ابن امرئ القيس أم حاتم طيئ فهو حاتم بن عبد الله بن سعد بن الحشرج بن امرئ القيس لا تمسك شيئا سخاء وجودا وكان إخوتها يمنعونها فتأبى وكانت امرأة موسرة فحبسوها في بيت سنة يطعمونها قوتها لعلها تكف عما تصنع ثم أخرجوها بعد سنة وقد ظنوا أنها قد تركت ذلك الخلق فدفعوا إليها صرمة ( 1 ) من مالها وقالوا استمتعي بها فأتت امرأة من هوازن وكانت تغشاها فسألتها فقالت دونك هذه الصرمة فقد والله مسني ( 2 ) من الجوع ما آليت ألا أمنع سائلا شيئا ثم أنشأت تقول ( 3 ) لعمري لقدما عضنني الجوع عضة * فآليت ألا أمنع الدهر جائعا فقولا لهذا اللائمي اليوم أعفني * فإن أنت لم تفعل فعض الأصابعا فماذا عسيتم ( 4 ) أن تقولوا لأختكم * سوى عذلكم أو منع من كان مانعا * ومهما ( 5 ) ترون اليوم إلا طبيعة * فكيف بتركي يا ابن أم الطبائعا * أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم الحسيني أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسين إسماعيل نبأنا أحمد بن مروان نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا قال سمعت أحمد بن أيوب يقول أنشد حاتم هذه الأبيات قليل المال يصلحه فيبقى * ولا يبقى الكثير مع الفساد * فقال قطع الله لسانه فأين هو عن هذه الأبيات فلا الجود يغني المال قبل فنائه * ولا البخل في مال الشحيح يزيد فلا تعش اليوم بعيش مقتر * لكل غد رزق يجئ جديد * أخبرنا أبو العز كادش إذنا ومناولة فقرأ علي إسناده أنبأنا أبو علي الجازري أنبأنا المعافى بن زكريا أنبأنا الحسين بن القاسم الكواكبي أنبأنا أبو العباس المبرد وأخبرني الثوري عن أبي عبيدة قال لما بلغ حاتم طيئ قول المتلمس *

_________

( 1 ) الصرمة : القطعة من الابل ما بين 10 / إلى 30 ، أو إلى الخمسين والاربعين أو ما بين العشرة إلى الاربعين أو م بين عشرة إلى بضع عشرة ( القاموس )

( 2 ) في الاغاني : عضني

( 3 ) الابيات في الاغاني 17 / 365

( 4 ) في الاغاني : فماذا عساكم

( 5 ) الاغاني : وما ذا ترون

(11/371)

قليل المال يصلحه فيبقى * ولا يبقى الكثير مع الفساد وحفظ المال خير من فناة * وعسف في البلاد بغير زاد * قال ماله قطع الله لسانه حمل الناس على البخل فهلا قال فلا الجود يفني المال قبل فنائه * ولا البخل في مال الشحيح يزيد فلا تلتمس مالا بعيش مقتر * لكل غد رزق يعود جديد ألم تر أن المال غاد ورائح * وأن الذي يعطيك غير بعيد ( 1 ) * قال القاضي أبو الفرج المعافى ولقد أحسن حاتم في قوله ألم ترى أن المال غاد ورائح * وان الذي يعطيك غير بعيد * ولو كان مسلما لرجي له ما أتي من هذا ما يغتبط به في معاده وقد أتى كتاب الله تعالى في هذا المعنى بما يعجز المخلوقين عن مساواته قال الله تعالى وجل ذكره " وسلو الله من فضله ( 2 ) وقال جل اسمه " وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني ( 3 ) " أنشدنا أبو عبد الله الفراوي أنشدنا أبو عثمان البحيري أنشدنا محمد بن عبد الله بن محمد بن زكريا الشيباني أنشدنا أبو محمد الحسن بن الحسين بن منصور لحاتم طئ وما من شيمتي شتم ابن عمي * وما أنا مخلف من يرتجيني وكلمة حاسد من غير جرم * سمعت فقلت مري فانقذيني فعابوها علي ولم تعبني * ولم يعرق لها يوما جبيني وذو وجهين يلقاني طليقا * وليس إذا تغيب يأتسيني ( 4 ) ظفرت ( 5 ) بعينه فكففت عنه * محافظة على حسبي وديني * كتب إلي أبو منصور بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله

_________

( 1 ) في بيت إقواء

( 2 ) سورة النساء الاية : 32 وفيها " واسألوا "

( 3 ) سورة البقرة الاية : 186

( 4 ) يقال : ائتسي به : اقتدى به وفي الديوان : وذي الوجهين

( 5 ) الديوان : نظرت

(11/372)

الحافظ أنبأنا أبو بكر محمد بن داود بن سليمان الزاهد قال سمعت محمد بن حفص بن محمد بن يزيد الجويني يقول سمعت يعقوب بن إبراهيم الدورقي يقول قال عبد الله بن صالح بن مسلم وجدت في كتاب لأبي صالح بن مسلم قال لما حضر مورق العجلي الوفاة دعا ابنا له فقال يا بني إن سمعت يوما كلمة حاسد فكن كأنك لست بشاهد فإنك إن أمضيتها حيالها رجع العيب على من قالها وخذ في ذلك بقول حاتم طئ وما من شيمتي شتم ابن عمي * وما أنا مخلف من يرتجيني وكلمة حاسد في غير جرم * سمعت فقلت مري فأنقذيني فعابوها علي ولم تعبني * ولم يعرق لها يوما جبيني بصرت بعينه فكففت عنه * محافظة على حسبي وديني * أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو الحسين بن النقور وأبو القاسم بن البسري وأبو محمد بن أبي عثمان قالوا أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى بن القاسم بن الصلت المجبر أنبأنا أبو بكر محمد بن القاسم بن السمان حدثني أبي أنبأنا أحمد بن عبيد عن ابن الكلبي قال لما نزبعبد الله بن شداد الموت دعا ابنا له يقال له محمد فأوصاه قال قال له يا بني إسمعت يوما كلمة حاسد فكن كأنك لست بالشاهد فإنك إن أرضيتها حيالها رجع العيب على من قالها وقد كان يقال إن الأديب العاقل هو الفطن المتعاقل فكن يا بني كما قال حاتم طئ وما من شيمتي شتم ابن عمي * وما أنا مخلف من يرتجيني وكلمة حاسد في غير جرم * سمعت فقلت مري فأنقذيني فعابوها علي ولم تعبني * ولم يعرق لها يوما جبيني وذو الوجهين يلقاني طليقا * وليس إذا تغيب يأتليني بصرت بعينه فصفحت عنه * محافظة على حسبي وديني * أنبأنا أبو الفجر غيث بن علي عن شرف بن علي بن الخضر بن عبد الله بن التمار البزاز أخبرنا الشريف أبو إبراهيم أحمد بن القاسم بن ميمون بن حمزة الحسيني حدثنا جدنا الشريف أبو القاسم الميمون بن حمزة بن الحسين نبأنا أبو جعفر الطحاوي نبأنا

(11/373)

إبراهيم بن أحمد بن مروان أخبرني ابن أبي الشيخ أنشدني محمد بن الحكم الشيباني لحاتم طيئ ( 1 ) إذا مابت أشرب فوق ري ( 2 ) * لسكر في الشراب فلا ( 3 ) رويت إذا ما بت أختل عرس جاري ليخفيني الظلام فلا خفيت لأفضح جارتي وأخون جاري * فلا والله أفعل ما حييت * أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا أبو علي الجازري أنبأنا أبو الفرج المعافى بن زكريا أنشدنا أبو بكر بن الأنباري أنشدنا أحمد بن يحي عن ابن الإعرابي لحاتم بن عبد الله سلي اليائس المقرور يا أم مالك * إذا ما أتاني بين ناري ومجزري * أأبسط وجهي إنه أول القرى * وأبذل معروفي له دون منكري * أخبرنا أبو الحسين بن العلاف في كتابه وأخبرنا عنه أبو المعمر الأنصاري حينئذ واخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلم وأبو الحسن بن العلاف قالا أنبأنا أبو القاسم بن بشران نبأنا أحمد بن إبراهيم بن جعفر الخرائطي فقال فقال حاتم طئ أيضا ( 4 ) وإنك إن أعطيت بطنك سؤله * وفرجك نالامنتهى الذم أجمعا * قال وأنبأنا محمد بن جعفر قال أنشدني أبي جعفر العذري أنشدني وريزة لحاتم طئ ( 5 ) * ما ضر جارا لي أجاوره * يكون لنا به سفر ( 6 ) أغضى إذا ما جارتي برزت * حتى يواري جارتي الخدر *

_________

( 1 ) الابيات في ديوانه ص 31

( 2 ) بالاصل : " ريي " والمثبت عن الديوان

( 3 ) الديوان : أأفضح جارتي

معاذ الله

( 4 ) البيت في ديوانه ص 68 من أربعة أبيات برواية : وإنك مهما تعط بطنك

( 5 ) البيتان ليس في ديوانه

( 6 ) البيت في الاغاني 17 / 386 برواية

وما ضر جاروا يا ابنة القوم فاعلمي * يجاورني ألا يكون له ستر

(11/374)

أخبرنا أبو الفضل بن ناصر وأبو الحسن بن أحمد الخير بن محمد قالا أنبأنا طراد بن محمد الزينبي أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنا أحمد بن محمد بن جعفر نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني سليمان بن أبي شيخ قال أنشدني محمد بن عثمان الطائي لحاتم ( 1 ) يعيبوا كريما بالجنون وما به * جنون ولكن كيد امرء يحاوله فاتقيت ناري ثم أبرزت ضوءها * وأخرجت كلبي في البيت داخله فلما رآني كبر الله وحده * وبشر جوفا كان جما بلابله فقلت له أهلا وسهلا ومرحبا * رشدت ولم أقعد إليه أسائله فقمت إلى البرك الهجان أعدها * لوجوبه حق نازل أنا فاعله فخال خليلا واقنا بي بخيره * سبيلا وأملاه من التي إلى كاهله فأطعمته من كبدها وسنامها * شواء وخير الخير ما كان عاجله * أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمر عبد الواحد محمد بن إسحاق أنبأنا الحسين بن محمد بن أحمد بن يوسف بن يوه ( 2 ) نبأنا أحمد بن محمد بن عمر أنبأنا أبو بكر عبد الله بن محمد القرميسيني حدثني محمد بن صالح القرشي أنبأنا أبو اليقظان قال هذه الأبيات الذي قالها حاتم أنشدنا شعبة بن الحجاج في المسجد ( 3 ) أماوي ما يغني الثراء عن الفتى * إذا خرجت ( 4 ) يوما وضاق بها الصدر اماوي إما مانع فمبين وإما عطاء لا ينهنهه الزجر أماوي إني لا أقول لسائل * إذا جاء يوما حل في مالنا نذر ( 5 ) ألم ( 6 ) تر ما أنفقت لم يك ضرني * وأن يدي مما بخلت به صفر ولا أظلم ابن العم إن كان إخوتي * شهودا وقد أزرى ( 7 ) بإخوته الدهر

_________

( 1 ) الابيات ليست في ديوانه

( 2 ) ضبطت عن التبصير

( 3 ) الابيات في ديوانه ص 50 والاغاني 17 / 483 - 385

( 4 ) الديوان : " إذا حشرجت نفس " الاغاني : " حشرجت يوما "

( 5 ) الديوان : " نزر " وفي الاغاني : النذر

( 6 ) في الديوان : " تري أنا ما أهلكت لم بك ضرني " وفي الاغاني : أنفقت

( 7 ) الاغاني والديوان : أودي

(11/375)

ومولى كذا البطر قاومت وا * وإن كان محنى الضلوع علي عمر * قال وأنبأنا عبد الله بن محمد القرشي حدثني أبو جعفر محمد بن عبد الله الأزدي عن أبي عبد الرحمن الطائي عن أبي سورة بن السبنسي من طئ قال كانت النوارة تعاتب حاتم على إنفاقه وتحننه على ولده وكانت ماوية مكبوتة لم تلد له فكانت تحضه على نفسها فقال حاتم ( 1 ) أماوي قد طال التجنب والهجر * وقد عذرتني من طلابك عذر أماوي إما مانع فمبين * وإما عطاء لا ينهنهه الزجر فقد علم الأقوام لو أن حاتما * أراد ثراء المال كان له وفر إذا أنا دلاني الذين أحبهم * بملحودة زلج جوانبها غبر وراحوا عجالا ينفضون أكفهم * يقولون قد دمى أنا ملنا الحفر ( 3 ) أماري ما يغني الثراء عن الفتى * إذا حشرجت يوما وضاق به ( 4 ) الصدر أماوي إن المال غاد ورائح * ويبقى من المال الأحاديث والذكر ولا أشتم ابن العم إن كان إخوتي * شهودا وقد أودى بإخوته الدهر ولا آخذ المولي لسوء بلائه * وإن كان محني الضلوع على غمر ( 5 ) وعشنا ( 6 ) مع الأقوام بالفقر والغنى * وكلا سقيناه من كأسه الدهر فما زاد يا ماوي ( 7 ) على ذي قرابة * غنانا ولا أزرى بأحسابنا الفقر * أخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن الرضا القاضي أنبأنا أبو عاصم الفضل بن يحيى الفضيلي أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن أحمد بن أبي بشر أنبأنا أبو

_________

( 1 ) الابيات في ديوانه ص 50 وفي الاغاني 17 / 384 - 385

( 2 ) مطموسة بالاصل والمثبت عن الديوان وفيه : " طلابكم " وفي الاغاني : في طلابكم

( 3 ) البيت بالاصل : وأموا ثقالا ينفضون أكفهم * وكلهم دمي أنامله لم تحفر ( 4 ) الديوان : إذا حشرجت نفس وضاق بها الصدر

( 5 ) البيت في شعراء النصرانية 1 / 132 من قصيدة مجرورة الروي مطلعها : بكيت وما يبليك من طلل قفر * بسقف اللوي بين عموران فالغمر ( 6 ) الديوان : كسينا صروف الدهر لينا وغلظة * وكلا سقاناه بكاسيهما الدهر ( 7 ) الديوان : فما زاد بأوا على ذي قرابة

(11/376)

عبد الله محمد بن عقيل بن الأزهر البلخي أنبأنا أبو العباس بن الفضل بن يوسف الفضيلي أنبأنا عبد الله بن جميلة نبأنا معاوية بن حماد عن نجم عن أبي جعفر قال اليأس مما في أيدي الناس غناء المؤمن دينه وعرضه ثم قال أما سمعت قول حاتم إذا تباعدت اليأس ألفيته الغنى * إذا عرفته النفس والطمع الفقر * أخبرنا أبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسين هلال بن المحسن الكاتب أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن الجوامع الخزار نبأنا محمد بن القاسم الأنباري حدثني أبي عن العباس بن ميمون عن أبي عدنان عن الهيثم بن عدي عن ملحان بن عرطي ( 1 ) بن عدي بن حاتم عن أبيه عن جده قال شهدت حاتما بكيد بنفسه فقال لي أي بني أني أعهدك من نفسي ثلاث خلال والله ما خاتلت جارة لي لريبة قط ولا اؤتمنت على أمانة إلا أديتها ولا أتي أحد قط من قبلي بسوء أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن منصور وعلي بن المسلم الفقيهان وأبو المعالي الشعيري قالا أنبأنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو بكر أنبأنا أبو بكر الخرائطي نبأنا علي بن عبد الرحمن بن ( 2 ) العذري نبأنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبي مسكين يعني جعفر بن المحرز بن الوليد والوليد مولى أبي هريرة عن محرز بن أبي هريرة قال مر نفر من عبد القيس بقبر حاتم طيئ ونزلوا قريبا منه فقام إليه بعضهم فجعل يركض قبره برجله ويقول يا أبا الجعراء أقرنا فقال له بعض أصحابه ما تخاطب من رمة قد بليت وأجنهم الليل فنوموا فقام صاحب القول فزعا فقال يا قوم عليكم مطيكم فإن حاتما أتاني في النوم وأنشدني شعرا وقد حفظته يقول أبا خيبري وأنت امرؤ * ظلوم ( 4 ) العشيرة شتامها

_________

( 1 ) كذا وقد مر عرطز "

( 2 ) لفظة غير واضحة بالاصل تركنا مكانها بياضا

( 3 ) الابيات في ديوانه ص 89 والاغاني 17 / 375

( 4 ) الديوان : حسود

(11/377)

أتيت ( 1 ) بصحبك تبغي القرى * لذي حفرة صخب هامها تبغي لي الذنب عند المبيت ( 2 ) * وحولك طئ وأنعامها فإنا ( 3 ) سنشبع أضيافنا * ويأتي المطي فنعتامها * وقال أيضا مثل قوله الأول وهو قوله ما تخاطب من رمة قد بليت * وأجنهم الليل فنوموا * قال وإذا ناقة صاحب القول تكوس ( 4 ) عقيرا فنحروها وباتوا يشتوون ويأكلون فقالوا والله لقد أضافنا حاتم حيا وميتا قال أبو مسكين عن ياسين بن بسطام قال حقق هذا الحديث عند العرب قول ابن دارة الغطفاني وأتى عدي بن حاتم ليمتدحه فقال له أخبرك بما لي فإن رضيت فقل قال فما مالك قال مايتا صائية ( 5 ) وعبد وأمة وفرس وسلاح فذلك كله لك إلا الفرس والسلاح فإنهما في سبيل الله تبارك وتعالى قال قد رضيت قال فقل فقال ابن دارة أبوك أبو سفانة الخير لم يزل * لدن شب حتى مات في الخير راغبا به تضرب المثال في الشعر ميتا وكان له إذا كان حيا مصاحبا قرى قبره الأضياف إذ نزلوا به * ولم يقر قبر قبله الدهر راكبا * وأصبح القوم وأردفوا صاحبهم وساروا فإذا رجل ينوه بهم راكبا على جمل يقود آخر فقال أيكم أبو البختري قال أنا قال إن حاتما أتاني في النوم فأخبرني أنه قرى أصحابك ناقتك وأمرني أن أحملك وهذا بعير فخذه فدفعه إليه انتهى

_________

( 1 ) البيت في الديوان : فماذا أردت إلى رمة * بدوية صخب هامها ( 2 ) الديوان والاغاني : تبغي أذاها وإعسارها

( 3 ) الديوان : وإنا لنطعم أضيافنا * من الكوم بالسيف نعتاها ( 4 ) تكوس يقال : كاس البعير إذا مشى على ثلاث قوائم وهو معرقب ( اللسان : كوس )

( 4 تكوس يقال : كاس البعير إذا مشى على ثلاث قوائم وهو معرقب ( اللسان : كوس )

( 5 ) صائية : الصائي هو كل مال من الحيوان مثل الرقيق والدواب ( اللسان : صأي )

و * )

(11/378)

1113 - حاتم بن النعمان بن عمر بن عمارة ( 1 ) بن عبد العزيز ( 2 ) ابن عبد العزى بن عامر بن عمرو بن ثعلبة بن عمر بن قتيبة بن معن بن مالك ابن أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان الباهلي شهد مع معاوية صفين وكان أميرا على بعض العسكر وكان حاتم هذا سيد بني باهلة ( 1 ) بالجزيرة وهو الذي افتتح مرو في زمن عبد الله بن عامر انتهى أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين الشيرازي أنبأنا أحمد بن

إسحاق أنبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال ( 4 ) وكان الذي صالح أهل مرو حاتم بن النعمان الباهلي بعثه ابن عامر في خلافة عثمان وقال سنة إحدى وثلاثين فيها أحرم ابن عامر من نيسابور واستخلف قيس بن الهيثم وحده يعني على خراسان انتهى أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنا أبو بكر الخطيب وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان حدثني عمران بن الحسين نبأنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال وبعث يعني عبد الله بن عامر بن كريز من نيسابور حاتم بن النعمان الباهلي إلى مرو فصالحوا أهلها وفتحوه قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم الفهم نبأنا محمد بن سعد قال قالواثم توجه ابن عامر نحو مرو فوجه إليها حاتم بن النعمان الباهلي ونافع بن خالد الطاحي فافتتحاها كل واحد منهما على نصف المدينة وافتتحا رستاقها عنوة وفتحا المدينة صلحا انتهى

_________

( 1 ) غير واضحة بالاصل والمثبت عن ابن حزم ص 245

( 2 ) لم ترد في عامود نسبه في بن حزم جاء فيه : حتم بن النعمان بن عمرو بن جابر بن عمارة بن عبد العزى

( 3 ) رسهما بالاصل يقرأ : " هايلة " ولعل الصواب ما أثبت وباهلة أم سعد مناة بن مالك بن أعصر وقد خلف

معن بن مالك على باهلة بعد أبيه فولدت له أولادا نسبوا جميعا إليها وهي باهلة بنت صعب بن سعد العشيرة ( جمهرة ابن حزم ص 245 )

( 4 ) راجع تاريخ خليفة ص 165 و 166

(11/379)

وقال أبو اليقظان عامر بن حفص بن قادم العجيفي ومن بني غني بن أعصر بن سعد مرثد بن أبي مرثد شهد بدرا وهما حليفا حمزة بن عبد المطلب فقال الشاعر أبو مرثد ( 1 ) منا المطيب وابنه أنيس وسلمان الأمير وحاتم * أنيس بن أبي مرثد وسلمان بن ربيعة الباهلي وحاتم بن النعمان الباهلي أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسن بن أحمد الباقلاني أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا أبو الحسن أحمد بن إسحاق بن نيخاب الطيبي نبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي نبأنا يحيى بن سلميان الجعفي حدثني نصر يعني ابن مزاحم ( 2 ) نبأنا عمر ( 3 ) بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي وزيد بن الحسين ( 4 ) بن علي ورجل قد سماه بعضهم زيدا لكلمته فذكر الحديث ( 5 ) إلى أن قال وأن معاوية استعمل على أصحابه يومئذ فجعل على الخيل عبيد الله بن عمر بن الخطاب وعلى الرجالة مسلم بن عقبة المري وعلى الميمنة عبد الله بن عمرو بن العاص وعلى الميسرة حبيب بن مسلمة الفهري وأعطى اللواء عبد الرحمن بن خالد بن الوليد وجعل على أهل دمشق وهم القلب الضحاك بن القيس الفهري وعلى أهل حمص وهم الميمنة ذا ( 6 ) الكلاع الحميري وعلى أهل قنسرين ( 7 ) وهم في الميمنة زفر بن الحارث القيسي وعلى أهل الأردن وهم في الميسرة سفيان بن عمرو أبا الأعور السلمي وعلى أهل فلسطين وهم في الميسرة أيضا مسلمة بن مخلد وعلى أهل دمشق بسر بن أرطأة ( 9 ) وعلى رجالة

_________

( 1 ) اسمه كنار بن حصن من المهاجرين الاولى بقي إلى أيام عثمان ( ابن حزم ص 247 )

( 2 ) وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 204 وما بعدها

( 3 ) في وقعة صفين : عمرو

( 4 ) في وقعة صفين : حسن

( 5 ) العبارة في وقعة صفين : " وزيد بن حسن ومحمد بن المطلب أن عليا ومعاوية عقدا الالوية وأمرا الامراء

"

( 6 ) بالاصل : ذو

( 7 ) غير مقروءة بالاصل والثبت عن وقعة صفين

( 8 ) بالاصل " وأبا " وفي وقعة صفين : " سفيان بن عمرو السلمي " وفي جمهرة ابن حزم ص 264 أبو الاعور السلمي وهو عمرو بن سفيان بن عبد شمس بن سعد بن خائف

من قواد معاوية

( 9 ) ما بين معكوفتين سقط من وقعة صفين وفي تاريخ خليفة ص 194 ذكره على رجالة أهل دمشق

(11/380)

أهل حمص حوشب ذا ظليم وعلى رجالة قنسرين ( 1 ) طريف بن حابس ( 2 ) الألهاني وعلى رجالة أهل الأرد عبد الرحمن بن قلان ( 3 ) القيني وعلى رجالة أهل فلسطين الحارث بن خالد الأزدي وعلى قيس دمشق همام بن قبيصة وعلى قيس ( 4 ) وإياد دمشق همام بن قبيصة ( 5 ) حمص بلال بن أبي هبيرة وحاتم بن النعمان ( 6 ) الباهلي وعلى رجالة الميمنة حابس بن سعد الطائي وعلى قضاعة دمشق حسان بن بحدل الكلبي وعلى ( 7 ) قضاعة حمص ( 8 ) عباد بن يزيد الكلبي وعلى كندة دمشق فلان بن حيوية ( 9 ) السكسكي وعلى كندة حمص يزيد بن هبيرة ( 10 ) السكوني وعلى اليمن من سائر ذلك وبجيلة يزيد بن أسد البجلي وعلى حمير وحضرموت الثمان بن عفير ( 11 ) وعلى قضاعة الأردن حبيش بن دلجة القيني وعلى كنانة فلسطين شريك الكناني وعلى مذحج الأردن المخارق بن الحارث ( 12 ) الزبيدي وعلى لخم وجذام فلسطين ناتل بن قيس الجذامي وعلى همدان الأردن حمزة بن مالك الهمداني وعلى خثعم حمل بن عبد الله الخثعمي وعلى غسا الأردن يزيد بن الحارث وعلى جميع القواصي القعقاع بن أبرهة الكلاعي أصيب من أول مبارزة فقتل أول ما ترآت فيه الفئتان انتهى 1114 حاتم بن يونس أبو محمد المعروف بالمخضوب الجرجاني ( 13 ) سمع بدمشق هشام بن عمار وبغيرها علي بن الجعد وسعيد بن منصور

_________

( 1 ) في وقعة صفين : " رجالة قيس " والاصل مثل عبارة خليفة

( 2 ) في خليفة ص 195 : الحسحاس

( 3 ) وقعة صفين : قيس

( 4 ) وقعة صفين ص 207 : رجالة قيس

( 5 ) في خليفة ص 196 : حسان بن بجدل الكلبي

( 6 ) وقعة صفين : المعتمر

( 7 ) من هنا إلى وعلى قضاعة الاردن سقط من وقعة صفين

( 8 ) في خليفة ص 196 مصر

( 9 ) في خليفة : ابن حوي السكسكي

( 10 ) خيفة : جبيرة

( 11 ) كذا وفي خليفة : وعلى الحضرميين والحميريين ابن عفيف

( 12 ) ما بين معكوفتين عن وقعة صفين ومكانها بالاصل : " حمزة بن مالك الهمداني و "

( 12 ) ما بين معكوفتين عن وقعة صفين ومكانها بالاصل : " حمزة بن مالك الهمداني و "

( 13 ) ترجم له السهمي في ترايخ جرجان باسم حاتم بن يونس الحافظ الجرجاني يعرف بابن أبي الليث الجوهري

(11/381)

ومسدد بن مسرهد ويحيى بن عبد الحميد الحماني وأحمد بن يزيد الثمالي روى عنه أبو بكر ( 1 ) محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري صاحب الخلافيات وأبو بكر محمد بن الحسين بن الحسين بن الجنيد القطان وأبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو حازم وأبو حامد أحمد بن محمد بن الحسين بن الشرقي وأحمد بن محمد الزهري وأحمد بن محمد بن محمد بن محمود بن صبيح وابن الجارود الأصبهانيون أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو طاهر الفقيه أنبأنا أبو بكر محمد بن الحسين القطان نبأنا حاتم بن يونس الجرجاني أقام بنيسابور برهة من دهره نبأنا هشام بن عمار نبأنا سليمان بن موسى الكوفي نبأنا المظاهر بن أسلم عن القاسم عن عائشة قالت قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) تطلق الأمة تطليقتين وتعتد حيضتين [ 2851 ] ح كتب إلي أبو نصر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال حاتم بن يونس الجرجاني أقام بنيسابور برهة من دهرة يحدث سمع أبا الوليد الطيالسي وسليمان بن حرب وعمرو بن مرزوق وروى عنه محمد بن إسحاق بن خزيمة وأبو حامد بن الشرقي وطبقته من شيوخنا انتهى أنبأنا أبو علي الحداد ثم حدثني أبو مسعود عنه قال قال لنا أبو نعيم الحافظ حاتم بن يونس الجرجاني أبو محمد يعرف بالمخضوب كان من الحفاظ قدم أصبهان يروي عن أبي الوليد الطيالسي وسعيد بن منصور وعلى بن الجعد ومسدد ويحيى الحماني روى عنه أحمد بن محمد الزهري والطبقة انتهى "

_________

( 1 ) بالاصل " بكير " والمثتب عن ترجمته في سير الاعلام 14 / 490

(11/382)

ذكر من اسمه حاجب " 1115 حاجب بن مالك بن أركين أبو العباس الفرغاني ( 1 ) سكن دمشق حدث عن أحمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن فيل البالسي وأحمد بن حمدون وعمرو بن حرب وعبد الرحمن بن يونس السراج وأبي حاتم الرازي وأبي سعيد الأشج وأحمد بن إبراهيم الدروقي وأبي موسى محمد بن المثنى وعباد بن الوليد العنبري وأبي عمر حفص بن عمر المقرئ وأحمد بن عبد الرحمن بن بكار القرشي وأبي عبيدة بن أبي السفر ومحمد بن إسماعيل بن سمرة وعبد الرحمن بشر بن وأحمد بن إبراهيم ( 2 ) البالسي وموسى بن عبد ( 3 ) الرحمن المسروقي وميمون بن الأصبغ وأبي الجهم عمرو بن حازم القرشي وهلال بن العلاء ومحمد بن عبد الله بن الحكم وعلي بن هشام والفضل بن العباس بن عميرة وإبراهيم بن عتيق بن الدمشقي وأحمد بن عثمان بن حكيم روى عنه أبو سعيد الأعرابي ويوسف بن القاسم الميانجي ( 4 ) وأبو بكر بن أبي دجانة وأبو عمرو بن فضالة وأبو عبد الله بن مروان وأبو علي بن شعيب وأبو

_________

( 1 ) ترجتمه في تاريخ بغداد 8 / 271 ذكر أخبار أصبهان 1 / 302 سير الاعلام 14 / 258 وانظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى

( 2 ) كذا ورد مكررا

( 3 ) الاصل : عبيد

( 4 ) إعجامها غير واضح بالاصل والصواب ما أثبت وهذه النسبة إلى ميانج موضع بدمشق ( الانساب )

(11/383)

الفتح محمد بن هارون بن نضر بن السدي وأبو النمر محمد بن العباس بن الحسين الغساني الخشاب ومحمد بن سليمان الربعي وأبو بكر محمد بن الحارث بن أبيض وأبو عمرو أحمد بن محمد بن علي بن مزاحم الصوري وأبو أحمد بن الناصح المفسر وأبو القاسم بن أبي العقب وأبو بكر بن المقرئ وأبو أحمد بن أبي حاتم بن عدي الجرجاني وسليمان الطبراني ومحمد بن القاسم بن شعبان الفقيهالقرظي وأبو محمد عبد الله بن محمود بن محمد بن أحمد بن عبد الله بن الحسن واحمد بن إسحاق وعبد الله بن محمد بن عمرو ومحمد بن عبد الرحمن بن الفضل وعبد الله بن محمد بن جعفر الأصبهانيون أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ نبأنا حاجب بن أركين الفرغاني بدمشق نبأنا عبد الرحمن بن بشر نبأنا مطرف بن مازن عن عمرو بن حبيب عن عطاء وعمرو بن دينار سمعا جابرا يقول طفنا مع النبي ( صلى الله عليه و سلم ) طوافا واحدا وسعينا سعيا واحدا لحجنا وعمرتنا قال ابن المقرئ عمرو بن حبيب مكي ثقة روى عنه مسلم بن خالد وابن عيينة وبلغني أن هذا الحديث لم يحدث به غيره سمعت أبا علي النيسابوري يقوله انتهى أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد الشحامي أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد الدورقي أنبأنا أبو حاتم محمد بن حبان البستي أنا حاجب بن أركين الحافظ الفرغاني بدمشق حدثنا أحمد بن عبد الرحمن بن بكار بحديث ذكره أخبرنا أبو الحسن ( 1 ) بن قبيس وأبو النجم بدر بن عبد الله قالا قال لنا أبو بكر الخطيب ( 2 ) حاجب ابن مالك بن أركين أبو العباس الفرغاني الضرير قدم بغداد وحدث بها عن أبي عمر حفص بن عمر الدوري وأحمد بن إبراهيم الدورقي وأبي سعيد الأشوعبد الرحمن بن يونس الرقي ومحمد بن مسعود العجمي ومحمد بن

_________

( 1 ) بالاصل " أبو الحسين " والصواب ما أثبت واسمه : علي بن أحمد بن منصور أبو الحسن بن قبيس الفقيه المالكي الغساني ( انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 418 )

( 2 ) تاريخ بغداد 8 / 271

(11/384)

خالد ( 1 ) المحاربي وهارون بن إسحاق الهمداني وأبي أمية الطرسوسي وإبراهيم بن منقذ وإسحاق بن الحسن الصواف المصريين وغيرهم روى عنه القاسم بن علي بن جعفر الدوري ومحمد بن المظفر وكان ثقة انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة نبأنا حمزة بن يوسف قال وسأله يعني الدارقطني عن حاجب بن مالك أبو العباس الفرغاني بدمشق فقال ليس به بأس انتهى اخبرنا أبو الحسن ( 2 ) بن قبيس وأبو النجم الشيحي ( 3 ) قال أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 4 ) قال سمعت أبا نعيم الحافظ حاجب بن مالك الفرغاني وأركين يكنى أبا بكر كان ضريرا قدم أصبهان على بدر الحمامي وحاجب يكنى أبا العباس كان قدومه سنة ست ( 5 ) وتسعين ومائتين وحدث ببغداد توفي بدمشق سنة ست ( 5 ) وثلاثمائة حدثنا عنه القاضي 1116 حاجب بن خليفة ويقال ابن خليف البرجمي البصري حكى عن عمر بن عبد العزيز ووفد عليه روى عنه عرعرة بن البرند الشامي البصري أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ أنبأنا حبيب بن الحسن نبأنا جعفر بن محمد الفريابي نبأنا قتيبة بن سعيد عن عرعرة بن البرند عن حاجب بن خليف البرجمي قال شهدت عمر بن عبد العزيز يخطب الناس وهو خليفة فقال في خطبته إلا إن ما سن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وصاحباه فهو دين نأخذ به وننتهي إليه وما سن سواهما فإنا نرجئه انتهى كان في الأصل ابن خليفة بالهاء فحذفت الهاء

_________

( 1 ) تاريخ بغداد : جابر

( 2 ) بالاصل " أبو الحسين " والصواب ما أثبت واسمه : علي بن أحمد بن منصور أبو الحسن بن قبيس الفقيه المالكي الغساني ( انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة 7 / 418 )

( 3 ) مهملة بالاصل والصواب ما إثبت وهذه النسبة إلى شيحة

( 4 ) تاريخ بغداد 8 / 272 وذكر أخبار أصبهان 1 / 302

(11/385)

وقد قال ابن أبي حاتم في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو طاهر أنبأنا أعلى حينئذ قال قال أنبأنا أحمد إجازة قالا أنبأنا أبو محمد قال ( 1 ) حاجب بن خليفة روى عن عمر بن عبد العزيز روى عنه عرعرة بن البرند سمعت أبي يقول ذلك انتهى ولم يذكره البخاري في التاريخ في روايتنا 1117 حاجب بن الوليد بن ميمون أبو أحمد المؤدب الأعور البغدادي ( 2 ) رحل إلى الشام فسمع حفص بن ميسرة الصغاني بعسقلان والوليد بن محمد الموقري بالبلقاء ومحمد بن حرب وبقية بن الوليد بحمص وميسرة بن إسماعيل الحلبي بحلب ومحمد بن سلمة الحراني بحران روى عنه أحمد بن سعيد بن صخر الدارمي ومحمد بن يحيى الذهلي ويعقوب بن شيبة بن الصلت السدوسي وجعفر بن محمد بن شاكر الصايغ وعبد الله بن محمد بن عبد الله القرشي وجعفر بن أحمد بن معبد الوراق وإسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي وأحمد بن بشر المرثدي وعبد الله بن محمد البغوي وموسى بن هارون بن عبد الله الحمل ومحمد بن الحسين الأنماطي البغدادي ومحمد بن إسحاق الصغاني ويحيى بن أكثر القاضي أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي قال قرئ على أبي الحسن علي بن عيسى بن إبراهيم الباقلاني المقرئ أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل العياش إملاء وأخبرنا أبو الحسن بن البقشلان أنبأنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي حينئذ وحدثنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن لفظا وأبو القاسم بن السمرقندي والمبارك بن أحمد بن علي بن القصار قراءة قالوا أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا محمد بن عبد الله بن الحسين بن أخي ميمون حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسين وأبو العلاء الخصيب بن المؤمل بن محمد قالا أنبأنا أبو الحسين بن النقور وأبو

_________

( 1 ) الجرح والتعديل 1 / 2 / 285

( 2 ) ترجمته في تاريخ بغداد 8 / 270 طبقات ابن سعد 7 / 359 الوافي بالوفيات 11 / 78 سير الاعلام 11 / 61 انظر بحاشيتها أسماء مصادر أخرى ترجمت له

(11/386)

نصر الزينبي وأخبرنا أبو المظفر محمد بن محمد بن رزيق القزاز وأبو القاسم إسماعيل بن أحمد بن الفضل أخبرنا الشريف أبو نصر محمد بن محمد بن علي الزينبي حينئذ وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا عبد العزيز علي بن أحمد ابن بنت السكري أنبأنا أبو الطاهر المخلص أنبأنا عبد الله بن محمد بن حاجب بن الوليد زاد بعضهم أبو أحمد نبأنا الوليد بن محمد الموقري عن الزبيري عن أنس قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) مثل المريض إذا برأ وصح من مرضه كمثل البردة تقع من السماء في صفائها ولونها ولم يكن بعضهم حاجبا [ 2852 ] ح أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور بن خلف نبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو أحمد حاجب بن الوليد البغدادي سمع بقية بن الوليد ومبشر بن إسماعيل انتهى قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك أنبأنا عبيد الله بن سعيد بن حاتم وأنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو أحمد حاجب بن الوليد انتهى وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم أنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي بن محمد حينئذ قال أنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 1 ) حاجب بن الوليد سكن بغداد وروى عنه بقية ومبشر الحلبي سمعت أبي يقول ذلك أنتهى أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وأبو النجم بن عبد الله قالا قال لنا أبو بكر الخطيب ( 2 ) حاجب بن الوليد بن ميمون أبو أحمد الأعور سمع حفص بن ميسرة الصغاني ( 3 ) ومحمد بن حرب الأبرش وبقية بن الوليد ومبشر بن إسماعيل الحلبي والوليد بن محمد الموقري ومحمد بن مسلمة الحراني روى عنه أحمد بن سعيد الدارمي ومحمد بن يحيى بن محمد الذهلي ويعقوب بن شيبة السدوسي وجعفر بن محمد الصائغ وأبو بكر بن أبي الدنيا وأبو جعفر بن أحمد بن معبد الوراق

_________

( 1 ) الجرح والتعديل 1 / 2 / 285

( 2 ) تاريخ بغداد 8 / 270

( 3 ) كذا وفي تاريخ بغداد " الصنعاني " ومثلها في سير الاعلام " الصنعاني العقيلي نزيل عسقلان " 8 / 231

(11/387)

وإسحاق بن إبراهيم بن سنين الختلي وأحمد بن بشير المرثدي وعبد الله بن محمد البغوي وكان ثقة انتهى قال الخطيب وأخبرنا علي بن الحسين صاحب العباسي أنبأنا عبد الرحمن بن عمر الخلال نبأنا محمد بن إسماعيل الفارسي نبأنا بكر بن سهل أنبأنا عبد الخالق بن منصور قال وسألت يحيى بن معين عن حاجب فقال لا أعرفه وأما أحاديثه فصحيحة فقلت ترى أن أكتب عنه قال ما أعرفه وهو صحيح الحديث وأنت أعلم انتهى قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية نبأنا أبو الحسين بن فهم حدثنا محمد بن سعد قال حاجب بن الوليد الأعور المعلم ويكنى أبا أحمد توفي ببغداد في شهر رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين أخبرنا أبو الحسن ( 2 ) بن قبيس حدثنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب قال ( 3 ) قرأت على البرقاني عن أبي إسحاق المزكي أنبأنا محمد بن إسحاق السراج قال سمعت الجوهري يعني حاتم بن الليث يقول حاجب بن الوليد الأعور المعلم يكنى أبا أحمد مات ببغداد في رمضان سنة ثمان وعشرين ومائتين قال وأنبأنا أحمد بن أبي جعفر أنبأنا محمد بن المظفر قال قال عبد الله بن محمد البغوي مات حاجب بن الوليد في رمضان سنة ثمان وعشرين وكان لا يخضب وكان أعور وقد كتبت عنه انتهى 1118 حاجب القرشي حكى عن يزيد بن ربيعة عن ربيعة بن يزيد ونحن معه في جنازة في سوق ونحن مع إسماعيل بن عبيد الله وحاجب القرشي انتهى "

_________

( 1 ) طبقات ابن سعد 7 / 359

( 2 ) بالاصل " أبو الحسين " خطأ وقد مر

( 3 ) تاريخ بغداد 8 / 271

(11/388)

ذكر من أسمه حارثة " 1119 حارثة بن بدر بن حصين ( 1 ) بن قطن ابن مالك بن عدانة بن يربوع ويقال حارثة بن بدر ابن مالك بن كليب ( 2 ) بن غدانة بن يربوع أبو العنبس ( 3 ) الغداني ( 4 ) التميمي البصري ( 5 ) وأسم غدانة أشرس وغدانة لقب ولإشتقاقه من التغدن وهو التثني والإسترخاء ويربوع هو أبو حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن الياس بن مضر وفد حارثة على الوليد بن عبد الملك أخبرنا أبو محمد عبد الجبار بن محمد بن أحمد بن أحمد أنبأنا علي بن أحمد الواحدي أنبأنا أبو بكر الحارثي أنبأنا أبو الشيخ الحافظ أنبأنا أبو يحيى الرازي نبأنا سهل بن عثمان العسكري نبأنا يحيى يعني ابن زكريا بن أبي ثابت بن أبي زائدة نبأنا مجالد عن الشعبي قال كان حارثة بن بدر التميمي أفسد في الأرض وحارب فأتى سعيد بن قيس فانطلق سعيد ( 6 ) إلى علي فقال يا أمير المؤمنين ما جزاء من حارب

_________

( 1 ) في الوافي بالوفيات : حصن

( 2 ) بالاكل " كلب " والمثبت عن الاغاني

( 3 ) في مختصر بن منظور 6 / 144 أبو العبيس

( 4 ) ضبطت نصا في الاصابة بضم المعجمة وتخفيف الدال والنون

( 5 ) ترجمته في الاغاني 8 / 384 والوافي بالوفيات 11 / 266 الاصابة 1 / 371

( 6 ) بالاصل " سعيدا "

(11/389)

وبغى في الأرض فسادا قال " أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض " ( 1 ) قال فإن تاب قبل أن تقدر عليه قال تقبل توبته قال فإنه والله حارثة بن بدر فأتاه به فأمنه وكتب له كتابا انتهى أخبرنا أبو بكبن شجاع أنبأنا أبو عمرو عبد الوهاب بن محمد بن إسحاق نبأنا الحسين بن محمد بن أحمد المديني نبأنا عبد الله بن محمد بن عبيد القرشي حدثني الفضل بن إسحاق نبأنا أبو أسامة أخبرني أبو خالد نبأنا أبو عامر قال كان حارثة بن بدر التميمي من أهل البصرة قد أفسد في الأرض وحارب فكلم الحسن بن علي وابن عباس وابن جعفر وغيرهم من قريش فكلموا عليا فأبى أن يؤمنه فأتى سعيد بن قيس الهمداني في داره فكلمه فانطلق سعيد بن قيس إلى علي وخلفه في داره فقال يا أمير المؤمنين ما تقول فيمن أفسد في الأرض وحارب فقال " إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله " حتى ختم الآية فقال سعيد أرأيت إن تاب قبل أن تقدر عليه قال أقول كما قال الله تبارك وتعالى وأقبل منه قال فإن حارثة بن بدر قد تاب قبل أن تقدر عليه فأتاه به وأمنه وكتب له كتابا فقال حارثة أبياتا من شعر ألا أبلغن همدان ما لقيتها * سلاما فلا يسلم عدو يعيبها لعمر إلهي إن همدان تبغي إلا * له ويقضي بالكتاب خطيبها لنا نسعة كانت نفسية فروعها * فقد بلغت إلا قليلا خلوفها شيب رأسي واستخف حمل * مهاد عود المنايا حولنا وبروقها وأنا لتستحلي المنايا نفوسنا * وننزل أخرى مرة ما نذوقها * قال العتبي فحدث بهذا ابن جعفر فقال كنا أحق بهذه الأبيات من همدان قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الأزدي الأموي ( 2 ) أخبرني هاشم بن محمد الخزاعي نبأنا أبو الأسود الخليل بن أسد نبأنا العمري عن العتبي قال أجرى الوليد بن عبد الملك الخيل وعنده حارثة بن بدر الغداني وهو حينئذ في ألف وستمائة دينار من العطاء فسبق الوليد فقال حارثة هذه فرصة فقام إليه فهناه ودعا له دعاء أحسن فيه فقال *

_________

( 1 ) سورة المائدة الاية : 32

( 2 ) الاغاني 8 / 396

(11/390)

إلى الألفين مطلع قريب * زيادة أربع لي قد بقينا فإن أهلك فهن لكم وإلا * فهن من المتاع لنا سنينا * فقال له الوليد نشاطرك ذلك لك مايتان ولنا مائتان فصار عطاؤه ألفا وثماني مائة ثم أجرى الوليد الخيل فسبق أيضا فقال حارثة هذه فرصة أخرى فقام فهناه ودعا له ثم قال وما احتجب الألفان إلا بهين * هما الآن أدنى منهما قبل ذالكا فجد بهما تفديك نفسي فإني * معلق آمالي ببعض حبالكا * فأمر له الوليد بالمائتين فانصرف وعطاؤه ألفان أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسين أنبأنا أبو الحسين محمد بن علي بن أحمد أنبأنا أحمد بن إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال وقال أبو اليقظان شارف الأزد وبكر بن وائل وعبد القيس فعسكروا بالمربد ( 1 ) وبلغ الخبر الأحنف فوقف في مقبرة بني حصن ( 2 ) وجاءت تميم فقالوا له نسير فقال حتى يجئ سيدنا فلما جاء حارثة بن بدر الغداني قال له الأحنف ما الرأي يا أبا العنبس قال الرأي أن تبعث بني سعد فتكونا إزاء الأزد ويكون عمرو بإزاء عبد القيس وحنظلة بإزاء بكر بن وائل ففعل في حديث ذكره انتهى أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن كرتيلا أنبأنا محمد بن علي الخياط أخبرنا أحمد بن عبد الله السوسنجري أنبأنا أبو جعفر أحمد بن أبي طالب علي بن محمد الكاتب أنبأنا أبي أخبرنا أحمد بن مروان بن عمر السعيدي أخبرني الطيب بن محمد بن موسى بن سعيد بن سالم بن قتيبة بن مسلم الباهلي حدثني عبد الله بن محمد بن حكيم نبأنا خالد بن سعيد بن العاص عن أبيه قال ولي حارثة بن بدر سرق ( 3 ) فخرج معه المشيعون من أهل البصرة منهم أبي الأسود الدؤلي فقال * ( 4 ) * أحاربن بدر قد وليت ولاية * فكن جرذا فيها تخون وتسرق

_________

( 1 ) محلة من محال البصرة

( 2 ) بالاصل " بن حصين " والمثبت عن تاريخ خليفة ص 182

( 3 ) من كور الاهواز ( معجم البلدان )

( 4 ) الابيات في الاغاني 8 / 406

(11/391)

فلا تحقرن يا حار شيئا أصبته * فحظك من مال ( 1 ) العراقين سرق فإن جميع الناس إما مكذب * يقول بما يهوى وإمامصدق يقولون أقوالا بظن وشبهه * فإن قيل هاتوا حققوا لم يحققوا ولا تعجزن فالعجز أوطى مركب * فما كل من يدلي ( 2 ) إلى الرزق يرزق * فقال له حارثة * جزاك إله ( 3 ) الناس خير جزائه * فقد قلت معروفا وأوصيت كافيا ستلقى أخا يصفيك بالو حاضرا * ويوليك حفظ الغيب إن كنت نائيا أمرت بحزم لو أمرت بغيره * لألفيتني فيه لأمرك عاصيا ( 4 ) وأيسر ما عندي المواساة مسمحا * إذا لم يجد يوما صديقا مواسيا * أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ على إسناده أنبأنا أبو علي الجازري أنبأنا أبو الفرج المعافى بن زكريا ( 5 ) أنبأنا محمد بن القاسم الأنباري حدثني محمد بن المرزبان حدثنا المغيرة بن محمد المهلبي انبأنا العتبي قال كان حارثة بن بدر الغداني صديقا لزياد بن أبيه وكان الأسود مؤاخيا لحارثة بن بدر فقلد زياد حارثة بن بدر فكتب إليه أبو الأسود أحار ابن بدر قد وليت إمارة * فكن جرذا فيها تفوق وتسرق وباه تميما بالغنى إن للغنى * لسانا به المرء الهيوبة ينطق ولا تحقرن يا حار شيئا اصبته * فحظك من ملك العراقين سرق فإني ورأيت الناس إما مكذب * يقول بما تهوى وأما مصدق يقولون أقوالا بظن وشبهة * فإن قيل هاتوا حققوا لم يحقق *

_________

( 1 ) الاغاني : ملك

( 2 ) الاغاني : يدعي

( 3 ) الاغاني : مليك

( 4 ) وقد ورد هذا البيت قبل قوله جزاك إله الناس وكرر هنا فحذفناه من هناك وتركناه هنا في موضعه فقد ورد في الاغاني 8 / 406 أولا : جزاك إله

( 5 ) الخبر والشعر في الجليس الصالح الكافي 7 بيروت 3 / 200

( 6 ) في الجليس الصالح : تعق

( 7 ) بالاصل " المهوبة " والمثبت الصالح

(11/392)

فكتب إليه حارثة بن بدر لم يعم علينا الرأي يا أبا الأسود وختم كتابه بهذا الشعر جزاك مليك الناس خير جزائه * فقد قلت معروفا وأوصيت كافيا أمرت بحزم لو أمرت بغيره * لألفيتني فيه لأمرك عاصيا ستلقى أمرا يصفيك بالود مثله * ويوليك حفظ الغيب إن كنت نائيا وأقرب ما عندي المواساة مسمحا * إذا لم يجد يوما صديقا مكافيا * وقال القاضي أبو الفرج ( 1 ) رحمة الله رخم أبو الأسود حارثة في شعره فحذف الهاء والثاء وبعض النحويين لا يجيز هذا ويقول يا حارث في ترخيم حارثة فيحذف الهاء خاصه فيقول أحارث وأحارث على لغتين للعرب فيه أفصحها إقرار حركة الحرف في الترخيم على ما كانت عليه وهو الوجه المختار والأخرى ضمة على حكم النداء المفرد والقضاء على ما بقي بعد حذف الطرف للترخيم فإنه اسم قد قام بنفسه وكفى بغيره ولا نجيز هذا الترخيم على هذين الوجهين إلا في ترخيم حارث وقد احتج بشعر أبي الأسود وغيره في إجازة هذا الترخيم من أجازه وقوله وأقرب ما عندي المواساة مسمحا * إذا لم يجد يوما صديقا مكافيا * قوله مسمحا من السماحة والسماح سمح فلان بماله ومعروفه وسامح وتسمح وتسامح ويقال أسمح فلان فهو مسمح إذا انقاد وأصحب وألان جانبه وقارب غير مستصعب قال تميم بن أبي بن مقبل العجلاني ( 2 ) هل القلب عن دهماء سال فمسمح * وتاركه منها الخيال المبرح * قال وأنبأنا المعافى نبأنا محمد بن يحيى الصولي أنبأنا محمد بن عبد الرحمن التميمي ( 3 ) عن أبيه نبأنا خالد بن سعيد عن أبيه قال لما ولى زياد حارثة بن بدر الغداني سرق خرج معه المشيعون فقال له أبو الأسود مشيرا ( 4 ) إليه أحار ابن بدر قد وليت ولاية * فكن جرذا فيها تخون وتسرق

_________

( 1 ) هو المعافي بن زكريا صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي

( 2 ) ديوان تميم ص 48

( 3 ) في الجليس الصالح 3 / 201 التيمي

( 4 ) في الجليس الصالح : " مسرا "

(11/393)

وباه تميما بالغنى إن للغنى * لسانا به المرء الهيوبة ينطق ولا تحقرن يا حار شيئا أصبته * فحظك من ملك العراقين سرق فإني رأيت الناس إما مكذب * يقول بما يهوى وإما مصدق يقولون أقوالا بظن وشبهة * فإن قيل هاتوا حققوا يحققوا * فكتب إليه حارثة بن بدر لم يعم علينا الرأي يا أبا الأسود وختم كتابه بهذا الشعر جزاك مليك الناس خير جزائه * فقد قلت معروفا وأوصيت كافيا أمرت بحزم لو أمرت بغيره * لالفيتني فيه لأمرك عاصيا ستلقى أمرأ يصفيك بالود مثله * ويوليك حفظ الغيب إنك كنت يائيا وأقرب ما عندي المواساة مسمحا * إذا لم يجد يوما صديقا مكافيا * والألفاظ فيه وفي خبر ابن الأنباري متقاربة المعاني وفي هذا الخبر زيادة على قول أبي الأسود يقولون أقوالا بظن وشبهة وهو ولا تعجزن فالعجز أوطى مركب ( 1 ) * وما كل من يدعى إلى الرزق يرزق * أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن ( 2 ) رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا محمد بن الحارث عن المدائني قال دخل حارثة بن بدر الغداني على زياد بن مروان وبوجهه أثر وكان حارثة صاحب شراب فقال له زياد ما هذا الأثر بوجهك فقال أصلح الله الأمير ركبت فرسا أشقر فحملني حتى صدم بي الحائط فقال زياد أما أنك لو ركبت الأشهب لم يصبك مكروه أراد حارثة أنه شرب صرفا فسكر وأراد زياد بالأشهب الممزوج أخبرنا أبو بكر محمد بن جعفر بن محمد بن أحمد بن مهران ومحمد بن شجاع اللفتواني قالا أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف أنبأنا

_________

( 1 ) ورد في البيت في الرواية الاولى وهو في الاغاني 8 / 306 بعد قوله : يقولون : وفيه : أبطأ مركب

( 2 ) بالاصل " أبو الحسين " خطأ والصواب ما أثبت ترجمته في معرفة القراء الكبار 1 / 401

(11/394)

أحمد بن محمد بن عمر أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا أنشدني عمر بن شيبة ( 1 ) لحارثة بن بدر وجربت ماذا العيش إلا تعلة * وما الدهر إلا مجنون تقلب وما اليوم إلا مثل أمس الذي مضى * ومثل غدا الجائي وكل سيذهب * أخبرنا أبو العز من كادش أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عبيد الله المرزباني النحوي قال قرأ علينا أبو عبد الله محمد بن العياش اليزيدي قال قرأت هذه الأبيات على عمي الفضل بن محمد وذكر أنه قرأها على أبي المنهال عتيبة بن المنهال وهي بالثقة قال وأنشدني لحارثة بن بدر الغداني وإذا افتقرت فلا تكن متخشعا * ترجو الفواضل عند غير المفضل واستغن ما أغناك ربك بالغنى * وإذا تكون خصاصة فتحمل * وأنشد له لعمرك ما أبقى لي الدهر من أخ * حتى ولا ذي خلة لي أواصله ولا من خليل ليس فيه غوائل * وشر الأخلاء الكثير غوائله * وأنشد له ( 2 ) يا كعب ما راح من قوم ولا ابتكروا * إلا وللموت في آثارهم حادي يا كعب ما طلعت شمس ولا غربت * إلا تقرب آجالا لميعادي لا خير في عيش من يحيى وليس له * ذوو ظغائن لا تخفى وأحقادي ذهب الرجال فسدت غير مدافع * ومن البلاء ( 3 ) تفردي بالسواد * أنبأنا أبو بكر وجيه بن طاهر بن محمد وأبو سعيد عبد الله بن اسعد بن حيان قالا أنبأنا موسى بن عمران أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني ابن عبد العزيز أنبأنا احمد بن عمرو نبأنا العياش بن مصعب نبأنا محمد بن إبراهيم أخبرني سليمان بن صالح قال وحدثني أبو منقذ من أهل نيسابور أن حارثة بن بدر كان يغزو خراسان

_________

( 1 ) في الاغاني 8 / 406 شبة

( 2 ) الابيات في الاغاني 8 / 425

( 3 ) في الاغاني 8 / 424 خلت الديار فسدت غير مسود ومن الشقاء

(11/395)

فلما قفل من تلك المغازي وانتهى بنيسابور اشتكى بها وكان معه غلام له يسمى كعبا كان كعب مولعا بالشراب يخرج عند أول النهار ولا يعود حتى يظلم الليل وإذا دعاه لم يجبه ولم يشبع بشئ منه فعيل صبره واغتاظ وقدم عليه نفر من رهطه فسألوا عنه فوجدوه مريضا مدنفا فما رأوا حاله قالوا نحملك قال ما في محمل قالوا فنقيم عليك حتى يقضي الله في أمرك ما شاء قال كلا إني عزفت شوق العاقل فاستوثق منهم باليمين وأخذ منهم ليفعلن بغلامه ما يأمرهم به وقد عرضوا عليه النفقة فقال انظروا ما في الخرج فنظروا فإذا بقية فاضلة قال إن غلامي هذا قد أبى علي واستعصى فهو لا ينفعني وقص عليهم قصته فذهبوا وأقاموه وهو سكران فدعاه فلم يجبه فنادى أصحابه فأمرهم بأخذه والأستيثاق منه ففعلوا وتركوه مقموطا حتى أصبحوا ثم قال رضوا ما بين أطراف أصابعه إلى مرفقه وأصابع رجليه إلى ركبتيه ففعلوا ذلك قال اطرحوه في ناحية البيت حيث أنظر إليه وطفق ( 1 ) يقول يا كعب ما راح من قوم ولا ابتكروا * إلا وللموت في آثارهم حادي يا كعب ما طلعت شمس ولا غربت إلا تقرب آجالا لميعادي لا خير فيعيش من يحيى وليس له * ذوو ظعائن لا تخفى وأحقادي ذهبت الرجال فسدت غير مدافع * ومن البلاء تفردي بالسادي وما تحمل قوم نحو طيتهم * إلا وللموت في آثارهم حادي يا كعب كم من حمى قوم نزلت به * على صواعق من زجر وإيعادي يا كعب صبرا ( 2 ) وتجزع على أحد * يا كعب لم يبق منها غير أجلادي فيما نقلت أرواح يحشرجها * كرائح داخل أو باكر غادي إنني وإياك والأمثال نضربها * في حين زجر على قرب وابعادي لكالذي قال يوما في معاتبة * والناس شتى إلا لله أجدادي لا ألفينك بعد الموت تندبني * وفي حياتي ما زودتني زادي انظر إلى ملك دهر أنت تاركه * هل ترأسين أواخية بأوتادي

_________

( 1 ) في رواية في الاغاني 8 / 424 أنه طلب إليهم قال : اكسروا رجل مولاي كعب لئلا يبرح من عندي فإنه يؤنسني

( 2 ) الاغاني : يا كعب مهلا

غير أجساد

(11/396)

إذا لقيت بواد حية ذكرا * فاهد ( 1 ) وذرني أمارس حية الوادي * قال سليمان ثم إن حارثة بن بدر التميمي في الصحابة والله تعالى أعلم وتوفي بنيسابور ودفن بها انتهى قال الحاكم أبو عبد الله الحافظ وقد ذكر سليمان بن أحمد اللخمي ( 2 ) حارثة بن بدر التميمي في الصحابة والله تعالى أعلم قال الحاكم في الترجمة في حرف الجيم حارثة بن بدر روى عن عبد الله بن الزبير وغيره أظنه التميمي انتهى كذا ذكره في حرف الجيم وبلغني من وجه آخر أن حارثة بن بدر مات غريقا بالأهواز في ولاية المهلب ( 3 ) 1120 حارثة بن عمر ين صخر القيني له ذكر في كتاب المزة وكان في الجيش الذي بعث يزيد من بزبرا ( 4 ) من نواحي دمشق غلى المدينة انتهى أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين بن الطيور ي أنبأنا محمد بن عبد الواحد بن محمد بن جعفر المعدل أنبأنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن بن شاذان أنبأنا أحمد بن محمد بن أبي شيبة البزاز أنبأنا أبو جعفر أحمد بن الحارث الخزاز عن أبي الحسن علي بن محمد بن عبد الله بن أبي سيف المدائني قال وكان مع مسلم بن عقبة حارثة بن عمر بن صخر القني فقتله عبد الله بن مطيع فقالت ابنته قتلت ابن عمرو ( 5 ) مقبلا غير مدبر * صبورا على وقت الستور البواتر ولو شئت فت القوم فوق مجنب * من الخيل وثاب الجراثيم ضامر بذلت حذار العار نفسا كريمة * لكل رديني من السمر عاتر كذاك ذوو الأحساب تسخو نفوسهم * بورد المنايا واحتمال الحرائر إذا ما جثوا حربا مروها بأذرع * طوال وأيدي بالسيوف جواسر ولا تحسبون الصبر يدنى من الردى * ولا الخوف ينجي من عدو مساور فما تردون الموت إلا تفخما * عليه إذا جئت حياض المقادر *

_________

( 1 ) في الاغاني : فاذهب ودعني أمارس حية الوادي

( 2 ) قال ابن حجر في الاصابة : واللخمي هو الطبراني ولم أر ذلك في معجمة

( 3 ) وذلك في سنة إربع وستين كما في الاصابة

( 4 ) كذا رسمها بالاصل

( 5 ) كذا ورد هنا وتقدم " عمر "

(11/397)

1121 - حارثة بن قطن بن زابر بن حصن ابن كعب بن عليم الكعبي ثم العليمي ( 1 ) من أهل دومة الجندل وفد على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وكتب له كتابا انتهى أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن سعد قال قال ( 2 ) هشام بن محمد ( 3 ) حدثني ابن أبي صالح رجل من بني كنانة عن ربيعة بن إبراهيم الدمشقي قال وفد حارثة بن قطن بن زابر ( 4 ) بن حصن بن كعب عليم الكلبي ( 5 ) وحمل بن سعدانة بن حارثة بن معقل ( 6 ) بن كعب بن عليم إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فأسلما فعقد لحمل بن سعدانة لواء فشهد بذلك اللواء صفين مع معاوية وكتب لحارثة بن قطن كتابا فيه هذا كتاب من محمد رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لأهل دومة الجندل وما يليها من طوائف كلب مع حارثة بن قطن لنا الضاحية من البعل ولكم الضامنة من النخل على الجارية العشر وعلى الغائرة نصف العشر لا تجمع سارحتكم ( 7 ) ولا تعد فأردتكم ( 8 ) تقيمون الصلاة لوقتها وتؤتون الزكاة بحقها لا يحظر عليكم النبات ولا يؤخذ منكم عشر البتات ( 9 ) لكم بذلك العهد والميثاق ولنا عليكم النصح والوفاء وذمة الله ورسوله شهد الله ومن حضر من المسلمين انتهى في حاشية الأصل الضاحية التي لا يترطب بسرها والجارية الماء الجاري والغائرة ما لا يجري قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن

_________

( 1 ) ترجمته في الاستيعاب 1 / 286 هامش الاصابة أسد الغابة 1 / 427 الاصابة 1 / 298 الوافي بالوفيات 11 / 269

( 2 ) طبقات ابن سعد 1 / 334

( 3 ) ما بين معكوفتين سقطت من الاصل واستدراكها لازم لايضاح وانظر ابن سعد

( 4 ) في ابن سعد : " زائر " وقد ضبطها ابن الاثير نصا فقال : وبعد الالف باء موحدة وراء

( 5 ) بالاصل : " وأحمد " والمثبت عن ابن سعد

( 6 ) في ابن سعد : مغفل

( 7 ) في النهاية : لا تعدل سارحتكم : أي لا تصرف ماشيتكم عن مرعى تريده ( سرح )

( 8 ) في النهاية : أي الزائدة على الفريضة أي لا تضم إلى غيرها فتعد معها وتحسب ( فرد )

( 9 ) البتات هو المتع الذي ليس عليه زكاة مما لا يكون للتجارة ( النهاية : بت )

(11/398)

حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد قال في الطبقة الرابعة من قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرة بن زيد بن مالك بن حمير بن سبأ يشجب بن يعرب بن قحطان ثم من بني كلب بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن عمران ألحاف بن قضاعة حارثة بن قطن من دارم بن حصن بن كعب بن عليم بن جناب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكر بن عوف بن عذرة بن زيد اللات بن رفيدة بن ثور بن كلب وفد على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قرأت على أبي محمد عبد الله بن حمزة عن أبي نصور بن ماكولا ( 1 ) قال وأما حارثة بحاء مهملة وبعد الراء ثاء معجمة بثلاث حارثة بن قطن بن زابر بن كعب بن حصن بن عليم بن جناب بن هبل وفد على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وأخوه حصن وكتب لهما كتابا 1122 حارثة بن النمر أبو أثال شهد يوم اليرموك وقال في ذلك شعرا ذكر أبو مخنف لوط بن يحيى قال حدثني مالك بن أسامة أن شاعرا ( 2 ) قال يوم اليرموك نجا جذاما ولخما كل سلهبة * واستحكم القتل أصحاب البراذين * وقال أيضا أبو أثال حارثة من اليمن ضرب المواكب بينها أنكالها * فكأنها ملفوفة بقرام وأقول في كشف الأمور بفضلها * والحق يعرفه ذوو الأحلام أنا ليس حصن غير دعوة أحمد * ترجى ولا دولة سوى الإسلام فأنا امرؤ قدموس جذم معتلى * وقوى سطيح وهلتى ونظام فرعان من أصل نجيح واحد * قيدوم طود قضاعة المقدام نيلان أسد بالسواد البلهم * إيعصبان بدعوة وإمام لله ما اليرموك جند طحطحوا * أحساب عات الروم بالأقدام

_________

( 1 ) الاكمال لابن ماكولا 2 / 7

( 2 ) بالاصل : " شاعر "

(11/399)

فضلوا عليهم فضلة مشهورة * هجمت بهم في برزخ النوام فتهافتوا في النار في واقوصة * وكستهم في شر دار مقام وتعطلت منهم كنائس زخرفت * بالشام ذات فسافس ورخام * * وشهدت من باب دمشقة مشهدا * أشجى دمشق مدينة الأصنام وتعلقت رهبانها فكأنهم * هام تنوح على رؤوس أكام عجبا عجيبا ما قللنا داره * كانت لعاد بعد نزهة شام ولمن تلاهم من قرون طحطحوا * فتهافتوا في المغر والقمقام وكذاك نحن بها لدولة أكلنا * متى قليل بمدة بتمام * "

(11/400)

ذكر من اسمه الحارث " 1123 الحارث بن أوس بن عتيك ( 1 ) ويقال عبيد بن عمرو بن عبد الأعلم ابن عامر بن زعور ( 2 ) بن جشم بن الحارث ابن الخزرج بن عمرو بن مالك بن الأوس الأنصاري الأوسي ( 3 ) له صحبة ولا أعرف له رواية شهد مع النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أحدا وما بعدها من المشاهد وقتل يوم أجنادين أنبأنا أبو القاسم النسيب عن أبي بكر الخطيب أنبأنا الحسين بن محمد الرافعي إجازة أنبأنا أحمد بن كامل القاضي أنبأنا أحمد بن شاهين بن سعيد عن مصعب بن عبد الله الزبيري عن عبد الله بن محمد بن عمارة بن القداح قال وولد زعور بن جشم بن الحارث بن الخزرج بن عمرو وهو الليث بم مالك بن الأوس وهو أخو عبد الأشهل بن جشم وهو سكن راتج عامر فولد عامر بن زعور عبد الأعلم فولد عبد الأعلم عمرو فولد عمرو بن عبد الأعلم عبيد فولد عبيدا بن عمرو أوسا فولد أوس بن عبيد الحارث بن أوس قتل يوم أجنادين شهيدا أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو النضر بن البنا قالا أنبأنا أبو محمد الجوهري قراءة على أبي عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا

_________

( 1 ) في الاصابة : عتاب

( 2 ) في أسد الغاب : زعوراء

( 3 ) ترجمته في الاستيعاب 1 / 287 هامش الاصابة أسد الغابة 1 / 379 الاصابة 1 / 274

(11/401)

محمد بن سعد قال في الطبقة الثانية قال الحارث بن أوس بن عبيد بن عمرو بن عبد الأعلم بن عامر بن زعور بن جشم وأمه هند بنت ثعلبة بن قيس بن عباد بن فهيرة بن بياضة بن عامر بن زريق شهدا أحدا والمشاهد كلها وقتل يوم أجنادين شهيدا ( 1 ) وليس له عقب أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال الحارث بن أوس الأنصاري من بني نبيت ثم من بني عبد الأشهل شهد بدرا قاله موسى بن عقبة عن الزهري لا تعرف له رواية 1124 الحارث بن بدل ويقال بن سليمان ( 2 ) بن بدل النصري ( 3 ) من أهل دمشق قيل أنه أدرك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وروى عن عمر بن سفيان الثقفي ورجل من قومه روى عنه محمد بن عبد الله بن المهاجر الشعيثي أنبأنا أبو علي الحداد ثم أخبرنا أبو مسعود الأصبهاني عنه أ خبرنا أبو نعيم الحافظ نبأنا سليمان بن أحمد نبأنا معاذ بن المثنى نبأنا عمي عبد الله بن معاذ نبأنا أبي نبأنا محمد بن عبد الله بن المهاجر الشعيثي عن الحارث بن بدل قال شهدت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يوم حنين فانهزم أصحابه أجمعون إلا العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث فرمى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وجوهنا بقبضة من الأرض فانهزمنا فما خيل إلي أن شجرة ( 4 ) ولا حجرا إلا وهو في آثارنا انتهى تابعه بكر بن بكار عن الشعيثي إلا أنه قال الحارث بن سليم بن بدل ورواه الوليد بن مسلم عن الشعيثي عن الحارث فقال عن رجل من قومه [ 2853 ]

_________

( 1 ) قتل يوم أحنادين وذلك لليلتين بقيتا من جمادي الاولى من سنة ثلاث عشرة بالشام كما في الاستيعاب 1 / 287 وأسد الغابة 1 / 379

( 2 ) في الاصابة 1 / 385 " سليم " والاصل كأسد الغابة 1 / 381

( 3 ) أسد الغابة : السعدي

( 4 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن أسد الغابة

(11/402)

أخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري حينئذ وأخبرنا أبو بكر عبد الكريم بن حمزة نبأنا أبو بكر الخطيب قالا أنبأنا أبو الخير بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا أبو سعيد عبد الرحمن بن إبراهيم نبأنا الوليد بن مسلم حدثني محمد بن عبد الله الشعيثي عن الحارث بن بدل النصري عن رجل من قومه شهد ذلك يوم حنين وعمرو بن سفيان الثقفي قال انهزم المسلمون يوم حنين فلم يبق مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلا عباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث قال فقبض رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قبضة من الحصى فرمى بها في وجوههم قال فانهزمنا فما خيل إلينا إلا أن كل حجر أو شجرة فارس يطلبنا قال الثقفي فأعجزت على فرسي حتى دخلت الطائف انتهى [ 2854 ] وأخبرناه أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه قال نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو احمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الجندي قالا أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا عبد الكريم أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نبأنا محمد بن عائذ نبأنا الوليد أخبرنا محمد بن عبد الله ( 1 ) الشعيثي عن الحارث بن بدل عن رجل من قومه شهد ذاك مع عمرو بن سفيان الثقفي أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قبض قبضة من حصى فرمى بها في وجوهنا فانهزمنا قال فما أخيل إلينا إلا أن كل شجر وحجر يطلبنا وقال الثقفي فأعجزت على فرسي حتى دخلت الطائف انتهى أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال الحارث بن بدل وقيل الحارث بن سليمان بن بدل عداده في أهل الشام أخرجه ابن مندة وأحمد بن منيع وجماعة في الصحابة وهو من تابعي الشام روى حديثه بكر بن بكار عن محمد بن عبد الله الشعيثي حدثني الحارث بن سليم بن بدل قال كنت مع المشركين يوم حنين فأخذ النبي ( صلى الله عليه و سلم ) كفا من حصى فضرب به وجوههم وقال شاهت الوجوه فهزم الله تبارك وتعالى المشركين [ 2855 ] ورواه أحمد بن عبدة عن زهير بن هنيدة العدوي عن الشعيثي عن عمرو بن سفيان والحارث بن بدل السكوني ورواه سعيد بن يحيى سعدان عن الشعيثي عن عمرو بن سفيان والحارث بن بدل النصري ذكر أنهما شهدا حنينا مع النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وقال

_________

( 1 ) بالاصل : " محمد بن عبد الرحمن النصري " والصواب عن الرواية السابقة

(11/403)

معاذ بن معاذ عن الشعيثي عن الحارث بن بدل نحن رواية بكر انتهى قال وأنبأنا سالم بن الفضل نبأنا يحيى بن محمد الحنائي نبأنا عبيد الله بن معاذ عن أبيه ورواه الوليد بن مسلم وصدقة بن خالد عن الشعيثي عن الحارث بن بدل عن رجل من قومه شهد أن عمرو بن سفيان قال أنهزموا يوم حنين قال وأنبأناه عبد الرحمن بن عبد الله البجلي نبأه أبو زرعة أنبأنا محمد بن المبارك أنبأنا صدقة بن خالد حينئذ قال وحدثنا محمد بن إبراهيم بن مروان بدمشق نبأنا الحسين بن يعلى الصيدلاني نبأنا سليمان بن عبد الرحمن نبأنا الوليد بن مسلم وقال القاسم الحربي عن الشعيثي عن الحارث بن بدل عن عمرو ( 1 ) بن سفيان أنه شهد ذاك يوم حنين وقال ابن منيع البغوي روى علي بن حارث عن قاسم الجرمي عن الحارث بن بدل عن سهيل الثقفي وهو وهم وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد حينئذ قال وأنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة قال وأنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 2 ) الحارث بن بدل النصري روى عن عمرو بن سفيان عن رجل من قومه شهد النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يوم حنين ( 3 ) روى عنه محمد بن عبد الله بن المهاجر الشعيثي سمعت أبي يقول ذلك قال أبو محمد روى معاذ بن معاذ العنبري عن الشعيثي عن الحارث بن بدل قال شهدنا النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يوم حنين روى بكر بن بكار عن الشعيثي هذا الحديث رواه مرة عن الحارث بن سالم ( 4 ) قال شهدت النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ومرة عن عبد الله بن الحارث بن بدل قال شهدت النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وهذا من تخليط بكر بن بكار فإنه سئ الحفظ ضعيف الحديث سألت أبي عنه فقال هو مجهول لا أدري من هو يعني الحارث أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز الكتاني نبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو عبد الله جعفر بن محمد نبأنا أبو زرعة في الطبقة الثالثة قال الحاراث بن بدل النصري روى عنه الشعيثي

_________

( 1 ) بالاصل : " عمر "

( 2 ) الجرح والتعديل 1 / 2 / 69

( 3 ) ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح والتعديل

( 4 ) كذا وفي الجرح : " سليم " وهو صاحب الترجمة

(11/404)

أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب بن الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الثالثة الحارث بن بدل النصري دمشقي وقال ابن عتاب بن يزيد وهو وهم أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أحمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 1 ) أنبأنا الحارث بن بدل النصري عن عمرو بن قيس عن رجل من قومه شهد النبي ( صلى الله عليه و سلم ) رواه الوليد بن مسلم وصدقة عن الشعيثي حديثه عن الشاميين انتهى كذا في النسخة والصواب عمرو بن سفيان كما تقدم انتهى أخبرنا أبو محمد السلمي فيما قرأت عليه عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد حينئذ وأخبرنا أبو القاسم السوسي أنبأنا أبو إسحاق بن إبراهيم بن يونس المقدسي أنبأنا أبو زكريا حينئذ وأخبرنا أبو الحسين أحمد بن سلامة أنبأنا سهل بن بشر أنبأنا رشأ بن نظيف قالا أنبأنا عبد الغني بن سعيد في باب النصري بالنون والصاد قال الحارث بن بدل النصري انتهى قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال في باب النصر بالنون الحارث بن بدل النصري انتهى 1125 الحارث بن الحارث بن قيس بن عدي ابن سعد بن سهم بن عمرو بن هصيص القرشي السهمي ( 2 ) معدود في الصحابة من مهاجرة الحبشة استشهد يوم أجنادين وقيل يوم اليرموك وقيل يوم فحل انتهى أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم الحافظ حدثنا

_________

( 1 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 265

( 2 ) الاستيعاب 1 / 289 أسد الغابة 1 / 384 الاصابة 1 / 276

(11/405)

سليمان بن أحمد نبأنا محمد بن عمرو حدثني أبي نبأنا ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال في تسمية من قتل من المسلمين يوم أجنادين ثم من قريش ثم من بني سهم الحارث بن الحارث بن قيس قال وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن نبأنا أبو شعيب الحراني حدثنا أبو جعفر النفيلي نبأنا محمد بن سلمة عن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد من المسلمين بأجنادين من بينهم الحارث بن الحارث انتهى أخبرنا أبو علي الحسين بن علي بن الحسين وابنه أبو الحسن علي قالا أنبأنا أبو الفضل بن الفرات أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم حدثنا نبأنا محمد بن عامر نبأنا الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال والحارث بن الحارث من بني سهم قتل يوم فحل أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النفور أنبأنا أبو طاهر المخلص نبأنا أبو بكر بن شيبة نبأنا السري بن يحيى نبأنا شعيب بن إبراهيم حدثنا سيف بن عمر عن أبي عثمان وخالد قالا وكان ممن أصيب في الثلاثة الآلاف الذين أصيبوا يوم اليرموك ( 1 ) الحارث بن الحارث السهمي انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي محمد بن محمد المسلمة أنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر أنبأنا محمد بن محمد بن الحسن بن الصواف أنبأنا الحسن بن علي القطان أنبأنا إسماعيل بن عيسى نبأنا أبو حذيفة إسحاق بن قيس قال قالوا واستشهد بأجنادين من بني سهم الحارث بن الحارث أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال الحارث بن الحارث بن قيس القرشي ثم السهمي قتل يوم أجنادين قاله عروة بن الزبير والزهري لا يعرف له رواية

_________

( 1 ) كذا ورد بالاصل ولم يرد اسمه في الطبري في أسماء الذين استشهدوا يوم اليرموك انظر تاريخ الطبري 3 / 400

(11/406)

1126 - الحارث بن الحارث أبو المخارق الغامدي ( 1 ) له صحبة روى عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) حديثا وسكن الشام وشهد وقعة راهط روى عنه شريح بن عبيد والوليد بن عبد الرحمن الجرشي وسليم بن عامر وخالد بن معدان وثابت بن سعد الطائي وعدي بن هلال السلمي انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو محمد السلمي قالا أنبأنا عبد الدائم بن الحسن القطان أنبأنا عبد الوهاب الكلابي نبأنا أبو بكر محمد بن خريم نبأنا هشام بن عمار نبأنا الوليد بن مسلمة أنبأنا عبد الجبار بن إسماعيل المخزومي نبأنا الوليد بن عبد الرحمن الجرشي حدث الحارث بن الحارث الغامدي قال قلت لأبي ونحن بمنى ما هذه الجماعة قال هؤلاء قوم اجتمعوا على صابئ لهم قال فأشرفنا فإذا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يدعو الناس ( 2 ) قالوا يا رسول الله تدعو الناس إلى توحيد الله تعالى والإيمان به وهم يردون عليه قوله ويؤذونه حتى ارتفع النهار وانصدع عنه الناس وأقبلت امرأة قد بدا نحرها تبكي تحمل قدحا فيه ماء ومنديلا فتناوله منها وشرب وتوضأ ثم رفع رأسه إليها فقال يا بنية خمري عليك نحرك ولا تخافي على أبيك غلبة ولا ذلا فقلنا من هذه قالوا هذه زينب ابنته انتهى [ 2856 ] ح رواه البخاري ( 3 ) في التاريخ عن هشام بن عمار مختصرا ورواه أبو زرعة الدمشقي عن هشام بن عمار بإسناده وقال هذان الحديثان صحيحان يعني هذا وحديث منيب بن مدرك بن منيب عن أبيه عن جده وأخبرنا به أبو القاسم بن السمرقندي حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الحميدي وأبو بكر القطان وأبو

_________

( 1 ) ترجمته في الاستيعاب 1 / 290 هامش الاصابة أسد الغابة 1 / 384 الاصابة 1 / 274 الوافي بالوفيات 11 / 241

( 2 ) مابين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن أسد الغابة 1 / 1 284 / والاصابة 1 / 275

( 3 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 262 وذكره باسم الحارث بن الحارث العائذي

(11/407)

القاسم بن أبي العقب حينئذ وأخبرنا أبو الحسين بن قبيس أنبأنا أبي أنبأنا أبو العباس أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر قالوا أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب نبأنا أبو زرعة بالحديث نحوه وبالكلام انتهى أخبرنا أبو الحسين بن المقرئ أنبأنا أحمد بن علي بن العلاء نبأنا محمد بن الهيثم حدثني محمد بن إسماعيل حدثني أبي عن ضمضم عن شريح قال أخبرني أبو أمامة والحارث وعبد ( 1 ) بن أبي الأسود في نفر من الفقهاء أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) نادى في قريش فجمعهم ثم قام فيهم فقال ألا إن كل نبي بعث إلى قومه وإني بعثت إليكم حث جعل يستقرئهم رجلا رجلا ينسبه إلى آبائه ثم يقول يا فلان عليك بنفسك فإني لن اغن عنك من الله شيئا ح حتى خلص إلى فاطمة عليها السلام ثم قال لها مثل ما قال لهثم قال يا معشر قريش لا ألقين أناسا يأتوني يجرون الجنة وتأتوني تجرون الدنيا اللهم لا أجعل لقريش أن يفسدوا ما أصلحت أمتي ثم قال ألا إن خيار أمتكم خيار الناس وشرار قريش شرار الناس وخيار الناس تبعا لخيارهم وشرار الناس تبعا ( 2 ) لشرارهم انتهى [ 2857 ] رواه البخاري في التاريخ ( 3 ) عن عتبة بن سعيد عن ابن عياش مختصرا وقال عمرو بن الأسود بدل تميم ( 4 ) وهو الصواب انتهى أخبرناه أبا الغنائم بن النرسي في كتابه ثم حدثنا وأبو الفضل بن ناصر ( 5 ) أنبأنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن ( 6 ) الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل ( 7 ) قال قال لي عتبة بن سعيد ( 8 ) نبأنا إسماعيل عن ضمضم

_________

( 1 ) في المختصر : " عمير " وفي التاريخ الكبير : " عمرو "

( 2 ) كذا والاظهر : " تبع

( 3 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 262

( 4 ) كذا رسمت بالاصل هنا والذي مر في بداية الحديث : " عبد "

( 5 ) كذا ورد مكرر بالاصل

( 6 ) بالاصل " الحسن " والمثبت قياسا إلى سند مماثل

( 7 ) زيادة للايضاح قياسا إلى سند مماثل

( 8 ) بالاصل " سعد " والمثبت عن التاريخ الكبير 1 / 2 / 262

(11/408)

عن شريح بن عبيد عن الحارث بن الحارث وكثير بن مرة وعمرو بن الأسود وأبي أمامة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) خيار أئمة قريش خيار أئمة الناس انتهى قال البخاري الحارث بن الحارث العائذي يعد في الشاميين انتهى كذا في الأصل بخط أبي الغنائم بن النرسي والصواب الغامدي انتهى [ 2858 ] قرأت على أبي الفضل التميمي أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا الخصيب بن عبد الله اخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أنبأني أبي قال أبو المخارق الحارث بن الحارث روى عنه خالد بن معدان أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب أنبانا أحمد بن عمير إجازة حينئذ أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد أنبأنا علي بن الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قراءة أنبأنا أبو الحسن بن سميع قال في الطبقة الأولى من الصحابة الحارث بن الحارث الغامدي انتهى اخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي في كتابه وأنبأنا عمي أنبأنا الزينبي قراءة أنبأنا أبو القاسم التنوخي أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو بكر بن أحمد بن حفص نبأنا أحمد بن محمد بن عيسى بحمص قال في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أبو المخارق الحارث بن الحارث الغامدي حدثنا عنه من أهل حمص خالد بن معدان وسليم بن عامر وشريح بن عبيد والوليد بن عبد الرحمن الجرشي وثابت بن عبد الطائي أخبرنا أبو الحسن علي بن مسلم الفقيه نبأنا عبد العزيز بن أحمد عن ( 1 ) مسدد بن علي بن عبد الله الحمصي أنبأنا أبي حدثنا عبد الصمد بن سعد القاضي في تسمية من نزل حمص من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أبو المخارق الحارث بن الحارث الغامدي وغامد بن الأزد قال ابن عوف ما أخلقه ( 2 ) أن يكون من أهل حمص قيل

_________

( 1 ) بالاصل " بن " خطأ انظر ترجمة عبد العزيز بن أحمد في سير الاعلام 18 / 248 وترجمة مسدد بن علي في السير 17 / 518

( 2 ) غير مقروءة بالاصل والمثبت عن الاصابة 1 / 276

(11/409)

له هو مدرك بن الحارث بن الحارث فلم يرد في ذلك جوابا كأنه هاب القول فيه حدث عنه خالد بن معدان وسليم بن عامر وشريح بن عبيد والوليد الجرشي لواءه على من نمير وقال نزلنا من الطائف ورسول الله ( 1 ) من عين هذه قرصتها قطيعة وقد شهد وقعة راهط اخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال لا لحارث بن الحارث الغامدي له ولأبيه صحبة روى عنه شريح بن عبيد والوليد بن عبد الرحمن وسليم بن عامر يقال إنه الأول يعني الحارث بن الحارث الأشعري انتهى وهذا وهم 1127 الحارث بن حرمل بن تغلب ابن ربيعة بن نمر الحضرمي ويقال الرهاوي حدث عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمرو بن العاص وسمع كعبا روى عنه ابن جابر بن حيوية الكندي وجندب بن عبد الله العدواني انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو القاسم تمام بن محمد وأبو محمد عبد الرحمن بن عثمان وأبو نضر محمد بن احمد القاضي وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن والشيخ الصالح أبو القاسم عبد الرحمن بن الحسين بن الحسين الهمداني قالوا أنبأنا علي بن يعقوب بن إبراهيم الهمداني أنبأنا أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو الدمشقي نبأنا يسرة هو ابن صفوان اللخمي نبأنا فرج بن فضالة عن عروة بن رويم عن رجاء بن حيوة عن الحارث بن حرمل عن علي بن أبي طالب قال يا أهل العراق لا تسبوا أهل الشام فإن ( 2 ) فيهم الأبدال انتهى قال رجاء بن حيوة اذكر لي رجلين من أهل بيسان فإنه بلغني أنه اختص بيسان برجلين من الأبدال لا يقبض الله تعالى رجلا منهم إلا بعث الله تعالى مكانه رجلا ولا

_________

( 1 ) لفظتان غير مقروءتين تركنا مكانها بياضا والعبارة بتمامها مضطربة والذي في الاصابة : " وانه كاتن له قطيعة تمر عين "

( 2 ) بالاصل " قال " والصواب عن مختصر ابن منظور 6 / 148

(11/410)

تذكر لي متماوتا ولا طعانا على الأئمة فإنه لا يكون منهم الأبدال رواه ابن جابر عن أبي سلمة فجعل هذا القول الأخير من قول الحارث بن حرمل قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوة ( 1 ) أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة نبأنا هارون يعني ابن معروف نبأنا ضمرة عن رجاء بن أبي سلمة قال قال الحارث بن حرمل لرجاء حدثني عن رجالات بيسان فإنا كنا نتحدث أنه لا يزال بها رجل أو اثنان من الأبدال ولا تحدثني عن متماوت ولا طعان قرأت في كتاب عبد الرحمن بن احمد بن عمرو التنوخي في تسمية قضاة دمشق من التابعين الحارث بن حرمل وعامر بن كريز ونمير بن أوس انتهى قوله عامر بن كريز به نظر ( 2 ) إنما هو عامر بن عدي وسيأتي في موضعه ولا أعلم الحارث بن حرمل ولي القضاء ولا أحسبه دمشقيا وأظنه أراد الحارث بن محمد الأشعري ( 3 ) ولي قضاء دمشق أو الحارث بن محمد الحمصي فقد ولي قضاء عمان والله تعالى أعلم وقد قيل أراد الحارث بن حرمل مصري والله تعالى أعلم أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أحمد زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 4 ) الحارث بن حرمل عن علي روى عنه رجاء بن حيوية وجندب وسمع كعبا انتهى أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا أبو عبد الله الكلابي أنبأنا

_________

( 1 ) كذا وهو ابن حيوية محمد بن العباس بن محمد بن زكريا ترجمته في سير الاعلام 16 / 409

( 2 ) اللفظة غير واضحة بالاصل ولعل الصواب ما أثبت

( 3 ) بياض بالاصل والزيادة المستدركة مقتبسة عن أخبار قضاة وكيع 3 / 206 وقد ولاه الوليد بن يزيد ولم يزل حتى مات في أيام يزيد بن الوليد

( 4 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 266

(11/411)

أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع في الطبقة الثانية من تابعي أهل الشام الحارث بن حرمل من بني عامر بن أبي عوثبان روى عن علي بن أبي طالب روى عنه رجاء بن حيوية انتهى وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو طاهر أنبأنا يعلى حينئذ قال وأنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 1 ) الحارث بن حرمل روى عن علي روى عنه رجاء بن حيوة سمعت أبي يقول ذلك كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن سليم حدثني أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو الفضل بن سليم قالا أنبأنا أحمد بن الفضل أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس الحارث بن حرمل بن تغلب بن ربيعة بن نمر الحضرمي بن نمر بن حرمل القاضي يحدث عن علي بن أبي طالب وعبد الله بن عمر حدث عنه رجاء بن حيوة وجندب بن عبد الله العدواني وعروة بن رويم اللخمي وكان قدريا ويقال الحارث بن حرمل الرهاوي وهو عندي أصح ولا أراه ( 3 ) من نمر لأني لم أجد له بمصر بيتا ولا فتيا ولا ذكرا من حديث من أثق به 1128 الحارث بن الحكم بن أبي العاص ابن أمية بن عبد شمس الأموي أخو مروان سمع أبا هريرة وأدرك يوم الدار وشهدها ذكره أبو زرعة الدمشقي في الاخوة والأخوات فقال ما أنبانا أبو القاسم علي بن إبراهيم نبأنا عبد العزيز بن أحمد عن محمد بن أبي نصر نبأنا أبو الميمون بن راشد نبأنا أبو زرعة قال في ذكر الاخوة بالشام بعد أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) منهم خمسة أخوة مروان بن الحكم بن أبي العاص وعبد الرحمن بن الحكم والحارث بن الحكم وعثمان بن الحكم ويحيى بن الحكم

_________

( 1 ) الجرح والتعديل 1 / 2 / 72

( 2 ) بالاصل " عن "

( 3 ) لفظة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا

(11/412)

أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا ( 1 ) البنا قالوا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر بن المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي أنبأنا الزبير بن بكار قال وولد الحكم بن أبي العاص أحد عشر ( 2 ) رجلا ونسوة وعثمان الأكبر والحارث ومروان وعبد الرحمن وصالحا وأم البنين وزينب وأمهم آمنة بنت فاطمة ( 3 ) بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن خمل ( 4 ) بن شق بن رقية ( 5 ) بن مخدج بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة وداود والحارث ( 6 ) الأصغر والحكم درج وعبد الله درج وأم الحكم تزوجها عبد الله بن المطلب بن حنطب فأمهم بنت منبه بن شميل ( 7 ) بن العجلان بن عتاب بن مالك بن كعب بن ثقيف انتهى ( 8 ) أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد فولد الحكم عثمان الأكبر والحارث ومروان وعبد الرحمن وصالحا وأم البنين وزينب الكبرى وأمهم أم عثمان وهي آمنة بنت علقمة بن صفوان بن أمية بن محرث بن خمل ( 4 ) بن شق بن رقبة ( 9 ) بن مخدج بن الحارث بن ثعلبة بن مالك بن كنانة انتهى وعبيد الله قتل مع حبيش بن دلجة وداود والحار ث الأصغر والحكم درج وعبد الله درج وأم الحكم وأمهم ابنة منبه بن شبيل بن العجلان بن عتاب بن مالك بن كعب بن ثقيف أخبرتنا أم البهاء فاطمة بنت محمد أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمود أنبأنا أبو

_________

( 1 ) بالاصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت وقد مر

( 2 ) في نسب قريش للمصعب ص 159 " أحدا وعشرين "

( 3 ) سقطت من عامود نسبها في نسب قريش للمصعب الزبيري وفي جمهرة ابن حزم ص 87 اسمها : أرنب بنت علقمة بنت صفوان لكنانية وانظر ابن سعد 5 / 35

( 4 ) بالاصل " حمل " بالحاء المهملة والمثبت عن نسب قريش وطبقات ابن سعد 5 / 35

( 5 ) نسب قريش : رقبة بن مخرج " وانظر ابن سعد 5 / 35 ترجمة مروان بن الحكم

( 6 ) بالاصل : " وداود بن الحارث " والمثبت عن نسب قريش للمصعب ص 160

( 7 ) في نسب قريش : شبيل

( 8 ) كذا والملاحظة أنه لم يذكر جميع الرجال والنسوة انظر عدد وأسماءهم عدد وأسماءهم في نسب قريش وانظر جمهرة ابن حزم ص 87

( 9 ) بالاصل " رقية " والمثبت عن ابن سعد 5 / 35

(11/413)

بكر بن المقرئ أنبأنا أبو الطيب محمد بن جعفر الزراد المنبجي نبأنا عبد الله بن سعد نبأنا عمي يعقوب بن إبراهيم قال هذه تسمية من حضر الدار مع عثمان في الحصار من بني هاشم الحسن بن علي وقاتل ومن بني أمية مروان والحارث وعبد الرحمن بن عثمان الأكبر وعثمان الأزرق بنو الحكم أخبرنا أبو بكر بن المزرفي ( 1 ) وأبو القاسم بن السمرقندي وأبو الدرداء حارث بن عبد الله قالوا أنبأنا ابن محمد الصيرفي أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن سليمان بن داود الطوسي نبأنا أبو عبد الله بن سليمان بن داود الطوسي نبأنا أبو عبد الله الزبير بن بكار فليح بن سليمان عن نعيم بن عبد الله قال كنت عند أبي هريرة مرة فجاءه الحراث بن الحكم فجلس على وسادة أبي هريرة فظن أبو هريرة أنه جاء لحاجة فجاء رجل فجلس بين يدي أبي هريرة فقال له أبو هريرة ما لك قال أستعدي على الحارث بن الحكم فقال أبو هريرة قم يا حارث فاجلس مع خصمك فتلكأ الحارث فقال أبو هريرة قم يا حريث فإن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أمر إذا جلس الحاكم فلا يجلس خصمان إلا بين يديه ومضت السنة بذلك من رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ومن أئمة الهدى أبي بكر وعمر فقام الحارث فجلس مع خصمه بين يدي أبي هريرة فقال أبو هريرة الآن درست يقول الآن صحيح انتهى أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو بكر الأردستاني أنبأنا أبو نضر العراقي أنبأنا سفيان بن محمد الجوهري أنبأنا علي بن الحسن نبأنا عبد الله بن الوليد نبأنا سفيان الثوري عن أبي الزناد عن سليمان بن يسار قال تزوج الحارث بن الحكم امرأة فقال عندها فرآها خضرا فطلقها ولم يمسها فأرسل مروان إلى زيد بن ثابت فسأله فقال زيد لها الصداق كاملا قال إنه ممن لا يهتم فقال رأيت يا مروان لو كانت حبلى أكنت مقيما عليها الحد قال لا قال فلا انتهى

_________

( 1 ) بالاصل " المرزقي " والصزاب ما أثبت هذه النسبة إلى المزرقة وقد مر

( 2 ) أي سوداء ( اللسان العرب : خضر )

(11/414)

1129 - الحارث بن خالد بن العاص بن هشام ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم ابن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي ( 1 ) أبو حذيفة القرشي المخزومي المكي الشاعر ( 2 ) روى عن عائشة روى عنه زرارة بن مصعب قيل إنه ولي مكة لمعاوية ولا يصح وولي أبوه خالد مكة لعثمان فقتل عثمان وهو واليها فعزله علي وولاه يزيد بن معاوية مكة ايام ابن ( 3 ) الزبير مروان دمشق فلم ير منه ما يريد فرجع الى مكة وقال في ذلك شعرا انتهى أخبرنا أبو غالب الماوردي وأنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط ( 4 ) قال وفيها يعني سنة إحدى وأربعين ولى معاوية مكة عبد الرحمن بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة ويقال الحارث بن خالد بن العاص بن هشام ثم عزله وولاها أيضا عنبسة بن أبي سفيان ( 5 ) ثم جمعهما بالطائف ومروان بن الحكم ثم قال وعزل يزيد الوليد بن عتبة بن أبي سفيان عن مكة وولاها سفيان والحارث بن خالد بن العاص بن هشام ثم عزله وولى عبد الرحمن بن زيد ( 6 ) بن الخطاب سنة ثلاث وستين ثم عزل عبد الرحمن وأعاد الحارث بن خالد فمنعه ابن الزبير الصلاة فصلى بالناس مصعب بن عبد الرحمن بن عوف فلما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية دعا ابن

_________

( 1 ) انظر نسبه في نسب قريش للمصعب ص 299 و 313 وجمهرة ابن حزم ص 146

( 2 ) ترجمته في الاغاني 3 / 317 و 9 / 227 والوافي بالوفيات 11 / 255 وانظر بحاشيتها ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له

وفي الوافي : " أبو وابصة " بدل " أبو حذيفة " وفي الاغاني وفي عامود نسبه في نسبه : في موضع ورد كالاصل " عمر " بن مخزوم " وفي موضع : " عمرو بن مخزوم " ( 3 ) سقطت من الاصل واستدركت عن الوافي بالوفيات

( 4 ) انظر تاريخ خليفة ص 204

( 5 ) ما بين الرقمين العبارة لم ترد في تاريخ خليفة

( 6 ) بالاصل " يزيزد " والمثبت عن خليفة ص 251

(11/415)

الزبير إلى خلع يزيد وأن يكون الأمر شورى وأخرج ابن الزبير الحارث بن خالد من مكة انتهى أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن اللالكاني قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان قال قال ابن بكير قال الليث وحج عامئذ يعني سنة ثلاث وستين يحيى بن حكيم بن صفوان الجمحي كان أهل مكة رضوا به واستعملوا عليهم ليصلي بهم نحو الحارث بن خالد بن العاص بن هشام المخزومي عامل يزيد بن معاوية على مكة فأتما حج هؤلاء والزبير لم يكن دعا إلى نفسه وإنما دعا إلى نفسه بعد موت يزيد وبويع بيعة الخلافة بعد موت يزيد بن معاوية وكان أهل مكة نحوا الحارث وألحقوه بداره انتهى أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا ( 1 ) البنا قال أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص ص أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي نبأنا الزبير نبأنا أبو بكر قال قال الزبير ويحيى بن حكيم بن صفوان ولي مكة ليزيد بن معاوية كان عبد الله بن الزبير مقيما معه بمكة لم يعرض له يحيى بن حكيم فكتب الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة إلى يزيد يذكر له مداهنة يحيى بن حكيم عبد الله بن الزبير فعزل يزيد يحيى بن حكيم وولى الحارث بن خالد مكة فلم يدعه ابن الزبير يصلي بالناس وكان الحارث يصلي في جوف داره والناس طاعنين عليه وكان مصعب بن عبد الرحمن يصلي بالناس في المسجد الحرام بأمر عبد الله بن الزبير فلم يزل كذلك حتى وجه يزيد بن معاوية إلى الزبير مسرف بن عقبة فبويع ابن الزبير في الخلافة وصلى بالناس بمكة قال الزبير ( 4 ) فمن ولد خالد بن العاص الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة وأمة فاطمة ابنة أبي سعيد بن الحارث بن هشام وأمها صخرة بنت أبي جهل بن

_________

( 1 ) بالاصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت وقد مر

( 2 ) مطموسة بالاصل ولعل الصواب ما أثبت

( 3 ) ما بين معكوفتين مطموس مكان اللفظتين بالاصل ولعل الصواب ما أثبت

( 4 ) انظر نسب قريش للمصعب ص 312 و 313

(11/416)

أبي هشام وكان الحارث شاعرا كثير الشعر وهو الذي يقول ( 1 ) من كان يسأل عن أيمنزلنا * فال أقحوانة ( 2 ) منا منزل قمن ( 3 ) إذ تلبس ( 4 ) العيش غضا لا يكدره * قول الوشاة ولا ينبو به الزمن إذا الجبان ( 5 ) حبا ممن يسر به * والحج داج به مغرورق ( 6 ) ثكن الأقحوانة ما بين ميمون إلى بئر ابن هشام وكان يزيد بن معاوية استعمله على مكة وابن الزبير يومئذ بها قيل أن ينصب يزيد الحرب ( 7 ) لابن الزبير فمنعه ابن الزبير فلم يزل خ داره يصلي بمواليه وشيعته في جوف داره معتزلا لابن الزبير حتى ولي عبد الملك بن مروان وولاه مكة يعني الحارث ثم عزله فقدم عليه دمشق فلم ير عنده ما يحب فانصرف عنه قال ( 8 ) عطفت عليك النفس حتى كأنما * بكفيك بؤسي أول لديك نعيمها فما بي وإن أقصيتني من ضراعة * ولا افتقرت نفسي إلى من يسومها ( 10 ) وهو الذي يقول ( 11 ) كأني إذا مت لم أضطرب * بزين المخيلة أعطافيه ولم أسلب البيض اخبرنا أبو عبد الله ( 12 ) بن مصعب بن

_________

( 1 ) الاول والثاني في الاغاني 3 / 325 والاستيعاب 1 / 310 ونسبهما للحارث بن هشام والبيتان الاول والثالث في نسب قريش ص 313 والاول والثاني من أبيات في معجم البلدان بدون نسبة ( الاقحوانة )

( 2 ) الاقحوانة بالضم ثم السكون موضع قرب مكة قال الاصمعي : هي ما بين بئر ميمون إلى بئر ابن هشام

( 3 ) القمن : بالتحريك : الخليق والجدير وبهامش الاغاني : ويحتمل أن يكون قمن في البيت بمعنى قريب

( 4 ) الاغاني والاستيعاب ومعجم البلدان : إذ نلبس العيش صفوا

( 5 ) في نسب قريش : إذا الحجاز خوى

( 6 ) بالاصل " معروف " والمثبت لا ستقامة المعنى والوزن عن نسب قريش

( 7 ) البيتان في الاغاني 3 / 317 ونسب قريش ص 313

( 9 ) رسمها بالاصل : بليتك " كذا والمثبت عن المصدرين السابقين

( 10 ) الاغاني : يضيمها

( 11 ) البيتان في نسب قريش ص 314

( 12 ) الخبر والشعر في الاغاني 3 / 330

(11/417)

عروة بن الزبير قال كانت أم عبد الملك بنت عبد الله خالد بن أسيد عند الحارث بن خالد وله منها فاطمة بنت الحارث وأخواها لأمها محمد وعمران ابنا عبد الله بن مطيع بن الأسود وفيها يقول الحارث بن خالد يا أم عمران ما زالت وما برحت * بنا الصبابة حتى شفني الشفق القلب تاق إليكم كي يلاقيكم * كما يتوق إلى منجاته الغرق تؤتيك شيئا قليلا وهي خائفة * كما يميس بظهر الحية الفرق ( 1 ) * قال عمي مصعب بن عبد الله يريد تاق إليكم يأتق إليكم وقال الله تبارك وتعالى " على شفا جرف هار ( 2 ) " هار يريد هائر وقال ضرار بن الخطاب الفهري ثم المحاربي في يوم أحد وشهدها مع المشركين ( 3 ) القوم أعلم ( 4 ) لولا مقدمي فرسي * إذا جالت الخيل بين الجزع والقاع ما زال ( 5 ) منكم بجنب الجزع من أحمد * أصوات هام تزقى أمرها شاع * يريد بشاع شائع وإنما أنزل القرآن بلسان قريش وقال بعض الشعراء فلو أني رميتك من قريب * لعاقك من رغاء الذئب عاق يريد عائق قال مصعب بن عثمان أنشد رجل وعمران بن عبد الله بن مطيع جالس يا أم عمران ما زالت وما برحت * بنا الصبابة حتى مسنا الشفق القلب تاق إليكم كي يلاقيكم * كما يشوق إلى منجاته الغرق تؤتيك شيئا قليلا وهي خائفة * كما يمس بظهر الحية الفرق * وانقطع البيت فقال له عمران عليك فإنها كانت زوجته

_________

( 1 ) البيت في الاغاني

تنيل نزرا قليلا وهي مشفقة * كما يخاف مسيس الحية الفرق ( 2 ) سورة التوبة الاية : 109

( 3 ) البيتان في سيرة ابن هشام 3 / 152 من عدة أبيات

( 4 ) في ابن هشام : " إنى وجدك لولا

إذ جالت "

( 5 ) بالاصل : " ما زال منا بحيث الحرمي أحدا "

وإلهام جمع هامة وهي الطائر الذي تزعم العرب أنه يخرج من رأس القتيل فيصيح

(11/418)

أنبأنا أبو علي بن نبهان ثم أخبرنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن بن أحمد ومحمد بن إسحاق بن إبراهيم بن مخلد ومحمد بن سعيد بن نبهان وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر قالوا أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا أبو بكر بن محمد بن الحسن بن مقسم المقرئ أنبأنا أبو العباس ثعلب قال فقال الحارث بن خالد لأخيه لعمري لئن لم يجمع الله بيننا * بما شاء لا نزداد إلا تنائيا أعد الليالي إن نأيت ولم أكن * بما زل من عيش أعد اللياليا أخاف انقطاع العيش دون لقائكم * بأرض ولو منيت نفسي الأمانيا إذا ما بكى ذو الشجو أضغث نحوه * وآسيته بالشجو ما دام باكيا

قرأت على أبي الحسين بن كامل المقدمي أنبأنا أبو جعفر أبو المسلمة في كتابه أنبأنا أبو عبد الله محمد بن الحسن بن عمران بن موسى المرزباني ( 1 ) إجازة قال الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه بنت أبي سعيد بن الحارث ( 2 ) بن هشام وهو يكنى أبا وابصة وكان شاعرا غزلا مكثرا شريفا استعمله يزيد بن معاوية على مكة وابن الزبير بها قبل أن ينصب يزيد الحرب لابن الزبير فلم يزل في داره معتزلا لابن الزبير حتى ولي عبد الملك بن مروان فولاه مكة ثم عزله فقدم عليه دمشق فلم ير عنده ما يحب فانصرف عنه وقال أبياته التي منها صحبتك إذ عيني عليها غشاوة * فلما انجلت قطعت نفسي ألومها * وله أيضا ( 4 ) أظليم إن مصابكم رجلا * أهدى السلام إليكم ظلم

_________

( 1 ) لم يرد الحارث في معجم الشعراء المطبوع صاحبه : أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني والخبر عن ابن المرزبان نقله صاحب الوافي بالوفيات 11 / 255

( 2 ) بالاصل " المحرز " والمثبت عن نسب قريش

( 3 ) البيت في الاغاني 3 / 317 والوافي 11 / 255

( 4 ) البيت في الوافي 11 / 255 والاغاني 9 / 234 وفيها : " تحية ظلم " وفي رواية : " مصابكم رجل

تحية ظلما "

(11/419)

وله أيضا ( 1 ) أبكي وما لي غيره من معول * عليك ومالي غير حبك من جرم لعل انسكاب الدمع أن يذهب الأسى * ويشفي مما بالضمير من السقم * أخذه ذو الرمة فقال لعل الدمع يعقب راحة * من الوجد أو يشفي نجي البلابل * اخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا ( 3 ) البنا وأبو الحسين بن الفراء قالوا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان حدثنا الزبير بن بكار قال فولد عبد الله بن خالد بن أسيد أم عبد العزيز وأم عبد الملك تزوجها عبد الله بن مطيع فولدت له محمدا وعمران ابني عبد الله بن مطيع ثم خلف عليها الحارث بن خالد بن العاص بن هشام بن مغيرة المخزومي وفيها يقول الحارث بن خالد يا أم عمران ما زالت وما برحت * بنا الصبابة حتى شفنا الشفق القلب تاق إليكم كي يلاقيكم * كما يتوق إلى منجاته الغرق تعطيك شيئا قليلا وهي خائفة * كما يمس بظهر الحية الفرق * يريد بقوله القلب يأتق إليكم مثل قول ضرار بن الخطاب ألا إن وجدك لولا مقدمي فرسي * إذا جالت الخيل بين الجزع والقاع ما زال منا بجنب الجزع من أحد * أصوات هام تزاقى أمرها شاع * يريد شائع وقال الله تبارك وتعالى " على شفا جرف هار " يريد هائر والله سبحانه وتعالى أعلم 1130 الحارث بن خالد ويقال ابن عبد الأزدي شهد صفين مع معاوية

_________

( 1 ) الوافي 11 / 256

( 2 ) ديوان ذي الرمة ص 492 ، والوافي 11 / 256

والنجي ما تحدث به نفسك والبلابل : الهموم في الصدور

( 3 ) بالاصل : " أنبانا " والصواب ما أثبت

(11/420)

أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا محمد بن الحسن أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا محمد بن إسحاق بن نيخاب نبأنا إبراهيم بن الحسين الكسائي نبأنا يحيى بن سليمان الجعفي حدثني نصر بن مزاحم ( 1 ) نبأنا عمر ( 2 ) بن شمر عن جابر عن أبي جعفر محمد بن علي وزيد بن الحسن بن علي ورجل آخر ( 3 ) قد سماه قالوا إن معاوية استعمل على رجالة أهل فلسطين الحارث بن خالد الأزدي انتهى كذا قال وقال غيره الحارث بن عبد وسيأتي ذكره إن شاء الله تعالى 1131 الحارث بن سعيد بن حمدان أبو فراس بن أبي العلاء التغلبي الحمداني الأمير الشاعر ( 4 ) فارس كان يسكن منبج وينتقل في بلاد الشام في دولة ابن عمه أبي الحسن بن حمدان المعروف بسيف الدولة انتهى اخبرنا أبو منصور محمود بن احمد بن عبد المنعم بن ماشاذة إملاء أنبأنا وأبو عبد الله الحسين بن أبي حامد أحمد بن علي البيهقي قراءة قالا أنشدنا أبو سعيد مسعود بن ناصر بن عبد الله السجزي أنشدنا القاضي أبو القاسم علي بن المحسن بن علي أنشدنا أبو علي أحمد بن علي المدائني المعروف بالهائم أنشدنا الأمير أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان ( 5 ) خفض عليك ولا تبت قلق الحشا * مما يكون وعله وعساه فالدهر أقصر مدة مما ترى * وعساك أن تكفا الذي تخشاه * أخبرنا أبو عبد الله الفرواي وأبو القاسم الشحامي قالا أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنشدنا علي بن أحمد بن محمد الطرسوسي قال أنشدني أبو فراس بن حمدان لنفسه * ( 6 )

_________

( 1 ) وقعة صفين لنصر بن مزاحم ص 204 و 207

( 2 ) في وقعة صفين : عمرو

( 3 ) هو " محمد بن المطلب " كما في وقعة صفين

( 4 ) ترجمته في يتيمة الدهر 1 / 74 والوافي بالوفيات 11 / 264 وسير الاعلام 16 / 196 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له

( 5 ) البيتان في ديوانه ط بيروت ص 179 ويتيمة الدهر 1 / 84 ( ط بيروت )

( 6 ) ديوانه ص 177 ويتيمة الدهر 1 / 74

(11/421)

ما كنت مذ كنت إلا طوع خلاني * ليست مفارقة ( 1 ) الأحباب من شأني يجنى ( 2 ) فأصفح عنه جانيا أبدا * لا شئ أحسن من حان على جاني * أنشدنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنشدنا أبو بكر الخطيب أنشدني أبو المحب الأرمويي قال أنشدني أبو نصر البارقي بشهرزور لأبي فراس بن حمدان ( 3 ) يا معجبا بنجومه * لا النحس منك ولا السعادة الله ينقص ما يشاء * ومنه إتمام الزيادة ( 4 ) دع ما تريد لما * يريد فإلله الإرادة * أنشدنا أبو العز بن كادش أنشدنا أبو محمد الجوهري أنشدنا الأمير أبو المطاوع أنشدنا أبو الحصين قال أنشدني أبو فراس أيضا ( 5 ) أفي كل يوم رحلة بعد رحلة * أجرع ( 6 ) نفسي حسرة وتروعها فلي ابدا قلب كثير نزاعه * ولي أبد نفس كثير ( 7 ) ولوعها لحا الله قلبا لا يهيم صبابة * إليك وعينا لا تفيض دموعها قال وأنشدنا الأمير بن المطاوع أنشدني محمد بن السفاح أنشدني الأمير أبو فراس لنفسه أيضا ( 8 ) وبي ( 9 ) من جوى ذاك الحجيج كريمة * لها دون عطف الستر من صونها ستر وفي الكم كف ما رآها عديلها * وفي الخدر وجه ليس يعرفه الخدر

_________

( 1 ) الديوان : مؤاخذة الاخوان

( 2 ) الديوان : يجني علي وأحنو صافحا أبد

( 3 ) ديوانه ص 62 قالها لمنجم وقد خالفه في الامر الذي أشار به عليه

( 4 ) الديوان : الله ينقص ما يشاء وفي يد الله الزيادة

( 5 ) الابيات في ديوانه ص 110

( 6 ) الديوان : تجرع

( 7 ) الديوان : نفس قليل نزوعها

( 8 ) ديوانه ص 69

( 9 ) صدره في الديوان : وفيمن حوى ذاك الحجيج خريدة

(11/422)

أشيعها والدمع من شدة الأسى * على خدها نظم وفي نحرها نثر ( 1 ) فبت وقلبي من شجعي غبيطها * ولي لفت ( 2 ) نحو هودجها كثر * فهل عرفات عارفات بزورها * وهل شعرت تلك المشاعر والحجر أما اخضر بطنان مكة ما ذوى * أما أعشب الوادي ما أخضر الصخر شفى الله قوما حل رحلك بينهم * سحائب لا قل جداها ولا نزر * أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أخبرنا أبو بكر البيهقي أنشدنا محمد بن الحسين حينئذ وأخبرنا أبو سعيد محمد بن إبراهيم التستري أنبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن السري بن بنون ( 3 ) التفليسي أنبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنشدني علي بن أحمد الطرسوسي أنشدني أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان لنفسه ( 4 ) لم أؤاخذك إذ جنيت لأني * واثق منك بالإخاء الصحيح فجميل العدو غير جميل * وقبيح الصديق غير قبيح * أنبأنا أبو السعادات أحمد بن حمدان المتوكلي وأبو الحسن بن مرزوق وأبو غالب شجاع بن فراس بن الحسين ونقلته من خطه قال وأنشدنا أبو بكر الخطيب أنشدنا أبو القاسم التنوخي قال أنشدنا أبو الفرج الببغا قال أنشدني أبو فراس بن حمدان لنفسه في صداع ناله ( 6 ) لطيرتي بالصداع نالت * فوق منال الصداع مني وجدت فيه اتفاق سوء * صدعني منك ( 7 ) صدعني * قال وأنشدنا أبو القاسم التنوخي أنشدني عبد العزيز بن علي الفقيه قال

_________

( 1 ) في الديوان للمذكر : " أشيعة

على خده نظم وفي نحره نثر " وبالاصل : وفي ثديها نثر وعلى هامشه : " الصواب : نحرها " وهو ما أثبت

( 2 ) الديوان : فبت وقلبي في سجاق غبيطة ولي لفتات

( 3 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 19 / 11 ووقع بالاصل " أبو بكر بن محمد " وما أثبت عنالسير والانساب ( التفليسي ) وبالاصل " بشور " والمثبت " بنون " عن السير وتصحفت في الانساب إلى " بتون "

والتفليسي نسبة إلى تفليس آخر بلدة من بلاد أذربيجان مما يلي الثغر

( 4 ) ديوانه ص 49 ويتيمة الدهر 1 / 72

( 5 ) الديوان : لم أؤاخذك بالجفاء لاني

بالوفاء الصحيح

( 6 ) البيتان في ديوانه ص 172 ويتيمة الدهر 1 / 80

( 7 ) الديوان : مثل

(11/423)

أنشدني أبو فراس بن حمدان لنفسه ايضا ( 1 ) ألزمني ذنبا بلا ذنب * ولج في الهجران والعتب أحاول الصبر على هجرة * والصبر محظور على الصب وأكتم الوجد وقد أصبحت * عيناي عينيه على قلب قد كنت ذا صبر وذا سلوة * فاستشهدا في طاعة الحب * أخبرنا أبو المظفر سعيد بن سهل بن محمد الفلكي ( 2 ) أنشدنا الإمام أبو الحسن علي بن احمد المؤذن إملاء أنشدنا الإمام أبو منصور عبد القاهر بن طاهر التميمي أنشدنا محمد بن عمر المتكلم أنشدنا أبو فراس الحارث ( 3 ) أراني الله طلعته سريعا * وأصحبه السلامة حيث سارا وبلغه أمانيه جميعا * وكان له من الحدثان جارا * أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنشدنا أبو عبد الرحمن السلمي وأخبرني أبو القاسم وأخبرنا أبو المعالي اسعد بن صاعد بن منصور الخطيب أنبأنا جدي قاضي القضاة أبو القاسم منصور بن إسماعيل بن صاعد نبأنا أبو عبد الرحمن السلمي أنشدني علي بن محمد لأبي فراس بن حمدان ( 4 ) في الناس إن فتشتهم * من لا يعزك أو تذله فاترك مجاملة اللئيم * فإن فيها العجز كله * أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد بن الفقيه وأبو الحسن علي بن عساكر بن سرور المقدسي قالا نبأنا نصر بن إبراهيم أنشدنا أبو سعيد عبد الكريم بن علي بن أبي نصر بن علي القزويني أنشدني أبو عبد الله محمد بن الحسين العروضي وأبو طالب بن محمد بن أحمد الصواف السمسطاوي قال أنشدنا أبو فراس بن حمدان ( 5 )

_________

( 1 ) الابيات في ديوانه ص 40 قالها في غلامه منصور وقد هجره وانصرف عنه وكان قد ألفه فلم يصبر على هجره

( 2 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 422

( ) من أبيات في ديوانه ص 78 تحت عنوان : دع العبرات تنهمر انهمارا

( 4 ) البتان في ديوانه ص 123

( 5 ) من قصيدة بعنوان : مصابي جليل " ديوانه ص 135 - 137 ويتيمة الدهر 1 / 88 "

(11/424)

مصابي جليل والعزاء جميل * ودائي ( 1 ) ما بين الضلوع دخيل جراح وأسر واشتياق وغربة * أحمل إلى أو بعدها الحمول وإني في هذا الصباح لصالح * ولكن حظي في الظلام جليل ( 2 ) تطول بي الساعات وهي قصيرة * وفي كل دهر لا يسرك طول تناساني الأصحاب إلا عصيبة * ستلحق بالأخرى غدا وتحول ومن ذا الذي يبقى على العهد إنهم * وإن كثرت دعواهم لقليل أقلب طرفي لا أرى غير صاحب * يميل مع النعماء حيث تميل وصرنا نرى أن المتارك محسن * وأن خليلا لا يضر وصول ( 3 ) وليس يراني غادر بي وحده * ولا صاحبي دون الرجال ملول ( 4 ) فكل خليل هكذا غير منصف * وكل زمان بالكرام بخيل وقبلي كان الغدر في الناس شيمة * وذم زمان واستلال خليل ( 4 ) وفارق عمرو بن الزبير شقيقه * وخلى أمير المؤمنين عقيل فيا حسرتي من لي بخل موافق * أقول بشجوي مرة ويقول وإن وراء الستر أما بكاها * علي وإن طال الزمان طويل فيا أمتا لا تعدمي الصبر إنه * إلى الخير والنجع القريب رسول ويا أمتا لا تحبطي الأجر إنه * على قدر الصبر الجميل جزيل أما لك في ذات النطاقين أسوة * بمكة والحرب العوان تجول ( 5 ) أراد ابنها أخذ الأمان فلم يجب * وتعلم علما أنه لقتيل تأسي كفاك الله ما تحذرينه * فقد غال هذا الناس قبلك غول وكوني كما كانت بأحد صفية * ولم يشف منها بالبكاء عليل ولو رد يوما حمزة الخير حزنها * إذا لعلتها رنة وعويل

_________

( 1 ) عجزه في لا ديوان : وظني بأن الله سوف يديل

( 2 ) هذا البيت والذي قبله ليسا في الديوان ومكانهما فيه : جراح تحاماه الاساة مخوفة * وسقمان : باد منهما ودخيل وأسر أقاسيه وليل نجومه * أرى كل شئ غيرهن يزول ( 3 ) عجزه في الديوان : وأن صديقا لا يضر خليل

( 4 ) ليس في الديوان

( 5 ) ذات النطاقين هي أسماء بنت أبي بكر والدة عبد الله بن الزبير

(11/425)

وما أثري يوم اللقاء مذمم * ولا موقفي عند الأسار ذليل ( 1 ) ولكن بذلت النفس ( 2 ) حتى تركتها * وفيها وفي حد الحسام فلول إذا لم يعنك الله فيما تريده ( 3 ) * وليس لمخلوق إليه سبيل وإن هو لم ينصرك لم تلق ناصرا * وإن جل أنصار وعز قتيل وإن هو لم يذللك في كل مسلك * ضللت ولو أن السماك دليل وإن رجاء به وظني بقضائه * على فتح ما قدمته لجميل * أنبأنا أبو غالب شجاع بن فارس بن الحسين قال قال لي الربيس بن منصور بن عبد الله بن سعد الحراني الكاتب أنشدت لأبي فراس لا عيب للظرف إن زلت قوائمه * وليس ينقصه من عائب دنس حملت بأسا وجودا فوقه وندى * وليس يقول بهذا كله الفرس قالوا قصدت فما خلق به حرك * خوفا عليك ولا نفس لها نفس كف الطبيب دعا كفا يقبلها * ونطلب الغيث منها حيث يحتبس * بعث إلي أبو المغيث منقذ بن أبي سلامة مرشد بن علي بن المقلد بن منقذ كتابا كان بخط لأبيه جمعة أبو غالب همام بن الفضل بن جعفر بن علي بن المهذب المعري في التواريخ مما وجده بخط جد أبيه أبي الحسين علي بن المهذب قال وفيها يعني سنة عشرين وثلاثمائة ولد أبو سعيد بن الحارث بن سعيد بن حمدان الشاعر قال أبو غالب همام وفيها يعني سنة خمسين ( 4 ) وثلاثمائة قتل أبو فراس الحارث بن سعيد بن حمدان قتله قرغويه يعني غلام سيف الدولة المتغلب على حلب أمر غلاما له بالتركية فضربه بلت وقطع رأسه وقلعت أمه سخينة عينها لما بلغها قتله وذكر ثابت بن سنان أن أبا فراس قتل في هذه السنة عند صعصعة عند ضيعة تعرف بصدد في حرب كانت بين شريف بن سيف الدولة وبين أبي فراس

_________

( 1 ) ليس في الديوان

( 2 ) الديوان : ولكن لقيت الموت

( 3 ) صدرت في الديوان : وما ليم يرده الله في الامر كله

( 4 ) كذا وفي مختصر ابن منظور 6 / 150 " سنة سبع وخمسين " وهذا ما ذهب إليه ثابت بن سنان كما نقله عنه صاحب الوافي 11 / 262 وحدد وفاته في يوم السب لليلتين خلتا من جمادى الاولى سنة سبع وخمسين وثلاثمائة وانظر وفيات الاعيان 1 / 61 وسير الاعلام 16 / 197 وفيه : وكل عمره سبع وثلاثون سنة

(11/426)

1132 - الحارث بن سعيد الكذاب ( 1 ) ويقال الحارث بن عبد الرحمن بن سعد المتنبي دمشقي مولى أبي الجلا س العبدري القرشي ويقال مولى مروان بن الحكم انتهى قرأت على أبي محمد السلمي عن عبد الدائم بن الحسن عن عبد الوهاب الكلابي حينئذ قال وأنبأنا عبد العزيز أنبأنا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي الربعي أخبرنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أبو الحسن بن جوصا أنبأنا أبو عامر موسى بن عامر نبأنا الوليد بن مسلم نبأنا ابن جابر قال وأدخل القاسم بن مخيمرة على أبي إدريس الخلواني وهو على القضاء بدمشق يومئذ في زمان عبد الملك فقال إن حارثا لقيني فأخذ عهدي لأسمعن منه فإن قبلته قبلت وإن سخطته كتمته عليه في أمر أنه رسول الله فقلت أنت أحمد الدجالين الكذابين الذين أخبر رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أن الساعة لا تقوم حتى يخرج ثلاثون دجالا كلهم يزعم أنه نبي وأنت أحدهم من لا عهد له فأرفع شأنه إلى عبد الملك أمير المؤمنين فقال أبو إدريس أسأت أنذرته لو أدنيته إلينا حتى نأخذه قال ورفع أمره إلى عبد الملك أمير المؤمنين ( 2 ) فأخذه عبد الملك فصلبه فحدثني من سمع عتبة الأعور يقول سمعت العلاء بن زياد العذري يقول ما غبطت عبد الملك بشئ من ولايته إلا قتله حارثا حدثت أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون دجالون كذابون كلهم يزعم أنه نبي فمن قاله فاقتلوه ومن قتل منهم أحدا فله الجنة [ 2859 ] ح قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أبو الطيب محمد بن القاسم أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة نبأنا هارون هو ابن معروف نبأنا ضمرة نبأنا علي بن أبي جملة قال لما ظهر الحارث الكذاب أتاه مكحول وعبد الله بن أبي زكريا وجعلا له الأمان وسألاه عن أمره وما يقول فأخبرهما فكذباه وردا عليه وقالا له لا أمان لك ثم أتيا عبد الملك فأخبراه قال وهرب الحارث حتى أتى بيت المقدس فكان بها مختفيا فبعث عبد الملك في طلبه حتى أتي به فقتله انتهى

_________

( 1 ) ترجمته في الوافي بالوفيات 11 / 254 ولسان الميزان 2 / 151 ومعجم البلدان ( الحولة )

( 2 ) بياض بالاصل مقدار ثلاث كلمات

(11/427)

قال ابن أبي خيثمة ( 1 ) نبأنا عبدا لوهاب بن نجدة الحوطي نبأنا محمد بن مبارك نبأنا الوليد بن مسلم عن عبد الرحمن بن حسان قال كان الحارث الكذاب من أهل دمشق وكان مولى لأبي جلاس وكان له أب بالحولة فعرض له إبليس وكان رجلا متعبدا زاهدا لو لبس جبة من ذهب لرؤيت عليه زاهدة ( 3 ) قال وكان إذا أخذ في التحميد لم يسمع السامعون إلى كلام أحسن من كلامه قال فكتب إلى أبيه وهو بالحولة يا أبتاه أعجل علي فإني قد رأيت أشياء أتخوف أن يكون الشيطان قد عرض لي قال فزاده أبوه عناء فكتب إليه أبوه يا بني أقبل على ما أمرت به إن الله تعالى يقول " تنزل الشياطين تنزل على كل أفاك أثيم ( 4 ) " ولست بأفاك ولا أثيم فامض لما أمرت به وكان يجئ إلى أهل المسجد رجلا رجلا فيذاكر لهم أمره ويأخذ عليهم بالعهد والميثاق أذ هو رأى ما يرضى قبل وإلا كتم عليه قال وكان يريهم الأعاجيب كان يأتي إلى رخامة في المسجد ينقرها بيده فتسبح قال وكان يطعمهم فاكهة الصيف في الشتاء كان يقول لهم أخرجوا حتى أريكم الملائكة قال فيخرجهم إلى دير المران ( 5 ) فيريهم رجالا على جبل ( 6 ) فتبعه بشر كثير وفشا الأمر في المسجد وكثر أصحابه حتى وصل الأمر إلى القاسم بن مخيمرة قال فعرض على القاسم وأخذ عليه العهد والميثاق إن هو رضي أمرا فقبله وإن كرهه كتم عليه فقال له القاسم كذبت يا عدو الله ما أنت بنبي ولا لك عهد ولا ميثاق قال فقال له أبو إدريس بئس ما صنعت إذ لم تلين حتى تأخذه الآن يفر قال وقام من مجلسه حتى دخل على عبد الملك فأعلمه بأمر حارث فبعث عبد الملك في طلبه فلم يقدر فخرج عبد الملك فنزل الصنبرة ( 7 ) قال فاتهم عامة عسكره بالحارث أن يكونوا يرون رأيه

_________

( 1 ) الخبر بطوله في معجم البلدان ( الحولة ) بسنده عن أحمد بن أبي خيثمة زهير بن حرب ومختصر بن منظور 6 / 151 نقلا عن عبد الرحمن بن حسان

( 2 ) الحولة بالضم ثم السكون اسم لناحيتين بالشام إحداهما من أعمال

والاخرى كورة بين بانيسا وصور من أعمال دمشق

( 3 ) في معجم البلدان والوافي بالوفيات 11 / 254 زهادة

( 4 ) سورة الشعراء الاية : 221 والزيادة عن القرآن الكريم

( 5 ) بالقرب من دمشق على تل مشرف على مزارع الزعفران ورياض حسنة ( معجم البلدان )

( 6 ) في معجم البلدان : خيل

( 7 ) موضع بالاردن مقابل لعقبة إفيق بينه وبين طبرية ثلاثة أميال ووردت محرقة في معجم البلدان هنا في الخبر : " الصبيرة "

(11/428)

وخرج الحارث حتى أتى بيت المقدس فاختفى فيها وكان أصحاب الحارث يخرجون يلتمسون الرجال يدخلونهم عليه وكان رجل من أهل البصرة قد أتى بيت المقدس فأتاه رجل من أصحاب الحارث فقال له ها هنا رجل متكلم فهل لك أن تسمع من كلامه قال نعم قال الوليد وأهل البصرة يشتهون الكلام قال نعم فانطلق معه حتى دخل على الحارث فأخذ في التحميد قال فسمع البصري كلاما حسنا ثم أخبره بأمره وأنه نبي مبعوث مرسل فقال له إن كلامك حسن ولكن في هذا نظر قال فانظر فخرج البصري ثم عاد إليه فرد عليه كلامه فقال له إن كلامك لحسن وقد وقع في قلبي وقد آمنت بك هذا الدين المستقيم قال فأمر أن لا يحجب قال فأقبل البصري يتردد إليه ويعرف مداخله ومخارجه وأين يهرب وأين يذهب حتى صار من أخص الناس به ثم قال له ائذن لي قال إلى أين قال إلى البصرة أكون اول داعية لك بها قال فأذن له فخرج مسرعا إلى عبد الملك وهو بالصنبرة فلما دنا من سرادقة صاح النصيحة النصيحة فقال أهل العسكر وما نصيحتك قال نصيحة لأمير المؤمنين حتى دنا من أمير المؤمنين فأمر عبد الملك أن يأذنوا له فدخل وعنده أصحابه فصاح النصيحة فقال وما نصيحتك قال أخلني لا يكون عندك أحد قال أخرج من في البيت وكان عبد الملك قد اتهم أهل عسكره أن يكون هواهم معه ثم قال له أدنني فدنا منه وعبد الملك على السرير قال ما عندك قال الحارث فلما ذكر الحارث طرح نفسه من السرير ثم قال أين هو فقال يا أمير المؤمنين إنه ببيت المقدس وقد عرفت مداخله ومخارجه فقص عليه قصته وكيف صنع به فقال أنت صاحبه وأنت أمير بيت المقدس وأمير ما ها هنا فمرني بما شئت قال يا أمير المؤمنين ابعث معي قوما لا يفقهون الكلام فأمر اربعين رجلا من فرغانة فقال انطلقوا مع ( 1 ) هذا فما أمركم به من شئ فأطيعوه قال وكتب إلى صاحب بيت المقدس إن فلانا الأمير عليك حتى يخرج فأطعه فيما أمرك به قال فما قدم بيت المقدس أعطاه الكتاب قال فمرني بم شئت قال اجمع لي إن قدرت كل شمعة ببيت المقدس وادفع كل شمعة إلى رجل ورتبهم على أزقة بيت المقدس وزواياه بالشمع فإذا قلت اسرجوا فأسرجوا جميعا قال فرتبهم في أزقة بيت المقدس وفي زواياها

_________

( 1 ) الزيادة عن معجم البلدان

(11/429)

بالشمع وتقدم البصري وحده إلى منزل الحارث فأتى الباب فقال للحاجب استأذن لي على نبي الله فقال في هذه الساعة ما يؤذن عليه حتى يصبح قال أعلمه أني إنما رجعت شوقا إليه قبل أن اصل قال فدخل عليه فأعلمه كلامه وأمره قال ففتح له الباب ثم صاح البصري أسرجوا فأسرجت الشمع حتى كانت بيت المقدس كأنها النهار ثم قال من مر بكم فاضبطوه قال ودخل كما هو إلى الموضع الذي يعرفه فنظر فإذا لا يجده فطلبه فلم بجده فقال أصحابه هيهات تريدون أن تقتلوا نبي الله قد رفع إلى السماء قال فطلبه في شق قد كان هيأة سريا ( 1 ) قال فأدخل البصري يده في ذلك الشق فإذا بثوبه فأخذ به فمزقه فأخرجه إلى خارج ثم قال للفرغانيين اضبطوا فربطوه فبينما هم يسيرون به البريد إذ ( 2 ) قال " أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله ( 3 ) " الآية فقال الفرغاني فقال أهل فرغانة أولئك العجم هذا كراننا فهات كرانك أنت فسار به حتى أتى به عبد الملك فلما سمع به أمر بخشبة فنصبت فصلبه وأمر بحربة وأمر رجلا فطعنه فأصاب ضلعا من أضلاعه فكعب ( 4 ) الحربة فجعل الناس يصيحون الأنبياء لا يجوز فيهم السلاح فلما رأى ذلك رجل من المسلمين تناول الحربة ثم مشى بها إليه ثم أقبل يتحسس حتى وافى بين ضلعين فطعنه بها فأنفذها فقتله قال الوليد بلغني أن خالد بن يزيد بن معاوية دخل على عبد الملك فقال لو حضرتك ما أمرتك بقتله قال ولم قال إنما كان به المذهب ( 5 ) فلو جوعته ذهب ذلك عنه قال أنبأنا أبو بكر قال الوليد عن المنذر بن نافع قال سمعت خالد بن اللجلاج يقول لغيلان ويحك يا غيلان ألم يأخذك في شك ترامي النساء في شهر رمضان بالتفاح ثم صرت حارثيا تحجب امرأته وتزعم أنها أم المؤمنين ثم تحولت فصرت قدريا بذيئا انتهى

_________

( 1 ) في معجم البلدان : سريا

( 2 ) بياض بالاصل والمستدرك بين معكوفتين زيادة عن معجم البلدان

( 3 ) سورة غافر الاية : 28

( 4 ) معجم البلدان : " فكانت الحرية " وفي الوافي : " فكفت الحربة "

( 5 ) قال ياقوت : والمذهب : الوسوسة ومنه المذهب وهو وسوسة الوضوء ونحوه

وفي اللسان : المذهب اسم شيطان هو من ولد إبليس يتصور للقراء فيفتنهم عند الوضوء وغيره ( اللسان : ذهب )

(11/430)

قال وأنبأنا ابن أبي خيثمة نبأنا عبد الوهاب بن نجدة نبأنا عبد الوهاب بن الضحاك نبأنا شيخ يكنى أبا الربيع وقد أدرك أناسا من القدماء قال لما أخذ الحارث ببيت المقدس حمل على البريد وجعلت في عنقه جامعة من حديد فجمعت يداه إلى عنقه فأشرف على عقبة ببيت المقدس فتلا هذه الآية " قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت فبما يوحي إلي ربي إنه سميع قريب " ( 1 ) قال فتقلقلت الجامعة فسقطت من يده ورقبته إلى الأرض فوثب إليه الحرس الذين كانوا معه وأعادوها عليه ثم ساروا به فلما أشرف على عقبة أخرى قرأ آية لا أحفظها فسقطت من رقبته ويده إلى الأرض فأعادوها عليه فلما قدموا على عبد الملك حبسه وأمر رجالا كانوا معه في السجن من أهل الفقه والعلم أن يعظوه ويخوفوه الله ويعلموه أن هذا من الشيطان فأبى أن يقبل منهم فأتوا عبد الملك فأخبروه بأمره فأمر به وصلب وجاء رجل بحربة فطعنه فانثنت الحربة فتكلم الناس فقالوا ما ينبغي لمثل هذا أن يقتل ثم أتاه حرسي برمح دقيق فطعنه بين ضلعين من أضلاعه ثم هزه فأنفذه قال وسمعت غير واحد ولا اثنين يقولون إن الذي طعن الحارث بالحربة فانثنت قال له عبد الملك ذكرت الله تعالى حين طعنته قال نسيت أو قال لا قال فاذكر اسم الله تعالى ثم اطعنه قال فطعنه فأنفذها انتهى 1133 الحارث بن سعد الحجوري وحجور ( 2 ) قبيل من همدان له ذكر في حرب أبي الهيذام انتهى قرأت بخط أبي الحسين الرازي مما أفاده بعض أهل دمشق عن أبيه عن جده وأهل بيته من المزيين فيما قيل من الأراجيز في تلك القضية قال وقال الحارث بن سعد الحجوري شعرا إذا قلت النوم فلا ممات * هيهات هيهات هيهات لا مخلص منه ولا انفلات * اليوم حتى حضر الميقات * * قحطان أحيا لنا أموات * قد غمني منهم ولا التفات * "

_________

( 1 ) سورة سبأ الاية : 50

( 2 ) وهم بنو حجور بن أسلم بن عليان بن زيد بن عريب بن حاشد بن جشم ( قاله في ابن حزم ص 393 )

(11/431)

1134 - الحارث بن سليمان بن عبد الملك ابن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية الأموي " له ذكر وأمه أم ولد أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله حينئذ ابنا ( 1 ) البنا وأبو الحسين بن الفرا قالوا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص نبأنا أحمد بن سليمان نبأنا الزبير بن بكار قال وولد سليمان بن عبد الملك الحارث وعمرو وعمر وعبد الرحمن وواقدا لأمهات أولاد شتى 1135 الحارث بن سليمان العنسي ولاه مروان بن محمد على غازية البحر له ذكر أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر نبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي أنبأنا محمد بن عائذ نبأنا الوليد قال لما ولي مروان بن محمد ولى يعني غزو البحر تركه ابن يزيد العاملي ولى من بعده معن بن سالم العاملي ثم ولى مكانه حذيفة بن سعيد السلامي ثم ولى من بعد الحارث بن سليمان العنسي 1136 الحارث بن سليم بن عبيد بن سفيان ابن مسعود بن سليمان ( 2 ) ويقال الحارث بن عبيد الهجيمي ( 3 ) البصري والد خالد بن الحارث وفد على سليمان بن عبد الملك وحكى عن موسى شهوات البصري وخالد بن سعيد بن عمرو بن عثمان وخالد بن سعيد بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العيص حكاية حكاها أبو عبيدة معمر بن المثنى النحوي

_________

( 1 ) بالاصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت وقد مر

( 2 ) في مختصر ابن منظور 6 / 154 " سكين "

( 3 ) هذه النسبة إلى محلة بالبصرة نزلها بنو هجيم فنسبت المحلة لهم ( الانساب )

(11/432)

أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو محمد بن عيسى بن المقتدر بالله أنبأنا أبو العباس أحمد بن منصور اليشكري نبأنا أبو القاسم الصايغ حدثني أنس بن خالد حدثني قبيصة بن عمرو بن حفص المهلبي عن أبي عبيدة النحوي قال كنا نأتي رؤبة بن العجاج فربما أعوزنا مطلبه فطلبته مظانة وكان للحارث بن سليم الهجيمي وهو أبو خالد بن الحارث وكان رؤبة ربما أتاه فطلبته يوما فأتيت مجلس الحارث بن سليم ( 1 ) فتحدث القوم وتحدث الحارث بن سليم قال شهدت مجلس سليمان بن عبد الملك فأتى سعيد بن خالد بن عمرو بن عثمان فقال يا أمير المؤمنين أتيتك مستعديا قال ومن يك قال موسى شهوات قال وما له قال سمع بي واستطال في عرضي قال يا غلام علي موسى فأتي به فقال أسمعت به واستطلت في عرضه قال ما فعلت يا أمير المؤمنين ولكني مدحت ابن عمه فغضب هو قال وما ذلك قال يا أمير المؤمنين علقت جارية لم يبلغ ثمنها جدتي فأتيته وهو صديقي فشكوت ذلك إليه فلم أصب عنده في ذلك شيئا فأتيت ابن عمه سعيد بن خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد فشكوت إليه ما شكوت إلى هذا قال تعود إلي فتركته ثلاثا ثم أتيته فسهل من إذني فما استقر المجلس حتى قال يا غلام قل لقيمي وديعتي ففتح بابا بين بابين فإذ انا بالجارية فقال لي هذه بغيتك قلت نعم فداك أبي وأمي قال اجلس يا غلام قل لقيمي طيبة نفقتي فأتى بطيبة فنثرت بين يديه فإذا فيها مئة دينار وليس فيها غيرها فردت في الطيبة ثم قال عتيدتي التي فيها طيبي فأتي بها فقال ملحفة فراشي فأتي بها فضرب الطيبة وما في العتيدة حواشي الملحفة وقال لي شأنك فهو لك واستعن بهذا عليه فقال سليمان فذلك حين تقول ماذا فقال يا خالد أعني سعيد بن خالد * أخا العرف لا أعني ابن بنت سعيد ولكنني أعني ابن عائشة الذي * أبو أبويه خالد بن أسيد عقيد الندى ما عاش يرضى به * الندى وإن مات لم يرض الندى بعقيد دعوه دعوه إنكم قد رقدتم * وما هو عن أحسابكم برقود *

_________

( 1 ) بالاصل " سليمان " وهو صاحب الترجمة

( 2 ) العتيدة : وعاء الطيب ونحوه ( اللسان : عتد )

(11/433)

قال فقال يا غلام علي بسعيد بن خالد فأتي به فقال يا سعيد أحق ما وصفك به موسى قال وما هو يا أمير المؤمنين فأعاد عليه فقال قد كان ذلك يا أمير المؤمنين فقال قوله أبا خالد أعني سعيد بن خالد * أخا العرف لا أعني ابن بنت سعيد ولكنني أعني ابن عائشة الذي * أبو أبويه خالد بن أسيد عقيد الندى ما عاش يرضى به الندى * وإن مات لم يرضى الندى بعقيد دعوه دعوه إنكم قد رقدتكم * وما هو عن أحسابكم برقود * فقال قد كان ذلك يا أمير المؤمنين قال فما طوقك ذلك قال الكلف قال فما حملتك الكلف قال دين والله يا أمير المؤمنين ثلاثون ألف دينارا قال قد أمرت لك بمثلها وبمثلها وبمثلها وثلاث مثلها فلقيت سعيد بن خالد بعد حين فأخذت بعنان دابته فقلت بأبي وأمي ما فعل المال الذي أمر لك به سليمان أمير المؤمنين قال ما علمك به قال أنا والله حاضر للمجلس يومئذ قال والله ما أصبحت أملك مئة دينارا ولا درهما قال فما اغتاله قال خلة من صديق أو فاقة من ذي رحم أنبأنا أبو القاسم النسيب عن أبي بكر الخطيب أنبأنا عبد الله بن يحيى بن عبد الجبار أنبأنا محمد بن عبد الله الشافعي أنبأنا جعفر بن محمد الأزهر أنبأنا المفضل بن غسان قال أخبرني عن خالد بن الحارث قال كان أبي يقول إن الرجل ليثني لي عنان دابته فأشكرها له فلما هزم ابن المهلب أيام هلال بن أحوز بلغ أبي ذلك فأرسل إلي وليهم بأربعة آلاف درهم كانت عنده لكل رجل منهم بمائة درهم وكانوا أربعين فقال تبلغوا بها إلى البصرة وهو خالد بن الحارث بن سليم بن عبيد وشهد سليم بن عبيد الهجيمي الجمل مع عائشة قال وكان أبوه الحارث بن سليم من أشراف قومه ووجوههم وفيه يقول رؤبة بن الحجاج شعرا وأنت يا حارث نعم الحارث إلى آخر البيت أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو الفضل الواسطي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان نبأنا أبي قال قال كان خالد لا يأتي بامرأة مبتلاة في ناحية يتعاهدها بالمشي لتقول له يا أبا

(11/434)

عثمان ما أدري أجئت لك أو جئت لي قال وكان تفخمه وتبعث إليه بالصدقة أو بالشئ فيقتسمه على ما يتين من الفقراء قد عودهم ذلك أو نحو من هذا قال وكان أبوه الحارث بن سليم من أشراف قومه ووجوههم وفيه يقول رؤبة بن الحجاج وأنت يا حارث نعم الحارث إلى آخره قال وأنبأنا أبو الفضل قال وأخبرني أبي عن خالد بن الحارث قال كان أبي يقول إن الرجل ليثني لي عنان دابته فأشكرها له ولما هزم بنو المهلب أيام هلال بن أحوز بلغ أبي ذاك فأرسل إلى وليهم بأربعة آلاف درهم وكانت عنده لكل رجل منهم مائة درهم وكانوا أربعين فبلغوا بها البصرة وهو خالد بن الحارث بن سليم بن عبيد وشهد سليم عبيد الهجيمي ( 1 ) الجمل مع عائشة رضي الله تعالى عنها 1137 الحارث بن العباس بن الوليد ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف شهد مع أبيه حصر الوليد بن يزيد له ذكر انتهى 1138 الحارث بن عباس حكى عن أبي مسهر حكى عنه العباس بن الوليد أخبرنا أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا علي بن محمد حينئذ قال وأنبأنا أبو علي أحمد بن عبد الله إجازة قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم ( 2 ) نبأنا العباس ( 3 ) بن الوليد مزيد عن الحارث بن العباس قال قلت لأبي مسهر هل تعرف أحدا يحفظ على هذه الأمة أمر دينها قال لا أعلمه إلا شاب في ناحية المشرق يعني أحمد بن حنبل

_________

( 1 ) بالاصل " الجهني " تحريف والصواب ما أثبت مر التعليق عليها قريبا

( 2 ) الجرح والتعديل 1 / 1 / 68 في ترجمة أحمد بن حنبل

( 3 ) بالاصل : " أبو العباس بن الوليد بن مرثد " والمثبت عن الجرح والتعديل

(11/435)

وأنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنبأ أبو المنجا حيدرة بن علي الأنطاكي المالكي بدمشق أنبأنا أبو نصر عبد الوهاب بن عبد الله بن عمر بن أيوب المري أنبأنا القاضي يوسف بن القاسم أنبا أبو محمد بن أبي حاتم نبأنا العباس فذكرها 1139 الحارث بن عبد الله ابن حنظلة الغسيل بن أبي عامر بن صيفي بن النعمان ابن مالك بن أمية بن ضبيعة بن زيد بن مالك الأنصاري قدم على يزيد بن معاوية مع أبيه انتهى أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي نبأنا عمر بن أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط ( 1 ) نبأنا وهب بن جرير نبأنا جويرية بن أسماء قال سمعت أشياخا من أهل المدينة يحدثون أن ممن وفد إلى يزيد بن معاوية عبد الله بن حنظلة مع ثمانية بنين له فأعطاه مائة ألف وأعطى بنيه كل واحد منهم عشرة آلاف سوى كسوتهم وحملانهم فلما قدم عبد الله بن حنظلة المدينة أتاه الناس فقالوا ما وراءك قال أتيتكم من عند رجل والله لو لم أجد إلا بني هؤلاء لجاهدته ( 3 ) بهم فذكر الحديث وقال فيه فانهزم الناس يعني يوم الحرة وعبد الله بن حنظلة متساند إلى بعض بنيه يغط نوما فنبهه ابنه فلما فتح عينيه فرأى ما صنع أمر أكبر بنيه فقاتل ( 4 ) حتى قتل فلم يزل يقدمهم واحدا بعد واحد حتى أتى على آخرهم ثم كسر جفن سيفه فقاتل حتى قتل وقال خليفة في تسمية من قتل يوم الحرة ( 5 ) من الأوس بن حارثة ثم من بني عمرو بن عوف عبد الله بن حنظلة وسبعة بنين له منهم عبد الرحمن والحارث والحكم وعاصم انتهى

_________

( 1 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 237 حوداث سنة 63

( 2 ) بالاصل " ألف "

( 3 ) بالاصل " لجهدته " والمثبت عن خليفة ص 238

( 4 ) تاريخ خليفة : فتقدم

( 5 ) تاريخ خليفة ص 245

(11/436)

1140 - الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ذي الرمحين واسمه عمرو بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وكان اسم عبد الله بجيرا فسماه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عبد الله المخزومي القرشي المعروف بالقباع المكي ( 1 ) روى عن عائشة وأم سلمة ومعاوية بن أبي سفيان قوله روى عنه الزهري وعبد الله بن عبيد بن عمير والوليد بن عطاء بن حباب وأبو قزعة سويد بن حجير الباهلي وعبد الرحمن بن سابط وعبد الله بن أبي أمية وولي البصرة لابن الزبير ثم وفد على عبد الملك بن مروان أخبرني أبو عبد الله الخلال أنبأنا إبراهيم بن منصور السلمي أنبأنا أبو بكر المقرئ أنبا المفضل بن إبراهيم نبأنا محمد بن يوسف نبأنا قرة قال ذكر ابن جريج قال سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير والوليد بن عطاء بن حباب يحدثان عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة قال قال عبد الله بن عبيد وفد الحارث بن عبد الله على عبد الملك بن مروان في خلافته فقال عبد الملك ما أظن ابن الزبير سمع من عائشة ما كان يزعم انه سمعه منها قال الحارث أنا سمعته منها قال سمعتها تقول ماذا قال قالت عائشة رضي الله تعالى عنها قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن قومك استقصروا من شأن ( 2 ) البيت ولولا حداثة عهدهم بالشرك أعدت فيه ما تركوا منه فإن بدا لقومك أن يبنوه وتعالي لأريك ما تركوا منه ح فأراها قريبا من سبعة أذرع وزاد الوليد بن عطاء في ذلك ذكر الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت قال النبي عليه الصلاة و السلام وجعل لها بابين موضوعين في الأرض شرقيا وغربيا وهل تدرين لما كان قومك رفعوا بابها قالت فقلت لا قال تعززا لئلا يدخلها إلا من أرادوه كان الرجل إذا كرهوا أن يدخلها يدعونه حتى يرتقي حتى إذا كاد يدخل

_________

( 1 ) ترجمته في أسد الغابة 1 / 402 والاصابة ترجمهت 2043 والوافي بالوفيات 11 / 254 وسير أعلام النبلاء 4 / 181 وانظر بالحاشية فيهما ثبتا بأسماء مصادر أخرى ترجمت له

والزيادة في اسمه عن مصادر ترجمته

( 2 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك فوق السطر

(11/437)

دفعوه فسقط قال عبد الملك للحارث أنت سمعتها تقول هذا فقال نعم قال فنكت بعصاه ساعة ثم قال وددت أني تركته وما تحمل انتهى وقد روي أن الحارث حدث عبد الملك بهذا الحديث في المسجد الحرام أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد ( 1 ) حدثني أبي نبأنا عبد الله بن بكر السهمي نبأنا حاتم بن أبي صغيرة عن أبي قزعة أن عبد الملك بينما هو يطوف بالبيت إذ قال قاتل الله ابن الزبير حيث يقول يكذب على أم المؤمنين يقول سمعتها وهي تقول إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال يا عائشة لولا حدثان قومك بالكفر لنقبت البيت ح قال عبد الله قال أبي قال الأنصاري لنقضت البيت حتى أزيد فيه من الحجر فإن قومك قصروا عن البناء فقال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة لا تقل هذا يا أمير المؤمنين فأنا سمعت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تحدث هذا فقال لو كنت سمعت هذا قبل أن أهدمه لتركته على بناء ابن الزبير انتهى [ 2861 ] قال وحدثني أبي حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبو يونس القشيري حدثني أبو قزعة أن عبد الملك بن مروان بينما هو يطوف بالبيت إذ قال قاتل الله ابن الزبير كيف يكذب على أم المؤمنين ويزعم أنه سمعها وهي تقول إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال يا عائشة لولا حدثان قومك بالكفر لنقضت البيت حتى أزيد فيه من الحجر إن قومك قصروا في البناء قال فقال له الحاراث بن عبد الله لا تقل هذا يا أمير المؤمنين فأنا سمعت عائشة تقول هذا قال أنت سمعته قال أنا سمعته قال لو سمعت هذا قبل أن أنقصه لتركته على ما بنى ابن الزبير انتهى [ 2862 ] أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأنبأنا أبو بكر المغربي أنبأنا أبو بكر الجوزقي أنبأنا أبو العباس المعقلي نبأنا العباس بن محمد الدوري نبأنا منصور بن سفيان نبأنا عبيد الله بن عمر عن زيد بن أبي أنيسة عن أبي زيد عبد الملك العامري عن يوسف بن ماهك رجل من أهل مكة حدثني عبد الله بن صفوان قال حدثتنا أم

_________

( 1 ) مسند الامام أحمد 6 / 253

( 2 ) مسند الامام أحمد 6 / 262

(11/438)

المؤمنين عائشة قالت قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) سيعود بهذا البيت يعني الكعبة قوم ( 1 ) ليس لهم منعة ولا عدد ولا عدة فيبعث إليه جيشا حتى إذا كانوا ببيداء من الأر ض خسف بهم قال يوسف وأهل الشام يومئذ يتجهزون إلى مكة فقال عبد الله بن صفوان أما والله ما هو بهذا الجيش [ 2863 ] قال أبو زيد حدثني عبد الرحمن بن سابط عن الحارث بن أبي ربيعة عن أم المؤمنين مثل حديث يوسف غير أنه لم يذكر الجيش الذين ذكرهم عبد الله بن صفوان انتهى أم المؤمنين هذه هي أم سلمة ويدل على ذلك ما أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنبأنا أبو منصور بن محمد بن الحسن أنبأنا أحمد بن الحسين أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري نبأنا قتيبة نبأنا جرير عن عبد العزيز بن رفيع عن عبيد الله بن القبطية قال دخل الحارث بن ربيعة وعبد الله بن صفوان وأنا معهم عن أم سلمة أم المؤمنين فسألالها عن الجيش الذي يخسف به وذلك في أيام ابن الزبير أخبرناه عاليا أبو عبد الله محمد بن طلحة بن علي وأبو القاسم بن السمرقندي قالا أنبأنا أبو محمد الصريفيني ( 2 ) أنبأنا أبو القاسم بن حبابة نبأنا أبو القاسم البغوي نبأنا علي بن الجعد أنبأنا زبير بن معاوية نبأنا عبد العزيز بن رفيع عن عبيد الله بن لا قبطية قال دخلت أنا والحارث بن أبي ربيعة ورجل آخر إلى أم سلمة فقال لها الحارث يا أم المؤمنين حدثينا بحديث الجيش الذي يخسف به قالت قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يعوذ عائذ بالبيت فيبعث إليه جيش حتى إذا كانوا ببيداء من الأرض خسف بهم فقلت كيف بمن كان كارها أو مكرها قال يبعث على ما كان في نفسه قال عبد العزيز فقلت لأبي جعفر إنها قالت ببيداء من الأرض قال والله إنها لبيداء المدينة انتهى [ 2864 ] أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أبو حامد أنبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا أحمد السري نبأنا يحيى نبأ الذهلي نبأنا يعقوب بن إبراهيم بن سعيد نبأنا علي عن صالح حدثني ابن شهاب أن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة ذكر أن معاوية

_________

( 1 ) بالاصل " قوما "

و 2 ) بالاصل : " الصير فيني " خطأ والصواب ما أثبت نسبة إلى صريفين

(11/439)

قضى أنه أيما رجل وهب امرأته لأهلها وجعل أمرها بيدها أو يد وليها فطلقت ثلاث تطليقات فقد برئت منه قال ابن شهاب وأخبرنا رجاء بن حيوة أن عبد الملك قضى بذلك أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري وأبو سعيد محمد بن علي الرستمي قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب نبأنا أبو صالح حدثني الليث حدثني عقيل في الرجل يهب امرأته لأهلها أو يجعل أمرها بيدها أو بيد وليها قال أخبرني ابن شهاب عن الحارث بن عبد الله بن أبي ( 1 ) ربيعة أن معاوية قضى أيما رجل فعل ذلك فطلقت نفسها ثلاث تطليقات فقد برئت منه انتهى أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا ( 2 ) البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا احمد بن سليمان أنبأنا الزبير بن بكار قال والحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة الذي يقال له القباع استعمله ابن الزبير على البصرة فمر بالسوق فراى مكيلا فقال ان مكيالكم هذا لقباع فسماه اهل البصرة القباع ( 3 ) وام الحارث بن عبد الله ( 4 ) بنت أبرهة حبشية أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمر بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف أنبأنا أبو الحسين الهناني أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا أبن سعد قال في الطبقة الأولى ممن روى عن عمر من أهل مكة الحاراث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي انتهى أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا نبأنا عمر قراءة نبأنا أبو طالب يوسف قالا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية إجازة أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن فهم نبأنا محمد بن سعد قال في الطبقة الأولى من أهل مكة ممن روى عن عمر بن الخطاب وغيره الحاراث بن عبد الله بن أبي

_________

( 1 ) بالاصل " عن ربيعة " بدل " بن أبي ربيعة " والصواب ما أثبت

( 2 ) بالاصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت وقد مر هذا النسد

( 3 ) انظر تهذيب التهذيب 1 / 410

( 4 ) بالاصل " عبيد الله "

( 5 ) طبقات ابن سعد 5 / 464

(11/440)

ربيعة بن المغيرة المخزومي وأمه أم ولد وكان قليل الحديث أخبرنا أبو الغنائم بن النرسي في كتابه ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو النضر بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن ( 1 ) الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 2 ) قال لي عمرو أنبأنا أبو عاصم نبأنا ابن جريج قال سمعت عبد الله بن عبيد بن عمير والوليد بن عطاء بن حباب ( 3 ) يحدثان عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة أنه وفد على عبد الملك قال سمعت عائشة عن النبي ( صلى الله عليه و سلم في بناء البيت أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن وأبو طاهر أحمد بن الحسن الباقلانيان قالا أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا أبو جعفر عن أبي عثمان نبأنا هاشم بن محمد بن الهيثم بن عدي قال قال من الأشراف من أبناء النصرانيات الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة المخزومي أخبرنا أبو بكر المزرفي ( 4 ) نبأنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا عيسى بن علي أنبأنا عبد الله بن محمد نبأنا داود بن علي بن عمرو الضبي نبأنا شريك عن جابر عن عامر قال ماتت أم الحارث وهي نصرانية فشهدها ناس من أصحاب محمد ( صلى الله عليه و سلم ) أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا ( 5 ) البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان أنبأنا الزبير بن بكار حدثني يحيى بن محمد حدثني المغيرة بن عبد الرحمن بن الحارث بن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة قال سبى عبد الله بن أبي ربيعة ( 6 ) الحبشية وكانت نصرانية وسبى معها ستمئة من الحبش وهو عامل على اليمن لعثمان بن عفان فقالت لي إليك ثلاث حوائج

_________

( 1 ) بالاصل " الحسين " والمثبت قياسا إلى سند مماثل

( 2 ) التاريخ الكبير للبخاري 1 / 2 / 268

( 3 ) في البخاري : خباب

( 4 ) بالاصل " المرزقي " والصواب ما أثبت وقد مر

( 5 ) بالاصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت

( 6 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن مختصر ابن منظور 6 / 158

(11/441)

قال وما هي قالت تعتق هؤلاء الضعفاء الذين معك قال ذلك لك فأعتق لها ستمائة من الحبش فقالت ولا تمسني حتى تصير إلى بلدك ودارك ففعل وقالت ولا تحملني على أن أغير ديني قال وذلك لك فقدم بها فولدت الحاراث بن عبد الله بن أبي ربيعة فلما ماتت حضر القرشيون وغيرهم من الناس لشهودها فقال أدى الله الحق عنكم إن لها أهل ملة أولى بها منكم فانصرفوا عنها انتهى قال ونبأنا الزبير حدثني عمي مصعب بن عبد الله لم يكن الحارث بن عبد الله ( 1 ) بن أبي ربيعة يدري أن أمه على النصرانية حتى ماتت وحضر لها الناس فخرجت إليه مولاة له فسارته وقالت أعلم أنا وجدنا الصليب في رقبة أمك حين جردناها لغسلها فقال للناس انصرفوا أدى الله تعالى الحق عنكم فإن لها أهل ملة هم أولى بها منكم فانصرف الناس وكبر الحارث بما فعل من ذلك عند الناس ( 2 ) أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد الخطيب أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسن أنبأنا أحمد بن الحسين أنبأنا عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن أنبأنا محمد بن إسماعيل البخاري أنبأنا محمد بن كثير أنبأنا سفيان أنبانا حماد عن الشعبي أن الحارث بن ابي ربيعة ماتت أمه نصرانية فشيعها أصحاب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) زاد عبدان عن ابن المبارك قال قال سفيان خرج عليهم فقال إن لها أهل دين من غيركم فقال معاوية لقد ساد هكذا انتهى هذا معناه قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية إجازة أنبأنا سليمان بن إسحاق الحلاب نبأنا حارث بن ابي أسامة نبأنا محمد بن سعد ( 3 ) أنبأنا محمد بن عمر حدثني ابن أبي سبرة عن موسى بن ميسرة قال طاف عبد الملك بن مروان للقدوم فلما صلى ركعتين قال له الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة عد إلى الركن الأسود قبل أن تخرج إلى الصفا فالتفت عبد الملك إلى قبيصة فقال قبيصة لم أر أحدا من أهل العلم يعود إليه فقال عبد الملك طفت مع أبي فلم أره عاد إليه ثم قال عبد الملك يا حار تعلم مني كما تعلمت منك حيث أردت أن

_________

( 1 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن مختصر بن منظور 6 / 158

( 2 ) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 319 باختلاف

( 3 ) طبقات ابن سعد 5 / 230 في ترجمة عبد الملك بن مروان

( 4 ) الزيادة عن ابن سعد

(11/442)

التزم البيت فأبيت علي قال افعل يا أمير المؤمنين ما هو بأول علم استفدت من علمك قال وأنبأنا محمد بن سعد ( 1 ) أنبأنا محمد بن عمر حدثني إبراهيم بن موسى عن عكرمة بن خالد عن الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة قال طفت مع عبد الملك بن مروان بالبيت فلما كان الشوط السابع دنا من البيت يتعوذ فجذبته ( 2 ) فقال مالك يا حار قلت يا أمير المؤمنين أتدري أول فعل هذا عجوز من عجائز قومك قال فمضى عبد الملك ولم يتعوذ انتهى أخبرنا أبا البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر الباقلاني أنبأنا محمد بن يوسف بن رباح أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس أنبأنا أبو بشر الدولابي نبأنا معاوية بن صالح قال سمعت يحيى بن معين في تسمية التابعين من أهل مكة الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسن النقور وأبو منصور عبد الباقي بن محمد بن غالب قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن السكري حدثنا زكريا نبأنا الأصمعي قال ثم ولى عبد الله بن الزبير عمر بن عبيد الله بن معمر على البصرة ثم عزله وولى القباع لأنه وضع لهم مكيالا يسمى القباع ثم عزله وولى مصعب بن الزبير أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال ( 3 ) تراضى الناس بعبد الله بن الحارث ويلقب ببه حين وقعت الفتنة فأقره ابن الزبير يعني على البصرة أشهرا ( 4 ) ثم عزله وكتب إلى أنس بن مالك فصلى بالناس أربعين يوما ثم كتب إلى عمر بن عبيد الله بن معمر التميمي بولايته فأتاه الكتاب وهو بحفر أبي موسى يريد العمرة فكتب إلى أخيه عبيد الله بن عبيد الله فصلى بالناس ثم ولى ابن

_________

( 1 ) طبقات ابن سعد 5 / 230 في ترجمة عبد الملك بن مروان

( 2 ) ابن سعد : فجذبته

( 3 ) انظر تاريخ خليفة بن خياط ص 258 - 259

( 3 ) انظر تاريخ خليفة بن خياط ص 258 - 259

( 4 ) انظر تاريخ خليفة باختلاف

(11/443)

الزبير الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي ويلقب القباع ثم عزله ثم جمع العراق لأخيه مصعب انتهى قال خليفة وأقام بها فأقام بها يعني بالكوفة نحو سنتين ثم انحدر إلى البصرة واستخلف القباع الحارث بن عبد الله المخزومي ثم رجع مصعب فلم يزل بها حتى قتل انتهى أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز ثابت بن منصور قالا أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبأنا أبو محمد بن الحسن بن أحمد أنبأنا أحمد بن محمد بن إسحاق أنبأنا أبو حفص الأهوازي نبأنا خليفة بن خياط قال الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة أمه النصرانية انتهى أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو الحسين بن الفارسي أنبأنا أبو سليمان الخطابي أخبرني أبو الفارسي يعني محمد بن عبد الله أخبرني محمد بن خالد نبأنا عمر بن شيبة حدثني عبد الله بن محمد الطائي نبأنا خالد بن سعيد قال استعمل ابن الزبير الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي على البصرة فأتوه بمكيال لهم فقال لهم إن مكيالكم هذا لقباع وهو ذو النضر فسمي قباعا أبو الأسود الدؤلي فيه أمير المؤمنين جزيت ( 1 ) خيرا * أرحنا من قباع بني المغيرة * قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم الفقيه نبأنا محمد بن سعد قال ( 2 ) في الطبقة الأولى من أهل المدينة من التابعين الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أم ولد استعمل عبد الله بن الزبير الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة على البصرة وكان رجلا سهاكا ( 3 ) فمر كيال بالبصرة فقال إن هذا لقباع صالح فلقبوه القباع وكان خطيبا عفيفا وكان فيه سواد لأن أمه كانت حبشية نصرانية فماتت فشهدها الحارث بن عبد الله بني أبي

_________

( 1 ) في ابن سعد 5 / 29 : أبا بكير

( 2 ) ابن سعد 5 / 29 والزيادات التالية عنه

( 3 ) السهاك كشداد الرجل البليغ يمر في الكلام مر الريح ( القاموس )

(11/444)

ربيعة وشهدها معه الناس فكانوا ناحية وجاء أهل دينها فولوها دينها وشهدها منهم جماعة كثيرة وكانوا على حدة وفيه يقول أبو الأسود الدؤلي لعبد الله بن الزبير أمير المؤمنين جزيت ( 1 ) خيرا * أرحنا من قباع بني المغيرة * حمدناه ولمناه فأعيا * علينا ما يمر لنا مريرة سوى أن الفتى نكح أكول * وسهاك مخاطبه كثيرة كأنا حين جئناه أطفنا * بضبعان تورط في حظيرة * قال فعزله عبد الله بن الزبير عن البصرة وكانت ولايته عليها سنة واستعمل مكانه مصعب بن الزبير فقدم البصرة ثم تهيأ للخروج إلى المختار بن أبي عبيد أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن الحسن أنبأنا أبو المعالي ثابت بن بندار بن إبراهيم أنبأنا أبو العلاء محمد بن علي بن يعقوب الواسطي أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد بن محمد ( 2 ) أنبأنا أبو أمية الأحوص بن المفضل بن غسان ( 3 ) الغلابي نبأنا أبي ( 4 ) أنبأنا يزيد بن هارون عن أشعب بن سوار قال تزوج عبد الله بن أبي ربيعة نصرانية قال أبي فحدثني مصعب بن عبد الله ( 5 ) قال تزوج عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي ابنه أبرهة الحبشي في الجاهلية وهي نصرانية وماتت على النصرانية قال وكان يظن بها أنها أسلمت فلما ماتت وهي أم الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة فلما أرادوا أن يغسلوها وقد اجتمع إلى إبنها رجال قريش ليحضروها فوجدوا في عنقها صليبا فخرج ابنها الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة إلى الناس وهم مجتمعون فقال إن لها أهل دين أولى بها منكم وقد كان عبد الله بن أبي ربيعة أقاد المال من مثلها وفيها يقول أبو ذؤيب صخب الشوارب لا يزال كأنه * عبد لآل أبي ربيعة مسبع ( 6 )

_________

( 1 ) في ابن سعد 5 / 29 : أبا بكير

( 2 ) بياض بالاصل مقدار كلمة

( 3 ) بالاصل " أنبأنا " ولعل الصواب ما أثبت انظر الانساب ( الغلابي )

( 4 ) زيادة عن الانساب ( الغلابي ) وفيه أن المفضل يروي عن يزيد بن هارون

( 5 ) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 318 - 319

( 6 ) البى في شرح أشعاب الذلييين 1 / 21 وبالاصل " سحت

مشنع " والمثبت : " صخب مسبع " عن شرح أشعار الهذليين

(11/445)

أي مرسل وكان عبد الله بن أبي ربيعة استعمله أبو بكر الصديق رضي الله تعالى عنه على اليمن ومات في خلافة عثمان وقد حدث الحارث بن عبد الله عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ولا أدري سماع أو غير سماع وقد ولي البصرة لابن الزبير وسمي به القباع لمكيالهم قال كأنه قباع ( 1 ) وفيه يقول الشاعر أحارث داري مرتين هلم منها * وكنت ابن أخت لا تحار غوائله وأنت أمير في بطحاء مكة لم تزل * بها منكم معطي الجزيل وفاعله * وإنما تخوله بأسماء بنت سلامة بن مخربة بن أبير بن نهشل قرأت بخط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش المقرئ عنه أنبأنا أبو أحمد عبد السلام بن الحسين البصري اللغوي أنبأنا أبو محمد علي بن عبد الله بن المغيرة الجوهري البغدادي أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد الأسدي نبأنا الرياشي يعني عباس ( 2 ) بن الفرج قال تزوج رجل من الموالي امرأة من العرب ففرق بينهما الحارث بن عبد اللبن أبي ربيعة وهدم من داره فأتى ابن الزبير فقل له هذا مقام ومطرد هدمت مساكنه ودوره رقا ( 3 ) عليه عداته ظلما فعاقبه أميره في أن شربت بحم ما كان حلالي غديره * فكتب إليه أن يردها إليه انتهى كتب إلي أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم بن الخطاب من الإسكندرية أنبأنا أبو القاسم علي بن محمد بن علي الفارسي أنبأنا أبو الطاهر محمد بن أحمد بن عبد الله الذهلي القاضي أخبرني محمد بن الحسن يعني ابن دريد أنبأنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن يونس قال كان الحارث بن أبي ربيعة المخزومي على البصرة أيام ابن الزبير فخاصم إليه رجل من بني تميم يقال له مرة بن محكان رجلا فقال *

_________

( 1 ) القباع يعني الضخم ( الوافي بالوفيات 11 / 255 )

( 2 ) بالاصل " عياش " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 12 / 372

( 3 ) كذا وفي تهذيب ابن عساكر : وشي

(11/446)

أحار تفهم في القضاء فإنه * إذا ما الأمام جار في الحكم اقتدا إنك موقوف على الحكم فاحتفظ * ومهما تصير اليوم تدرك به غدا وأني مما أدرك الأمر مما لانا * فأقطع في رأس الأمير المهندا * ولما ولي مصعب دعاه فاستنشده الأبيات فأنشده أحار تفهم في القضاء فإنه * إذا ما الإمام جاز في الحكم اقتدا فإنك موقوف على الحكم فاحتفظ * ومهما تصير اليوم تدرك به غدا * * وأني مما أدرك الأمر مما لانا * واقطع في رأس الأمير المهندا * فقال والله لأقطعن في رأسك قبل أن تقطع في رأسي فأمر به فحبس ثم دس إليه من قتله أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب بن سفيان نبأنا الجنيد نبأنا سفيان قال سمعت أبي يقول أول من وضع وزن سبعة الحارث بن أبي ربيعة انتهى يعني العشرة عداد سبعة وزنا انتهى أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله ابنا ( 1 ) البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة قال أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان الطوسي نبأنا الزبير بن بكار قال حدثني عمي مصعب بن عبد الله قال جلد الحارث بن عبد الله بن أبي ربيعة مرة بن محكان السعدي في بعض أحداثه وكان يقطع الطريق فقال مرة عمدت فعاقبت أمرا كان ظالما * فألهب في ظهري القباع وأوقدا سياطا كأذناب الكلاب وشرطة * مقاليس راعوا مسلما متهودا * 1141 الحارث بن عبيد الله الأنصاري ( 2 ) من أهل دمشق روى عن أم الدرداء ورأى واثلة بن الأسقع مخضوب اللحية بالحناء

_________

( 1 ) بالاصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت

( 2 ) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 413 وزيد فيه : ويقال : الازدي الشامي

(11/447)

روى عنه الوليد بن مسلم وصدقة بن عبد الله السمين أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا عبد الوهاب بن محمد زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 1 ) قال لنا زكريا ( 2 ) نبأنا الحكيم ( 3 ) بن المبارك سمع الوليد بن مسلم نبأنا الحارث بن عبيد الله قال رأيت أم الدرداء تعود رجلا من أهل المسجد من الأنصار قال البخاري الحارث بن عبيد الله ( 4 ) الأنصاري يعد في الشاميين انتهى أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن أنبأنا يوسف بن رباح أنبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل نبأنا محمد بن أحمد الدولابي حدثنا معاوية بن صالح قال في تسمية تابعي أهل الشام الحارث بن عبيد الله ( 5 ) بن أبي ربيعة الأزدي انتهى أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد نبأنا جعفر بن محمد بن جعفر نبأنا أبو ( 6 ) زرعة قال في تسمية الأصاغر من أصحاب واثلة وغيره الحارث بن عبيد الله الأنصاري 1142 الحرث بن عبد الرحمن بن الغاز بن الجرشي ( 7 ) ويقال ابن عبد الرحمن بن عمرو ( 8 ) بن ربيعة وفد على المنصور واستعطفه

_________

( 1 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 275

( 2 ) بالاصل " أبو زكريا " والمثبت عن البخاري

( 2 ) البخاري " أبو زكريا " والمثبت عن البخاري

( 3 ) البخاري : الحكم

( 4 ) عن البخاري وبالاصل " عبد الله "

( 5 ) بالاصل " عبد الله " والصواب ما أثبت والخبر في تهذيب التهذيب - ( 6 ) زيادة لازم انظر تهذيب التهذيب 1 / 413

( 7 ) بالاصل " الحرشي " بالحاء المهملة قود صححت بالجيم في كل مواضع الترجمة عن الانساب ( الجرشي )

وضبطت عنها بضم الجيم وفتح الراء وهذه النسبة إلى جرش بطن من حمير وقيل اسم موضع باليمن نزلته هذه القبيلة

ترجم له في معجم البلدان باسم : الحارث بن عبد الرحمن بن عوف بن ربيعة بن عمرو بن عوف بن زهير بن حماطة

( 8 ) بالاصل : وربيعة

(11/448)

لأهل الشام بالغوطة وهو من وجوههم وفصحائهم وكان الحارث من سود قبل وصول مروان إلى مصر قرأت بخط أبي الحسين الرازي أخبرنا أحمد بن عمير بن يوسف أنبأنا أبو عبيد الله محمد بن صالح أنبأنا محمد بن عائذ نبأنا عبد الأعلى بن مسهر أن الحارث بن عبد الرحمن الجرشي سود ومروان لمغنانا ( 1 ) فإنهم كتبوا إليه بولايته دمشق فكان بداريا يأتيه ابن سراقة والأشراف يسلمون عليه قال وأقبل عبد الله بن علي حتى نزل دمشق قال وأخبرني محمود بن محمد بن الفرحان الرافعي نبأنا الهيثم بن عدي عن ابن عياش قال قدم علي أبي جعفر المنصور بعد انهزام عبد الله بن علي وفد من أهل الشام فيهم الحارث بن عبد الرحمن بن ربيعة الجرشي فقام عدة منهم فتكلوا ثم قام الحارث بن عبد الرحمن فتكلم فقال يا أمير المؤمنين إنا لسنا وفد مباهاة ولكنا وفد توبة ابتلينا بفتنة استفزت كريمنا واستخفت حليمنا فنحن بما قدمنا معترفون بما سلف منا معتذرون فإن تعاقبنا فبما أجرمنا وإن تعف وتحسن فطالما أحسنت إلى من أساء فقال المنصور خطيبكم الجرشي وأمر برد ضياعه إليه في الغوطة انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور وعبد الباقي بن محمد بن غالب قالا أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد بن عيسى بن زكريا بن يحيى نبأنا الأصمعي عمن أخبره أن أبا جعفر المنصور حين عفا عن أهل الشام قال له رجل يا أمير المؤمنين الإنتقام عدل والتجاوز فضل والمتفضل قد جاوز حد المنصف فنحن نعيذ أمير المؤمنين بالله تعالى من أن يرضى لنفسه بأوكس النصيبين وأن لا يرتفع إلى أعلى الروضتين انتهى قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن الغساني عن عبد العزيز الكتاني أنبأنا عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن جعفر الفرغاني أنبأنا محمد بن جرير الطبري قال ( 2 ) ذكر علي بن محمد المدائني أنه قدم على أبي

_________

( 1 ) كذا رسمها بالاصل ونميل إلى قراءتها " بصحانايا " وهي إحدى قرى الغوطة ( غوطة دمشق : كرد علي ص 89 )

( 2 ) تاريخ الطبري 8 / 84

(11/449)

جعفر المنصور بعد انهزام عبد الله بن علي وظفر المنصور به وحبسه إياه ببغداد وقد أهل الشام فيهم الحارث بن عبد الرحمن فتكلموا ثم قام الحارث فقال أصلح الله تعالى أمير المؤمنين إنا لسنا وفد مباهاة ولكنا وفد توبة وقد ابتلينا بفتنة استفزت كريمنا واستخفت حليمنا فنحن بما قدمنا معترفون وبما سلف منا معتذرون فإن تعاقبنا فبما اجترمنا ( 1 ) وإن تعف عنا فبفضلك علينا فاصفح عنا إذ ملكت وامنن إذ قدرت وأحسن إذ ( 2 ) ظفرت فطال ما أحسنت قال أبو جعفر قد فعلت قد فعلت قد فعلت ثلاثا ( 3 ) أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر حدثني يعقوب قال وغزا ( 4 ) الصائفة يعني سنة خمس وثلاثين ومائة الحارث بن عبد الرحمن الجرشي انتهى وذكر الواقدي أن المهدي استعمل ثمامة بن الوليد القيسي على الصائفة سنة إحدى وستين يعني ومائة فظفرت الروم فيها من المسلمين بما لم تظفر بمثله قبلها ولا بعدها ( 5 ) فقال رجل من سلخ يكنى أبا الخرقاء في ثمامة أثمام يلم تسمع صريخ جماعة * صرخوا بدعوة مجرح ملهوف ينحال أسرهم وأنت بمسمع * منهم بدابق ( 6 ) في ألوف ألوف حيران تضرب صدريك مهانة * وحماقة كالضارط المنزوف فدع المعالي لست ( 7 ) من أخلاسها * للحارث الجرشي أو معيوف *

_________

( 1 ) الطبري : أجرمنا

( 2 ) بالاصل " إذا " في الموضعين والمثبت عن الطبري

( 3 ) كذا كررت ثلاثا بالاصل وفي الطبري : " قد فعلت "

( 4 ) رسمها بالاصل " وعن " والصواب ما أثبت انظر المعرفة والتاريخ ليعقوب الفسوي 1 / 116 وفيه " الحرشي " بدل " الجرشي "

( 5 ) انظر الطبري 8 / 136 وابن الاثير 6 / 55 حوداث سنة 161

( 6 ) وكان ثمامة بن الوليد قد نزل دابق بعسكره

( 7 ) وكان ثمامة مغترا وقد نزل دابق وجاشت الروم وقد أتت طلائعة وعيونه تخبره بحركة الروم وتجمعاتهم

فلم يحفل بما جاءوا به وخرج إلى الروم بسرعان الناس فأصيب من الناس عدة وتحرك ميخائيل في عمق مرعش فقتل وسبي وغنم ( انظر الطبري وابن الاثير )

(11/450)

1143 - الحارث بن عبدة ويقال عبيدة بن رباح الغساني حدث عن أبيه روى عنه عمرو بن بكر السكسكي انتهى أنبانا أبو علي الحداد أنبأنا أبو بكر بن ريذة ( 1 ) أنا سليمان الطبراني نبأنا محمد بن عبيد بن آدم العسقلاني والحسين بن إسحاق قالا أنبأنا إبراهيم بن محمد المقدسي نبأنا بكر بن عمرو السكسكي نبأنا الحارث بن عبدة حينئذ وأنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم حينئذ وأنبأنا أبو الفتح الحداد أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله قالا أنبأنا أبو القاسم الطبراني نبأنا محمد بن عبيد بن آدم نبأنا إبراهيم بن محمد المقدسي حينئذ وأخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبانا أبو بكر البرقاني أنبأنا أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن بن سفيان نبأنا إبراهيم بن محمد بن يوسف الفريابي المقدسي نبأنا عمرو بن بكر زاد الطبراني السكسكي نبأنا الحارث بن عبيدة بن رباح الغساني عن أبيه عبيدة وقال الطبراني عبدة بن رباح عن منيب بن عبد الله زاد الطبراني الأزدي عن أبيه عبد الله بن منيب قال تلا رسول لله ( صلى الله عليه و سلم ) علينا زاد الإسماعيلي هذه الآية وقالا " كل يوم هو في شأن " قلنا وفي حديث الطبراني فقلنا يا رسول الله ما ذاك وقال بريدة وما ذاك الشأن قال أن يغفر ذنبا ويفرج كربا ويرفع أقواما ويضع آخرين [ 2865 ] ح أنتهى ورواه محمد بن الحسن بن قتيبة عن إبراهيم بن محمد الفريابي وقال الحارث بن عبدة بن رباح أخبرناه أبو الفتح نصر الله بن محمد حدثنا أبو الفتح نصر الله بن إبراهيم أنبانا أبو مسلم محمد بن علي بن طلحة الأصبهاني ببيت المقدس أنبأنا أبو عبد الله محمد بن جعفر بن محمد بن عبد الله بن أبي المذكر الشاهد بمصر أنبأنا أبو محمد عبد الله بن أحمد بن شعيب القاضي نبأنا أبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة نبأنا

_________

( 1 ) بالاصل : " زيدة " خطأ والصواب ما أثبت وقد مر

( 2 ) سورة الرحمن : الاية : 29

(11/451)

إبراهيم بن محمد المقدسي نبأنا بكر ( 1 ) بن عمر حدثنا ( 2 ) الحارث بن عبدة ( 3 ) بن رباح الغساني عن أبيه عن منيب عن ( 4 ) عبد الله بن منيب قال تلا علينا رسول الله هذه الأياة " كل يوم هو في شأن " فقلنا يا رسول الله وما ذلك الشأن قال يغفر ذنبا ويكشف كربا ويرفع قوما ويضع آخرين انتهى [ 2866 ] وهكذا رواه أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم البسري عن محمد بن إبراهيم بن يوسف الفريابي وقال ابن عبدة وهو الصواب وكذلك رواه أبو الحسن بن جوصا عن شيخ له عن عمرو أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو القاسم بن الفرات أنبأنا أبو عبد الله أنبأنا عبد الوهاب الكلابي نبأنا أبو الحسن بن جوصانبأنا هاشم بن محمد بن يعلى نبأنا عمرو بن بكر حدثنا الحارث بن عبدة بن رباح الغساني عن أبيه عن منيب بن عبد الله بن منيب الأزدي عن أبيه قالا تلا علينا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) هذه الآية " كل يوم هو في شأن فقلنا يا رسول الله وما ذلك الشأن قال يغفر ذنبا ويكشف كربا ويرفع قوما ويضع آخرين انتهى [ 2867 ] 1144 الحارث بن عبد ويقال ابن عبد الله ابن وهب الأزدي النمري الدوسي ( 5 ) له صحبة وشهد يوم اليرموك ونزل فلسطين وشهد مع معاوية صفين وجعله على رجالة فلسطين روى عن خالد بن الوليد روى عنه سهيل بن سفيان بن سليمان الأزدي

_________

( 1 ) كذا وفي أسد الغابة 3 / 298 وذكر الحديث بسنده عن يحيى بن محمود في ترجمة عبد الله بن منيب

الازدي : عمرو بكر

( 2 ) سقطت من الاصل والزيادة عن أسد الغابة

( 3 ) أسد الغابة : عبيدة

( 4 ) ما بين معكوفتين زيادة عن أسد الغابة وفيه : عن منيب بن عبد الله الازدي

ترجمته في الاستيعاب 1 / 300 هامش الاصابة أسد الغابة 1 / 403 الاصابة 1 / 282 واسم أبيه في المصادر : " عبد الله "

(11/452)

أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال حدثت عن محمد بن حميد الرازي نبأنا أبو زهير عبدا لرحمن بن ( 1 ) مغراء حدثني أخي خالد بن مغراء عن أبيه المغراء بن عياض بن الحارث بن عبد الله بن وهب وكان الحارث قدم مع أبيه على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) في السبعين الذين قدموا من دوس فأقام الحارث مع النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ورجع إلى السراة وكان كثير الثمار فقبض النبي ( صلى الله عليه و سلم ) والحارث بالمدينة قال ابن مندة الحارث بن عبد الله بن وهب ذكره محمد بن إسماعيل البخاري في الصحابة ( 2 ) انتهى ذكر أبو محنف لوط بن يحيى حدثني أبو جهضم الأزدي عن سفيان بن سليمان الأزدي عن الحارث بن عبد الأزدي ثم النمري قال لما نزل أبو عبيدة باليرموك ( 3 ) جاءتنا الروم يجرون الشوك والشجر فذكر حديثا طويلا قال فيه قال الحارث بن عبد الأزدي وكنت في الخيل الذي خرجت يومئذ معه يعني مع خالد بن الوليد فأردت ( 4 ) اخرج إليه يعني روميا يطلب المبارزة فقال لي كما شئت فلما ذهبت لأخرج إليه قال لي خالد هل بارزت قبله أحدا قلت لا قال فلا تخرج إليه فذكر الحديث انتهى أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم قالا حدثنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو الحسين أحمد بن علي بن محمد الدولابي أنبأنا عبد الله بن محمد بن ذكوان البعلبكي أنبأنا أبو يعقوب إسحاق بن عمار بن حبيش بن محمد بن حبيش أنبأنا أبو بكر محمد بن إبراهيم بن مندة المصيصي نبأنا عبد الله بن محمد بن ربيعة القدامي حدثني أبو جهضم الأزدي عن سفيان بن سليمان عن الحارث بن عبد الأزدي قال كنت صديقا لخالد بن الوليد وكنت قل ما أفارقه قال وكان مما يستشيرني في الأمر إذا نزل به فكنت أشير عليه بمبلغ رأيي قال فكان يقول

_________

( 1 ) سقطت من الاصل واستدركت عن أسد الغابة

( 2 ) الاصابة 1 / 282

( 2 ) لفظتان غير مقروءتين رسمتا بالاصل : " معمر قواصة " كذا فتركنا مكانهما بياضا

( 4 ) غير واضحة بالاصل ولعل الصواب ما أثبت

( 5 ) بالاصل " ما "

(11/453)

إنك ما علمت لميمون الرأي وأقل ما أشرت عليه بمشورة إلا رأيت عاقبتها تؤدي إلى السلامة ما قال فلما كان غدا إلى عسكر الروم يعني يوم اليرموك سألني أن أخرج معه فخرجت معه حتى إذا دخلنا عسكرهم وضربت قبته وبعث إليه باهان ( 1 ) ليلقاه قال لي قم فقمت معه وقلت له إن القوم إنما أرادوك ولا أراهم يريدوني معك قال امضه فمضيت فلما دنونا من باهان وعلى رأسه ألوف رجال ما يرى منهم إلا الحدق وفي أيديهم العمد الحديد فلما دنونا منهم جال الترجمان قال أيكما خالد بن الوليد قال خالد أنا قال أقبل أنت وليرجع هذا فقام خالد فقال إن هذا رجل من أصحابي ولست أستغني عن رأيه فرجع إلى باهان فقال دعوه فليأت معه فاحتملنا معه نحوه ولم نمش إلا خطا خمسا أو ستا حتى جاءنا الترجمان في نحو من عشرة فقال لي ضع سيفك ولم يقولوا لخالد شيئا فنظرت إلى خالد فقال خالد ما كان ليضع عزه من عنقه أبدا قد بعثتم إلينا فأتيناكم فإن تركتمونا جلسنا إليكم وسمعنا منكم وإن أبيتم فخلوا سبيلنا ننصرف عنكم فرجع الترجمان إلى باهان فأخبره فقال دعوهما بأسيافهما قال فأقبلنا فرحب بخالد وأجلسه ( 2 ) معه قال وجئت أنا فجلست على نمارق مطروحة للناس حيث أسمع مراجعتهما قال فلما قال باهان لخالد إنك من ذوي أحساب العرب قال خالد إن نبينا ( صلى الله عليه و سلم ) قال لنا إن حسب الرجل لدينه ومن لم يكن له دين فلا حسب له وقال لنا إن خير الشجاعة عاقبة ما كان منها في طاعة الله عز و جل وذكرت أني أوتيت عقلا ووفاء فإن أكن أوتيته فالله المحمود على ذلك قال نبينا ( صلى الله عليه و سلم ) ما خلق الله عز و جل من خلقه شيئا هو أحب إليه من العقل إن الله عز و جل لما خلقه وصوره قال له أقبل فأقبل وقال له أدبر فأدبر فقال وعزتي وجلالي ما خلقت من خلقي شيئا هو أحب إلي منك بك تنال طاعتي وتدخل جنتي والوفاء لا يكون إلا من العقل ومن لا يكن له عقل فلا وفاء له [ 2868 ] وذكر الواقدي أن الحارث بن عبد الأزدي من أهل فلسطين وإنه كان من عقلاء المسلمين وأخيارهم فقال يرثي سفيان بن عوف أعيني إن أنفذتما الدمع فاسكبا * دما بأن سفيان بن عوف فودعا

_________

( 1 ) فتوح الشام للواقدي 1 / 171 ما هان - ( 2 ) بالاصل " وجلسه "

(11/454)

معاوي من للروم جاشت وأطنت * عليك ولا سفيان للداع إن دعا ليبك على سفيان شعث أرامل * وأرملة شعثاء في الثغر ضيعا ويبك على سفيان كل طمرة * وكل طمر سرح قد تخلعا أقام التقى والجد والحزم والنهى * بحرقة ( 1 ) ما غنى الحمام وسجعا * قال وكان سفيان قد اتخذ من كل جند من أجناد الشام رجالا أهل فروسية ونجدة وعفاف وسياسة للحرب وكانوا عدة له قد عرفهم وعرفوا به منها من أهل فلسطين الحارث بن عبد الأزدي وجنادة بن أبي أمية الأزدي انتهى وأشيم ( 2 ) الموضع الذي مات فيه سفيان غازيا فقال الحارث حرقة لضرورة الشعر وذكر سعيد بن كثير بن غفير أن معاوية عزل ابن عامر عن البصرة سنة خمس وأربعين واستعمل الحارث بن عبد الله ويقال ابن عبد الأزدي من أزد شنوءة من أهل فلسطين فلم يلبث إلا يسيرا حتى كتب أهل البصرة إلى معاوية يستعفونه منه ويشكون ضعفه وكتب الحارث يستعفي فولى معاوية زيادا أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا ح وقرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم قالا نبأنا محمد بن سعد ( 3 ) في الطبقة الأولى بعد أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من أهل الشام الحارث بن عبد وقال ابن أبي الدنيا عبد الأزدي أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي نبأنا أحمد بن إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال قال أبو عبيدة وكان على رجالة فلسطين الحارث بن عبدة الأزدي ( 5 )

_________

( 1 ) الحرقة بالضم ثم الفتح ناحية بعمان

( 2 ) غير مقروءة بالاصل ولعل الصواب ما أثبت

( 3 ) طبقات ابن سعد 7 / 446

( 4 ) تاريخ خليفة ص 196

( 5 ) قوله : " الازدي " عن تاريخ خليفة ومكانها بالاصل " بن الحارث "

(11/455)

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن أنبأنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نبأنا هشام بن محمد قال الهيثم بن عدي مات الحارث بن عبد في زمن معاوية انتهى أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن خيرون حينئذ وأخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنبأنا أبو طاهر الباقلاني قال أخبرنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن إسحاق أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد الأهوازي نبأنا خليفة بن خياط في الطبقة الأولى من أهل الشامات قال الحارث بن عبد الله الأزدي مات في خلافة معاوية 1145 الحارث بن عمر ويقال ابن عمرو ويقال ابن نحام الأشعري قيل إنه ولي القضاء بدمشق في أيام عبد الملك بن مروان انتهى ذكر علي بن أحمد بن داود نبأنا محمد بن المرزبان نبأنا صالح بن محمد دراج نبأنا أبو مسهر قال كان الحارث بن عمر الأشعري قاضيا لعبد الملك على دمشق فقدم إليه رجل فحكم عليه فزعمت امرأة أنه أهدى إلى امرأة القاضي هدية فقضى له فكتب إليه عبد الملك إذا رشوة من دار قوم تقحمت * على أهل بيت والأمانة فيه سعت هربا منه وولت كأنها * حليم تولى عن جواب سفيه * ولم أجد ذكر الحارث بن عمر هذا في غير هذه الحكاية فالله تعالى أعلم بصحتها وقد ذكر أبو الحسن بن سميع فيما أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأ أبو القاسم بن عتاب أنبانا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة من تابعي أهل دمشق الشام الحارث بن عمرو روى عنه شرحبيل بن مسلم وكان في الأصل العتيق الحارث بن عمر الحمصي وضرب على

(11/456)

الحمصي وأظنه هذا أسقطت الواو من اسم أبيه والله تعالى أعلم وحكى نفطويه أن هذه القصة للحارث بن نحام الأشعري وذكر أنه كان قاضيا على دمشق 1146 الحارث بن عمرو الطائي ولي إمرة البلقاء في خلافة عمر بن عبد العزيز ثم ولي أرمينية وأذربيجان وبعثه سليمان بن عبد الملك إلى المدينة بعزل عثمان بن حيان المري ( 1 ) وولاية أبي بكر بن محمد بن عمر بن حزم أنبأنا عمي قال أنبأنا أبو غالب الربعي قال أنبأنا أبو القاسم التنوخي قال أنبأنا أبو الحسين بن المظفر نبأنا أبو بكر أحمد أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي قال في كتاب تاريخ الحمصيين قال الحارث بن عمر ( 2 ) الطائي ( 3 ) أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسين السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق النهاوندي أنبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط ( 4 ) في تسمية عمال عمر بن عبد العزيز البلقاء الحارث بن عمرو الطائي قال خليفة سنة سب ومائة فيها عزل هشام بن عبد الملك الجراح بن عبد الله الحكمي عن أرمينية وأذربيحان وولاها مسلمة بن عبد الملك فوجه المسلمة الحارث بن عمرو ( 5 ) الطائي قال خليفة فحدثني أبو خالد قال قال أبو البراء زحف مارتيك ( 6 ) بن خاقان سنة ثمان ومائة إلى أذربيجان فحصر مدينة ورثان ورماها بالمجانيق فبلغ الخبر الحارث بن عمروفتوجه فقطع الرس من فوق ورثان وبلغ ابن خاقان فأتى الحارث فالتقوا فهزم الله تعالى ابن خاقان وأصحابه وقتل منهم جمعا كثيرا وقتل الحارث بن عمرو رحمة الله تعالى

_________

( 1 ) بالاصل " عثمان بن عفان " والصواب عن تاريخ خليفة ص 317

( 2 ) كذا ورد " عمر " بالاصل "

( 3 ) بياض بالاصل مقدار عدة كلمات

( 4 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 323 وحوادث سنة 107 ص 337

( 5 ) عن تاريخ خليفة ص 337 وبالاصل " عمر "

( 6 ) عن تاريخ خليفة ص 338 وبالاصل : " فارتيد "

(11/457)

وحكى خليفة عن ابن الكلبي أن الحارث بن عمرو كان حيا في شوال سنة اثنتي عشرة ومائة فالله أعلم ( 1 ) 1147 الحارث بن عميرة ( 2 ) الزبيدي ( 3 ) الحارثي ( 4 ) روى عن معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الله بن مسعود وسلمان الفارسي والصواب يزيبن عميرة أخبرنا أبو النجم الشيحي أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 5 ) أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله السراج بنيسابور نبأنا أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي نبأنا معاذ بن نجدة القرشي نبأنا خلاد بن يحيى نبأنا عبد الأعلى بن أبي المساور عن عكرمة عن الحارث بن عميرة عن سلمان الفارسي قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول إن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف انتهى [ 2869 ] ح رواه عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحيم بن غنم عن الحارث موقوفا أخبرناه أبو النجم بدر بن عبد الله الشيحي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا عبد العزيز بن محمد بن جعفر العطار أنبأنا أبو بكر أحمد بن سلمان النجاد نبأنا يعقوب بن يوسف المطوعي نبأنا منصور بن أبي مزاحم حدثنا عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب عن عبد الرحمن بن غنم عن الحارث بن عميرة ( 6 ) قال قدمت إلى سلمان إلى المدائن فوجدته في مدبغة له يعرك إهابا بكفيه فلما سلمت عليه قال مكانك حتى أخرج إليك قال الحارث والله ما أراك تعرفني أبا عبد الله قال بلى قد عرفت روحي روحك قبل أن أعرفك فإن الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها في الله عز و جل ائتلف وما كان في غير الله عز و جل اختلف انتهى

_________

( 1 ) كذا والذي في تاريخ خليفة هنا ذكر " الطائي " فقد ولم يذكر عنه لااسمه ولا كنيته

( 2 ) بالاصل " عمير " والمثبت والضبط نصا بفتح العين عن الاصابة 1 / 370

( 3 ) ضبطت بفتح الزاي عن الاصابة

( 4 ) ترجمته في الاصابة 1 / 370 وميزان الاعتدال 1 / 440 وتاريخ بغداد 8 / 205

( 5 ) الخبر في تاريخ بغداد 8 / 206

( 6 ) بالاصل " عمير " والمثبت عن تاريخ بغداد

(11/458)

قال الخطيب هكذا رواه عبد الرحمن بن غنم عن الحارث بن عميرة موقوفا ورفعه عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة السلمي نبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو بكر بن أحمد أنبأنا محمد بن هبة الله قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب نبأنا أبو صالح حدثني عبد الحميد بن بهرام عن شهر بن حوشب نبأنا عبد الرحمن بن غنم عن حديث الحارث بن عميرة الحارثي أنه قدم مع معاذ بن جبل من اليمن فبات معه في داره وفي منزله فأصابهم الطاعون فطعن معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وأبو مالك جميعا في يوم واحد فلما أمسى طعن عبد الرحمن الذي كان يكنى به معاذ بكره وأحب بالناس إليه فدفنه من الغد فأخذت امرأتيه جميعا فما غدا أن فرغ من دفنهما فطعن معاذ فأخذ يرسل الحارث إلى أبي عبيدة يسأله فلما انقضى معاذ نحبه انطلق الحارث حتى أتى أبا الدرداء بحمص ثم قدم الكوفة فأخذ يحضر مجلس ابن أم معبد ثم قدم على سلمان بالمدائن انتهى قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه عن أبي الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو الفضل بن عبيد الله بن أحمد بن علي الكوفي وأنبأنا أبو سعد بن الطيوري أنبأنا أبو الفضل بن الكوفي وأبو القاسم عبد العزيز بن علي الأزجي إجازة قالا أنبأنا عبد الرحمن بن عمر بن أحمد عن حمة ( 1 ) أنبأنا محمد بن أحمد بن ( 2 ) يعقوب بن شيبة حدثني جدي عن أبي عن عبد الحميد يعني ابن بهرام الفزاري نبأنا شهر بن حوشب حدثني عبد الرحمن بن غنم ( 3 ) عن حديث الحارث بن عميرة الحارثي أنه قدم مع معاذ من اليمن فبت معه في داره وفي منزله فأصابهم الطاعون فطعن معاذ بن جبل وأبو عبيدة بن الجراح وشرحبيل بن حسنة وأبو مالك جميعا في يوم واحد وكان عمرو بن العاص حين حسن بالطاعون فرق فرقا شديدا فقال يا أيها الناس تبددوا في هذه الشعاب وتفرقوا فإنه قد نزل بكم أمر من أمر الله لا أراه إلا رجزا أو الطوفان

_________

( 1 ) انظر ترجمته في بالاصل : " 17 / 82

( 2 ) بالاصل " أحمد بن أحمد بن يعقوب " انظر ترجمته في سير الاعلام 15 / 312

( 3 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 4 / 45

(11/459)

قال شرحبيل بن حسنة قد صاحبنا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأنت أضل من حمار أهلك قال عمرو صدقت قال معاذ بن جبل لعمرو بن العاص كذبت ليس بالطوفان ولا بالرجز ولكنها رحمة ربكم ودعوة نبيكم محمد ( صلى الله عليه و سلم ) وقبض الصالحين قبلكم اللهم أئت آل معاذ النصيب الأوفر من هذه الرحمة فما أمسى حتى طعن عبد الرحمن ابنه الذي كان يكنى به بكره وأحب الخلق إليه فرجع معاذ من المسجد فوجده مكروبا فقال يا عبد الرحمن كيف أنت فاستجاب له فقال يا أبه الحق من ربك فلا تكن من لممترين قال معاذ وأنا إن شاء الله ستجدني من الصابرين فأمسكه ليلته ثم دفنه من الغد فأخذ بامرأتيه جميعا فأراد أن يقرع بينهما أيهما تجئ قبل الأخرى فقال الحارث بن عميرة جهزها جميعا أبا عبد الرحمن ويحفر لهما قبرا واحدا فشق لإحداهما والحد للأخرى فما عدا أن فرغ منهما فطعن فأخذ معاذ يرسل الحارث بن عميرة إلى أبي عبيدة بن الجراح يسأله كيف هو فأراه أبو عبيدة طعنه خرجت في كفه فتكابر شأنها في نفس الحارث وفرق منها حين رأها وأقسم له أبو عبيدة ما يحب أن له مكانها حمر النعم فرجع الحارث إلى معاذ فوجده مغشيا عليه فبكى الحارث واشتكى عليه ساعة ثم إن معاذا ( 1 ) أفاق فقال يا ابن الحميرية لم تبكي علي أعوذ بالله منك أن تبكي علي فقال الحارث والله ما عليك أبكي قال معاذ فعلى ما تبكي قال أبكي على ما فاتني منك العصرين الغدو والرواح قال معاذ أجلسني فأجلسه الحارث في حجره قال اسمع مني فإني أوصيك بوصية إن الذي تبكي علي زعمت من غدوك ورواحك إلي قال أتعلم مكانه لمن أراد بين لوحي المصحف فإن أعيا عليك تفسيره فاطلبه بعدي عند ثلاثة عند عويمر أبي الدرداء وعند سلمان الفارسي وعند عبد الله بن مسعود بن أم عبد وأحذرك ذلة العالم وجدال المنافق واحذر طلبة القرآن ( 2 ) قال سمعته يحدث أن معاذا اشتد عليه النزع نزع الموت فنزع نزعا لم ينزعه أحدا فكان كلما أفاق من غمرة فتح طرفه ثم قال اختقى خنقك فوعزتك ربي إنك لتعلم أن قلبي يحبك

_________

( 1 ) بالاصل " معاذ "

( 2 ) بالاصل " طلبة المنافق " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 161

(11/460)

فلما أن قضى نحبه انطلق الحارث حتى أتى أبا الدرداء بحمص فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث ثم قال الحارث إن أخي معاذ كذا أوصاني بك وبسلمان الفارسي وبابن أم عبد فلا أراني إلا منطلقا قبل العراق فقدم الحارث الكوفة ثم أخذ يحضر مجلس ابن أم عبد بكرة وعشيا فبينما هو كذلك في المجلس يوما قال ابن أم عبد ممن أنت يا ابن أخي قال الحارث امرؤ من أهل الشام فقال ابن أم عبد نعم الحي أهل الشام لولا واحدة فقال الحارث وما تلك الواحدة قال لولا أنهم يشهدون على أنفسهم أنهم من أهل الجنة فاسترجع الحارث مرتين أو ثلاثا قال صدق معاذ ما قال لي قال ابن أم عبد ما قال لك معاذ ابن أخ قال حذرني ذلة العالم قال والله ما أنت يا ابن مسعود إلا أحد رجلين إما رجل اصبح على يقين من الله ويشهد أن لا إله إلا الله وأنت من أهل الجنة أم رجل مرتاب لا تدري أين منزلك قال ابن مسعود صدقت يا ابن أخي إنها زلة مني فلا تؤاخذني بها فأخذ ابن مسعود بيد الحارث فانطلق به إلى رحله فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث ثم قال الحارث لا بد لي من أن أطلع أبا عبد الله سلمان إلى المدائن فانطلق الحارث حتى قدم على سلمان في المدائن فوجده في مدبغة له يعرك الأهب بكفيه فلما أن سلم عليه قال مكانك حتى ( 1 ) أخرج إليك قال الحارث والله ما أراك تعرفني يا أبا عبد الله قال بلى قد عرفت روحي روحك قبل أن أعرفك فإن الأرواح عند الله جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها أختلف فمكث عنده ما شاء الله أن يمكث ثم رجع إلى الشام فأولئك الذين كانوا يتعارفون ( 2 ) في الله ويتزاورون فيه اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين آمين آمين آمين قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد ( 3 ) أنبأنا عبيد الله بن موسى عن شيبان عن الأعمش عن شهر عن الحارث بن عميرة

_________

( 1 ) مطموسة بالاصل والمثتب عن مختصر بن منظور 6 / 162

( 2 ) الاصل : " يتعارون " والمثبت عن المختصر

( 3 ) طبقات ابن سعد 7 / 388 و 389

(11/461)

الزبيدي قال إني لجالس عند معاذ بن جبل وهو يموت فهو يغمى عليه مرة ويفيق مرة فسمعته يقول عند إفاقته اخنق خنقك فوعزتك إني لأحبك قال وأنبأنا محمد بن سعد أنبأنا علي بن المتوكل عن ضمرة عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال قبر معاذ بقصر ( 1 ) خالد من عمل دمشق أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي حينئذ وحدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا عبد الوهاب بن محمد زاد بن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل عن محمد بن إسماعيل ( 2 ) قال ( 3 ) الحارث بن عميرة الحارثي سمع معاذا روى شريك عن أبي ( 4 ) خلف ولم ( 5 ) يذكره ابن أبي حاتم في باب الحارث اخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 6 ) أنبأنا علي بن طلحة المقرئ أخبرنا محمد بن إبراهيم الغازي أنبأنا محمد بن محمد بن داود الكرخي ( 7 ) نبأنا عبد الرحمن بن يوسف بن خراش قال الحارث بن عميرة الزبيدي شامي هو من أصحاب معاذ سمع منه أبو المليح ( 8 ) عامر بن أسامة صدوق انتهى أخبرنا أبو الحسن بن سعد وأبو النجم الشيحي قالا أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 9 ) الحارث بن عميرة الزبيدي ويقال الحارثي يعد في الشاميين سمع معاذ بن جبل وسلمان الفارسي وكان ورد المدائن فسمع بها من سلمان حدث عنه

_________

( 1 ) في طبقات ابن سعد : بقصير خالد

( 2 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك قياسا إلى سند مماثل

( 3 ) التاريخ الكبير للبخاري 1 / 2 / 275

( 4 ) عن البخاري وبالاصل " ابن "

( 5 ) كذا العبارة ما بين الرقمين ليس في البخاري وقد ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل انظر 1 / 2 / 83 وفيه : الحارث بن عميرة روى عن معاذ بن جبل روى عنه شهر بن حوشب سمعت أبي يقول ذلك

( 6 ) تاريخ بغداد 8 / 206

( 7 ) تاريخ بغداد : الكرجي

( 8 ) بالاصل " أبو الملح " والمثبت عن تاريخ بغداد

( 9 ) تاريخ بغداد 8 / 205

(11/462)

عبد الرحمن بن غنم وعكرمة وغيرهما أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو بكر بن سيف نبأنا السري بن يحيى نبأنا شعيب بن إبراهيم نبأنا سيف بن عمر عن أبي عثمان وأبي حارثة والربيع نبأنا بإسنادهم أن الحارث بن عميرة قال لما حضر معاذ الوفاة بكى أهل البيت وهم جلوس حوله عند أعمامه أغميت عليه وأفاق وهم يبكون فقال ما يبكيكم فأجبته عنهم فقلت والله ما نبكي على قرابة قربته بيننا وبينك لا وعلى دنيا نصيبها ولكنا نبكي على العلم الذي ينقطع عنا عند موتك قال إن العلم والإيمان ركابهما إلى يوم القيامة ومن ابتغاهما وجدهما الكتاب والسنة فاعرضوا على الكتاب كل الكلام ولا تعرضوه على شئ من الكلام واتبعوا العلم عند عمر وعثمان وعلي فإن فقدتموه ولم تقدروا عليه فاطلبوه عن أربعة عويمر وابن أم عبد وابن سلام وسلمان رحمهم الله تعالى واتقوا زلة العالم خذوا الحق ممن جاء به وردوا الباطل على من جاء به كائنا ما كان ومات رحمة الله عليه قال ونبأنا سيف عن محمد بن سعيد عن عبادة بن نسي عن الحارث بن عميرة قال لما حضرت معاذا ( 1 ) الوفاة بكى البيت ونحن جلوس وقد أغمي عليه إغماءة فأفاق فقال ما يبكيكم فقلت والله ما نبكي على قرابة قريبة بيننا وبينك ولا على دنيا تصيبنا منك ولكنا نبكي على العلم الذي ينقطع عند موتك قال إن العلم والإيمان مكانهما إلى يوم القيامة ومن ابتغاهما ( 2 ) وجدهما فاتبعوا العلم عند أربعة عند ابن أم عبد وعند عويمر وابن مسعود ( 3 ) وسلمان وابن سلام الذي كان يهوديا فأسلم فإني سمعت رسول الله ( صلى الله عليوسلم ) يقول هو عاشر عشرة في الجنة ح قال ونبأنا سيف عن داود بن أبي هند عن شهر بن حوشب قال طعن معاذ فلما عاده أصحابه بكى الحارث بن عميرة الزبيدي قرية من قرى اليمن تدعى زبيدا وهو عند معاذ فذكر الحديث انتهى أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أبو القاسم بن

_________

( 1 ) بالاصل " معاذ "

( 2 ) صحفت بالاصل إلى " اتباعهما "

( 3 ) كذا مرة " ابن أم عبد " ومرة " ابن مسعود " وهما واحد

(11/463)

بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف نبأنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة نبأنا هشام عن هاشم بن محمد قال قال الهيثم مات الحارث بن عميرة الزبيدي زمن يزيد بن معاوية ( 1 ) 1148 الحارث بن عمير الأزدي ( 2 ) له صحبة بعثه النبي ( صلى الله عليه و سلم ) رسولا إلى صاحب بصرى فقتل بمؤتة فوجه النبي ( صلى الله عليه و سلم ) إلى أهل مؤتة جيشا انتهى أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا عبد الوهاب بن حية أنبأنا محمد بن شجاع أنبانا محمد بن عمر الواقدي ( 3 ) حدثني ربيعة بن عثمان عن عمر ( 4 ) بن الحكم قال بعث رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الحارث بن عمير الأزدي تم أحد لهب إلى ملك بصرى بكتاب فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فقال أين تريد قال الشام قال لعلك من رسل محمد قال نعم أنا رسول ( 6 ) رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فأمر به فأوثق رباطا ثم قدمه فضرب عنقه صبرا ولم يقتل لرسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) رسول غيره فبلغ رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الخبر فاشتد عليه وندب الناس وأخبرهم مقتل الحارث ومن قتله فأسرع الناس وخرجوا فعسكروا بالجرف وذكر الحديث انتهى قال وأنبأنا أبو عمر بن ( 7 ) حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا فهم نبأنا محمد بن سعد ( 8 ) أنبأنا محمد بن عمر حدثني ربيعة بن عثمان فذكر نحوه وزاد فكان ذلك سبب خروجهم إلى غزوة مؤتة وقال ابن سعد ( 9 ) في الطبقة الثالثة

_________

( 1 ) الاصابة 1 / 370

( 2 ) ترجمته في الاستيعاب 1 / 304 أسد الغابة 1 / 408 الاصابة 1 / 286

( 3 ) مغازي الواقدي 2 / 755 والاصابة نقلا عن الواقدي 1 / 286

( 4 ) كذا بالاصل والواقدي وفي الاصابة : " عمرو "

( 5 ) ضبطها ابن الاثير نصا بكسر اللام وسكون الهاء ومثله ابن حجر في الاصابة

( 6 ) ما بين معكوفتين زيادة عن مغازي الواقدي

( 7 ) زيادة للايضاح قياسا إلى سند مماثل وانظر ترجمته ابن حيوية في سير أعلام النبلاء 16 / 409

( 8 ) الخبر في طبقات ابن سعد 2 / 128 و 4 / 343

(11/464)

الحارث بن عمير الأزدي ثم أحد لهب مؤتة بأدنى البلقاء والبلقاء ( 1 ) دون دمشق 1149 الحارث بن عمير أبو الجودي ( 2 ) الأسدي الشامي سكن واسط حدث عن بلج المهري ( 3 ) وعمر بن عبد العزيز وسعيد بن المهاجر الحمصي وعن أبي ذر مرسلا وعن نافع مولى ابن عمر روى عنه شعبة وهشيم وأبو عوانة وأبو زبيد عبثر بن القاسم وأبو معاوية محمد بن حازم وعبد الله بن العيزار أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم المزكي أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا جعفر بن عبد الله نبأنا محمد بن هارون نبأنا محمد بن إسحاق نبأنا ابن أيوب يعني يحيى نبأنا عباد بن عباد نبأنا عبيد الله بن العيراز عن أبي الجودي حدثنا بواسط أيام الحجاج عن أبي ذر قال أوصاني خليلي ( صلى الله عليه و سلم ) أن أنظر إلى من هو أسفل مني ولا أنظر إلى من هو فوقي وأن أحب المساكين وأن أدنو منهم وأن اصل رحمي وإن قطعوني وجفوني وأن أقول الحق وإن كان مرا وأن لا أخاف في الله لومة لائم وأن لا أسأل أحدا وأن استكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها من كنز الجنة أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبانا علي بن محمد بن أحمد بن كيسان نبأنا سفيان بن يعقوب القاضي نبأنا مسدد ومحمد بن أبي بكر قالا نبأنا يحيى بن سعيد عن شعبة نبأنا أبو الجودي عن بلج عن أبي شيبة المهري قال قلنا لثوبان حدثنا عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال رأيت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قاء فأفطر قال محمد بن أبي بكر عن شيبة المهري وقال مسدد عن أبي شيبة المهري انتهى أخبرنا أبو الحسين بن الفراء وأخبرنا أبو غالب بن البنا قالا أنبأنا أبو يعلى

_________

( 1 ) مطموسة بالاصل والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 162

( 2 ) بالاصل " بن الجوي " والصواب عن تهذيب 1 / 415 وترجم له في الكنى 6 / 328 والجودي : بضم الجيم وسكون الواو

( 3 ) في تهذيب التهذيب : الهروي " وانظر ترجمته في ميزان الاعتدال 1 / 352 بلج المهري

(11/465)

الفراء حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي وأبو الحسن بن هبة الله بن عبد السلام الكاتب قالا أنبأنا أبو محمد الصريفيني ( 1 ) أنبأنا أبو القاسم بن حبابة أنبأنا القاسم البغوي نبأنا علي بن الجعد أنبأنا شعبة عن أبي الجودي قال سمعت رجلا يقال له بلج يحدث عن أبي شيبة المهري عن ثوبان قال قيل له حدثنا عن رسول لله ( صلى الله عليه و سلم ) قال رأيت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قاء فأفطر انتهى رواه يحيى القطان عن شعبة انتهى [ 2871 ] قرأنا على أبي القاسم بن السمرقندي عن أبي طاهر محمد بن أحمد بن محمد الأنباري أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف نبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن إسماعيل المهندس نبأنا أبو بشر محمد ( 2 ) بن أحمد بن حماد الدولابي حدثني إبراهيم بن الجنيد حدثني محمد بن الحسين نبأنا إسحاق بن منصور السلولي نبأنا أبو زبيد عبثر المرادي أنبأنا أبو الجودي الأسدي قال سمعت عمر بن عبد العزيز يقول نعم الذخيرة للمرء المسلم عند الله يوم القيامة اصطناع المعروف قال وقال لي عمر يا أبا الجودي اغتنم الدمعة ( 3 ) تسيلها على خد ك لله عز و جل قال أبو بشر أبو الجودي الحارث بن عمير الشامي روى عنه هشيم وشعبة انتهى أخبرنا أبو بكر وجيه بن ( 4 ) أبو طاهر أنبأنا أبو صالح أحمد بن عبد الملك المؤذن أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن السقاء قالا أنبأنا أبو العباس الأصم قال سمعت العباس بن محمد يقول سمعت يحيى بن معين يقول قد روى هشيم عن ابي الجودي واسمه الحارث بن عمير الأزدي هو الذي روى عنه شعبة أولا انتهى وقال في موضع آخر سمعت يحيى يقول أبو الجودي واسمه الحارث بن عمير وقد سمع منه هشيم أخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري أنبأنا أبو الحسين بن

_________

( 1 ) بالاصل " الصيرفيني " والصواب ما ثابت نسبة إلى صريفين

( 2 ) بالاصل " نبأنا محمد " ولفظة " نبأنا " مقحمة حذفناها انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 309

( 3 ) عن مختصر ابن منظور 6 / 163 وبالاصل " الدمع تسلها "

( 4 ) ما بين معكوفتين مطموس مكانها بالاصل والمثبت قياسا إلى سند مماثل وانظر فهارس شيوخ ابن عساكر ( المطبوعة الملجدة السابعة )

(11/466)

الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قال اسم أبي الجودي الحارث بن عمير شامي أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد الغندجاني زاد ابن خيرون وأبو الحسين الأصبهاني قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 1 ) الحارث بن عمير أبو ( 2 ) الجودي قال مغيرة بن سلمة عن أبي عوانة وقال لنا علي هو الشامي قال أبو عبد الله البخاري وأراه ( 3 ) هو الذي روى عنه شعبة عن أبي الجودي عن بلج وقال البخاري عن بلج المهري عن أبي شيبة المهري عن ثوبان أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قاء فأفطر قاله لنا مسلم عن شعبة عن أبي الجودي إسناده ليس ( 4 ) انتهى [ 2872 ] أخبرنا أبو القاسم أخبرنا أبو الحسن علي بن محمد بن أحمد الخطيب أنبأنا القاضي أبو منصور محمد بن الحسن النهاوندي نبأنا أبو العباس أحمد بن الحسين أنبأنا أبو القاسم بن الأشقر نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري قال اسم أبي الجودي الحارث بن عمير قاله المغيرة بن سلمة عن أبي عوانة حدثني علي يعني عن المغيرة قال البخاري وهو الشامي أراه الذي روى عنه شعبة عن أبي الجودي عن بلج أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الله أنبأنا أبو حاتم مكي بن عبدان قال سمعت أبا الحسين مسلم بن الحجاج يقول أبو الجودي الحارث بن عمير النصري سمع سعيد بن المهاجر روى عنه شعبة انتهى قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل بن الحكاك أنبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا أبو الحسين الخصيب بن عبد الله أخبرني أبو موسى بن عبد الرحمن النسائي أخبرني أبي قال أنبأنا معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال أبو

_________

( 1 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 276

( 2 ) الزيادة عن البخاري

( 3 ) عن البخاري وبالاصل : ورواه

( 4 ) كذا

(11/467)

الجودي شامي ثقة قال النسائي أنبأنا أبو الجودي الحارث بن عمير شامي ثقة أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد أنبأنا نصر بن إبراهيم أنبأنا سليم بن أيوب أنبأنا أبو نصر طاهر بن محمد أنبأنا علي بن إبراهيم نبأنا يزيد بن محمد بن إياس قال سمعت محمد بن أحمد المقدسي يقول أبو الجودي روى عنه شعبة اسمه الحارث بن عمير في نسخة ما شافهني أبو عبد الله الحسين بن عبد الملك أنبأنا عبد الله بن مندة أنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة حينئذ قال وأنبأنا الحسين بن سلمة أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا عبد الرحمن بن أبي حاتم قال ( 1 ) ذكره أبي يقول عن إسحاق بن منصور عن يحيى بن معين قال أبو الجودي ثقة قال وسمعت أبي يقول أبو الجودي صالح انتهى قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن ( 2 ) عن ( 3 ) أبي تمام علي بن محمد بن الحسن ( 4 ) عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أبو الطيب محمبن القاسم بن جعفر أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة أخبرني سليمان بن أبي شيخ قال روى هشيم عن أبي الجودي وهو واسطي من أهل الشام قال وأخبرني سليمان بن أبي شيخ حدثني سفيان ( 5 ) الحميري قال كان بواسط أبو الجودي الذي روى عنه شعبة وقد كان وقع إلى سجستان 1150 الحارث بن عبد أمية بن أبي محمد ابن عبد الله بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي ذكره أحمد بن حميد الأزدي في تسمية من كان بدمشق وغوطتها من بني أمية وذكر ( 6 ) عبيدة بنت الحارث بنت ثمان سنين وأم خالد بنت الحارث وذكروا أنهم

_________

( 1 ) الجرح والتعديل 1 / 2 / 83

( 2 ) بالاصل : " الحسين " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الاعلام 20 / 6

( 3 ) بالاصل " بن "

( 4 ) بالاصل " بن علي بن أبي تمام علي بن محمد بن الحسين " والصواب ما أثبت انظر ترجمة أبي تمام علي بن

محمد بن الحسن في سير الاعلام 18 / 212 وترجمة ابن البناء راجع الحاشية السابقة

( 5 ) في تهذيب التهذيب : أبو سفيان الحميري

( 6 ) بياض بالاصل

(11/468)

كانوا بدير هند من إقليم بيت ( 1 ) الآبار من غوطة دمشق 1 151 الحارث بن أبي قارب السهمي ويقال هو الحارث بن الحارث الذي تقدم ذكره استشهد يوم أجنادين انتهى أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم نبأنا فارق الخطابي نبأنا زياد بن الخليل نبأنا إبراهيم بن المنذر نبأنا محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب قال في تسمية من قتل يوم أجنادين من المسلمين من بني سهم الحارث بن أبي قارب ذكر أبو نعيم هذه الرواية في ترجمة الحارث بن الحارث انتهى أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي أنبأنا القاسم بن عبد الله بن المغيرة أنبأنا إسماعيل بن أبي أوس أنبأنا إسماعيل بن إبراهيم عن عمه موسى بن عقبة حينئذ وأخبرنا أبو محمد السلمي نبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل عن عمر بن عبيد الله أنبأنا الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد نبأنا حنبل بن إسحاق قالا نبأنا إبراهيم بن المنذر حدثني محمد بن فليح عن موسى بن عقبة عن ابن شهاب زاد يعقوب وابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال وقتل يوم أجنادين من المسلمين من بني سهم بن عمرو الحارث بن قارب 1152 الحارث بن قيس السهمي ذكره أبو حذيفة البخاري فيمن استشهد بأجنادين ولم أر ذكره عن غيره انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة أنبأنا أبو الحسين بن الحنائي أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا الحسين بن علي القطان نبأنا

_________

( 1 ) زيادة عن غوطة دمشق ص 164 وهي بليدة خربت والغالب أنها لتل الكبير الكبير الماثل للعيان شرقي جرمانا ويقال لخرائبها الان تل أم الابر

(11/469)

إسحاق بن بشر قال واستشهد يومئذ يعني بأجنادين من بني سهم السائب والحارث بن قيس كذا قال أبو حذيفة وصوابه السائب والحارث ابنا الحارث بن قيس 1153 الحارث بن لبيد النصري حدث عن بقية بن الوليد وبشر بن بكر روى عنه أبو حاتم الرازي انتهى في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو طاهر سلمة أنبأنا علي بن محمد حينئذ قال وأنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 1 ) الحارث بن لبيد النصري الدمشقي روى عن بقية وبشر بن بكر وكتب عنه أبي بدمشق في الرحلة الأولى وروى عنه وسئل عنه فقال صدوق 1154 الحارث بن مالك من أهل العراق شهد إذرح عام تحكيم الحكمين مع أبي موسى انتهى أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني وابن السمرقندي قالا أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر نبأنا أحمد بن محمد بن سعيد بن فطيس أنبأنا أحمد بن إبراهيم نبأنا ابن عائذ حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر حدثني أبي أنبأنا أبو موسى كتب من عبد الله بن قيس بن أبي موسى إلى علي بن أبي طالب فذكر الكتاب وقال في آخره وقد بعثت إليك حجر بن عدي وقيس بن مالك وغرار بن فروة وخالد بن هناد والحارث بن مالك وسيف بن عامر وبحر بن سعيد ومعبد بن قبيصة بن زيد تهديهم الطريق فعجل على رسلي ولا تحبسهم واكتب إلي جواب كتابي وما في نفسك فإنها مقدرة إلى الله وصلح خلفه وكتب إليه هذا الكتاب لما تخلف عن الموعدة

_________

( 1 ) الجرح والتعديل 1 / 2 / 87

(11/470)

1155 - الحارث بن محمد بن الحارث بن خسرو أبو الليث الصياد ( 1 ) الهروي العابد حدث بدمشق عن عمرو ( 2 ) بن عثمان ويحيى بن عثمان وأبي التقي هشام بن عبد الملك وكثير بن عبيد وأحمد بن يعقوب الكندي الحمصيين روى عنه أبو أحمد بن عدي وأبو زرعة وأبو بكر بن أبي دجانة انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف إجازة إن لم يكن سماعا نبأنا عبد الله بن عدي نبأنا أبو الليث الحارث بن محمد بن الحارث بن خسرو أبو الليث الصيد الهروي بدمشق نبأنا عمرو بن عثمان نبأنا سويد بن عبد العزيز عن الحارث بن القاسم عن أبي هريرة قال أوصاني خليلي ( صلى الله عليه و سلم ) أن لا أترك صلاة الضحى في حضر ولا سفر ولا أنام إلا على وتر وصيام ثلاثة أيام من كل شهر انتهى أخبرنا أبو الحسين الفقيه نبأنا عبد العزيز بن أحمد نبأنا تمام بن محمد أخبرني أبو زرعة وأبو بكر محمد بن أحمد أنبأنا عبد العزيز بن ( 3 ) أحمد أنبأنا عبد الله بن أبي دجانة قالا نبأنا أبو الليث الحارث بن محمد الصياد نبأنا يحيى بن عثمان عن ( 4 ) اليمان بن عدي أبو عدي الحضرمي الحمصي نبأنا ثبيت ( 5 ) بن كثير التميمي البصري عن يحيى بن سعيد عن سعيد بن المسيب عن بهز ( 6 ) قال كان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يستاك عرضا ويشرب مصا ويتنفس ثلاثا ويقول هو أهنأ وأمرأ وأبرأ [ 2873 ]

_________

( 1 ) عن الصواب ما أثبت 6 / 162 ورسمها بالاصل : القياذ

( 2 ) بالاصل " عمر " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير الاعلام 12 / 305

( 3 ) بالاصل " وأحمد "

( 4 ) سقطت من الاصل وزيادتها لازمة

( 5 ) ضبطت بالتصغير عن الاصابة 1 / 166 ترجمة بهز

( 6 ) بياض بالاصل : والمستدرك بين معكوفتين زيادة عن أسد الغابة 1 / 247 والاصابة 1 / 166 في ترجمة ( بهز )

(11/471)

1156 - الحارث بن مخمر أبو حبيب الظهري ( 1 ) الحمصي قاضي عمان روى عن عمر وأبي الدرداء وأبي سعيد وولي قضاء دمشق للوليد بن يزيد روى عنه القاسم بن مخيمرة وحريز ( 2 ) بن عثمان وصفوان بن عمرو وحوشب بن سيف أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله أنبأنا محمد بن موسى بن محمد الفحام أنبأنا الحسين بن إبراهيم بن جابر الفرائضي أنبأنا محمد بن المعافى بن أحمد حينئذ وأخبرنا أبو الحسين قال وأنبأنا جدي أبو عبد الله أيضا أنبأنا المعتمر أنبأنا ( 3 ) المسدد بن علي أنبأنا أبو بكر محمد بن سليمان بن يوسف الربعي أنبأنا أبو محمد عبد الصمد بن عبد الله بن عبد الصمد حينئذ وأخبرنا أبو الحسين سعد الخير بن محمد بن سهل أنبأنا أحمد بن محمد بن أحمد بن مردوية نبأنا محمد بن أحمد بن عبد الرحمن أنبأنا أبو أحمد محمد بن أحمد محمد بن أحمد بن إبراهيم الغسال نبأنا إبراهيم بن يوسف قالوا أنبأنا هشام بن عمار نبأنا صدقة بن خالد نبأنا زيد بن واقد عن القاسم بن مخيمرة عن أبي حميد ( 4 ) قاضي عمان عن أبي سعيد الخدري عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال ما من مؤمن يصيبه صداع في رأسه أو شوكة فتؤذيه أو ما سوى ذلك من الأذى إلا رفع الله لوفي حديث ابن أبي الحديد إلا رفعه الله بها وقالا يوم القيامة درجة وكفر عنه وقال عبد الصمد ويكفر عنه بها خطيئة انتهى كذا قال والصواب أبو حبيب انتهى [ 2874 ] أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو محمد السندي وأبو القاسم الشحامي قالوا أنبأنا أبو سعد الجنزرودي ( 5 ) أنبأنا الحاكم أبو معمر أنبأنا أبو العباس محمد بن

_________

( 1 ) ضبطت بكسر الظاء المعجمة وسكون الهاء هذه النسبة إلى ظهر بطن من حمير ( الانساب )

( 2 ) بالاصل " جريز " والصواب ما أثبت انظر تهذيب التهذيب

( 3 ) زيادة للايضاح

( 4 ) كذا وهو صاحب الترجمة والصواب أوب حبيب وسينبه المصنف إلى ذلك في آخر الحديث

( 5 ) بالاصل : " الحيروردي " والصواب ما أثبت وقد مر

(11/472)

إسحاق الثقفي أنبأنا محمد بن يحيى نبأنا أبو مسهر نبأنا إسماعيل بن عياش عن حريز ( 1 ) بن عثمان عن الحارث بن مخمر عن أبي الدرداء قال الإيمان يزداد وينقص انتهى أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو نصر عبد الرحمن بن علي بن محمد بن موسى بن بشران أنبأنا أبو علي بن صفوان نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني القاسم بن هاشم نبأنا أبو اليمان نبأنا صفوان بن عمرو قال كتب عبد الملك بن مروان إلى أبي حبيب قاضي حمص يسأله كم عقوبة اللوطي فكتب إليه أن يرمى بالحجارة كما رجم قوم لوط قال الله تعالى " وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ( 2 ) " فقبل عبد الملك ذلك منه وحسن من رأيه انتهى ( 3 ) أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو صادق محمد بن أحمد بن زنجوية الأصبهاني أنبأنا الحسن بن عبد الله العسكري قال وأما مخمر بالميم فرأيتمن أصحاب الحديث الحفاظ من يقول مخمر بكسر الميم وفيهم من المخلصين ( 4 ) من يقول مخمر بفتح الميم الأولى وكسر الميم الثانية والخاء ساكنة فمنهم الحارث بن مخمر بالفتح أبو حبيب قاضي حمص شامي روى عن عمر بن الخطاب مرسلا وعن أبي سعيد الخدري وأبي الدرداء روى عنه القاسم بن مخيمرة وصفوان بن عمرو وحريز ( 5 ) بن عثمان قال أحمد بن حبيب أبو خبيب القاضي الحارث بن مخمر ثقة انتهى كذا قال وإنما هو أبو حبيب بالحاء المهملة انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قال أبو حبيب الحارث بن مخمر القاضي حدثنا بذلك أبو اليمان عن صفوان انتهى أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن

_________

( 1 ) بالاصل " جريز " والصواب ما أثبت انظر تهذيب التهذيب

( 2 ) سورة الحجر الاية : 74

( 3 ) الخبر في أخبار القضاة لوكيع 3 / 210 وفيه أن عبد الملك كتب إلى سلميان بن حبيب قاضي حمص

( 4 ) كذا وفي مختصر ابن منظور 6 / 164 حاشية نقلا عن ابن عساكر : المحصلين

( 5 ) بالاصل " حوثرة " والصواب ما أثبت وقد مر

( 6 ) العمرفة والتاريخ 3 / 174 وورد فيه : " محمد " بدل " مخمر "

(11/473)

الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد بن خيرون ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 1 ) الحارث بن مخمر أبو حبيب قاضي أهل عمان الشامي عن أبي سعيد روى عنه القاسم ( 2 ) بن مخيمرة وحريز بن عثمان أخبرنا أبو بكر الشقاني أنبأنا أبو بكر المغربي أنبأنا أبو سعيد بن حمدون أنبأنا أبو حاتم قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو حبيب الحارث بن مخمر القاضي عن أبي الدرداء روى عنه صفوان بن عمرو قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن عن أبي عمر حيوية أنبأنا أبو الطيب محمد بن القاسم بن جعفر الكوكبي أنبأنا ابن أبي خيثمة قال أبو حبيب الذي يحدث عنه حريز ( 3 ) بن عثمان اسمه الحارث بن مخمر ( 4 ) الظهري قبيلة من حمير حدثنا بذلك الحوطي عن إسماعيل بن عياش عن حريز ( 3 ) بن عثمان انتهى قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل التميمي نبأنا أبو نصر الوائلي أنبأنا أبو موسى بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو حبيب الحارث بن مخمر انتهى أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا جعفر بن محمد بن جعفر نبأنا أبو زرعة قال أبو حبيب القاضي اسمه الحارث بن مخمر قضى لعبد الملك سمعته من أبي اليمان أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم جعفر بن عبد الله الحسين بن أحمد أنبأنا علي بن الحسن أنبانا عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا أحمد بن عمير قراءة أنبأنا أبو الحسن بن سميع قال الحارث بن مخمر أبو حبيب قاضي حمص

_________

( 1 ) التاريخ الكبير للبخاري 1 / 2 / 281

( 2 ) بالاصل " أبو القاسم " خطأ والصواب عن البخاري

( 3 ) إعجامها غير واضح بالاصل والصواب ما أثبت

( 4 ) بالاصل " محمد " وهو صاحب الترجمة

(11/474)

أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي في كتابه أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي أنبأنا الحسين بن المظفر أنبأنا محمد بن بكر أنبأنا أحمد بن محمد بن عيسى قال أبو حبيب الحارث بن مخمر القاضي الظهري قاضي على حمص في خلافة عمر ( 1 ) بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وعن ( 2 ) كعب وقال في موضع آخر الحارث بن مخمر أبو حبيب الظهري قضى في آخر خلافة عبد الملك بن مروان وقرأت في قضاء ابن حبيب عند محمد بن فضالة بن شريك الهروي تاريخ القصة في هلال جمادى الآخرة سنة سبع وثمانين انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا عمر بن عبيد الله وأخبرني أبو المظفر بن القشيري أنبأنا أبو بكر البيهقي قالا أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا عثمان بن أحمد ( 3 ) عن ( 4 ) حنبل بن إسحاق قال سمعت أبا عبد الله يقول حينئذ وأخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون حينئذ وأخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو العز ثابت بن بندار قالا أنبأنا الأزهري أنبأنا عبيد الله بن أحمد بن يعقوب المقرئ أنبأنا العباس بن العباس بن محمد بن عبد الله بن المغيرة الجوهري أنبأنا صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل قال أنبأنا أبو حبيب القاضي اسمه الحارث بن مخمر ( 5 ) سماه نبأنا أبو المغيرة زاد صالح وابن السمرقندي نبأنا صفوان عن حوشب بن عقيل ( 6 ) عن أبي حبيب القاضي الحارث بن مخمر ( 5 ) قال لقي أبا الدرداء وغيره قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن ( 7 ) الدارقطني قال الحارث بن مخمر القاضي أبو حبيب الحمصي

_________

( 1 ) كذا وفوقها بالاصل علامة ووضعت هذه العلامة على هامشه وكأنه كان يريد أن يكتب شيئا ولم يفعل ولعل الصواب : " في خلافة الوليد "

( 2 ) كذا وبيدو أن ثمة سقط في الكلام ولعل الصواب : " روي عن

و "

( 3 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك على هامشه

( 4 ) بالاصل " بن " والصواب ما أثبت انظر ترجمة حنبل بن إسحاق في سير الاعلام 13 / 51

( 5 ) وردت بالاصل " محمد "

( 6 ) إعجامها غير واضح بالاصل والصواب ما أثبت وقد مر

( 7 ) بالاصل " الحسين " خطأ وقد مر كثيرا

(11/475)

قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال ( 1 ) أما مخمر بكسر الميم وسكون الخاء المعجمة وفتح الميم الثانية الحارث بن مخمر أبو حبيب الظهري الحمصي كان قاضيا زمن عبد الملك لقي أبا ( 2 ) الدرداء وروى عنه ( 3 ) روى عنه حوشب بن عقيل وروى عن حوشب صفوان في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبانا علي بن محمد حينئذ قال أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم ( 4 ) نا محمد ( 5 ) بن حموية بن الحسن قال سمعت أبا طالب قال قال أحمد بن حنبل أبو حبيب القاضي الحارث بن مخمر شامي ثقة أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون بن راشد نبأنا أبو زرعة ( 6 ) حدثني الحكم بن نافع عن صفوان بن عمرو في حديثه قال وأبو حبيب القاضي في أيام عبد الملك الحارث بن مخمر انتهى ذكر أبو مسهر عن سعيد بن عبد العزيز قال ( 7 ) عزل الوليد بن يزيد لما استخلف ( 8 ) يزيد بن أبي مالك عن القضاء وولى الحارث بن محمد ( 9 ) الأشعري فلم يزل حتى مات في أيام يزيد بن الوليد 1157 الحارث بن مسلم بن الحارث ( 10 ) ويقال مسلم بن الحارث وهو الصحيح

_________

( 1 ) الاكمال لابن ماكولا 7 / 175

( 2 ) بالاصل " أبي "

( 3 ) زيادة عن الاكمال

( 4 ) الجرح والتعديل 1 / 2 / 90

( 5 ) الزيادة عن الجرح والتعديل

( 6 ) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 388 - 389

( 7 ) الخبر في أخبار القضاة لوكيع 3 / 206 في ترجمة الحارث بن محمد الاشعري

( 8 ) الزيادة ما بين معكوفتين مقتبسة عن أخبار القضاة

( 9 ) بالاصل " مخمر " وقد اشتبه على الناسخ والصواب ما أثبت عن وكيع

( 10 ) ترجمته في تهذيب التهذيب هنا 1 / 418 باسم الحارث وفي 5 / 425 باسم مسلم وأسد الغابة 1 / 415 وصحح اسمه " الحارث "

(11/476)

حدث عن أبيه روى عنه أبو سعيد عبد الرحمن بن حسان الكتاني ( 1 ) الفلسطيني ووفد على عمر بن عبد العزيز أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم في كتابه أنبأنا أبو الفضل محمد بن أحمد بن عيسى أنبأنا عبيد الله بن محمد بن محمد بن حمدان قال قرئ على أبي القاسم البغوي أنبأنا الحكم بن موسى أبو صالح نبأنا صدقة بن خالد عن عبد الرحمن بن حسان نبأنا الحارث بن مسلم التميمي عن أبيه قالا بعثنا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في سرية فلما هجمنا على القوم تقدمت أصحابي على فرس فاستقبلنا النساء والصبيان يعجون فقلنا لهم تريدون أن تحرزوا منهم قالوا نعم قلت قولوا نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فقالوها فجاء أصحابي فلاموني وقالوا أشرفنا على الغنيمة فمنعتنا ثم انصرفنا إلى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فأخبروه بالذي صنعت فقال أتدرون ما صنع لقد كتب الله له بكل إنسان كذا وكذا من الأمر ثم أدناني منه فقال إذا صليت صلاة الغداة فقل قبل أن تكلم أحدا اللهم أجرني من النار سبعا فإنك إن مت من يومك ذاك كتب لك جوازا من النار فإذا صليت المغرب فقل قبل أن تكلم أحدا اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك تلك مت كتب الله تعالى لك بها جوازا من النار ( 2 ) [ 2875 ] انتهى قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبانا احمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد قال ( 3 ) قال الوليد بن مسلم نبأنا عبد الرحمن بن حسان الكتاني ( 4 ) نبأنا الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي عن أبيه قال بعثنا رسول لله ( صلى الله عليه و سلم ) في سرية فلما دنونا من الحصن سمعنا ضوضاء أهله فاستحثثت فرسي فأتيتهم ف قلت قولوا لا أله إلا الله تحترزوا فقالوا لا إله إلا الله فقال أصحابنا حرمتنا الغنيمة بعد أن بردت في أيدينا

_________

( 1 ) أسد الغابة : " الكناني " وسيأتي عن ابن سعد أيضا " الكناني "

( 2 ) الحديث في أسد الغابة 1 / 415 - 416 باختلاف بعض ألفاظه

( 3 ) طبقات ابن سعد 7 / 419

( 4 ) طبقات ابن سعد " الكناني "

(11/477)

فلما قدمنا على رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أخبر بذلك فحسن لي ما صنعت وقال إن لك من الأجر بعدد كل إنسان منهم كذا وكذا ثم قال اكتب لك كتابا أوصي به ( 1 ) أئمة المسلمين بعدي قال فكتب لي كتابا وختمه فلما قبض النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أتيت أبا بكر بالكتاب ففضه وأعطاني شيئا ثم ختمفلما قبض أبو بكر أتيت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما بالكتاب ففضه وأعطاني شيئا ثم ختمه فلما استخلف عثمان أتيته بالكتاب ففضه وأعطاني شيئا ثم ختمه فلما استخلف عمر بن عبد العزيز بعث إلى الحارث بن مسلم فأتاه فأعطاه شيئا وقال لو أردت لوصلت إليك ولكني أردت أن تحدثني بحديثك عن أبيك عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فحدثته به وانتهى [ 2876 ] رواه داود بن رشيد عن الوليد فجعل الوافد على عمر مسلم بن الحارث ( 2 ) انتهى أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا علي بن بحر نبأنا الوليد بن مسلم نبأنا عبد الرحمن بن حسان الكتاني عن الحارث بن مسلم بن الحارث التميمي عن أبيه أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) كتب له كتابا بالوصاة له إلى من بعده من ولاة الأمر وختم عليه انتهى هكذا رواه إبراهيم بن موسى الفراء ورواه أبو يعلى محمد بن الصلت عن الوليد عن عبد الرحمن بن حسان عن أبي الحارث بن محمد بن مسلم بن الحارث عن أبيه حدثنا أبي الدعاء زاد في نسبه محمدا وروى الحكم بن موسى عن صدقة بن خالد عن عبد الرحمن بن حسان حدثنا الحارث بن مسلم عن أبيه عن حبيب بن سعد فزاد فيها الدعاء وروى محمد بن شعيب بن شابور عن عبد الرحمن بن حسان عن الحارث بن مسلم عن أبيه حديث الدعاء ورواه هشام بن عمار وعمرو ( 3 ) بن عثمان ومحمد بن مصفى الحمصيان ومؤمل بن الفضل الحراني وعلي بن سهل الرملي ويزيد بن عبد ربه عن الوليد عن عبد الرحمن بن

_________

( 1 ) ابن سعد : بك

( 2 ) وهذا ما ورد في أسد الغابة 1 / 416 وفيه : قال مسلم : فتوفي أبي في خلافة عثمان فكان الكتاب عندنا حتى ولي عمر بن عبد العزيز فكتب إلى عامل قبلنا أن أشخص إلى مسلم بن الحارث التميمي بكتاب رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي كتبه لابيه

( 3 ) بالاصل " عمر " والصواب ما أثبت وقد مر

(11/478)

حسان عن مسلم بن الحارث عن أبيه أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسن والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علو اللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد أحمد أبو الحسين قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 1 ) الحارث بن مسلم بن الحار ث التميمي عن أبيه روى عنه عبد الرحمن بن حسان يختلفون في الحارث وبيناه في مسلم بن الحارث حديثه في الشاميين انتهى أخبرنا أبو الحسن الخطيب أنبأنا أبو منصور النهاوندي أنبأنا أبو القاسم القاضي نبأنا محمد بن إسماعيل نبأنا هشام بن عمار حدثنا الوليد نبأنا عبد الرحمن بن حسان الكتاني نبأنا مسلم بن الحارث التميمي قال مسلم وتوفي الحارث بن مسلم في خلافة عثمان وفي نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الأديب أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أحمد بن عبد الله إجازة حينئذ قال وأنبأنا أبو طاهر أنبأنا علي بن محمد قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 2 ) سئل أبو زرعة عن مسلم بن الحارث أو الحارث بن مسلم فقال صحب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) حدثنا عبد الرحمن قال ( 3 ) الصحيح الحارث بن مسلم بن الحارث عن أبيه وسمعت أبي يقول الحارث بن مسلم تابعي انتهى أخبرنا أبو محمد السلمي أنبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب نبأنا هشام بن عمار نبأنا الوليد حدثني عبد الرحمن بن حسان الكتاني حدثني مسلم بن الحارث بن مسلم التميمي قال توفي الحارث بن مسلم في خلافة عثمان بن عفان وكان آخر خلافة عثمان سنة خمس وثلاثين قتل في ذي الحجة فيها انتهى الوافد إذا على عمر بن عبد العزيز مسلم بن الحارث ( 4 )

_________

( 1 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 282

( 2 ) الجرح والتعديل 1 / 2 / 88

( 3 ) ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح والتعديل

( 4 ) ما بين معكوفتين زيادة لازمة لايضاح انظر أسد الغابة 1 / 416

(11/479)

1158 - الحارث بن معاوية الكندي الأعرج ( 1 ) رأى بلال بن رباح مؤذن الرسول ( صلى الله عليه و سلم ) بدمشق وسأله عن المسح على الخفين وروى عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وبلال وأبي الدرداء وأدرك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) روى عنه أبو أمامة الباهلي ومكحول الدمشقي وغضيف بن الحارث والمهاجر بن حبيب وعبد الرحمن بن جبير بن نفير انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي نبأنا عبد العزيز الكتاني أنبانا أبو القاسم تمام بن محمد وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر بن الجندي ومحمد بن عبد الرحمن القطان وعبد الرحمن بن الحسين بن أبي العقب قالوا أنبأنا أبو القاسم علي بن يعقوب وأخبرنا أبو محمد بن السلمي نبأنا عبد العزيز التميمي أنبأنا تمام بن محمد عن ( 2 ) عبد الرحمن بن عثمان قالا أنبأنا أحمد بن سليمان قالا أنبأنا أبو زرعة حدثني خالد بن مكي حدثني محمد بن حرب عن أبي بكر بن أبي الدنيا عن المهاجر بحبيب عن الحارث بن معاوية أنه قدم على عمر بن الخطاب فقال إني قدمت أسألك عن الوتر في أول الليل أو في وسطه أو في آخره فقال عمر كل ذلك قد عمل به رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) انتهى أخبرنا أبو غالب بن السبط أنبأنا أبو محمد بن الجوهري حينئذ أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب قالا أنبأنا أحمد بن جعفر نبأنا عبد الله بن أحمد ( 3 ) حدثني أبي نبأنا أبو المغيرة نبأنا صفوان نبأنا عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن الحارث بن معاوية الكندي أنه ركب إلى عمر بن عبد الخطاب رضي الله تعالى عنه فسأله عن ثلاث خلال قال فقدم المدينة فسأله عمر ما أقدمك قال لأسألك عن ثلاث قال وما هن قال ربما كنت أنا والمرأة في بناء ضيق فتحضر الصلاة فإن صليت أنا وهي كانت بحذائي وإن صلت خلفي خرجت من البناء

_________

( 1 ) أسد الغابة 1 / 417 والاصابة 1 / 290

( 2 ) بالاصل " بن " والصواب ما أثبت انظر ترجمة أبي القاسم تمام بن محمد البجلي الرازي في سير أعلام النبلاء 17 / 289

( 3 ) مسند الامام أحمد 1 / 18

(11/480)

فقال عمر تستر بينك وبينها بثوب ثم تصلي بحذائك إن شئت وعن الركعتين بعد العصر فقال نهاني عنهما رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وعن القصص فإنهم أرادوني على القصص فقال ما شئت كأنه كره أن يمنعه قال إنما أردت أن أنتهي إلى قولك قال أخشى عليك أن تقص فترتفع عليهم في نفسك ثم تقص فترتفع حتى يخيل إليك أنك فوقهم بمنزلة الثريا فيضعك الله عز و جل تحت أقدامهم يوم القيامة بقدر ذلك انتهى أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا إسماعيل بن محمد البغدادي نبأنا محمد بن سنان القزاز نبأنا يحيى بن أبي بكير ( 1 ) نبأنا إسرائيل عن زياد بن المظفر عن الحسن عن المقدام الرهاوي قال جلس عبادة ( 2 ) وأبو الدرداء والحارث بن معاوية فقال أبآ الدرداء أيكم يذكر يوم ( 3 ) صلى بنا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلى بعير من المغنم ( 4 ) فقال عبادة أنا فذكر الحديث لم يزد انتهى أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبانا أبو الحسين بن السمسار أنبأنا أبو عبد الله بن مروان أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة أخبرني أبي عن أبيه قال حدثني أبو وهب الكلاعي أن مكحول حدثه عن الحارث بن معاوية الكندي الأعرج قال الحارث كنت أتوضأ أنا وأبو جندل بن سهيل ( 5 ) على المطهرة فذكرنا نزع الخفين ومر بنا بلال مؤذن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال يا أبا عبد الرحمن كيف سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول في نزع الخفين فقال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول ( 6 ) امسحوا على الموق ( 7 ) والخمار فرد أبو ( 8 ) جندل عقبه في الخف بعد أن كان أخرجه قال وحدثني العلاء عن الحارث عن مكحول هذا الحديث وذكر أن المطهرة عند الجب في مسجد دمشق [ 2877 ]

_________

( 1 ) بالاصل " بكر " والصواب ما أثبت انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 497 9

( 2 ) يعني عبادة بن الصامت انظر أسد الغابة والاصابة 1 / 291

( 4 ) بالاصل " الغنم " والمثبت عن المصدرين السابقين

( 5 ) الاصابة 1 / 291 " سهل "

( 6 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن مختصر ابن منظور 6 / 166

( 7 )

(11/481)

أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو عثمان الصابوني أنبأنا أبو سعيد التازي يعني عبد الله بن محمد أنبأنا أبو الحسين أحمد بن عمير الدمشقي نبأنا عمرو بن عثمان نبأنا الوليد بن مسلم عن محمد بن عبد الله الشعيثي عن مكحول عن الحارث بن معاوية بن الكندي عن بلال قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول تمسحوا على الأمواق والنصف [ 2878 ] ح والنصيف الخمار قال النابغة ( 1 ) سقط النصيف ولم ترد إسقاطه * فتناولته واتقتنا باليد * اخبرنا أبو الحسن علي المسلم الفقيه نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو نصر بن الجبان أنبأنا جمح بن القاسم نبأنا أحمد بن عبد الواحد وهو ابن يزيد الجوبري حدثنا صفوان نبأنا الوليد نبأنا سعيد بن بشر عن مطر الوراق أنه حدثه عن أبي قلابة الجرمي عن أبي الأشعث الصنعاني أن أبا جندل بن سهل ( 2 ) والحارث بن معاوية مرا على بلال مؤذن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وهو يتوضأ ميضأة مسجد دمشق فسألاه عن المسح على الخفين فقا كان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يمسح على الخفين والخمار انتهى أخبرنا أبو الحسين بن أبي الحديد أنبأنا جدي أبو عبد الله نبأنا علي بن الحسن الربعي أنبأنا أبو علي الحسين بن عبد الله بن سعيد الكندي ب بعلبك نبأنا الحسين بن محمد بن إبراهيم السكوني بحمص نبأنا يحيى بن عثمان نبأنا سويد بن عبد العزيز نبأنا عبيد الله بن عبيد عن مكحول عن الحارث الكندي عن بلال مؤذن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال رأيت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يمسح على الخفين والعمامة انتهى أخبرنا والدي الحافظ أبو القاسم علي بن الحسن رحمة الله تعالى عليه قال أخبرنا أبو سهل محمد بن إبراهيم بن سعدوية أنبأنا أبو الفضل الرازي أنبأنا جعفر بن عبد الله بن يعقوب نبأنا محمد بن هارون نبأنا أحمد بن عبد الرحمن حدثنا عمي ثم أخبرني ابن لهيعة عن إسحاق بن عبد الله عن مكحول عن الحارث بن معاوية

_________

( 1 ) ديوان النابغة الذبياني ط بيروت ص 40

( 2 ) كذا وقد مر : سهيل

(11/482)

عن بلال أنه رأى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يمسح على الخفين انتهى أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب نبأنا أبو اليمان نبأنا حريز ( 1 ) نبأنا سفيان نبأنا سليمان عن الحارث بن معاوية أنه قدم على عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقال له كيف تركت أهل الشام فأخبره عن حالهم فحمد الله ثم قال لعلكم تجالسون أهل الشرك فقال لا يا أمير المؤمنين قال إنكم إن جالستموهم أكلتم وشربتم معهم ولن تزالوا بخير ما لم تفعلوا ذلك انتهى أخبرنا أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك انبأنا أبو محمد طاهر بن أحمد بن الحسن أنبأنا أبو محمد يوسف بن رباح أنبأنا أبو بكر أحمد بن محمد أنبأنا أبو بشر محمد بن أحمد بن حماد نبأنا أبو عبيد الله ( 2 ) معاوية بن صالح عن يحيى بن معين قال الحارث بن معاوية الكندي روى عن أبي الدرداء عن عمر أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأن محمد بن سعد ( 3 ) قال في الطبقة الأولى من تابعي أهل الشام قال الحارث بن معاوية الكندي رحل إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وسمع منه وساءله ( 4 ) عمر عن الشام وأهله فجعل يخبره وسمع من عمروروى عنه انتهى قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد بن الحسن الواسطي عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم بن جعفر أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال وأخبرني أبو محمد صاحب لي من بني تميم ثقة قال قال أبو مسهر وكان من أصحاب أبي الدرداء المذكورون الحارث بن معاوية الكندي رئيسهم وما أدري أين كان ينزل بدمشق أم بحمص وجبير بن نفير وأبو داود وأبو إدريس وكان أعلمهم ولا أذكر أحدا سواهم انتهى

_________

( 1 ) بالاصل : " جريز " والصواب ما أثبت وهو حريز بن عثمان وقد مر ( 2 ) بالاصل " أبو عبيد الله بن معاوية " والصواب حذف " بن " انظر ترجمة معاوية بن صالح بن سير أعلام النبلاء

13 - / 23

( 3 ) انظر ابن سعد 7 / 444

( 4 ) الزيادة عن طبقات ابن سعد ومكانها بالاصل مطموس

(11/483)

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو المبارك بن عبد الجبار أنبأنا الحسين بن جعفر قالوا أنبأنا الوليد بن بكر أنبأنا علي بن أحمد أنبانا الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسين وأحمد بن محمد العتيقي حينئذ وأخبرنا أبو عبد الله الحسين بن محمد البلخي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسين بن جعفر قالوا أنبأ الوليد بن بكر أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا أنبأنا صالح بن أحمد بن صالح حدثني أبي أحمد قال ( 1 ) الحارث بن معاوية الكندي شامي تابعي ثقة من كبار التابعين أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا جعفر بن محمد بن جعفر حدثنا أبو زرعة قال في الطبقة التي أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وهي العليا الحارث بن معاوية الكندي هو الحارث الأعرج الراكب إلى عمر يسائله عن القصص سمعته من علي بن عياش عن حريز بن عثمان عن سليم بن عامر روى عنه من الأجلة غضيف بن الحارث انتهى أخبرنا أبو غالب أحمد بن الحسين أنبأنا محمد بن أحمد أنبأنا عبد الله بن عتاب أنبأنا احمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول الحراث بن معاوية الكندي الأعرج قدم حمص أنبأنا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنبأنا أبو الفضل الباقلاني وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبانا عبد الوهاب بن محمد الغندجاني زاد الباقلاني ومحمد بن الحسن الأصبهاني قالا أنبانا احمد بن عبدان نبأنا محمد بن سهل أنبانا محمد بن إسماعيل قال ( 2 ) الحارث بن معاوية رأى عمر روى عنه سليم بن عامر الشامي وقال مسلم بن مشكم قال الحارث بن معاوية الكندي إن شئتم لأحفلن لكم أن أبا الدرداء لم يحمله شغل أن يؤخر الصلاة انتهى أنبأنا أبو طاهر الحسين بن محمد الزينبي أنبأنا أبو القاسم التنوخي أنبأنا أبو

_________

( 1 ) تاريخ الثقات للعجلي ص 104

( 2 ) التاريخ الكبير للبخاري 1 / 2 / 281

(11/484)

الحسين بن المظفر أنبأنا أبو بكر بن أحمد بن حفص أنبأنا أحمد بن محمد بن عيسى البغدادي في تاريخ الحمصيين في ذكر أصحاب عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال وكان في أيامه منهم الحارث بن معاوية الكندي وهو الحارث الأعرج وركب إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه حدث عنه من أصحاب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أبو أمامة الباهلي وقد حدث الحارث عن بلال ( 1 ) 1159 الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة ابن عمر بن عبد عوف بن مالك بن النجار الأنصاري ( 2 ) له صحبة وشهد غزوة مؤتة واستشهد بها انتهى أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم لفظا وأبو القاسم الخضر بن الحسين قراءة قالا أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا محمد بن أبي نصر نبأنا أبو القاسم علي بن يعقوب أنبأنا أبو عبد الملك أحمد بن إبراهيم نبأنا محمد بن حامد أخبرني الوليد بن مسلم عن عبد الله بن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال قتل من المسلمين من الأنصار من بني النجار من بني مالك بن النجار الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة بن عمرو بن عبد عوف بن غنم بن مالك يوم مؤتة أنبأنا أبو سعد المطرز أنبأنا أبو نعيم الحافظ نبأنا سليمان بن أحمد الطبراني نبأنا محمد بن عمرو بن خالد الحراني حدثني أبي نبأنا ابن لهيعة عن الأسود عن عروة في تسمية من قتل يوم مؤتة من الأنصار الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة بن عبد عوف بن غنم انتهى أخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن أحمد أنبأنا أبو بكر محمد بن هبة الله أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قال قال حسان بن عبد الله عن ابن لهيعة عن أبي الأسود عن عروة قال وقتل يوم مؤتة من بني مالك بن النجار الحارث بن النعمان بن يساف بن نضلة بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك

_________

( 1 ) بياض بالاصل مقدار ثلاثة أرباع السطر

( 2 ) ترجمته في أسد الغابة 1 / 418 والاصابة 1 / 292 وانظر في عامود نسبه جمهرة ابن حزم 347 و 348

( 3 ) زيادة للايضاح

(11/485)

قال وحدثنا حامد بن يحيى نبأنا صدقة عن ابن إسحاق مثله إلا أنه قال ومن بني غنم بن مالك النجار بن الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة بن عبد عوف بن غنم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أحمد بن محمد النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد أنبأنا أحمد بن عبد الجبار نبأنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق في تسمية من استشهد يوم مؤتة من بني غنم بن مالك بن النجار الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة ( 1 ) أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن بن علي أنبأنا محمد بن العباس أنبأنا عبد الوهاب بن أبي حية أنبانا محمد بن شجاع أنبأنا محمد بن عمر الواقدي ( 2 ) في ذكر من استشهد بمؤتة من بني ( 3 ) مالك بن النجار الحارث بن النعمان بن يساف بن نضلة بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك أنبأنا أبو طالب بن يوسف وأبو نصر بن البنا قالا أنبأنا أبو محمد الجوهري قراءة عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أبو الحسن أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد قال أنبأنا في الطبقة الثانية الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة بن عمرو بن عبد عوف بن مالك بن النجار وشهد أحدا ( 4 ) وقتل يوم مؤتة شهيدا ( 5 ) وذلك في جمادى الأولى سنة ثمان من الهجرة انتهى قرأ ت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن أبي محمد عبد العزيز بن أحمد أنبأنا مكي بن محمد بن الغمر أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال واستشهد يوم مؤتة الحارث بن النعمان بن إساف بن نضلة 1160 الحارث بن نمير التنوخي من فرسان أهل الشام ووجهه معاوية على خيل وأمره أن يفضي إلى الجزيرة

_________

( 1 ) انظر سيرة ابن هشام 4 / 30

( 2 ) مغازي الواقدي 2 / 769 في ذكر من استشهد بمؤتة من بني هاشم وغيرهم

( 3 ) في مغازي الواقدي : " ومن بني النجار " بسقوط " بني مالك "

( 4 ) بالاصل : أحد

( 5 ) بالاصل : شهيد

(11/486)

ويأتيه بمن وجده فيها على طاعة علي عليه السلام له ذكر انتهى 1161 الحارث بن أبي وجرة ( 1 ) واسم أبي وجرة تميم بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي قدم الشام مع عمبن الخطاب رضي الله تعالى عنه وشهد خطبته بالجابية وقرأت بخط أبي عبد الله الصوري وجرة بالواو والجيم والراء والهاء والله أعلم انتهى قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد بن هارون ( 2 ) وعبد الرحمن بن الحسين بن الحسين بن علي بن يعقوب قالا أنبأنا علي بن يعقوب أنبأنا أبو عبد الملك أنبأنا محمد بن عائذ قال قال الوليد نبأنا شعبة حدثنا سعيد ( 3 ) بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله قال لما سار عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه إلى الشام قال لأعرفن ما مدحتم خالد بن الوليد فإنه رجل يهتز عند المدح وأنت يا ابن أبي وجرة فلأعرفن ما مدحته قال فلما قدموا الشام أقبل ابن أبي وجرة وعمر في مجلسه وعنده خالد بن الوليد متقنع بردائه فسلم ابن أبي وجرة وقال أفيكم خالد بن الوليد هو والله ما علمت أجملكم وجها وأجرأكم مقدما وأبذلكم يدا قال فلما انصرف خالد بعث إلى ابن أبي وجرة بمئتي دينار وراحلة فلما انصرف عمر قال يا ابن أبي وجرة ألم أنهك عن مدح خالد بن الوليد قال ابن أبي وجرة من أعطانا منكم مدحناه ومن منعنا سبببناه سباب العبد لسيده قال وكيف يسب العبد سيده قال حيث لا يسمع فضحك عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه انتهى وقد روي أن المادح لخالد بن الوليد أبو وجرة السعدي وقد ذكر ذلك في باب الكنى أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو منصور

_________

( 1 ) في ابن حزم ص 114 " أبي وجزة " ومثلة وفي الاصابة 1 / 294

( 2 ) ترجمته في سير الاعلام 17 / 400 وبالاصل " أو نضر " والمثبت عن السير

( 3 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل فاختلط المعني والزيادة مقتبسة عن ترجمة سعيد بن عبد العزيز في تهذيب التهذيب 2 / 320

(11/487)

محمد بن علي بن إسحاق الكاتب أنبأنا أبو بكر أحمد بن بشر بن سعيد الخرقي ( 1 ) نبأنا أبو روح أحمد بن محمد بن مكي الهذلي أنبأنا أبو حاتم السجستاني قال وعاش أبو وجرة بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس وهو ابن الحارث بن أبي وجرة وكان الحارث مسلما فقام يصلي خلف عمر بن الخطاب فقال عمر " كأنهم خشب مسندة ( 2 ) وكان رجلا أدم طوالا فقال ألي تعرض يا ابن الخطاب والله لا أصلي خلفك أبدا ثم انصرف وكان أبو وجرة عا ش ثمانين ومائتي سنة حتى أقعد على رجليه انتهى أخبرنا أبو الحسين بن الفرا وأبو غالب وأبو عبد الله ابنا ( 3 ) البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان نبأنا الزبير بن بكار قال فولد أبو وجرة بن أبو عمرو الحارث أسر يوم بدر ودقسا وامرأة ولدت عبد الرحمن بن عبد الله بن عوف بن عبد عوف وأروى بنت أبي وجرة ولدت معبد بن حرانة وأمهم ريطة بنت نضلة بن قائف بن الحويرث بن الحارث بن حبيب 1162 الحارث بن وداعة الحميري ممن شهد صفين مع معاوية وبارز علي بن أبي طالب فقتله علي يومئذ له ذكر يأتي ذكره في ترجمة كريب بن الصباح أخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو غالب محمد بن الحسين بن أحمد أنبأ أبو علي بن شاذان أنبأنا أحمد بن إسحاق بن نيجاب نبأنا إبراهيم بن الحسين الكسائي نبأنا عبد الله بن عمر نبأنا الوليد بن بكير التميمي عن سيف بن عمر عن مجالد عن عامر الشعبي قال سئل عن أهل الجمل وأهل صفين فقال أهل الجنة لقي بعضهم بعضا فاستحيوا أن يفر بعضهم من بعض 1163 الحارث بن معاوية المازني ويقال الحارثي جد عيسى بن شبيب روى عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ووجهه سالم بن زياد من دمشق

_________

( 1 ) ضبطت عن الانساب وهذه النسبة إلى خرق وهي على ثلاثة فراسخ من مرو

( 2 ) سورة المنافقون الاية : 4

( 3 ) بالاصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت

(11/488)

إلى خراسان حين ولاه إياه يزيد بن معاوية له ذكر في حديث انتهى أخبرنا أبو غالب بن الحسين أنبأنا محمد بن علي أنبأنا أحمد بن إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال أقر يزيد يعني ابن معاوية ابن عبد الرحمن واستخلف قيس بن الهيثم السلمي فعزله يزيد وولاه سالم بن زياد خراسان وسجستان فوجه سالم إلى خراسان الحارث بن معاوية المازني فلم يزل عليها حتى مات يزيد انتهى ( 1 ) أنبأنا أبو بكروجيه بن طاهر وأبو سعد عبد الله بن سعد بن حبان قالا أنبأنا موسى بن عمران أبو أنبانا عبد الله الحافظ أخبرنا علي بن عبد العزيز نبأنا أحمد بن عمرو بن فضالة نبأنا العياش بن مصعب نبأنا محمد بن إبراهيم الرواري أخبرني أبو صالح يعني سلموية ( 3 ) بن صالح أن سالم بن زياد لما خرج إلى مرو استخلف الحارث بن معاوية المازني على نيسابور قال الحاكم أبو عبد الله الحارث بن معاوية المازني روى عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه 1164 الحارث بن هانئ بن مدلج ابن مقداد بن زمل بن عمرو العذري روى عن أبيه هانئ روى عنه ابنه هانئ انتهى أخبرنا أبو طاهر أخبرنا أبو محمد طاهر بن سهل بن بشر أنبأنا أبو القاسم الحسين بن محمد الحنائي حينئذ وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نبأنا عبد العزيز بن أبي طاهر قالا أنبأنا أبو القاسم البجلي أنبأنا أبو الحارث محمد بن الحارث بن هانئ بن مدلج بن المقداد بن زمل بن عمرو العذري من لفظه حدثني أبي عن أبيه عن جده عن زمل بن عمرو العذري قال كان لبني عذرة صنم يقال له حمام وكانوا يعظمونه وكان في بني هند بن حرام بن ضنة بن عبد بن كبير بن عذرة

_________

( 1 ) كذا ولم يرد ذكره في تاريخ خليفة

( 2 ) كذا سمها بالاصل

( 3 ) واسمه سليمان انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 9 / 433 وتهذيب التهذيب 2 / 409

(11/489)

وكان سادنه رجلا يقال له طارق وكان يعترون ( 1 ) عنده فلما ظهر النبي ( صلى الله عليه و سلم ) سمعنا صوتا يقول يا بني هند بن حرام ظهر الحق وأودى حمام ودفع الشرك الإسلام قال ففرعنا لذلك وهالنا فمكثنا أياما ثم سمعنا صوتا وهو يقول يا طارق يا طارق بعث النبي الصادق بوحي ناطق صدع صادع بأرض تهامة لنا صريه السلامة ولخاذليه الندامة هذا الوادع مني إلى يوم القيامة قال زمل فوقع الصنم لوجهه قال زمل فاتبعت راحلة ورحلت حتى أتيت وانشد شعرا قلت ( 2 ) إليك رسول الله أعملت نصها * أكلفها حزنا وفورا ( 3 ) من الرمل لأنصر خير الناس نصرا مؤزرا * وأعقد حبلا من حبالك في حبلي وأشهد أن الله لا شئ غيره * أدين له ما أثقلت قدمي نعلي * قال وأسلمت وبايعته وأخبرناه بما سمعنا فقال ذلك من كلام الجن ثم قال يا معشر العرب إني رسول الله إلى الأنام كافة أدعوهم إلى عبادة الله وحده وأني رسوله وعبده وأن يحجوا البيت ويصوموا شهرا من أثني عشرا وهو شهر رمضان فمن أجابني له الجنة نزلا وثوابا ومن عصاني فله النار منقلبا ومثوى قال فأسلمنا وعقد لنا لواء وكتب لنا كتابا نسخته بسم الله الرحمن الرحيم من محمد رسول الله لزمل بن عمرو ومن أسلم معه خاصة إني بعثته إلى قومه كافة فمن أسلم ففي حزب الله ورسوله ومن أبى فله أمان شهرين شهد علي بن أبي طالب ومحمد بن مسلمة الأنصاري انتهى غريب جدا [ 2879 ] 1165 الحارث بن هانئ بن الحارث بن هانئ ابن مدلج بن المقداد بن زمل سبيط المذكورين آنفا روى عن أبيه أبي الحارث محمد بن الحارث الحديث الذي تقدم ذكره

_________

( 1 ) يعترون : يذبحون والعتر : الذبح والعتيرة : شاة كانوا يذبحونها للالهتهم ( القاموس : عتر )

( 2 ) الشعر في طبقات ابن سعد 1 / 332

( 3 ) في ابن سعد : وقوزا

( 4 ) كذا بالاصل

(11/490)

1166 - الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو ( 1 ) بن مخزوم أبو عبد الرحمن المخزومي ( 2 ) له صحبة أسلم يوم الفتح ثم حسن إسلامه وخرج إلى الشام مجاهدا وحبس نفسه في الجهاد لم يزل بالشام إلى أن قتل باليرموك ويقال مات بطاعون عمواس روى عن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) روى عنه ابنه عبد الرحمن بن الحارث أخبرنا أبو بكر المزرفي أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا علي بن عمر بن محمد الخرقي ( 3 ) أنبأ أبو الحسن شعيب بن محمد الذارع ( 4 ) نبأنا أبو كريب نبأنا رشد بن سعد المصري عن عقيل عن ابن شهاب عن عبد الرحمن بن سعد عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه أنه قال لرسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) حدثني بأمر اعتصم به قال أملك عليك هذا وأشار إلى لسانه انتهى [ 2880 ] أخبرناه أبو غالب أحمد بن الحسن أنبأنا محمد بن أحمد بن حسون النرسي أنبأنا أبو القاسم موسى بن عيسى بن عبد الله السراج نبأنا عبد الله بن سليمان نبأنا أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن السرح عن خاله عبد الرحمن بن عبد الحميد حدثني عقيل أن ابن شهاب أخبره عن عبد الرحمن بن سعد المقعد عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام عن أبيه أنه قال يا رسول الله حدثني بأمر اعتصم به قال أملك عليك هذا وأشار إلى لسانه قال عبد الرحمن فرأيت ذلك يسيرا وكنت قليل الكلام فلم أفطن له وإذا ليس شئ أشد منه انتهى [ 2881 ] ورواه عبد الله بن زياد بن سمعان عن الزبيري أخبرناه القاسم بن إسماعيل عن أحمد أنبأنا أبو الحسين بن النقور وعبد الباقي بن محمد بن غالب وأبو القاسم بن

_________

( 1 ) في تهذيب التهذيب 1 / 420 وأسد الغابة 1 / 420 " عمر "

( 2 ) ترجمته في الاستيعاب 1 / 307 - 308 وأسد الغابة 1 / 420 والاصابة 1 / 293 تهذيب التهذيب 1 / 420 سير أعلام النبلاء 4 / 419 ( 167 ) والوافي بالوفيات 11 / 249 وانظر بالحاشية فيهما أسماء مصادر أخرى ترجمت له

( 3 ) بالاصل " الحرقي " والمثبت عن الانساب

( 4 ) بالاصل " الذراع " والمثبت عن الانساب وهذه النسبة إلى الذرع للثياب والارض

(11/491)

البسري قالوا أنبأنا أبو طاهر المخلص نبأنا عبد الوهاب بن محمد بن زياد النيسابوري أنبأنا يونس بن عبد الأعلى أنبأنا وهب أخبرني ابن سمعان عن ابن شهاب أخبره أن أباه أخبره أنه قال يا رسول الله أخبرني بأمر اعتصم به فقال رسول اله ( صلى الله عليه و سلم ) أملك على هذا وأشار إلى لسانه قال عبد الرحمن بن الحارث رأيت ذلك يسيرا وكنت رجلا قليل الكلام ولم أفطن لماذا ولا شئ أشد منه انتهى وهذا حديث غريب من حديث الزهري لم يذكره محمد بن يحيى الذهلي في الوهميات انتهى [ 2882 ] أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبانا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد أنبأنا محمد بن عمر أخبرني الضحاك بن عثمان أخبرني عبد الله بن عبيد بن عمير قال سمعت عبد الرحمن بن الحارث بن هشام يحدث أبي عن أبيه قال رأيت رسول لله ( صلى الله عليه و سلم ) في حجته وهو واقف على رحله وهو يقول والله إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلي ولولا أني أخرجت منك ما خرجت ح قال فقلت ولم أبين يا ليتنا لم نفعل فارجع إليها فأنها منيتك ومولدك فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إني سألت ربي فقلت اللهم إنك أخرجتني من أحب أرضك إلى فأنزلني أحب أرضك إليك فأنزلني المدينة انتهى [ 2883 ] أخبرنا أبو غالب أحمد وأبو عبد الله يحيى ابنا ( 1 ) الحسن بن أحمد قالا أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد أنبانا محمد بن عبد الرحمن بن العباس نبأنا محمد بن سليمان بن داود بن محمد بن الزبير قال فولد هشام بن المغيرة عثمان به كان يكنى وأمه بنت عثمان بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وليس لعثمان عقب والحارث بن هشام وكان شريفا مذكورا وله يقول كعب بن الأشرف اليهودي وهو من طئ من أهل الجبلين وأمه من بني النضر ( 2 ) نبئت أن الحارث بن هشام * في الناس يبني المكرمات ويجمع ليزور يثرب بالجموع وإنما * يبني على الحسب القديم الأرفع *

_________

( 1 ) بالاصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت

( 2 ) البيتان في نسب قريش للمصعب الزبيري ص 301 ، وأثرب هي يثرب

(11/492)

وشهد الحارث بن هشام بدرا مع المشركين فكان فيمن انهزم فعيره حسان بن ثابت قال ( 1 ) إن كنت كاذبة الذي حدثتني * فنجو ت منجا الحارث بن هشام ترك الأحبة أن يقاتل دونهم * ونجا برأس طمرة ولجام * فقال الحارث بن هشام يعتذر من فراره يومئذ ( 2 ) القوم أعلم ما تركت قتالهم * حتى رموا فرسي بأشقر مرثد فعلمت أني إن أقاتل واحدا * أقاتل ولا ينكي عدوي مشهد فصددت عنهم والأحبة فيهم * طمعا لهم بعقاب يوم مفسد * وقال أيضا شعرا مثله * القوم أعلم ما تركت قتالهم * حتى رموا فرسي بأشقر مرثد فعلمت أني إن أقاتل واحدا * أقاتل ولا ينكي عدوي مشهد فصددت عنهم والأحبة فيهم * طمعا لهم بعقاب يوم مفسد * ثم غزا أحدا مع المشركين ولم يزل متمسكا بالشرك حتى أسلم يوم فتح مكة استأمنت له أم هانئ بنت أبي طالب وكان لجأ إلى منزلها واستجار بها فتفلت علي بن أبي طالب ليقتله فقالت أم هانئ بنت أبي طالب للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) حين دخل منزلها ذلك اليوم يا رسول الله ألا ترى إلى ابن أمي أجرت رجلا فأراد أن يقتله قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قد أجرنا من أجرت وأمنه ثم حسن إسلام ( 5 ) الحارث بن هشام انتهى [ 2884 ] أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي نبأنا إبراهيم بن محمد بن الفتح الحلي المصيصي نبأنا أبو عثمان بن سعيد نبأنا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفار نبأنا أبو عثمان سعيد بن نعيم المصيصي قال سمعت ابن

_________

( 1 ) البيتان في ديوانه ط بيروت 215 والاستيعاب 1 / 308 وأسد الغابة 1 / 420 والاصابة 1 / 293

( 2 ) عن الديوان وبالاصل " حدثني "

( 3 ) الطمرة : الفرس الكثير الجري ( اللسان : طمر )

( 4 ) الشعر في سيرة ابن هشام 3 / 19 ونسب قريش للمصعب الزبيري ص 302 والوافي 11 / 250 والاستيعاب 1 / 308 هامش الاصابة باختلاف الرواية في المصادر

( 5 ) بالاصل اسلامه

(11/493)

المبارك عن حنظلة بن أبي سفيان قال سمعت سالم بن عبد الله قيل له فيما نزلت هذه الآية " ليس لك من الأمر شئ " ( 1 ) فقال كان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يدعو على صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام فنزلت هذه الآية " ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون " ( 1 ) انتهى كذا رواه حنظلة بن سلام رواه عمر بن حمزة عن سالم فأنشده عن أبيه أخبرناه أبو المظفر عبد المنعم بن عبد الكريم بن هوازن أنبأنا أبو القاسم حينئذ وأخبرناه أبو الأسعد هبة الرحمن بن عبد الواحد بن عبد الكريم أنبأنا جدي أبو القاسم أنبأنا أبو الحسين الخفاف أنبأنا أبو العباس السراج نبأنا أبو السائب سالم بن جنادة نبأنا أبو بكر أحمد بن بشر عن عمر بن حمزة عن سالم عن ابن عمر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يوم أحد اللهم اللهم العن أبا سفيان اللهم العن الحارث اللهم العن صفوان بن أمية فنزلت " ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون " فتاب عليهم وأسلموا فحسن إسلامهم رواه الترمذي عن سالم [ 2885 ] ( 2 ) وأخبرنا أبو المظفر وأبو الأسعد قالا أنبأنا أبو القاسم القشيري أنبأنا أبو الحسين الخفاف أنبأنا أبو العباس السراج نبأنا أبو السائب سلم عن أبيه قال سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول اللهم العن الحارث بن هشام اللهم العن سهيل بن عمرو اللهم العن صفوان بن أمية فنزلت " ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون " وقد رواه نافع عن ابن عمر أيضا مثله أخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أبو بكر بن مالك نبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا أبو معاوية الغلابي نبأنا خالد بن الحارث نبأنا محمد بن عجلان عن نافع عن عبد الله أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كان يدعو على أربعة فأنزل الله تبارك وتعالى " ليس لك من الأمر شئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم " "

_________

( 1 ) سورة آل عمران الاية : 128

( 2 ) صحيح الترمذي 48 / كتاب تفسير القرآن حديث رمق 3004 ( ج 5 / 227 ) وفيه أحمد بن بشير عن عمر بن حمزة

قال الترمذي : هذا حديث حسن غريب

(11/494)

فإنهم ظالمون " قال وهداهم الله تبارك وتعالى للإسلام فأسلموا وحسن إسلامهم أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أخبرنا أبو الفتح نصر الله بن محمد حدثنا نصر بن إبراهيم المقدسي لفظا وعلي بن محمد بن أبي العلاء قراءة قالا أنبأنا أبو الحسن بن عوف نبأنا محمد بن موسى بن الحسين بن السمسار وأنبأنا محمد بن خريم ( 1 ) نبأنا حميد بن زنجوية حدثني نعيم بن حماد نبأنا ابن المبارك نبأنا معمر عن الزهري عن بعض آل عمر عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قال لما كان يوم الفتح ورسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بمكة أرسل إلى صفوان بن أمية بن خلف ( 2 ) وإلى أبي سفيان بن حرب وإلى الحارث بن هشام قال عمر فقلت قد أمكن الله منهم أعرفهم ما صنعوا حتى قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) مثلي ومثلكم كما قال يوسف لاخوته " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين " ( 3 ) قال عمر فانتضحت أو انتضحت حياء من رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كراهية أن يكون قد بدر مني شئوقال لهم رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ما قال ( 4 ) انتهى إنشاده وستأتي هذه الحكاية في ترجمة صفوان إن شاء الله تعالى أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا الحسن ( 5 ) بن علي أنبأنا أبو عمر حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد نبأنا محمد بن عمر حدثني سليط بن مسلم عن عبد الله بن عكرمة قال لما كان يوم الفتح دخل الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة على أم هانئ بنت أبي طالب فاستجارا بها وقالا نحن في جوارك فأجارتهما فدخل عليها علي بن أبي طالب فنظر إليهما فشهر عليهما السيف قالت ( 6 ) فألقيت عليهما واعتنقته وقلت تصنع هذا بي من بين الناس لتبدأن بي قبلهما قال تجيرين المشركين فخرج ولم يكد فأتيت

_________

( 1 ) بالاصل " حرم " والصواب ما أثبت

( 2 ) بالاصل " خالد " خطأ انظر ترجمته في سير الاعلام 2 / 562

( 3 ) سورة يوسف الاية : 92

( 4 ) طبقات ابن سعد 2 / 114

( 5 ) بالاصل " الحسين " خطأ وهو أبو محمد الجوهري الحسن بن علي بن محمد بن الحسن ترجمته في سير الاعلام 18 / 68

( 6 ) بالاصل : " قال " انظر مغازي الواقدي 2 / 829 وما بعدها

(11/495)

رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقلت يا رسول الله ما لقيت من ابن أمي علي ما كدت أفلت منه أجرت حمورين لي من المشركين فتفلت عليهما ليقتلهما فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كان ذلك له قد أجرنا من أجرت وأمنا من أمنت فرجعت إليهما فأخبرتهما فانصرفا إلى منازلهما فقيل لرسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) الحارث بن هشام وعبد الله بن أبي ربيعة جالسان في ناديهما متفضلان في الملاء المزعفر فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) لا سبيل إليهما فقد أمناهما قال الحارث بن هشام وجعلت أستحي أن يراني رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وأذكر رؤيته إياي في كل موطن أي موضعا مع المشركين ثم أذكر بره ورحمته وصلته فألقاه وهو داخل إلى المسجد فيلقاني بالبشر ووقف حتى جئته وسلمت عليه وشهدت شهادة الحق فقال الحمد لله الذي هداك ما كان مثلك يجهل الإسلام انتهى [ 2886 ] قال الحارث بن هشام فوالله ما رأيت مثل الإسلام جهل قال محمد بن عمر وشهد الحارث بن هشام مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) حنينا وأعطاه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من غنائم حنين مائة من الإبل انتهى قال محمد بن عمر قال أصحابه ( 1 ) ولم يزل الحارث بن هشام مقيما بمكة بعد أن أسلم حتى توفي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وهو غير مغموص عليه في إسلامه فلما جاء كتاب أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنهما يستنفر المسلمين على غزو الروم قدم الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وسهيل بن عمرو على أبي بكر الصديق المدينة فأتاهم في منازلهم فرحب بهم وسلم عليهم وسر بمكانهم ثم خرجوا مع المسلمين غزاة إلى الشام فشهد الحارث بن هشام فحل وأجنادين ومات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة فتزوج عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما ابنته أم حكيم بنت الحارث وهي أخت عبد الرحمن بن الحارث فكان عبد الرحمن بن الحارث يقول ما رأيت ربيبا خيرا من عمر بن الخطاب أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا الهيثم بن كليب نبأنا ابن أبي خيثمة عن مصعب الزبيري قال ( 2 ) والحارث بن هشام المخزومي هو ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم

_________

( 1 ) الخبر في طبقات ابن سعد 7 / 404

( 2 ) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 299 وما بعدها

(11/496)

وهو بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب أسلم يوم الفتح وأصيب شهيدا بالشام انتهى أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد قال في الطبقة الرابعة الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم من بني تميم أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو عمر بن مندة أنبانا الحسين بن محمد بن يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا محمد بن سعد قال في الطبقة الخامسة الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم يكنى أبا عبد الرحمن مات في لطاعون عمواس بالشام سنة ثمان عشرة وخلف عمر على أمرأته فاطمة بنت الوليد بن المغيرة وهي أم عبد الرحمن بن الحارث بن هشام ولعبد الرحمن دار بالمدينة رثة أخبرنا أبو البركات الأنماطي وأبو العز الكيلي قالا أنبانا أبو طاهر أحمد بن الحسن زاد الأنماطي وأبو الفضل بن خيرون قالا أنبانا محمد بن الحسين بن أحمد بن موسى أنبأنا محمد بن أحمد بن إسحاق نبأنا خليفة بن خياط قال الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أمه أم الجلاس اسمها أسماء بنت محرجة ( 1 ) بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم استشهد الحارث بن هشام يوم اليرموك انتهى أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا ( 2 ) البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا الحسن أنبأنا أحمد بن عبيد إجازة حدثنا محمد بن الحسين نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة أنبأنا مصعب بن عبد الله قال ( 3 ) الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب كان

_________

( 1 ) بالاصل : " مخرمة " والمثبت عن ابن سعد ونسب قريش

( 2 ) بالاصل : " أنبأنا " والصواب ما أثبت

( 3 ) نسب قريش ص 302

(11/497)

مذكورا شريفا أسلم يوم فتح مكة يقولون إن أم هانئ بنت أبي طالب استأمنت له فأمنه النبي ( صلى الله عليه و سلم ) انتهى قرأت على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا محمد بن القاسم الكوكبي نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة أنبأنا مصعب قال الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم اسلم يوم فتح مكة مات في طاعون عمواس أخبرنا أبو محمد بن الأبنوسي في كتابه ثم أخبرني أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبانا أبو علي أحمد بن علي بن الحسن بن شعيب أنبأنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم قال الحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم وأمه أسماء بنت مخربة أحد بني نهشل بن دارم بن مالك بن حنظلة بن مالك بن زيد بن مناة بن تميم أسلم يوم الفتح وكان من المؤلفة وتوفي سنة ثمان عشرة بالشام زمن الطاعون قال وكان قد عمي قبل وفاته له حديث أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبانا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب أنبانا أحمد بن عمير قراءة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في تسمية من شهد الفتح الحارث بن هشام قرأنا على أبو عبد الله بن البنا عن أبي تمام عن أبي محمد اللفتواني أنبأنا أبو بكر أحمد بن عبيد بن الفضل أنبأنا محمد بن الحسين بن محمد أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال أبو عبد الرحمن الحارث بن هشام بن المغيرة أنبأنا مصعب بن عبد الله قال الحارث بن هشام أسلم يوم فتح مكة وكان شريفا مذكورا فحسن إسلامه خرج في زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه من مكة إلى الشام فلم يزل بالشام حتى مات ( 1 ) وأما المدائني فأخبرنا أن الحارث بن هشام قتل باليرموك

_________

( 1 ) نسب قريش ص 301 و 302 باختلاف الرواية

(11/498)

اخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا عبد الله بن مندة قال الحارث بن هشام بن المغيرة المخزومي عداده في أهل الحجاز وكان شريفا مذكورا أسلم يوم فتح مكة وكانت أم هانئ استأمنت له فأمنه خرج في زمان عمر إلى الشام فلم يزل بها حتى قتل باليرموك قاله ابن أبي خيثمة عن مصعب بن عبد الله الزبيري وقيل مات في طاعون عمواس انتهى أخبرنا أبو غالب بن البنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا إبراهيم بن محمد بن الفتح أنبأنا محمد بن سفيان بن موسى نبأنا سعيد بن رحمة بن نعيم قال سمعت ابن المبارك عن الأسود بن شيبان السدوسي عن أبي نوفل بن أبي عقرب قال خرج الحارث بن هشام من مكة فجزع أهل مكة جزعا شديدا فلم يبق أحد يطعم إلا خرج يشيعه حتى إذا كان بأعلى البطحاء أو حيث شاء الله تعالى من ذلك وقف ووقف الناس حوله يبكون فلما رأى جزع الناس قال يا أيها الناس إني والله ما خرجت رغبة بنفسي عن أنفسكم ولا اختيار بلد عن بلدكم ولكن كان هذا الأمر فخرجت فيه رجال من قريش والله ما كانوا من ذوي أنسابها ولا في بيوتاتها فأصبحنا والله لو أن جبال مكة ذهبا فأنفقناها في سبيل الله عز و جل ما أدركنا يوما من أيامهم وأيم الله لئن فاتونا به في الدنيا لنلتمسن أن نشاركهم في الآخرة فاتقى الله امرؤ فتوجه غازيا إلى الشام واتبعه ثقله فأصيب شهيدا ( 1 ) أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان بن الزبير قال قال عمي مصعب ( 2 ) وخرج يعني الحارث في زمن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهما بأهله وماله من مكة إلى الشام فتبعه أهل مكة يبكون عليه فرق ( 3 ) فبكى فقال أما لو كنا نستبدل دارا بدار وجارا بجار ما أردنا بكم بدلا ولكنها النقلة إلى الله تبارك وتعالى ولم يزل حابسا نفسه ومن معه بالشام مجاهدا حتى مات ( 4 ) ولم يبق من أهله وولده غير عبد الرحمن وأم

_________

( 1 ) الاستيعاب 1 / 310 - 311 سير الاعلام 2 / 420 - 421

( 2 ) نسب قريش ص 302

( 3 ) نسب قريش فوقف فبكي

( 4 ) الزيادة عن نسب قريش

(11/499)

حكيم بنت الحارث حتى ختم الله تعالى له بخير قال الزبير وأم الحارث ( 1 ) وأبي جهل واسمه عمرو ( 2 ) بن هشام بن المغيرة أسماء بنت مخربة بنت جندل بن أبير بن نهشل بن دارم وأخوتهما لأمهما عياش وعبد الله وأم حجى بنو ( 3 ) أبي ربيعة بن المغيرة تزوج أم حجير أبو إهاب بن عزيز انتهى قال وأنبأنا الزبير حدثنا علي بن المغيرة عن معمر بن المثنى قال نزل هشام بن المغيرة بحران وبها أسماء بنت مخربة النهشلي نهشل بن دارم قد هلك عنها زوج لها وكانت امرأة لبيبة عاقلة ذات جمال فقيل له يا أبا عثمان إن ها هنا امرأة لبيبة من قومك وأثنوا عليها فأتاها فلما رآها رغب فيها فقال هل لك أن أتزوجك وأنقلك إلى مكة قالت ومن أنت قال أنا هشام بن المغيرة قالت فإني لا أعرفك ( 4 ) ولكني أنكحك نفسي وتحملني إلى مكة فإن كنت هشاما فأنا امرأتك فعجب من عقلها وازداد رغبة فيها فحملها فلما قدمت مكة أعلمت أنه هو هشام فنكحها فولدت له عمرا الذي كناه رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أبا جهل والحارث بن هشام ثم فارقها فخلف عليها أخوه أبو ربيعة بن المغيرة انتهى قال ونبأنا الزبير قال وأنشدني محمد بن الحسن لابن الكوسج مولى القرويين ( 5 ) أحسبت أن أباك كان يوم تسبني * بالشرف كان الحارث بن هشام * أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا رضوان بن أحمد أنبأنا أحمد بن عبد الجبار نبأنا يونس بن بكير عن ( 6 ) محمد بن إسحاق حدثني عبد الله بن أبي بكر بن حزم وغيره قالوا كان من أعطى رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) من أصحاب المئين من المؤلفة قلوبهم من قريش من بني مخزوم

_________

( 1 ) مكان الواو بياض بالاصل والذي استدرك يتفق مع عبارة نسب قريش ص 302

( 2 ) بالاصل " عمر ز والصواب ما أثبت باعتبار ما تقدم

( 4 ) بالاصل " فإني لاعرفك " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 172

( 5 ) البيت ومعه بيت آخر بدون نسبة في الاستيعاب 1 / 310 والوافي 11 / 250 وفيه : " بالمجد بدل " بالشرف "

( 6 ) زيادة لازمة ويونس بن بكير راوي سيرة ابن إسحاق

(11/500)

الحارث بن هشام مائة من الإبل ( 1 ) انتهى أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنبأنا أبو محمد الشاهد أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس أنبأنا أبو القاسم عبد الوهاب بن أبي حية أنبأنا محمد بن عمر الواقدي قال وأعطى يعني النبي ( صلى الله عليه و سلم ) من غنائم حنين من بني مخزوم الحارث بن هشام مائة من الإبل ( 2 ) انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسن النفور أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن عبد الله بن سعيد نبأنا السري بن يحيى نبأنا شعيب بن إبراهيم نبأنا سيف بن عمر عن زهرة عن أبي سلمة ومحمد بن أبي المهلب وطلحة قالوا جميعا قال ولما بلغ القسم يعني قسم عمر الأول سهيل بن عمرو والحارث بن هشام وكانا قد شهدا بدرا مع المشركين فلما أعطيا أقل مما أعطى غيرهما قالا هذا أنت وأنت تعرف قريشا تقصر بنا وتفضل علينا من ليس إلينا فكيف بغيرك قال إنما القسم على السابقة والقدمة في الإسلام وقد سبقتما قالا نعم إذا ولئن كنا سبقنا لذلك لا نسبق إلى الجهاد وأخذا قال وانبأنا سيف عن عبد الله بن سعيد عن أبي سعيد المقبري مثله انتهى وذكر سيف في حديث آخر بإسناد له أن عكرمة بن أبي جهل والحارث بن هشام كانا على المحامية يوم اليرموك ( 3 ) قال ونبأنا سيف عن أبي عثمان وخالد ( 4 ) قال وكان ممن أصيب في الثلاثة آلاف يوم اليرموك سلمة بن هشام انتهى أخبرنا أبو القاسم أيضا أنبأنا محمد بن محمد بن أحمد أنبأنا علي بن أحمد بن عمر أنبأنا محمد بن أحمد بن الحسن أنبأنا الحسن بن علي القطان نبأنا إسماعيل بن عيسى العطار أنبأنا إسحاق بن بشر قال ثم إن عمر قسم الأموال بين الناس فآثر أهل بدر على غيرهم من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وكان آثر الناس عنده في

_________

( 1 ) انظر سيرة ابن هشام 4 / 135 و 136

( 2 ) مغازي الواقدي 3 / 946

( 3 ) تاريخ الطبري 3 / 400

( 4 ) تاريخ الطبري 3 / 402

وبالاصل " عن خالد ز والصواب عن الطبري

(11/501)

القسم بعد أهل بدر أزواج النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ثم من قتل أبوه مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) شهيدا ثم الذين اتبعوهم بإحسان وكان ذلك القسم أول فئ قدم على عمر فلما بلغ القسم سهيل بن عمرو والحارث بن هشام بن ( 1 ) المغيرة ولم يبلغ بها عمر في القسم ما بلغ بأصحاب رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقالا يا عمر لا تؤثرون علينا أحدا فإنا قد آمنا بالله ورسوله وشهدنا أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له فقال لهما عمر إني لم أوثر عليكما من آثرت من أصحاب نبي الله ( صلى الله عليه و سلم ) إلا أنهم سبقوكم بالهجرة أحدا قالا فإن كنا قد سبقنا بالهجرة فإنا لم نسبق بالجهاد في سبيل الله عز و جل انتهى قال ثم تكلم الحارث بن هشام بن المغيرة فحمد الله تعالى وأثنى عليه ثم صلى على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ثم قال يا أمير المؤمنين حق على كل مسلم النصيحة لك والاجتهاد في أداء حقك لما أفضى إليك من أمر هذه الأمة التي وليت فعليك بتقوى الله تعالى في أمرك كله سره وعلانيته والاعتصام بما تعرف من أمر الله تعالى الذي شرع لك وهداك له فإن كل راع مسؤول عن رعيته وكل مؤتمن مسؤول عن أمانته والحاكم أحوج إلى العدل من المحكوم عليه فنسأل الله لنا ولك التقوى والعافية وتمام النعمة في الدنيا والآخرة ونستودعك الله فقال عمر هداك الله وأعانك وصحبك عليكما بتقوى الله في أمركما كله " إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون ( 2 ) " فأمر عمر لكل واحد منهم بأربعة آلاف عونا على جهادهما فخرجا إلى الشام فلم يزالا مجاهدين فقتل الحارث بن هشام يوم اليرموك شهيدا وتوفي سهيل بن عمرو ( 3 ) في طاعون عمواس ( 4 ) من أرض فلسطين أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا ( 5 ) البنا قال أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان نبأنا الزبير بن بكار حدثني

_________

( 1 ) بالاصل : " والمغيرة " والمثبت مما تقدم

( 2 ) سورة النحل الاية : 128

( 3 ) بالاصل " عمر "

( 4 ) ويقال فيها عمواس بكسر العين وسكون الميم قيل قيبة من بيت المقدس وقيل : هي ضيعة على ستة أميال من الرملة على طريق بيت المقدس فيها كان ابتداء الطاعون ثم فشا في أرض الشام ( انظر معجم البلدان )

( 5 ) بالاصل : " أخبرنا أبو غالب أبو عبد الله أنبأنا البنا " والصواب ما أثبت وقد مر هذا السند كثيرا

(11/502)

مصعب بن عثمان حدثني نوفل بن عمارة قال جاء الحارث بن هشام وسهيل بن عمرو إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فجلسا عنده وهو بينهما فجعل المهاجرون الأولون يأتون عمر فيقول ها هنا يا سهيل ها هنا يا حارث فينحيهما عنهم فجعل الأنصار يأتون عمر فينحيهما عنهم كذلك حتى صارا في آخر الناس فلما خرجا من عند عمر قال الحارث بن هشام لسهيل بن عمرو ألم تر ما صنع بنا فقال له سهيل أيها الرجل لا لوم عليه ينبغي أن نرجع باللوم على أنفسنا دعي القوم فأسرعوا ودعينا فأبطأنا فلما قام من عند عمر أتياه فقالا له يا أمير المؤمنين قد رأينا ما فعلت اليوم وعلمنا أنا اتهمنا في أنفسنا فهل من شئ نستدرك به فقال لهما لا أعلمه إلا هذا الوجه وأشار لهما إلى ثغر الروم فخرجا إلى الشام فماتا بها أنبأنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو الحسن العتيقي عن أبي الحسن الدارقطني أنبأنا عمر بن الحسن الشيباني نبأنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة نبأنا محمد بن سعد أنبأنا محمد بن عمر نبأنا معمر عن عطاء الخراساني عن أبي المسيب أن الحارث بن هشام هاجر إلى الشام في خلافة عمر انتهى قال وأنبأنا محمد بن عمر نبأنا يزيد بن فراس عن سنان بن أبي سنان الديلي عن أبيه قال رأيت عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه وقدم عليه سهيل بن عمرو والحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل فأرسل إلى كل واحد منهم بخمسة آلاف وفرس انتهى قال الواقدي هذا أغلظ الأحاديث إنما قدموا على أبي بكر وكان أول الناس ضرب خيمة في عسكر أبي بكر بالجرف عكرمة بن أبي جهل وقتل بأجنادين في خلافة أبي بكر فكيف يكون مع عمر وكان بالشام في خلافة عمر فهذا لا يعرف وإنما سهيل بن عمرو والحارث بن هشام فقد شهدا أجنادين والحارث بن هشام راية المسلمين يوم أجنادين فكيف يكون مع عمر ومات بالشام في طاعون عمواس انتهى أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد أنبأنا أبو عبد الله جعفر بن محمد نبأنا أبو زرعة قال وقال محمد بن أبي عمر عن أبي عتيبة عن عمرو عن الحسن بن محمد أن الحارث بن هشام وحويطب بن

(11/503)

عبد العزى وسهيل بن عمرو ( 1 ) خرجوا إلى الشام للجهاد فماتوا بها أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي نبأنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو الحسن العمري نبأنا محمد بن إسحاق نبأنا محمد بن المثنى نبأنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبو يونس القشيري حينئذ أنبأنا أبو منصور ومحمود بن إسماعيل الصيرفي وأخبرنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد بن الفضل عنه أنبأنا محمد بن عبد الله بن شاذان أنبأنا عبد الله بن محمد القباب نبأنا الوليد بن أبان حدثني أبو أحمد يزيد بن مخلد نبأنا الأنصاري عن أبي يونس القشيري حدثني حبيب بن أبي ثابت أن الحارث بن هشام وعكرمة بن أبي جهل وعياش بن أبي ربيعة ارتثوا ( 2 ) يوم اليرموك فدعا الحارث بماء ليشربه وفي حديث زاهر يشربه فنظر إليه عكرمة فقال الحارث ادفعوه إلى عكرمة فنظر إليه عياش بن أبي ربيعة فقال عكرمة ادفعوه إلى عياش فما وصل إلى عياش ولا إلى أحد منهم حتى ماتوا وما ذاقوه انتهى أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد أنبأنا محمد بن عبد الله الأنصاري حدثني أبو يونس القشيري حدثني حبيب بن أبي ثابت فذكره قال محمد بن سعد فذكرت هذا الحديث لمحمد بن عمر فأنكره وقال هذا وهل روايتنا عن أصحابنا جميعا من أهل العلم والسير أن عكرمة بن أبي جهل قتل يوم أجنادين شهيدا في خلافة أبي بكر الصديق رضي الله تعالى عنه ولا اختلاف بينهم في ذلك وأما عياش بن أبي ربيعة فمات بمكة وأما الحارث بن هشام فمات بالشام في طاعون عمواس سنة ثمان عشرة أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة أنبأنا أحمد بن علي الحافظ حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا محمد بن هبة الله قالا أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب قال وفي هذه السنة يعني سنة ثمان

_________

( 1 ) بتلاصل " عمر "

( 2 ) أي جرحوا وفي القاموس ( رث ) : ارتث على المجهول حمل من المعركة رثيا أي جريجا وبه رمق

والخبر في أسد الغابة 1 / 421 وفيه : " إثبتوا " أي جرحوا جراحة لم يقوموا منها

(11/504)

عشرة وهي سنة طاعون عمواس توفي الحارث بن هشام بن المغيرة وأظنه حكاه عن عمار بن الحسن عن سلمة بن الفضل عن ابن إسحاق أنبأنا عبد العزيز بن أحمد نبأنا محمد بن عبد الله المثنى أنبأنا محمد بن إبراهيم بن هارون أنبأنا احمد بن إبراهيم القرشي نبأنا سليمان بن عبد الرحمن نبأنا علي بن عبد الله التميمي قال عمواس سنة ثمان عشرة وبها مات الحارث بن هشام وسهيل بن عمرو ومعاذ بن جبل انتهى اخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا علي بن أحمد البسري أنبأنا أبو طاهر المخلص إجازة نبأنا عبيد الله بن عبد الرحمن أخبرني عبد الرحمن بن محمد بن المغيرة حدثني أبو عبيد القاسم بن سلام ( 1 ) قال وفيها يعني سنة ثلاث عشرة أصيب من استشهد من المسلمين بأجنادين ومرج الصفر ( 2 ) منهم الحارث بن هشام بن المغيرة قيل ويقال أن الحارث بن هشام وسهيل بن عمرو وأبا جندل بن سهيل كانت وفاتهم في هذه السنة أيضا يعني سنة ثمان عشرانتهى أخبرنا أبو غالب الماوردي أنبأنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال ( 3 ) وقال أبو الحسن يعني المدائني واستشهد يوم اليرموك الحارث بن هشام انتهى أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو الحسن علي بن عبد العزيز بن مروان أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم أخبرني عبد الله بن أحمد بن حنبل فيما كتب إلي قال وجدت في كتاب أبي بخط يده يعني عن الشافعي قال قال الحارث بن هشام مات في الطاعون بالشام ( 4 ) أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا نبأنا أبو نعيم أنبأنا سليمان بن أحمد أنبأنا أبو الزنباع نبأنا يحيى بن بكير قال توفي الحارث بن هشام بالشام سنة ثمان عشرة

_________

( 1 ) بالاصل : " أبو عبيد القاسم بن سليمان بن سلام "

( 2 ) مرج الصفر : بالضم ثم الفتح والتشديد : موضع بين دمشق والجولان صحراء ( معجم البلدان )

( 3 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 131

( 4 ) الخبر سقط من الجرح والتعديل انظر ترجمته في الجرح 1 / 2 / 92

(11/505)

قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن عبد العزيز بن أبي طاهر أنبأنا مكي بن محمد بن الغمر أنبانا أبو سليمان بن زبر قال والحارث بن هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم يعني مات سنة ثمان عشرة ( 1 ) عام الطاعون بعمواس وقد روى أهله أنه بقي إلى زمن عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهما أجمعين انتهى أخبرنا بذلك أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أحمد بن علي بن الحسين بن أبي عثمان أنبأنا أبو طاهر محمد بن علي الأنباري أنبأنا أبو طاهر أحمد بن محمد بن عمرو المديني نبأنا يونس بن عبد الأعلى نبأنا عبد الله بن وهب أخبرني ابن لهيعة عن يزيد بن أبي حبيب عن ابن شهاب عن أبي بكر بن عبد الرحمن أن الحارث بن هشام كاتب عبد له في كل أجل شئ مسمى فلما فرغ من كتابته أتاه العبد بماله كله فأبى الحارث أن يأخذه وقال لي شرطي ثم أنه رفع ذلك إلى عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنهما فقال عثمان هلم المال اجعله في بيت المال ونعطيه في أجل ما يحل وأعتق العبد ( 2 ) قال أبو موسى هذا قول مالك وأهل المدينة انتهى 1167 الحارث بن يزيد الأفقم بن هشام ابن عبد الملك بن مروان بن الحكم الأموي له ذكر انتهى 1168 الحارث بن يمجد الأشعري القاضي ( 3 ) ولي القضاء بدمشق في أيام الوليد بن يزيد بن عبد الملك بعد يزيد بن أبي مالك روى عن عبد الله بن عمرو وأبي سعيد رجل له صحبة وقيل رجل وقيل عن رجل عنه روى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبانا عبد الله بن

_________

( 1 ) تكرار الخبر إلى هنا كذا بالاصل فحذفنا وذكرناه مرة واحدة هنا

( 2 ) الخبر في تهذيب التهذيب 1 / 420 والاصابة 1 / 294 وعقب ابن حجر قال : وهذا ظاهرة أن الحارث عاش إلى خلافة عثمان ولكن ابن لهيعة ضيعف ويحتلم أن تكون المحاكمة تأخرت بعده وفاة الحارث

( 3 ) ترجمته وأخباره في أخبار القضاة لوكيع 3 / 206 وفيه : الحارث بن محمد بدل الحارث بن يمجد

(11/506)

مندة أنبأنا أبو سعيد الهيثم بن كليب نبأنا عيسى بن أحمد نبأنا بشر بن بكر نبأنا ابن جابر عن الحارث بن يمجد عن من حدثه عن رجل يكنى بأبي سعيد قال قدمت من العالية ( 1 ) إلى المدينة وبي جهد فأتيت النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فذكر الحديث ولم يزد عليه أخبرنا أبو الحسن بن قيس أنبأنا أبو العباس أنبأنا محمد بن أبي نصر حينئذ وأخبرناه أبو القاسم بن السمرقندي نبأنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا تمام بن محمد وأبو محمد بن أبي نصر وأبو نصر الجندي وأبو بكر محمد بن عبد الرحمن بن عبيد الله القطان وعبد الرحمن بن الحسين بن أبي العقب قالوا أنبأنا علي بن يعقوب بن أبي العقب أنبأنا أبو زرعة نبأنا أبو مسهر حدثني صدقة بن خالد عن ابن جابر عن الحارث بن يمجد حدثه عن رجل يكنى أبا سعيد قال قدمت من العالية إلى المدينة فما بلغت حتى صابني جهد فبينا أنا أسير في سوق من أسواق المدينة سمعت رجلا يقول لصاحبه إن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قرى الليلة قال سمعت ذكر القرى وبي جهد أتيت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقلت يا رسول الله إنك قريت الليلة قال أجل قال وما ذاك قال طعام فيه مسخنة قال قلت فما فعل فضله قال رفع قال قلت يا رسول الله أفي أول أمتك تكون قال الشيخ يعني موتا أو في آخرها قال لي أولها ثم تلحقوني أفنادا يعني بعضكم بعضا انتهى [ 2887 ] أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الفتح الحلبي المصيصي أنبأنا أبو يوسف محمد بن سفيان بن موسى الصفار المصيصي ( 2 ) نبأنا أبو عثمان سعيد بن رحمة بن نعيم الأصبحي قال سمعت عبد الله بن المبارك عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر عن الحارث بن يمجد حدثه عن عبد الله بن عمرو ( 3 ) قال الناس في الغزو جزآن فجزء خرجوا يكثرون ذكر الله تعالى والتذكير به ويجتنبون الفساد في المسير ويواسون الصاحب وينفقون كرام أموالهم فهم أشد اغتباطا بما أنفقوا من أمولهم منهم بما استفادوا من دنياهم فإذا كانوا في مواطن القتال استحيوا من الله تبارك وتعالى في تلك المواطن أن يطلع على ريبة في

_________

( 1 ) اسم لكل ما كان من جهة نجد من المدينة من قراها وعمايرها إلى تهامة فهي العالية ( معجم البلدان )

( 2 ) ذكره وترجم له السمعاني في الانساب ( المصيصي ) ولم يذكر كنيته

وهذه النسبة إلى المصيصة بكسر الميم والياء وتشديد الصاد الاولى بلدة كبيرة على ساحل بحر الشام

( 3 ) بالاصل " عمر " وقد تقدم في بداية الترجمة

(11/507)

قلوبهم أو خذلان للمسلمين فإذا قدروا على الغلول طهروا منه قلوبهم وأعمالهم فلم يستطع ( 1 ) الشيطان أن يفتنهم ولا يكلم قلوبهم فبهم يعز الله تعالى دينه ويكيد عدوه وأما الجزء الآخر فخرجوا فلم يكثروا ذكر الله تعالى ولا التذكير به ولم يجتنبوا الفساد ولم ينفقوا أموالهم إلا وهم كارهون وما أنفقوا من أموالهم رأوه مغرما وحدثهم به الشيطان فإذا كانوا عند مواطن القتال كان مع الآخر الآخر والخاذل الخاذل واعتصموا برؤوس الجبال ينظرون ما يصنع الناس فإذا فتح الله عز و جل للمسلمين كان أشدهم تخاطبا بالكذب فإذا قدروا على الغلول اجترؤا فيه على الله عز و جل وحدثهم الشيطان أنها غنيمة إن أصابهم رخاء بطروا وإن أصابهم حبس فتنهم الشيطان بالعرض وليس لهم من أجر المؤمنين شئ غير أن أجسادهم مع أجسادهم ومسيرهم مع مسيرهم دنياهم وأعمالهم شتى حتى يجمعهم الله عز و جل يوم القيامة ثم يفرق بينهم انتهى أنبانا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثنا أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أبو الفضل أحمد بن الحسن وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسن قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل البخاري قال ( 2 ) الحارث بن يمجد الأشعري عن عبد الله بن عمرو وروى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قوله حديثه في الشاميين أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ أخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب بن الحسن أخبرنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة في تسمية أهل دمشق والأردن الحارث بن يمجد الأشعري القاضي انتهى أخبرنا أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو صادق محمد بن أحمد بن جعفر أنبأنا

_________

( 1 ) بالاصل : يستطيع

( 2 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 285

(11/508)

أحمد بن أبي بكر بن محمد بن زنجوية أنبأنا أبو محمد أحمد الحسن بن عبد الله العسكري قال ومما شكل في هذا أحدا الحارث بن يمجد الأشعري قاضي حمص أيضا ويمجد أوله ياء مضمومة والميم ساكنة وبعدها جيم مكسورة وآخر الإسم دال تحتها نقطة روى عن عبد الله بن عمرو وروى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو محمد الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو الميمون بن راشد نبأنا أبو زرعة ( 1 ) حدثني عبد الرحمن بن إبراهيم عن أبي مسهر قال عزله الوليد بن يزيد يعني يزيد بن أبي مالك وولى الحارث بن يمجد الأشعري وكان يزيد بن أبي مالك قاضي دمشق من قبل هشام انتهى في نسخة ما شافهني به أبو عبد الله الخلال أنبأنا أبو القاسم بن مندة أنبأنا أبو طاهر بن سلمة أنبأنا أبو الحسن الفأفاء ح قال وأنبأنا حمد بن عبد الله إجازة قالا أنبأنا أبو محمد بن أبي حاتم قال ( 2 ) الحارث بن يمجد الأشعري قاضي حمص قبل عبد الأعلى بن عدي ( 3 ) وقبل سالم بن عبد الله المحاربي وكان يقال بعد نمير بن أوس روى عن عبد الله بن عمرو وروى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر سمعت أبي يقول ذلك انتهى كذا قال وسالم ونمير من قضاة دمشق وأهل الشام أعلم بأمر بلادهم من أهل الري ويحتمل أن يكون قضى بحمص ودمشق جميعا وهو حمصي الأصل والله تعالى أعلم أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر بن ابي الصقر أنبأنا منصور بن علي الطرسوسي أنبأنا الحسن بن رشيق أنبأنا أحمد بن محمد بن سلام حدثنا داود بن رشيد نبأنا الوليد قال قال نمير بن أوس ثم يزيد بن أبي مالك ثم الحارث بن يمجد الأشعري يعني ولي القضاء بعد يزيد بن أبي مالك انتهى أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن

_________

( 1 ) تاريخ أبي زرعة الدمشقي 1 / 203

( 2 ) الجرح والتعديل 1 / 2 / 94

( 3 ) ما بين معكوفتين زيادة عن الجرح والتعدل

( 4 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن أخبار القضاة لوكيع 3 / 204 و 206

(11/509)

عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول في الطبقة الرابعة الحارث بن يمجد الأشعري قاضي دمشق ولاه الوليد بن يزيد دمشق أشعري وقال عتاب الحارث بن محمد ذلك وهم ( 1 ) انتهى قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام عن محمد عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أبو الطيب الكوكبي نبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة أخبرني أبو محمد التميمي نبأنا أبو مسهر نبأنا سعيد بن عبد العزيز بعث يزيد بن أبي مالك إلى بني نمير يفقههم وبعث الحارث بن يمجد إلى قوم آخر يفقههم انتهى أنبأنا أبو علي محمد بن سعيد بن نبهان أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالا أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا عبد الله بن إسحاق بن إبراهيم حينئذ قال وأنبأنا طراد الزينبي أنبأنا أحمد بن علي بن الحسين بن الباذا ( 2 ) أنبأنا حامد بن محمد بن عبد الله قالا أنبأنا علي بن عبد العزيز نبأنا أبو عبيد حدثني نعيم بن حماد عن ضمرة بن ربيعة عن عبد الحكيم ( 3 ) بن سليمان بن غيلان قال بعث عمر بن عبد العزيز يزيد بن أبي مالك الدمشقي والحارث بن يمجد الأشعري يفقهان الناس في البدو وأجرا عليهما رزقا وأما يزيد فقبل وأما الحارث فأبى أن يقبل فكتب إلى عمر بن عبد العزيز بذلك فكتب عمر إنا لا نعلم بما صنع يزيد بأسا وأكثر الله فينا مثل الحارث بن يمجد

_________

( 1 ) يعني قوله : " محمد " والصواب " يمجد " وقد ورد عند وكيع في أخبار قضاته " محمد "

( 2 ) كذا بالاصل وفي تبصير المنتبه 1 / 56 : أحمد بن علي البادي وأخطأ من يقول البادا روي عنه الخطيب

( 3 ) في أخبار القضاة لوكيع 3 / 207 " الحكم " بدل " عبد الحكيم "

(11/510)

" ذكر من اسمه حازم " 1169 حازم بن حسين أظنه من أهل المدينة حدث عن ربيعة عن عطاء بن يعقوب مولى ابن سباع ( 1 ) وعمر بن عبد العزيز ووفد عليه روى عنه الواقدي قيده أبو عبد الله الصوري في موضعين بالحاء المهملة انتهى قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف إجازة نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد ( 2 ) أنبأنا محمد بن عمر حدثني حازم ( 3 ) بن حسين قال رأيت ( 4 ) عمر بن عبد العزيز بخناصرة وأتي برجل شهد عليه أنه شرب خمرا بأرض العدو فجلده ثمانين روى عنه الواقدي أمكنة ( 5 ) أخرى عن ربيعة بن يعقوب عن عمر بن عبد العزيز والله أعلم وروى الواقدي حديثا آخر عن حازم بن حسين عن عبد الكريم بن أبي أمية فقال خازم بالخاء المعجمة وذلك آخر بصري والله أعلم

_________

( 1 ) ضبطت عن تقريب التهذيب

( 2 ) طبقات ابن سعد 5 / 354 في ترجمة عمر بن عبد العزيز

( 3 ) في ابن سعد : " خازم " بالخاء المعجمة

( 4 ) غير واضحة بالاصل وعليها إشارد والمثبت عن ابن سعد

( 5 ) بالاصل " مكانه "

(12/3)

1170 - حازم بن مالك بن بسطام حدث عن عبد العزيز بن الحصين روى عنه القاسم بن هاشم وهو وهم وإنما هو حماد بن مالك بن بسطام الحرستاني ( 1 ) الأشجعي وقد صحف فيه بعض الرواة وقد روى حماد عن عبد العزيز وروى عنه القاسم بن هاشم السمسار وأخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو الحسن رشأ بن نظيف أنبأنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل نبأنا أحمد بن مروان نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا قاسم بن هاشم نبأنا حازم بن مالك بن بسطام الدمشقي نبأنا عبد العزيز بن الحصين قال بلغني أن عيسى بن مريم قال من كثر كذبه ذهب جماله ومن لاحى الرجال سقطت كرامته ومن كثر همه سقم جسده ومن ساء خلقه عذب نفسه ( 2 ) 1171 حازم بن أبي موسى حكى عنه الوليد بن مسلم انتهى أنبأنا أبو تراب حيدرة بن أحمد وأبو محمد هبة الله بن أبي الحسين الأنصاري قالا نبأنا عبد العزيز بن أبي طاهر أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أبو ( 3 ) عبد الملك أحمد بن إبراهيم القرشي نبأنا محمد بن علي بن عائذ نبأنا الوليد قال وحدثني حازم بن أبي موسى أنه كان فيمن سار مع سليمان بن هشام إلى حصار سنادة الجبل وخلف العسكر في سنادة السهل قال فحاصرنا سنادة الجبل نحوا ( 4 ) من أربعين ليلة ( 5 ) ليس لهم ماء إلا صهريج فكاتبوا سليمان على أن لا يقتل منهم أحدا ولا يفرق بين أهل البيوت فأجابهم إلى ذلك

_________

( 1 ) هذه النسبة إلى حرستا قرية على باب دمشق قريبة منها

ذكره السمعاني وترجم له باسم " ابي مالك حماد بن مالك بن بسطام "

( 2 ) إشارة بالاصل إلى أن هناك بياضا مقدار سطر إلا كلمة

( 3 ) سقطت من الاصل واستدرك عن الانسا ( البسري )

( 4 ) بالاصل " نحو "

( 5 ) كلمة رسمها بالاصل : " بحيرانه " تركنا مكانها بياضا

(12/4)

وقفلنا غدا فتأتيهم سحابة فأمطرت على مجاري الصهريج فملته فامتنعوا ودخلنا عنهم يأسا إلى سنادة وأمر الناس بالجهاز إلى القفل ففعلوا وأصبح الناس على ظهر يوما قد سماه وقال براياته معقبا إلى داخل أرض الروم ليصيب عوضا مما فاته من غنائم الخمس فأتت الأجناد تتبعه وصاحوا بصوت واحد لا تريد وتوجهت الأجناد إلى القفل فكان ذلك أول معصية ظهرت لأهل الشام قال حازم وابتليت دواب الناس بقرحة سقطت منها حوافر الدواب فأرحل عامة الناس 1172 - حازم مولى عمر بن عبد العزيز حدث عن عمر بن عبد العزيز روى عنه حماد بن سلمة قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدار قطني في باب حازم بالحاء حازم مولى عمر بن عبد العزيز روى عن عمر بن عبد العزيز روى عنه حماد بن سلمة انتهى قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال ( 1 ) أما حازم أوله حاء مهملة وبعدها زاي حازم مولى عمر بن عبد العزيز حدث عن مولاه روى عنه حماد بن سلمة انتهى

_________

( 5 ) الاكمال لابن ماكولا 2 / 277

(12/5)

" ذكر من اسمه حامد بالحاء والميم والدال المهملتان " 1173 حامد بن أحمد بن محمد أبو ( 1 ) أحمد المروزي ويعرف بالزيدي ( 2 ) الحافظ ( 3 ) وإنما عرف بذلك لأنه كان يجمع حديث زيد بن أبي أنيسة من الحفاظ الرحالين في الحديث والكتابين للحديث الجوالين سمع بخراسان والعراق ومصر وسكن طرسوس وقد انتقى على خيثمة بن سليمان وحدث عن محمد بن العباس الدمشقي وأبي ( 4 ) رجاء محمد بن حمدوية وأحمد بن سورة ومحمد بن نصر بن شيبة المروزيين وعلي بن الحسن بن سالم ( 5 ) الأصبهاني روى عنه أبو بكر بن إسماعيل المستملي وأبو الحسن الدارقطني وأبو القاسم عبد الله بن أحمد بن الثلاج ( 6 ) أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم وأبو القاسم بن السمرقندي قالا أنبأنا أبو نضر بن طلاب أنبأنا أبو الحسين بن جميع بصيدا أنبأنا حامد بن محمد بن

_________

( 1 ) بالاصل " بن " والصواب ما أثبت عن مصادر ترجمته

( 2 ) بالاصل " الزبيدي " والصواب ما أثبت باعتبار ما يلي وانظر مصادر ترجمته

( 3 ) ترجمته في تاريخ بغداد 8 / 171 وتذكرة الحفاظ 3 / 918 وسير أعلام النبلاء 15 / 369

( 4 ) بالاصل : " وابن أبي رجاء " والصواب عن مصادر ترجمته

( 5 ) في مصادر ترجمته : سلم

( 6 ) غير واضحة بالاصل والمثبت عن سير أعلام النبلاء وتاريخ بغداد

(12/6)

داود ( 1 ) المروزي الزيدي أبو أحمد الحافظ ببغداد نبأنا محمد بن عمران بن موسى نبأنا محمد بن يحيى القصري نبأنا بشر بن عفان عن عروة بن ثابت عن مطر الوراق عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال أوصاني خليلي ( صلى الله عليه و سلم ) بثلاث الوتر قبل النوم وصيام ثلاثة أيام من كل شهر والغسل يوم الجمعة انتهى كذا رواه قال في نسبة داود ولا أراه محفوظا والله تعالى أعلم أخبرنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 2 ) نبأنا هلال بن عبد الله بن محمد الطيبي وعلي بن محمد بن الحسين ( 3 ) المالكي وعبيد الله بن محمد بن أحمد بن لؤلؤ الأمين قالوا حدثنا محمد بن إسماعيل الوراق إملاء أنبأنا أبو أحمد حامد بن أحمد بن محمد المروزي قدم علينا نبأنا أبو العباس محمد بن نصر بن شيبة الفزاري المروزي أنبأنا أبو مالك سعيد بن هبيرة العامري نبأنا همام عن قتادة عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) إن الله تعالى يقول كل يوم أنا ربكم العزيز فمن أراد عز الدارين فليطع العزيز أخبرنا أبو النجم أيضا أنبأنا أبو بكر الخطيب نبأنا محمد بن علي الصوري أنبأنا محمد بن عبد الرحمن الأزدي نبأنا ابن مسرور نبأنا أبو سعيد بن يونس حينئذ وكتب إلي أبو زكريا يحيى بن عبد الوهاب بن مندة وحدثني أبو بكر اللفتواني عنه أنبأنا عمي عن أبيه قال قال لنا أبو سعيد بن يونس حامد بن محمد المروزي يكنى أبا أحمد ويعرف بالزيدي قدم مصر زاد ابن مندة ذلك وكتاب بها فقالا وكان كتابة للحديث وكان يحفظ ويفهم وكتب عنه وخرج إلى بغداد فمات بها في شهر رمضان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة فيما قرأت عليه عن أبي زكريا عبد الرحيم بن أحمد حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو إسحاق إبراهيم بن يونس أنبأنا أبو زكريا حينئذ وأخبرنا أبو الحسين بن سلامة بن يحيى أنبأنا أبو الفرج سهل بن بشر أنبأنا رشأ بن نظيف قالا نبأنا عبد العزيز بن سعيد في

_________

( 1 ) كذا ورد اسمه هنا بالاصل

وسينيه المصنف في آخر إلى إنكاره

( 2 ) تاريخ بغداد 8 / 171

( 3 ) تاريخ بغداد : الحسن

(12/7)

باب الزيدي قال أبو أحمد المروزي الزيدي الحافظ واسمه حامد بن محمد قال أبو زكريا البخاري فقال إنه عني بجمع حديث زيد بن أبي أنيسة نسب إليه قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال ( 1 ) أما الزيدي ممن ينسب إلى زيد أبو أحمد المروزي الزيدي الحافظ وهو حامد بن محمد انتهى أخبرنا أبو الحسن بن سعيد وأبو النجم بدر بن عبد الله قالا قال لنا أبو بكر الخطيب ( 2 ) حامد بن أحمد بن محمد بن أحمد أبو أحمد ( 3 ) المروزي المعروف بالزيدي كان له عناية بحديث زيد بن أبي أنيسة وجمعه وطلبه فنسب ( 4 ) إليه وسكن طرسوس ثم قدم بغداد وحدث بها عن أبي رجاء محمد بن حمدوية وأحمد بن سورة ومحمد بن نصر بن شيبة المراوزة وعن علي بن الحسن بن سالم ( 5 ) الأصبهاني ومحمد بن العباس الدمشقي روى عنه محمد بن إسماعيل والدار قطني وابن الثلاج وكان ثقة مذكورا بالفهم وموصوفا بالحفظ انتهى أخبرنا أبو الحسن بن سعيد حدثنا وأبو النجم الشيحي أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 6 ) حدثني عبيد الله بن أبي الفتح عن طلحة بن محمد بن جعفر أن أبا أحمد الزيدي الحافظ مات في سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة انتهى قال الخطيب وكذلك قرأت في كتاب ابن الثلاج بخطه وقرأت في كتاب محمد بن علي بن عمر بن الفياض توفي أبو أحمد الزيدي في شهر رمضان من سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة قال الخطيب وهو القول الأصح وبلغني أن أبا أحمد كان مولده في سنة اثنتين ( 7 ) وثمانين ومائتين 1174 - حامد بن سهل بن الحارث أبو محمد البخاري سمع بدمشق وغيرها هشام بن عمار ودحيما وعبد الوهاب بن الضحاك

_________

( 1 ) الاكمال لابن ماكولا 4 / 144 و 145 وذكره فيمن نسب إلى زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم

( 2 ) تاريخ بغداد 8 / 171

( 3 ) الزيادة عن تاريخ بغداد

( 4 ) عن تاريخ بغداد وبالاصل : فنسيت

( 5 ) تاريخ بغداد : سلم

( 6 ) تاريخ بغداد 8 / 171

( 7 ) بالاصل : ائنين

(12/8)

وزهير بن عباد وعمرو بن عثمان الحمصي وحرملة والربيع بن سليمان وأحمد بن منيع وعيسى بن حماد ومحمد بن عبد الأعلى الصنعاني ومحمد بن يحيى الأشعري وقتيبة بن سعيد وإبراهيم بن يوسف البلخي وأبا مصعب الزهري وأحمد بن عبدة الضبي وعمران بن موسى الفرار روى عنه أبو حاتم سهل بن السري البخاري ومحمد بن أحمد بن أبي حامد البخاري وأحمد بن أحمد بن حمدان وأبو نصر أحمد بن سهل بن حمدوية وخلف بن محمد الخيام وأحمد بن نضر بن محمد بن أشكاب البخاريون وأبو عمرو محمد بن محمد بن صابر ( 1 ) انتهى أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الواحد أنبأنا شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا محمد بن أحمد بن أبي حامد البخاري نبأنا حامد بن سهل الثغري نبأنا هشام بن عمار نبأنا محمد بن شعيب بن شابور أخبرني معاذ بن رفاعة عن أبي عبد الملك يعني علي بن يزيد عن القاسم عن أبي أمامة عن حمزة عن ثعلبة بن حاطب الأنصاري أنه قال يا رسول الله ادع الله أن يرزقني مالا فقال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قليل تؤدي شكره خير من كثير لا تطيقه ثم ذكر الحديث بطوله لم يزد عليه قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي بكر الخطيب قال قرأت بخط أبي عبد الله الغنجار ( 2 ) البخاري سمعت أبا صالح خلف بن محمد يقول توفي حامد بن سهل سنة سبع وتسعين ومائتين ( 3 ) 1175 حامد بن محمد بن خليل ( 4 ) بن بحر أبو العباس النسوي سكن دمشق وحدث بها عن أبي نصر أحمد بن الحسن بن الحسين الشيرازي اللباد

_________

( 1 ) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 16 / 328

( 2 ) واسمه محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان انظر ترجمته في سير الاعلام 17 / 304

( 3 ) زيد في سير أعلام النبلاء ترجمته 14 / 51 " وكان من أبناء الثمانين "

( 4 ) في مختصر ابن منظور : " حامد

" وسيأتي أثناء الترجمة " حامد " وليس " خليل "

(12/9)

حدثنا عنه أبو محمد بن الأكفاني أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو العباس حامد بن محمد بن حامد النسوي بمصر بقراءتي عليه أنبأنا أبو نصر أحمد بن الحسين بن أحمد الشيرازي الواعظ لفظه نبأنا أبو بكر محمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن الحسين بن أحمد بن محمد بن الليث الخطيب بشيراز أنبأنا أبو بكر أحمد بن أبي بكر أحمد بن محمد الخرقي بأصبهان إملاء نا أبو القاسم عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي نبأنا يونس بن عبد الأعلى نبأنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو ( 1 ) بن الحارث أن دراجا ( 2 ) حدثه عن الهيثم عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أنه قال من تواضع لله عز و جل درجة يرفعه الله تعالى درجة ومن يتكبر على الله تعالى درجة يضعه الله تعالى درجة حتى يجعله في أسفل السافلين أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو الوفاء عبد الواحد بن أحمد بن عبد الواحد أنبأنا أبو طاهر بن محمود أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو العباس بن قتيبة نبأنا حرملة بن عبد الله بن يحيى أنبأنا عبد الله بن وهب أخبرني عمرو بن الحارث أن دراجا حدثه عن أبي الهيثم عن أبي سعيد عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال من يتواضع لله درجة يرفعه الله درجة حتى يجعله في أعلى عليين ومن يتكبر على الله درجة يضعه الله درجة حتى يجعله في أسفل السافلين انتهى رواه ابن ماجة ( 3 ) في سننه عن حرملة أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني أنبأنا أبو العباس الفسوي أنبأنا أبو نصر الواعظ أخبرتنا ( 4 ) رابعة بنت أحمد بن الدجاج الأصبهانية بها أنبأنا أبو بكر أبن المقرئ أنبأنا أبو يعلى أنبأنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي نبأنا أبو إسحاق الفزاري عن شعبة عن يعلى بن عطاء عن أبيه عن عبد الله بن عمر قال

_________

( 1 ) بالاصل " عمر " والصواب " عمرو " انظر ترجمة دراج في تهذيب التهذيب 2 / 124

( 2 ) هو دراج بن سمعان أبو السمح المصري القاص مولى عبد الله بن عمرو مستقيم الحديث توفي سنة 126 ( الكاشف ) وتهذيب التهذيب 2 / 124

( 3 ) سنن ابن ماجة 37 كتاب الزهد ح رقم 4176

( 4 ) بالاصل : أخبرنا

(12/10)

قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) رضى الله في رضى الوالد وسخط الله تعالى في سخط الوالد أخبرناه أعلى من هذا بدرجتين أبو عبد الله الخلال وأم المجتبى العلوية قالا أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر المقرئ أنبأنا أبو يعلى فذكر مثله أخبرنا أبو بكر بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز الكتاني قال سنة أربع وستين وأربع مائة فيها توفي حامد بن محمد الفسوي في ربيع الأول حدث عن أبي نصر أحمد بن الحسين الشيرازي الواعظ الذي كان بمصر قال أنبأنا أبو محمد بن الأكفاني في موضع آخر توفي أبو العباس حامد بن محمد الفسوي في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين فيها مات ودفن بباب الصغير 1176 حامد بن ملهم أبو الجيش القائد ولي إمرة دمشق من قبل الملقب بالحاكم في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة بعد علي بن جعفر بن فلاح فوليها حامد سنة وأربعة أشهر ونصف ثم عزل بأبي عبد الله بن محمد بن نزال وكان ممدحا أخبرنا أبو غالب محمد بن محمد بن أسد العكبري أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو عبد الله الصوري أنشدني أبو محمد عبد المحسن بن محمد بن أحمد الصوري لنفسه في أبي الجيش حامد بن ملهم وقد جلس في مجلس ما بين بستان لد وبين بحيرة طبرية فقال فيه عبد المحسن أبلغا عني أبا الجيش أمير الجيش أمرا * إن لي فيك وفي مجلسك الليلة فكرا * من رأى جودك فياضا وأخلاقك زهرا * ظن بين البحر وبين البستان بستانا وبحرا قرأت بخط أبي محمد بن الأكفاني مما نقله من خط أبي الحسين الميداني قال وجاءت الولاية لحامد بن ملهم تسلم ذلك لخمس وعشرين ليلة خلت من رجب سنة تسع وتسعين وثلاثمائة

(12/11)

1177 - حامد بن يوسف بن الحسين أبو أحمد التغلبي ( 1 ) دخل دمشق زائرا لبيت المقدس وحدث بدمشق وحلب عن أبي عبد الله بن محمد بن علي بن أحمد البيهقي نزيل بيت المقدس وأبي حكيم عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله الخبري ( 2 ) وأبي الفضل محمد بن عبد الله الآبنوسي وأبي بكر محمد بن الحسن بن أبي جيد البشنوي وسمع منه ببيت المقدس وأبي طاهر محمد بن أحمد بن الصقر الأنباري حدثنا عنه أبو القاسم بن السوسي وكان خروجه من دمشق سنة ثلاث وثمانين وأربعمائة أخبرنا أبو القاسم نصر بن أحمد بن مقاتل السوسي أنبأنا أبو أحمد حامد بن يوسف بن الحسين التغلبي قدم علينا دمشق سنة اثنين وثمانين وأربعمائة أنبأنا أبو حكيم عبد الله بن إبراهيم الفرضي أنبأنا أبو طالب محمد بن علي بن الفتح أنبأنا عمر بن أحمد بن شاهين الواعظ نبأنا عبد الله بن محمد نبأنا هدبة بن خالد نبأنا مبارك بن فضالة عن ثابت عن أنس أن رجلا قال يا رسول الله إني أحب فلانا في الله عز و جل قال فأخبرته قال لا قال قم فأخبره قال فلقيه فقال إني أحبك في الله يا فلان فقال له أحبك الذي أحببتني له "

_________

( 1 ) إعجامها غير واضح بالاصل ورسمها : التنلسبي والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 177

( 2 ) انظر ترجمته في سير الاعلام 18 / 558

(12/12)

ذكر من اسمه حباب ( 1 ) بالحاء ( 2 ) المهملة " 1178 حباب ( 3 ) الكعبي أبو أم معمر لبنى صاحبة قيس بن ذريح وفد على معاوية شاكيا لقيس حتى أهدر معاوية دم قيس إذا لم يلين له ذكر انتهى 1179 حبال ( 4 ) بن عمر الكلبي بن عمر بن منصور بن جمهور كان فيمن سعى في قتل الوليد بن يزيد والبيعة لابن عمه يزيد بن الوليد هو من أهل قرية المزة له ذكر 1180 حبان بن عبد الله الطوسي حدث بجبيل من ساحل دمشق عن أبي بكر محمد بن خلاد البابلي روى عنه أبو بكر محمد بن إسحاق الرازي انتهى قرأت على أبي المكارم الأزدي عن نصر بن إبراهيم القرشي المقدسي أنبانا عبد الله بن محمد بن يوسف النحوي نبأنا عيسى بن عبد الله المصاحفي أخبرني علي بن جعفر بن محمد الرازي نبأنا سليمان بن أحمد نبأنا محمد بن إسحاق نبأنا حبان بن عبد الله الطوسي بجبيل نبأنا أبو بكر بن خلاد قال سمعت ابن عيينة يقول لما خرج زيد بن علي أقفل أهل منصور على منصور الباب

_________

( 1 ) رسمت بالاصل " خباب " والصواب ما أثبت

( 2 ) بالاصل " بالخاء المعجمة "

( 3 ) بالاصل " جباب "

( 4 ) بالاصل " خبال "

(12/13)

1181 - حبان ( 1 ) بن موسى بن حبان بن موسى ( 2 ) أبو ( 3 ) محمد الخلالي حدث عن زكريا بن يحيى السجزي وأبي أيوب سليمان بن عبد الله بن عبد الرحمن كتب عنه أبو الحسين الرازي وروى عنه ابن ابنه أبو الفرج العباس بن محمد بن حبان انتهى أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه نبأنا عبد العزيز بن أحمد إملاء نبأنا أبو الحسن علي بن الحسين الربعي الحافظ نبأنا أبو الفرج العباس بن محمد بن حبان ( 4 ) بن موسى بن حبان بن موسى نبأنا جدي حبان بن موسى نبأنا زكريا بن يحيى السجزي نبأنا أبو معمر وقتيبة قالا نبأنا إسماعيل بن جعفر عن موسى بن عقبة عن أبي النضر عن أبي سلمة عن سعد أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) كان يمسح على الخفين انتهى أخبرناه عاليا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو سعد الجنزرودي ( 5 ) أنبأنا أبو طاهر بن خزيمة أنبأنا جدي أنبأنا علي بن حجر نبأنا إسماعيل نبأنا موسى بن عقبة عن أبي النضر سالم مولى عمر بن عبيد الله بن معمر عن أبي سلمة بن أبي عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص قال سئل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) عن المسح على الخفين فقال لا بأس به قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي زكريا البخاري انتهى وحدثنا خالي أبو المعالي القاضي حدثنا نصر بن إبراهيم المقدسي أنبأنا أبو زكريا حدثنا عبد الغني بن سعيد ( 6 ) قال في باب حبان بكسر الحاء حبان بن موسى

_________

( 1 ) ضبطت بالقلم بالاصل بالفتح وتشديد الباء والضبط عن تقريب التهذيب

( 2 ) الزيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 177

( 3 ) في تهذيب التهذيب : " الكلابي أبو محمد الدمشقي " وفي سير أعلام النبلاء 11 / 11 " الكلاعي الدمشقي "

( 4 ) ضبطت بالاصل بالفتح

( 5 ) بالاصل " الخير وردي " والصواب ما أثبت وقد مر

( 6 ) بالاصل " سعد " انظر ترجمته في سير الاعلام 17 / 268

(12/14)

الدمشقي متأخر عن زكريا بن يحيى السجزي روى عنه ابن ابنه العباس بن محمد بن حبان قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال ( 1 ) أما حبان بكسر الحاء حبان بن موسى بن حبان أبو محمد الدمشقي متأخر يروي عن زكريا بن يحيى السجزي حدث عنه ابن ابنه العباس بن محمد بن حبان انتهى قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي محمد التميمي نبأنا بكر بن محمد بن العمري أنبأنا أبو سليمان بن زبر قال سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة فيها مات حبان بن موسى انتهى قرأت بخط أبي الحسين بن أحمد وذكر أنه نقله من خط أبي الحسين الرازي في تسمية من كتب عنه من شيوخ مدينة دمشق وهو أبو محمد حبان بن موسى بن حبان بن موسى بن الكلابي مات في ربيع الأول سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة 1182 حبة بن سلامة الكلبي من أصحاب يزيد بن الوليد شهد بعض حروبه وأبلى فيها له ذكر

(12/15)

" ذكر من اسمه حبيب " 1183 حبيب بن أوس بن الحارث ابن قيس بن الأشج بن يحيى بن مزينا بن سهم ابن خلجان الكاتب بن مروان بن دجانة بن زبر بن سعيد ابن كاهل بن عامر ( 1 ) ويقال ابن عمر بن عدي بن عمرو بن طيئ أبو تمام الطائي الشاعر ( 2 ) من أهل قرية جاسم من حوران مدح الخلفاء والأمراء فأحسن وحدث عن صهيب بن أبي الصهباء الشاعر والعطاف بن هارون وكرامة بن أبان العدوي وأبي عبد الرحمن الأموي وسلامة بن جابر النهدي ومحمد بن خالد الشيباني روى عنه خالد بن يزيد الشاعر وأبو العوف بن الوليد بن عبادة البختري وأبو بكر محمد بن إبراهيم بن عتاب وأحمد بن أبي طاهر العبدوي البغدادي وكان أسمرا طويلا فصيحا حلو الكلام فيه تمتمة يسيرة وولد سنة ثمان وثمانين ومائة ويقال سنة تسعين ومائة انتهى أخبرنا ( 3 ) أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم بن

_________

( 1 ) الاكمال لابن ماكولا 2 / 307 و 310

(12/16)

نصر النسفي أنبانا عبد الحي بن عبد بن موسى الجوهري الشاعر ببخارى أنبانا أبي أبو الحسن الشاعر حدثني أبو علي المفضل بن الفضل الشاعر نبأنا خالد بن يزيد الشاعر حدثني أبو تمام حبيب بن أوس الشاعر حدثني صهيب بن أبي الصهباء الشاعر حدثني الفرزدق همام بن غالب الشاعر حدثني عبد الرحمن بن ثابت الشاعر حدثني حسان بن ثابت الشاعر قال قال رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يا حسان اهجهم وجبريل معك وقال إن من الشعر حكمة وقال لي إذا حارب أصحابي بالسلاح فحارب أنت باللسان انتهى أخبرناه أبو القاسم بن إبراهيم وأبو الحسن بن إبراهيم وأبو الحسن علي بن أحمد بن منصور قالا حدثنا أبو منصور بن زريق أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 1 ) أنبانا القاضي أبو العلاء الواسطي من كتابه في سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة أنبانا عبد الله بن موسى السلامي الشاعر بفائدة بن أبي بكير ( 2 ) حدثني أبو علي مفضل بن الفضل الشاعر حدثني خالد بن يزيد الشاعر حدثني أبو تمام حبيب بن أوس الشاعر حدثني صهيب بن أبي الصهباء الشاعر حدثني الفرزدق الشاعر حدثني عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الشاعر حدثني أبي حسان بن ثابت الشاعر قال قال لي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) اهج المشركين وجبريل معك وقال لي إن من الشعر حكمة انتهى قال الخطيب أفدت هذا الحديث عن أبي العلاء جماعة من أصحابنا البغداديين والغرباء مع تعجبي ( 3 ) فإن عبد الله بن موسى السلامي صاحب عجائب وظرائف وكان موطنه وراء نهر جيحون وحدث ببخارى وسمرقند وتلك النواحي ولم ألق بخراسان من سمع منه ولا علمت أنه قدم بغداد فلما حدثني عنه أبو العلاء جوزت أن يكون ورد إلينا حاجا فظفر به أبو عبد الله بن بكير وسمع منه أبو العلاء منه ولم يتسع له

_________

( 1 ) الخبر في تارخي بغداد 3 / 8 في ترجمة 1094 محمد بن علي بن أحمد بن يعقوب أبي العلاء الواسطي

( 2 ) في تاريخ بغداد " ابن بكير " وانظر ترجمته في تاريخ بغداد 8 / 13 وسير الاعلام 17 / 8

( 3 ) بالاصل بعد كلمة البغدايين إشارة إلى شئ ما وتبين أن ثمة نقص في العبارة استدركنا السقط بين معكوفتين عن تاريخ بغداد 3 / 98

(12/17)

المقام حتى يروي ما يشتهر به حديثه وتظهر عندنا رواياته فلما كان في سنة سبع ( 1 ) وعشرين وأربعمائة وقع إلي خريطة أبي عبد الله بن بكير كان قد جمع فيه أحاديث مسندة لجماعة من الشعراء وكتبها بخطه فوجدت في جملتها بخط ابن بكير حدثني الحسين ( 2 ) بن علي بن طاهر أبو علي الصيرفي أخبرنا عبد الله بن موسى السلامي الشاعر بالحديث الذي ذكرته عن أبي العلاء عن السلامي بعينه بسياقه ولفظه وكان في الجزء الآخر حديث عن ابن ( 3 ) طاهر الصيرفي أيضا عن السلامي الشاعر مشافهة وإجازة أيضا عن السلامي ذكر ابن طاهر أن السلامي أخبرهم به مناولة فأوقفت على كتاب ابن بكير جماعة من شيوخنا وأصحابنا وشرحت هذه القصة لأبي القاسم التنوخي فاجتمع مع أبي العلاء وقال له أيها القاضي لا ترو ( 4 ) عن عبد الله بن موسى السلامي فإن هذا الشيخ حدث بنواحي بخارى ولم يرد بغداد فقال أبو العلاء ما رأيت هذا السلامي ولا أعرفه انتهى أخبرنا أبو الحسن ( 5 ) بن قبيس حدثنا أبو النجم بدر بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب قال ( 6 ) حبيب بن أوس أبو تمام الطائي الشاعر شامي الأصل كان بمصر في حداثته ( 7 ) يسقي الماء في المسجد الجامع ثم جالس الأدباء وأخذ عنهم وتعلم منهم وكان فطنا فهما وكان يحب الشعر فلم يزل يعانيه حتى قال الشعر فأجاد وشاع ذكره وسار شعره حتى بلغ المعتصم ( 8 ) فحمله إليه وهو بسر من رأى فعمل أبو تمام فيه قصائد عدة وأجازه المعتصم وقدمه على شعراء وقته وزمانه وعصره وقدم إلى بغداد فجالس بها الأدباء وعاشر العلماء وكان موصوفا بالظرف وحسن الأخلاق وكرم النفس وقد روى عنه أحمد بن أبي طاهر وغيره أخبارا مسندة وهو حبيب بن

_________

( 1 ) في تاريخ بغداد : تسع

( 2 ) في تاريخ بغداد : الحسن

( 3 ) بالاصل " أبي " والمثبت عن تاريخ بغداد

( 4 ) بالاصل : تروي

( 5 ) بالاصل " الحسين " والصواب ما إثبت وقد مر كثيرا

( 6 ) تاريخ بغداد 8 / 248

( 7 ) عن تاريخ بغداد وبالاصل " حداثة "

( 8 ) في تاريخ بغداد : وبلغ المعتصم خبره

(12/18)

أوس بن الحارث بن قيس بن الأشج بن يحيى بن مزينا بن سهم بن خلجان ( 1 ) بن مروان بن دفافة بن مر بن ( 2 ) سعد بن كاهل بن عمرو بن عدي بن عمر ( 3 ) بن الحارث بن طيئ واسمه جلهم بن أدد بن زيد ( 4 ) بن كهلان بن سبأ بن يشجب بن يعرب بن قحطان أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ونقلته من خطه أنبأنا أبو العباس أحمد بن إبراهيم الرازي بالإسكندرية أنبأنا أبو القاسم هبة الله بن إبراهيم الصواف أنبأنا أبو محمد عبد الله بن يوسف بن يحيى بن علي بن يحيى المنجم بغدادي بمصر نبأنا محمد بن الحسن المقرئ نبأنا أبو الحسين أحمد بن سليمان المعبدي نبأنا أحمد بن أبي طاهر نبأنا يحيى بن صالح أبو الوليد قال رأيت أبا تمام الطائي حبيب بن أوس بدمشق غلاما يعمل مع قزاز كان أبوه خمارا بها انتهى أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا أبو النجم الشيحي أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 5 ) أخبرني علي بن أيوب القمي أنبأنا أبو عبيد الله المرزباني أخبرني محمد بن يحيى الصولي قال قال قوم إن أبا تمام هو حبيب بن تروس ( 6 ) النصراني فغير فصير أوسا أخبرنا أبو العز بن كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده أنبأنا أبو علي الجازري حينئذ وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نبأنا وأبو النجم الشيحي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أحمد بن عمر بن روح النهرواني قالا نبأنا المعافى بن زكريا ( 7 ) نبأنا محمد بن محمود الخزاعي نبأنا علي بن الجهم قال كان الشعراء يجتمعون كل جمعة في القبة المعروفة بهم من جامع المدينة فيتناشدون الشعر ويعرض كل واحد

_________

( 1 ) تاريخ بغداد : ملحان

( 2 ) ما بين معكوفتين زيادة عن تاريخ بغداد

( 3 ) تاريخ بغدد : عمرو

( 4 ) بالاصل " يزيد " والمثبت عن تاريخ بغداد

( 5 ) تاريخ بغداد 8 / 249

( 6 ) كذا وفي تاريخ بغداد : " بدوس " وفي مختصر ابن منظور 6 / 178 : تدوس

( 7 ) الخبر في الجليس الصالح الكافي 2 / 265 وتاريخ بغداد 8 / 249 نقلا عن المعافى بن زكريا

(12/19)

منهم على أصحابه ما أحدث من القول ( 1 ) بعد مفارقتهم في الجمعة التي قبلها فبينما أنا في جمعة من تلك الجمع ودعبل وأبو الشيص وابن أبي فنن ( 2 ) مجتمعون والناس يستمعون إنشاد بعضنا ( 3 ) بعضا أبصرت شابا في أخريات الناس جالسا في زي الأعراب وهيئتهم فلما قطعنا الإنشاد قال لنا قد سمعت إنشادكم منذ اليوم فاسمعوا إنشادي قلنا هات فأنشدنا ( 4 ) فحواك عين على نجواك يا مذل * حتام لا يتقضى قولك الخطل فإن أسمج من يشكو إليه هوى * من كان أحسن شئ عنده العذل ما ( 5 ) أقبلت أوجه اللذات سافرة * مذ أدبرت باللوى أيامنا الأول إن شئت أن لا ترى صبرا لمصطبر * فانظر على أي حال أصبح الطلل كأنما جاد مغناه فغيره * دموعنا يوم بانوا فهي تنهمل ولو ترانا وإياهم وموقفنا * في موقف البين لاستهلالنا زجل من حرقة أطلقتها ( 6 ) فرقة أسرت * قلبا ومن عذل ( 7 ) في نحره عذل وقد طوى الشوق في أحشائنا بقر * عين طوتهن في أحشائها الكلل * ثم مر فيها حتى انتهى إلى قوله في مدح المعتصم تغاير الشعر فيه إذ سهرت له * حتى ظننت قوافيه ستقتتل ( 8 ) قال فعقد أبو الشيص عند هذا البيت خنصره ثم مر فيها إلى آخرها فقلنا زدنا فأنشدنا دمن ألم بها فقال سلام * كم حل عقدة صبرة الإلمام * ( 9 )

_________

( 1 ) الزيادة عن الجليس الصالح وتاريخ بغداد

( 2 ) إعجامها غير واضح بالاصل والمثبت عن المصدرين السابقين

( 3 ) بالاصل " بعضا " والمثبت عن المصدرين السابقين

( 4 ) الابيات في ديوانه ط بيروت ص 214 من قصيدة يمدح المعتصم والجليس الصلاح وتاريخ بغداد

( 5 ) هذا البيت والذي يليه سقطا من الجليس الصالح

( 6 ) الجليس الصالح : أطاعتها

( 7 ) الديوان : غزل

( 8 ) وهو البيت الثامن عشر من القصيدة وبالاصل " شهدت " والمثبت " سهرت " عن المصادر

( 9 ) مطلع قصيدة يمدح المأمون ديوانه ص 263 وعجزه في الجليس الصالح : كم جل عقد ضميره الالمام

(12/20)

ثم أنشدها إلى آخرها وهو يمدح فيها المأمون فاستزدناه فأنشدنا قصيدته التي أولها ( 1 ) قدك اتئب أربيت في الغلواء * كم تعذلون وأنتم سجرائي * حتى انتهى إلى آخرها فقلنا له لمن هذا الشعر قال لمن أنشدكموه قلنا ومن تكون قال أنا أبو تمام حبيب بن أوس الطائي فقال له أبو الشيص تزعم أن هذا الشعر لك وتقول تغاير الشعر فيه إذ سهرت ( 2 ) له * حتى ظننت قوافيه ستقتتل * قال نعم لأني سهرت في مدح ملك ولم أسهر في مدح سوقة فرفعناه حتى صار معنا في موضعنا ولم نزل نتهاداه بيننا وجعلناه كأحدنا واشتد إعجابنا لدماثته وظرفه وكرمه وحسن طبعه وجودة شعره وكان ذلك اليوم أول يوم عرفناه فيه ثم تراقت حاله حتى كان من أمره ما كان زاد ابن كادش قال القاضي ( 3 ) قول أبي تمام يا مذل المذل الفتور والخدر قال الشاعر وإن مذلت رجلي دعوتك أشتكي * بدعواك من مذل بها فيهون ( 4 ) وقوله حتى ظننت قوافيها ستقتتل أسكن الياء وحقها النصب لضرورة الشعر وقد جاء مثله في كثير من العربية ومن ذلك قول الأعشى ( 5 )

_________

( 1 ) مطلع قصيدة يمدح يحيى بن ثابت ديوانه ص 14

( 2 ) بالاصل " شهدت "

( 3 ) هو القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا صاحب كتاب الجليس الصالح الكافي وتتمة الخبر في كتابه 2 / 267

( 4 ) البيت في اللسان ( مذل ) ولم ينسبه وباختلاف الرواية وسكن الذال في مذل للضرورة

( 5 ) البيت في ديوان الاعشى ط بيروت ص 44

(12/21)

فتى لو ينادي الشمس ألقت قناعها * أو القمر الساري لألقى المقالدا * وقال رؤبة فيه أيضا كأن أيديهن بالقاع القرق * أيدي جوار يتعاطين الورق * وقد قرأ بعض النحويين من القراء حرفا في القرآن على هذه اللغة في رواية انتهت إلينا عنه وذلك أن أبي حدثنا قال حدثنا محمد بن معاذ بن قرة الهروي نبأنا علي بن خشرم قال سمعت الكسائي يقرأ " وإني خفت الموالي من وراءي " ( 1 ) قال وأنشد أبو داود السنجي كأن أيديهن بالقاع القرق * أيدي جوار يتعاطين الورق * والمعروف في هذا الموضع من التلاوة قراءتان إحداهما " وإني خفت الموالي " يعني قلة الموالي والموالي في هذه القراءة ساكنة وهي في موضع رفع بالفعل رويت هذه القراءة عن عثمان بن عفان وعدد من متقدمي القراء الثانية " وإني خفت " من الخوف الموالي بالنصب أو هي مفعول بها وهذا باب واسع مستقصى في كتبنا المؤلفة في علوم التنزيل والتأويل والمعروف مما نقله رواة الشعر في بيت الأعشى فتى لو ينادي الشمس ألقت قناعها * أو القمر الساري لألقى المقالدا * فيه وجهان من التفسير أحدهما أن تكون من الدعاء والمناداة والمعنى أنه لو دعاها لأجابته مذعنة طائعة والآخر أن يكون المعنى لو جالسها في الندي والنادي ورواه أبو العباس محمد بن يزيد النحوي ( 2 ) لو يباري من المباراة وهي المعارضة والعرب تقول فلان يباري الريح أي يعارضها قال طرفة ( 3 ) تباري عناقا ناجيات وأتبعت * وظيفا وظيفا ( 4 ) فوق مور معبد * قدك معناه خشيتك ( 5 ) كما قال النابغة

_________

( 1 ) سورد مريم الآية : 5

( 2 ) انظر الكامل للمبرد 2 / 902

( 3 ) البيت من معلقته ديوانه ص 22

( 4 ) سقطت من الاصل والزيادة عن ديوانه

( 5 ) في الجليس الصلاح : حسبك

(12/22)

قالت ألا ليتما هذا الحمام لنا * إلى حمامتنا إذ نصفه فقد * ( 1 ) ومعنى اتئب استحي أربيت زدت في الغلواء معناه مأخوذ من الغلو وتجاوز الحد كما قال الشاعر إلا كناشرة الذي ضيعتم * كالغصن في غلوائه المتثبت * ( 2 ) والسجراء بالسين المهملة جمع سجير وهو القريب والولي فأما الشجراء بالشين المعجمة جمع شجير وهو البعيد والمعدوم ( 3 ) أخبرنا أبو الحسن بن قبيس حدثنا وأبو النجم الشيحي أنبأنا أبو بكر الخطيب أخبرني علي بن أيوب القمي أنبأنا محمد بن عمران الكاتب أخبرني الصولي حدثني الحسين بن إسحاق قال ( 4 ) قلت للبحتري الناس يزعمون أنك أشعر من أبي تمام قال والله ما ينفعني هذا القول ولا يضر أبا تمام والله ما أكلت الخبز إلا به ولوددت أن الأمر كما قالوا ولكني والله تابع له لائذ به آخذ منه كما قلت نسيمي يركن عند هوائه * وأرضي منخفض عند سمائه * قال ( 5 ) وأخبرني علي بن أيوب أنبأنا محمد بن عمران أخبرني محمد بن يحيى الصولي حدثني أبو العباس عبد الله بن المعتز قال حدث إبراهيم بن المدبر فرأيته يستجيد شعر أبي تمام ولا يوفيه حقه بحديث حدثنيه أبو عمرو بن أبي الحسن الطوسي وجعلته مثلا له قال بعثني أبي إلى ابن الأعرابي لأقرأ عليه أشعارا وكنت معجبا بشعر أبي تمام فقرأت عليه من أشعار هذيل ثم قرأت عليه أرجوزة لأبي تمام على ( 6 ) أنها لبعض شعراء هذيل وعاذل عذلته في عذله * فظن أني جاهل لجهله * ( 7 )

_________

( 1 ) ديوانه ص 35

( 2 ) عجزه في اللسان غلا برواية : كالغصن في غلوائه المتأود ( 3 ) في الجليس الصالح : والعدو

( 4 ) الخبر في الاغاني 21 / 40

( 5 ) تاريخ بغداد 8 / 250 - 251

( 6 ) زيادة عن تاريخ بغداد

( 7 ) ديوانه ط بيروت ص 533 من أرجوزة قالها في صالح بن عبد الله الهاشمي :

(12/23)

حتى أتممتها فقال اكتب لي هذه فكتبتها ثم قلت له أحسنة هي قال ما سمعت بأحسن منها قلت لأنها لأبي تمام قال حرق حرق ( 1 ) قال ابن المعتز وهذا الفعل من العلماء مفرط القبح لأنه يجب أن لا يدفع إحسان محسن عدوا كان أو صديقا وان تؤخذ الفائدة من الرفيع والوضيع فإنه يروى عن علي بن أبي طالب رضي الله تعالى عنه أنه قال الحكمة ضالة المؤمن فخذ ضالتك ولو من أهل الشرك ويروى عن بزرجمهر أنه قال أخذت من كل شئ أحسن ما فيه حتى انتهيت إلى الكلب والهر والخنزير والغراب فقيل له وما أخذت من الكلب قال إلفه لأهله وذبه عن حريمه قيل له فمن الغراب قال شدة حذره قيل له فمن الخنزير قال بكوره في إرادته قيل فمن الهر قال حسن رفقها عند المسألة ولين صياحها انتهى قرأت خط أبي الحسن رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم العلوي وأبو الوحش المقرئ عنه قال أنبانا أبو أحمد عبيد الله بن محمد الشرقي أنبأنا أبو بكر محمد بن يحيى الصولي نبأنا محمد بن يزيد بن عبد الأكبر قال قدم عمارة بن عقيل إلى بغداد فاجتمع الناس إليه وكتبوا شعره وسمعوا منه وعرضوا عليه الأشعار فقال له بعضهم ها هنا شاعر يزعم قوم أنه أشعر الناس طرا ويزعم غيرهم أنه ضد ذلك فقال أنشده لي فأنشدوه ( 2 ) غدت تستجير الدمع خوف نوى غد * وعاد قتادا عندها كل مرقد وأنقذها من غمرة الموت إنه * صدود فراق لا صدود تعمد فأجرى لها الإشفاق دمعا موردا * من الدر ( 3 ) يجري فوق خد مورد هي البدر يغنيها تودد وجهها * إلى كل من لاقت وإن لم تودد * ثم قطع المنشد فقال له عمارة زدنا من هذا فوصل نشيدا وقال ولكنني لم أجد ( 4 ) وفرا مجمعا * ففزت به إلا بشمل مبدد ولم تعطني الأيام نوما مسكنا * ألذ به إلا بنوم مشرد *

_________

( 1 ) تاريخ بغداد : خرق خرق

( 2 ) الابيات في ديوانه ص 98 من قصيدة يمدح أبا سعيد محمد بن يوسف الطائي

( 3 ) في الديوان : الدم

( 4 ) الديوان : لم أحو

(12/24)

فقال عمارة لله دره لقد تقدم في هذا المعنى جميع ما سبقه من القول على كثرة القول فيه حتى تحبب الاغتراب هيه فأنشده ( 1 ) وطول مقام المرء بالحي مخلق * لديباجتيه فاغترب تتجدد فإني الشمس الشمس زيدت محبة * إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد * فقال عمارة كمل والله إن كان الشعر بجودة اللفظ وحسن المعاني وإطراد المرادف واستواء الكلام فصاحبكم هذا أشعر ( 2 ) الناس وإن كان بغيره فلا أدري أخبرنا أبو العز كادش إذنا ومناولة وإسناده علي حينئذ وأخبرنا أبو الحسن بن قبيس نبأنا وأبو النجم بدر بن عبد الله أخبرنا أبو بكر الخطيب قالا ( 3 ) أنبأنا أبو علي محمد بن الحسين بن محمد الجازري نبأنا المعافا بن زكريا نبأنا محمد بن يحيى الصولي نبأنا محمد ( 4 ) بن موسى بن حماد قال سمعت علي بن الجهم وذكر وقد ذكر دعبلا فكفره ولعنه وقال كان قد أغرى بالطعن على أبي تمام وهو خير منه دينا وشعرا فقال له رجل لو كان أبو تمام أخاك ما زاد على كثرة وصفك له فقال إلا يكون أخا بالنسب فإنه أخ بالأدب والدين والمروءة أو ما سمعت قوله في طيئ إن يكن مطرف الإخاء فإننا * نغدوا ونسري في إخاء تالد أو يختلف بالوصال ( 5 ) فماؤنا * عذب تحدر من غمام واحد أو يفترق نسب يؤلف بيننا * أدب أقمناه مقام الوالد * أخبرنا أبو العز بن كادش فيما قرأ إسناده علي وقال أروه عني وناولني إياه أنبأنا أبو علي الجازري أنبأنا المعافا زكريا القاضي قال ( 6 ) وكنت يوما جالسا في دار أمير المؤمنين القادر بالله وبالحضرة جماعة من أماثل شعراء زماننا ومنهم من له حظ من أنواع الأدب وتصرف في نقد الشعر ومعرفة بأعاريضه وقوافيه وخاصته وخواصه

_________

( 1 ) من القصيدة السابقة الديوان ص 98

( 2 ) بالاصل : " شعر "

( 3 ) تاريخ بغداد 8 / 251 نقلا عن المعافى بن زكريا والخبر في كتاب الجليس الصالح الكافي 1 / 438

( 4 ) في الجليس الصالح : حدثنا موسى بن محمد بن موسى بن حماد

( 5 ) في المصدرين : ماء الوصال

( 6 ) الخبر في الجليس الصالح الكافي 2 / 208

(12/25)

ومعانيه وما يمتنع منه وما يجوز فيه فأفاضوا في هذه الوجوه إلى أن انتهوا إلى ذكر أبي تمام ومسلم بن الوليد وقال كل واحد منهم في تجميل أوصافهما وترتيب أشعارهما بما حضره فلم أصغ كل الإصغاء إلى ما أتوا ( 1 ) به من ذلك إذ لم يجر على قصد التحقيق وظهر منهم أو من بعضهم تشوف إلى أن آتي بما عندي من ذلك فقلت أبو تمام له التقدم في أحكام الصنعة وحبك ( 2 ) الألفاظ المطابقة المستعذبة وإبداع المعاني اللطيفة المستغربة والاستعارة ( 3 ) المتقبلة الغريبة والتشبيهات الواضحة العجيبة ومسلم له الطبع وقرب المأخذ فتقبلوا هذا وأعجبوا به وأظهروا استحسانه والاغتباط باستفادته ثم حضرني بعض من يتعاطى هذا الشأن فسألني إملاءه عليه فقلت له أنا قائل لك في هذا قولا وجيزا مختصرا يأتي على المعنى وله مع الاختصار حلاوة وبهاء وطلاوة وهو أن أبا تمام أصنع ومسلم أطبع انتهى أخبرنا أبو الحسين علي بن محمد بن العلاف في كتابه حينئذ أخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنا أبو علي بن أبي جعفر نا أبو الحسين بن العلاف قالا أنبأ أبو القاسم بن بشران أنبأنا أحمد بن إبراهيم الكندي أنبأنا محمد بن جعفر الخرائطي قال أنشدني الأشحامي لحبيب بن أوس حينئذ وأنبأنا أبو الفرج غيث بن علي ثم حدثني أبو إسحاق إبراهيم بن طاهر الخشوعي عنه أنبانا مشرف بن الخضر التمار إجازة أنبأنا أبو حازم محمد بن الحسين بن الفراء أنشدني منير بن أحمد بن منير المعدل بمصر أنشدنا أحمد بن بهزاد أنشدني أبو العباس الرياحي من ولد أحمد بن رباح القاضي لأبي تمام وطول مقام المرء في الحي مخلق * لديباجتيه فاغترب تتجدد فإني رأيت الشمس زيدت محبة * إلى الناس أن ليست عليهم بسرمد * أخبرنا أبو الحسن بن قبيس وابن سعيد قالا وأبو النجم الشيحي أنبأنا أبو بكر الخطيب أنبانا أبو سعد محمد بن حسنوية بن إبراهيم بن الأبيوردي أنبأنا أبو علي

_________

( 1 ) اللفظة غير مقروءة بالاصل والمثبت عن الجليس الصالح

( 2 ) اللفظة غير مقروءة بالاصل والمثبت عن الجليس الصالح

( 3 ) عن الجليس الصالح ورسمها مضطرت بالاصل

(12/26)

زاهر بن أحمد بن أبي بكر الشرحبي نبأنا محمد بن يحيى الصولي قال سمعت عبد الله بن المعتز وذكر يوما إخوانه فقال أنا فيهم كما قال أبو تمام ( 1 ) ذو الود مني وذو القربى بمنزلة * وإخوتي إسوة عندي وإخواني عصابة جاورت آرائهم أدبي * فهم وإن فرقوا في الأرض جيراني أرواحنا في مكان واحد وغدت * أبداننا بشآم أو خراساني ورب نائي المغاني ( 2 ) روحه أبدا * لصيق روحي ودان ليس بالداني * أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا القاضي أبو المظفر هناد بن إبراهيم بن محمد بن نصر النسفي أنشدني علي بن الحسن الأديب أنشدني بعض أهل العلم لأبي تمام ( 3 ) فلو كانت الأرزاق تجري على الحجى * هلكن إذا من جهلهن ( 4 ) البهائم ولن يجتمع شرق وغرب لقاصد * ولا المجد في كف امرئ والدراهم * أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن الحسن الفرغولي نبأنا الفقيه أبو القاسم إبراهيم بن عثمان الخلالي بجرجان أنبأنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي أخبرنا الواحدي أخبرني أبو أحمد عبد الله بن سعيد العسكري إجازة مشافهة قال قال الطائي ( 5 ) : رددت إفرند ( 6 ) وجهي في صفيحته * رد الصقال بهاء ( 7 ) الصارم الحذم وما أبالي وخير القول أصدقه * حقنت من ماء وجهي أو حقنت دم * أخبرنا أبو طاهر محمد بن أبي بكر بن عبد الله الشيحي المؤذن بمرو وأنبأنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد المديني المؤذن بنيسابور أنبأنا أبو عبد الرحمن محمد بن الحسين السلمي أنشدنا الشيخ أبو الفضل العطار أنشدنا سليمان بن أبي سلمة أنشدني حبيب بن أوس الطائي

_________

( 1 ) الابيات في ديوانه من قصيدة يمدح سليمان بن وهب ويشفع في رجل ص 314

( 2 ) المغاني : المنازل

( 3 ) ديوانه ص 269 من قصيدة يمدح أحمد بن أبي داود

( 4 ) رسمها غير واضح بالاصل والمثبت عن الديوان

( 5 ) ديوانه ص 273

( 6 ) في الديوان : رونق

( 7 ) عن الديوان ورسمها غر واضح بالاصل

(12/27)

إن الليالي لم تحسن إلى أحد * إلا أساءت إليه بعد إحسان العيش فلو ولكن لا بقالة * جميع ما الناس فيه راهب فاني * أخبرنا أبو الحسن محمد بن كامل أنبأنا أبي أبو الحسن كامل بن مجاهد أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسين بن الترجمان أنبأنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب بمصر حدثنا عبد العزيز بن محمد بن الفرج أنبأنا الحسن بن القاسم أنشدني عبد الله بن علي أنشدني عمر المستملي قال سمعت أبا تمام ينشد ( 1 ) وما أنا بالغيران من دون عرسه * إذا أنا لم أصبح غيورا على العلم طبيب فؤادي قد تلون حجه * ومذهب همي والمفرج للغم ( 2 ) أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا وأبو النجم الشيحي أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 3 ) أخبرني أبو الحسن محمد بن عبد الواحد أنبأنا محمد بن عبد الرحيم المازني نبأنا الحسين بن القاسم الكوكبي حدثني أبو علي محرز قال أغفل أبو علي الحسن بن وهب من حمص ناقص وصالب وطالوته فكتب إليه أبو تمام حبيب بن أوس الطائي يا حليف الهدى ويا تؤم الجود * ويا خير من حبوت القريضا ليت حماك بي وكان لك الأجر * فلا تشتكي وكنت أنا المريضا * أنبأنا أبو الحسن بن العلاف وأخبرنا أبو المعمر الأنصاري عنه حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو علي بن المسلمة وأبو الحسن بن العلاف قالا أنبأنا عبد الملك بن محمد أنبأنا أحمد إبراهيم الكندي أنبأنا محمد بن جعفر الخرائطي قال أنشدني أبو سهل الرازي لأبي تمام الطائي خوف العدل على عدل رقيب ( 4 ) * ويعيد سري عنده لقريبي

_________

( 1 ) ديوانه ص 405 من قصيدة يعاتب أبا القاسم بن الحسن بن سهل

( 2 ) روايته في الديوان : لصبق فؤادي مذ ثلاثين حجة * وصيقل ذهنبي والمروح عن همي ( 3 ) الخبر والشعر في تاريخ بغداد 8 / 252

( 4 ) على هامش الاصل : الصواب : الرقيب

(12/28)

إن قلت شارك حافظي فماله * إنما يحول غبر غد ذنوبي وأصاب مسحوب بالضمير بظنه * وكأنه هو صاحب المحجوبي * فالضد مكتوم لديه بيننا * والوصل يمشي في ثياب غريبي وإن أنظرت فرأيت بين عيوننا * سمة الهوى هذا حبيب حبيبي * قال وأنشدني أبو جعفر العدوي لحبيب الطائي بنفسي من أعاد عليه مني * وأحسد أهله نظرا إليه ولو أني قدرت طمست عنه * عيون الناس من خدر عليه حبيب لبث في جسمي هواه * وأمسك مهجتي زمنا لديه فروحي عنده والجسم خال * بلا روح وقلبي في يديه * أخبرنا أبو العز كادش إذنا ومناولة وقرأ علي إسناده وقال اروه عني أنبأنا أبو علي الجازري أنبأنا القاضي أبو الفرح المعافا بن زكريا ( 1 ) نبأنا محمد بن أحمد بن إبراهيم الحكيمي حدثني أحمد بن الحسين بن هشام انبانا أبو تمام ( 2 ) يقولون هل تبكي الفتى لخريدة * متى أراد ( 3 ) اعتاض عشرا مكانها وهل يستعيض المرء من خمس ( 4 ) كفه * ولو بدلت ( 5 ) حر اللجين بنانها وكيف علي نار ( 6 ) الليالي معرس * إذا كان شيب العارضين دخانها * قال القاضي كان بعض رؤساء الزمان أنشد بعض هذه الأبيات فاستحسنها جدا وقال نحن بحضرته جماعة أتعرفون لهذه الأبيات أولا فقلت له هذه كلمة لأبي تمام مشهورة أولها ألم ترني خليت نفسي وشأنها * فلم أجعل الدنيا ولا حدثانها لقد خوفتني الحادثات صروفها * ولو أمتني ما قبلت أمانها *

_________

( 1 ) الخبر في الجليس الصالح الكافي 1 / 405

( 2 ) ديوانه ص 378 والجليس الصالح الكافي

( 3 ) سقطت من الاصل وكتبت فوق السطر

( 4 ) في الديوان : عشر

( 5 ) الديوان 6 ولو صاغ من حر اللجين بنانها

( 6 ) عن الديوان وبالاصل " ان "

(12/29)

وأنشدته منها يقولون هل يبكي الفتى لخريدة * إذا ما أراد اعتاض عشرا مكانها وهل يستعيض المرء من خمس كفه * ولو صاغ من حر اللجين بنانها * * وكيف علي أن الليالي معرس * إذا كان شيب العارضين دخانها * فطرب عند الانتهاء لهذا جعل يردده ويتعايا فيه إلى أن حفظه وقال هذا ألذ من كل شراب وغناء انتهى قرأت على أبي القاسم الشحامي عن أبي بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنشدني علي بن محمد بن حمدان الفارسي أنشدنا أحمد بن معدان الفقيه لأبي تمام الطائي ومن الشقاوة أن تحب * ومن تحب يحب غيرك أو أن تسير لو ضل من * لا يشتهي الحوصل سيرك أو أن تريد الخير بالإنسان * وهو يريد ضيرك شيئان إذا وليته خيرا * وإن أنت أمسكت خيرك * أنشدني أبو عبد الله الحسين بن محمد بن جزء البلخي من لفظه أنبأنا أبو زكريا يحيى بن علي الخطيب التبريزي أنشدنا أبو القاسم الفضل بن محمد بن الفضل القصباني ( 1 ) النحوي البصري أنبأنا أبو علي عبد الكريم بن الحسن بن الحسين بن حكيم السكري النحوي اللغوي أنبأنا أبو القاسم الحسين بن بشر الآمدي أنشدنا أبو علي عبد الكريم محمد بن العلاء السجستاني أنبانا أبو سعيد السكري أنشدنا أبو تمام حبيب بن أوس الطائي يمدح قاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد ( 2 ) ( 3 ) أأحمد إن الحاسدين كثير * ومالك إن عد الكرام نظير حللت محلا فاضلا متقادما * من المجد والفخر القديم فخور فكل قوي أو غني فإنه * إليك ولو نال السماء فقير

_________

( 1 ) إعجامها غير واضح بالاصل والصواب ما أثبت ترجمته في نزهة الالباء في طبقات الادباء لابن الانباري ص 257 ومعجم الادباء 6 / 143 ( ت

مرجليوت )

( 2 ) بالاصل : " داود " والصواب ما أثبت

(12/30)

إليك تناهى المجد من كل وجه * يصير فما ( 1 ) يعدوك حيث تصير وبدر أياد أنت لا ينكرونها * كذلك أياد للأنام بدور تجنبت أن يدعا الأمير تواضعا * وأنت تدعى للأمير أمير فما من ندى إلا إليك محله * ولا رفعة ( 2 ) إلا إليك تسير * قرأت بخط رشأ بن نظيف وأنبأنيه أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عنه نبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن أحمد الفرضي أنبأنا أبو بكر بن محمد الصولي قال قال لنا يوما إدريس بن يزيد النابلسي اعرضوا علي ما عندكم من غزل أبي تمام فأعرضناه فقال اكتبوا أنشدنا أبو تمام لنفسه ( 3 ) ظبي يتيه بورده في خده * خد عليه غلائل من ورده ما كنت أحسب أن ( 4 ) لي مستمتعا * في قربه حتى بليت ببعده لا شئ أحسن منه ليلة وصلنا * وقد اتخذت مخدة من خده وفمي على فمه يساور ( 5 ) ريقه * ويدي تنزه في حدائق جلده * أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا محمد عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن ميكائيل يقول سمعت أبي يقول بلغني عن منصور بن طلحة بن طاهر أنه قال ما بلغ من الأمير عبد الله بن طاهر بشئ مما قال فيه أبو تمام ما بلغ فيه قوله في فيه حين خرج من نيسابور ولم يقبل صلته قال يا أيها الملك المقيم ببلدة * لا تأمنن حوادث الأزمان صاح الزمان بال قومك صيحة * خروا لشدتها على الأذقان ومتى ما جرى مثلها فأبادهم * وأتى الزمان على بني ماهان وغدا يصيح بالطاهر صيحة * غضب يحل بهم من الرحمن *

_________

( 1 ) في الاصل : " فما بعدوك خير نصير " والمثبت عن الديوان

( 2 ) الديوان : رفقة

( 3 ) الابيات في ديوانه ص 441

( 4 ) صدره بالاصل مضطرب والمثبت عن الديوان

( 5 ) في الديوان : يسامر

(12/31)

أخبرني أبو الحسين محمد بن كامل المقدسي أنبأنا محمد بن أحمد بن المسلمة في كتابه أنبأنا أبو عبد الله محمد بن عمران بن موسى إجازة أخبرني محمد بن يحيى حدثني محمد بن موسى بن حماد قال ( 1 ) كنت عند دعبل بن علي بعد قدومه من الشام فذكرنا أبا تمام فجعل يثلبه ويزعم أنه كان يسرق الشعر ثم قال لغلامه ثقيف ( 2 ) هات تلك المخلاة فجاء بمخلاة فيها دفاتر فجعل يمرها على يده حتى أخرج منها دفترا فقال اقرءوا هذا فنظرنا فإذا في الدفتر قال مكنف ( 3 ) أبو سلمى من ولد زهير بن أبي سلمى وكان رثى ( 4 ) ذفافة بقوله أبعد أبا العباس يستعتب ( 5 ) الدهر * وما بعده للدهر عتبي ولا عذر ولو عوتب المقدار والدهر بعده * لما اغننا ما أورت السلم النصر ألا أيها الناعي ذفافة ذا الندى * تعست وشلت من أنا ملك العشر أتنعي فتى من قيس عيلان صخرة * تفلق عنها من جبال العدى الصخر إذ ما أبو العباس خلا مكانه * فلا حملت أنثى ولا مسها ( 6 ) طهر ولا أمطرت سماء أرضا ولا مرت * نجوم ولا لذت لشاربها الخمر كان ( 7 ) لبنوا القعقاع يوم وفاته * وأصبح في شغل عن السفر السفر كان بني القعقاع يوم وفاته * نجوم سماء خرت من بينها البدر توفيت الآمال بعد ذفافة * وأصبح في شغل عن السفر السفر * ثم قال سرق أبو تمام أكثر هذه القصيدة فأدخلها في شعره ( 8 ) قال محمد بن موسى فحدثت الحسين ( 9 ) بن وهب بذلك فقال لي أمنا قصيدة مكنف هذه فأنا

_________

( 1 ) الخبر في الاغاني 16 / 369

( 2 ) إعجامها غير واضح بالاصل والمثبت عن الاغاني

( 3 ) إعجامها غير واضح بالاصل والمثبت عن الاغاني

( 4 ) رسمها غر مقروء بالاصل والمثبت عن الاغاني

( 5 ) الاغاني : يستعذب

( 6 ) الاغاني : نالها

( 7 ) صدره في الاغاني : كأن بنو القعقاع يوم مصابه

( 8 ) بريد قصيدته التي يرئي محمد بن حميد الطوسي ومطلعها : كذا فليجل الخطب وليقدح الامر * فليس لعين لم يفض ماؤها عذر ( 9 ) في الاغاني 16 / 397 الحسن

(12/32)

أعرفها وما فيها شئ مما في قصيدة أبي تمام ولكن دعبلا خلط القصيدتين إذ كانتا في وزن واحد وكانتا مرتبتين ليتكذب على أبي تمام انتهى أخبرنا أبو الحسن بن قبيس أنبأنا وأبو النجم الشيحي أنبأنا أبو بكر الخطيب ( 1 ) أخبرني أبو القاسم الأزهري أنبأنا أحمد بن إبراهيم أنبأنا إبراهيم بن محمد بن عرفة قال سنة ثمان وعشرين فيها مات أبو تمام الطائي أخبرنا وذكر أبو الحسين محمد بن أحمد بن القواس الوراق أنه مات سنة ثمان وعشرين بسر من رأى انتهى وأخبرنا أبو الحسن ( 2 ) نبأنا وأبو النجم وحدثنا أبو بكر الخطيب ( 1 ) أنبأنا الأزهري أنبانا علي بن عمر الحافظ نبأنا أبو علي الكوكبي نبأنا أبو سليمان النابلسي ( 3 ) إدريس بن يزيد قال قال لي تمام ( 4 ) بن أبي تمام الطائي ولد أبي سنة ثمان وثمانين ومائة ومات في سنة إحدى وثلاثين ومائتين قال وأخبرني علي بن أيوب أنبأنا محمد بن عمران الكاتب أنبأنا الصولي حدثني محمد بن موسى قال عني الحسن بن وهب بأبي تمام فولاه بريد الموصل فأقام بها أقل من سنتين ومات في جمادى الأولى سنة إحدى وثلاثين ومائتين ودفن بالموصل قال الصولي وحدثني عون بن محمد الكندي أن أبا تمام مات بالموصل في المحرم سنة اثنين ( 5 ) وثلاثين ومائتين وقال الصولي قال علي بن الجهم يرثي أبا تمام غاصت بدائع فطنة الأوهام * وغدت عليها نكبة الأيام وغدا القريض ضئيل شخص باكيا * يشكو رزيته إلى الأقلام وتأوهت غرر القوافي بعده * ورمى الزمان صحيحها بسقام

_________

( 1 ) تاريخ بغداد 8 / 252

( 2 ) بالاصل : " أبو الحسين " خطأ

( 3 ) مهملة بالاصل والمثبت عن تاريخ بغداد

( 4 ) بالاصل : " أبو تمام " خطأ

( 5 ) كذا بالاصل

(12/33)

أوذي ( 1 ) متفقها ورابض صعبها * وغدير روضتها أبو تمام * نا أو أخبرنا علي بن أبي علي المعدل أنبأنا أبو عبيد الله محمد بن عمران بن موسى المرزباني أخبرني محمد بن يحيى حدثني محمد بن موسى قال قال الحسن ( 2 ) بن وهب يرثي أبا تمام الطائي فجمع القريض بخاتم الشعراء * وغدير روضتها حبيب الطائي ماتا معا فتجاورا في حفرة * وكذاك كانا قبل في الأحيائي * قال محمد بن يحيى ولمحمد بن عبد الملك الزيات يرثيه وهو حينئذ وزير نبأ أتى من أعظم الأنباء * لما ألم مقلقل الأحشاء قالوا حبيب قد ثوى فأجبتهم * ناشدتكم لا تجعلوه الطائي ( 3 ) 1184 حبيب بن حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر الفهري ولد بعد موت أبيه فسمي باسمه أخبرنا أبو غالب بن البنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم بن السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبانا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي عن ( 4 ) حبيب بن مسلمة أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسين بن سميع قال حدثني حبيب بن مسلمة عن أبيه قال كنية حبيب بن مسلمة أبو عبد الرحمن قال هلك حبيب وابنه حبيب بن حبيب حمل في بطن أمه زملة ابنة يزيد بن حبلة العليمية وولدت حبيب ومسلمة بن حبيب انتهى أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن معروف أنبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن

_________

( 1 ) صدره في تاريخ بغداد : أودى مثقفها ورائد صعبها ( 2 ) عن تاريخ بغداد 8 / 252 وبالاصل " الحسين "

( 3 ) البيتان في تاريخ بغداد 8 / 253

( 4 ) بالاصل " بن "

(12/34)

سعد قال فولد حبيب بن مسلمة بن مالك ( 1 ) حبيب بن حبيب وأمه ماوية بنت يزيد بن جبلة بن لام بن حصن بن كعب بن عليم بن كلب وعبد الرحمن بن حبيب وأمه أمامة بنت يزيد بن جبلة بن لام بن حصن بن كعب بن عليم 1185 حبيب بن أبي حبيب ( 2 ) من أهل دمشق روى عن يزيد الخراساني وعبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر روى عنه حميد بن زياد ومحمد بن ( 3 ) راشد المكحولي وابنه محمد بن حبيب انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا إسماعيل بن مسعدة أنبأنا حمزة بن يوسف أنبأنا أبو أحمد بن عدي ( 4 ) نبأنا عبدان الأهوازي وعبد الله بن محمد بن عبد العزيز قالا نبأنا شيبان نبأنا محمد بن راشد نبأنا حبيب بن أبي حبيب الدمشقي عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت ( 5 ) وبلغها أن ابن عمر يحدث عن أبيه أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه فقالت يرحم الله ابن عمر وعمر والله ما هما بكاذبين ولا متزايدين ( 6 ) ولكنهما وهما ( 7 ) إنما مر النبي ( صلى الله عليه و سلم ) على رجل من اليهود وهم يبكون على قبره فقال إنهم ليبكون عليه وإن الله يعذبه في قبره حدثني أبو الحسين أحمد بن عبد الباقي القيسي أنبأنا محمد بن علي عن الخضر بن سعيد أنبأنا ولدي أبو الحسن أنبأنا عبد الوهاب بن جعفر نبأنا علي بن الحسن بن رجاء نبأنا أحمد بن محمد بن إسماعيل التميمي نبأنا إبراهيم بن يعقوب

_________

( 1 ) زيادة للايضاح

( 2 ) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 43 وميزان الاعتدال 1 / 453 والكامل لابن عدي 2 / 409

( 3 ) بالاصل " ومحمد وشداد المكحولي " والمثبت عن تهذيب التهذيب

( 4 ) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 409

( 5 ) بالاصل " قال " والمثبت عن ابن عدي

( 6 ) عن ابن عدي وإعجامها غير واضح بالاصل

( 7 ) الزيادة عن ابن عدي

(12/35)

نبأنا أصبغ أن وهب أخبره عن أبي صخرة حميد بن زياد عن حبيب بن أبي حبيب الدمشقي عن يزيد الخراساني قال بينما أنا ومكحول إذ قال مكحول نبأنا وهب بن منبه ما شئ بلغني عنك في القدر قال والذي أكرم محمدا بالنبوة لقد اقترأت من الله تبارك وتعالى اثنين وسبعين كتابا فيه ما يسر وما يعلن ما فيه كتاب إلا وجدت فيه من أضاف إلى نفسه شيئا من قدر الله فهو كافر بالله تعالى قال مكحول الله أكبر الله أكبر الله أكبر أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو القاسم بن مسعدة أنبأنا أبو القاسم السهمي أنبأنا أبو أحمد بن عدي قال ( 1 ) وحبيب بن أبي حبيب الدمشقي هذا هو قليل الحديث جدا وهذا الحديث لا يرويه عن عبد الرحمن بن القاسم غيره وعن حبيب محمد بن راشد الدمشقي ولم أر لأحد من المتقدمين فيه كلاما وهو على قلة حديثه أرجو أنه لا باس به 1186 حبيب بن الشهيد أبو مرزوق التجيبي القتيري المقرئ ( 2 ) حدث عن حنش بن عبد الله الصنعاني ( 3 ) وعمر بن عبد العزيز ووفد عليه روى عنه يزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة وسليمان بن أبي حبيب وسالم بن غيلان ومحمد بن القاسم المرادي ومحمد بن عبد الرحمن انتهى أخبرنا أبو عبد الله الخلال وأم المجتبى العلوية قالا أنبأنا إبراهيم بن منصور أنبأنا أبو بكر المقرئ أنبأنا أبو يعلى المؤملي نبأنا عبد الأعلى بن حماد النرسي نبأنا حماد يعني ابن سلمة عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق عن فضالة بن عبيد أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) دعا ذات يوم بشربة فقيل يا رسول الله إن هذا يوم كنت تصومه فقال أجل ولكن قئت فأفطرت انتهى

_________

( 1 ) الكامل في الضعفاء لابن عدي 2 / 409

( 2 ) ترجمته في تحريف 1 / 435 وأعادها في باب الكنى والوافي بالوفيات 11 / 291 وسير أعلام النبلاء 7 / 57 وبحاشيتها ثبت بأسماء مثادر أخرى ترجمت له

( 3 ) بالاصل " حبش بن عبد الله الصاغاني " والصواب ما أثبت عن سير أعلام النبلاء

(12/36)

وهكذا رواه محمد ويعلى ابنا ( 1 ) أبي ( 2 ) عبيد الطنافسيان ( 3 ) عن محمد بن إسحاق ولم يذكرا حنش بن عبد الله رواه المفضل بن فضالة وعميرة بن أبي ناجية عن يزيد بن أبي حبيب وزاد في إسناده حنشا وهو الصواب فأما حديث مفضل فأخبرناه أبو القاسم غانم بن خالد بن عبد الله أنبانا أبو الطيب عبد الرزاق بن عمر بن موسى أنبانا أبو بكر بن المقرئ نبأنا محمد بن زياد بن حبيب وإسماعيل بن داود بن درجا قالا نبأنا زكريا بن يحيى كاتب العمري نبأنا المفضل بن فضالة أن ( 4 ) يزيد بن أبي حبيب أخبره عن أبي مرزوق عن حنش الصنعاني عن فضالة بن عبيد الأنصاري عن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) أنه كان صائما فقاء فأفطر واللفظ لمحمد وأما حديث عميرة بن أبي ناجية فأخبرناه أبو محمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد في كتابهما وأخبرنا أبو بكر اللفتواني عنهما قالا أنبأنا أبو بكر أحمد بن الفضل أنبأنا عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس نبأنا عبد الكريم بن إبراهيم المرادي نبأنا حرملة بن يحيى نبأنا ابن وهب أخبرني عميرة بن أبي ناجية عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق عن حنش عن فضالة بن عبيد قال دعا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) بطعام أو شراب فسئل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ألم تكن تصوم هذا اليوم قال بلى ولكني قئت قال أبو سعيد بن يونس لم يقع إلينا من حديث ابن وهب عن عميرة ابن أبي ناجية حديث مسند غير هذا الحديث أخبرنا أبو عبد الله بن محمد بن غانم بن أحمد بن محمد الحداد أنبأنا عبد العزيز أنبأنا عبد الرحمن بن مندة أنبأني أبي أنبأنا محمد بن يعقوب بن يوسف وأحمد بن محمد بن زياد قالا أنبأنا أحمد بن عبد الجبار نبأنا يونس بن بكير قال وأنبأنا محمد بن الحسين القطان نبأنا أحمد بن يوسف السلمي نبأنا أحمد بن خالد الوهبي قال وأنبأنا محمد بن الحسين حدثنا أبو الأزهر أحمد بن الأزهر نبأنا

_________

( 1 ) بالاصل " أنبانا " والصواب " ابنا "

( 2 ) بالاصل " أبو " والصواب ما أثبت

( 3 ) رسمها غير واضح بالاصل والمثبت عن سير الاعلام 9 / 436 و 478

( 4 ) الزيادة لازمة للايضاح

(12/37)

يعقوب بن إبراهيم بن سعد نبأنا أبي كلهم عن محمد بن إسحاق عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي مرزوق مولى تجيب عن حنش الصنعاني قال غزونا مع أبي زريع الأنصاري هكذا قال يونس وقال إبراهيم بن سعد والوهبي غزونا مع رويفع فافتتحنا قرية يقال لها جربة ( 1 ) فقام خطيبا فقال إني لا أقول إلا ما سمعت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول يوم خيبر قال قام فينا رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) فقال لا يحل لامرئ مؤمن بالله واليوم الآخر أن يسقي ماءه زرع غيره ( 2 ) يعني إتيان الحبالى من الفئ ولا

يحل لامرئ مؤمن بالله واليوم الآخر أن يصيب امرأة من السبي ( 3 ) ثيبا حتى يستبرئها ولا يحل لامرئ مؤمن بالله واليوم الآخر يبيع مغنما حتى يقسم ولا يحل لامرئ مؤمن بالله واليوم الآخر يركب دابة من فئ المسلمين حتى إذا أعجفها ردها فيه ولا يحل لامرئ مؤمن بالله واليوم الآخر أن يلبس ثوبا من فئ المسلمين حتى إذا أخلقه ( 4 ) رده فيه كتبت إلى أبي محمد حمزة بن العباس بن علي العلوي وأبي ( 5 ) الفضل أحمد بن محمد بن الحسن بن محمد بن سليم ثم حدثني أبو بكر اللفتواني أنبأنا أبو الفضل بن سليم قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة حينئذ قال وأنبأنا أبو عمرو بن مندة عن أبيه نبأنا أبو سعيد بن يونس حدثني أبي عن جدي أنه حدثه حدثنا ابن وهب حدثني سعيد بن أيوب عن محمد بن القاسم المرادي عن أبي مرزوق حبيب بن الشهيد مولى تجيب أنه قال لامرأته لست مني بسبيل البتة فاختلفت عليه العلماء في ذلك فركب إلى عمر بن عبد العزيز فدينه في ذلك أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي ثم حدثني أبو الفضل بن ناصر أنبأنا أحمد بن الحسين والمبارك بن عبد الجبار ومحمد بن علي واللفظ له قالوا أنبأنا

_________

( 1 ) قرية بالمغرب لها ذكر بالفتوح قال ياقوت

وذكر حديث حنش قال غزونا مع رويفع

الحديث باختصار

( 2 ) في معجم البلدان : يسقي ما زرعه غيره

( 3 ) الزيادة من مختصر ابن منظور 6 / 183

( 4 ) بالاصل " خلقه " والمثبت عن المختصر

( 5 ) بالاصل " وأبو " والصواب ما أثبت باعتبار ما سبق " كتبت " وهذا رسمها بالاصل وإن كانت " كتب إلي " تكون صوابا والاولى " أبي محمد " خطأ

(12/38)

عبد الوهاب بن محمد زاد أحمد ومحمد بن الحسين قالا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبانا محمد بن إسماعيل ( 1 ) حدثني حسن بن الجروي نبأنا عبد الله بن يحيى هو البرلسي نبأنا سعيد بن أبي أيوب عن محمد بن عبد الرحمن عن حبيب بن الشهيد أبي مرزوق وقال عمر ذكر البخاري هذا في ترجمة حبيب الشهيد أبي الشهيد البصري ولم يفرق بينهما ووهم في ذلك وتابعه على ذلك ابن أبي حاتم انتهى أخبرنا أبو جعفر محمد بن أبي علي الهمذاني في كتابه أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أحمد بن علي الحافظ أنبأنا أبو أحمد محمد بن محمد الحاكم قال أبو مرزوق المصري سمع حنش بن عبد الله الشيباني الصنعاني روى عنه يزيد بن أبي حبيب أبو رجاء التجيبي ومحمد بن عبد الرحمن انتهى أنبأنا أبو القاسم علي بن إبراهيم وأبو الوحش سبيع بن المسلم عن أبي الحسن ( 2 ) رشأ بن نظيف أنبأنا أبو محمد عبد الرحمن بن عمر بن النحاس أنبأنا أبو عمر محمد بن يوسف الكندي في كتابه موالي أهل مصر قال ومنهم أبو مرزوق حبيب بن شهيد مولى عقبة بن بجرة بن حارثة التجيبي من بني قتيرة وكان فقيها بأنطابلس روى عنه يزيد بن أبي حبيب وأخبرني أبو سلمة عن زيد بن زيد عن أبي وزير عن فتيان بن أبي السمح قال كان أبو مرزوق حبيب مولى عقبة بن بجرة يفتي أهل أنطابلس وهي برقة كما يفتي يزيد بن أبي حبيب بمصر قال ابن وزير توفي أبو مرزوق سنة تسع ومائة أنبأنا أبو أحمد حمزة بن العباس وأبو الفضل أحمد بن محمد وحدثني أبو بكر محمد بن شجاع حدثني أبو الفضل بن سليم قالا أنبانا أحمد بن الفضل الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة أنبأنا أبو سعيد بن يونس قال حبيب بن شهيد مولى عقبة بن بحرة بن حارثة التجيبي القتيري من بني قتيرة يكنى أبا مرزوق حدث عنه يزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة وسالم بن غيلان وسليمان بن أبي حبيب وغيرهم قال أحمد بن يحيى بن وزير توفي سنة تسع ومائة وله وفادة على عمر بن

_________

( 1 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 320

( 2 ) بالاصل " الحسين " خطأ والصواب ما أثبت وقد مر انظر معرفة القراء الكبار

(12/39)

عبد العزيز وكان فقيها وكان ينزل أطرابلس المغرب وكان في المغرب له ذكر في الفقه كان بمنزلة يزيد بن أبي حبيب بمصر انتهى قرأت على أبي غالب بن البنا عن أبي الفتح بن المحاملي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني قال وحبيب بن الشهيد من أهل مصر يعرف بكنيته ويكنى أبا مرزوق يروي عن حنش الصنعاني وغيره روى عنه يزيد بن أبي حبيب قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال ( 1 ) أما شهيد بفتح الشين وكسر الهاء فهو حبيب بن الشهيد مصري ويكنى أبا مرزوق وهو بكنيته أشهر مولى عقبة بن بجرة التجيبي القتيري من بني قتيرة يروي عن حنش الصنعاني روى عنه يزيد بن أبي حبيب وجعفر بن ربيعة وسالم بن غيلان وسليمان بن أبي حبيب وغيرهم توفي سنة تسع ومائة انتهى أخبرنا أبو بكر الأنماطي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا الحسين بن جعفر ومحمد بن الحسين وأحمد بن محمد العتيقي حينئذ وأخبرنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا الحسين بن جعفر قالوا أنبأنا الوليد بن بكر أنبأنا علي بن أحمد بن زكريا أنبأنا أبو مسلم صالح بن أحمد حدثني أبي أحمد قال ( 2 ) أبو مرزوق التجيبي ( 3 ) مصري تابعي ثقة 1187 حبيب بن عبد الرحمن بن سلمان بن أبي الأعيس ( 4 ) الخولاني حكى عن أبيه حكى عنه عبد الرحمن بن يزيد بن جابر أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن محمد الأنباري أنبأنا هبة الله بن إبراهيم بن عمر الصواف نبأنا أبو بكر أحمد بن محمد بن ( 1 ) الاكمال لابن ماكولا 5 / 89

( 2 ) تاريخ الثقات للعجلي ص 510

( 3 ) الزيادة عن تاريخ الثقات

( 4 ) بالاصل " الاعيش " والمثبت عن الاكمال 1 / 100 وتبصير المنتبه 1 / 22 وفيهما أبو الاعيس عبد الرحمن بن سلمان حمصي

وقد صوبناها في الخبر التالي

(12/40)

إسماعيل المهندس حدثنا أبو بشر الدولابي أخبرني أحمد بن شعيب عن هشام بن عمار حينئذ وأخبرنا أبو الفضل ناصر فيما قرأت عليه عن جعفر بن يحيى التميمي أنبأنا عبد الله بن سعيد بن حاتم أنبأنا الخصيب أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أخبرني أحمد بن أبي العلاء نبأنا هشام نبأنا صدقة زاد الدولابي ابن خالد نبأنا ابن أبي جابر حدثني حبيب بن عبد الرحمن بن سلمان أبو الأعيس عن أبيه أبي الأعيس قال الجن والإنس عشرة أجزاء فالإنس من ذلك جزء والجن تسعة أجزاء انتهى كذا رواه النسائي قراءة فيه أحمد بن العلاء 1188 حبيب بن عبد الملك بن حبيب والد الحسن بن حبيب حكى عن أحمد بن أبي الحواري ومحمد بن إسماعيل بن علية وأحمد بن عبد الرزاق حكى عنه ابنه الحسن انتهى أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر وابنه أبو علي وعبد الوهاب الميداني وأبو نصر بن الجبان قالوا أنبأنا أبو سليمان بن زبر حدثنا الحسن بن حبيب قال سمعت أبي يقول سمعت أحمد بن أبي الحوازي يقول كان أبو سليمان زميلي إلى مكة فذهبت منا الإداوة في طريق مكة فقلت له ذهبت الإداوة فأخرج ( 1 ) يده من الخربست ثم قال اللهم صل على محمد وعلى آل محمد يا هادي كل ضال ويا راد الضلال رد علينا ضالتنا وصلى الله على محمد وعلى آل محمد فما أدخل يده إلى الخربست إذا إنسان يصيح يا صاحب الإداوة فقال لي خذها يا أحمد إذا سألت الله عز و جل حاجة فابدأ بالصلاة على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وسل حاجتك ثم اختم بالصلاة على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) فإنهما دعوتان لا يردهما الله تبارك وتعالى ولم يكن ليرد ما بينهما انتهى

_________

( 1 ) بالاصل " فخرج "

(12/41)

1189 - حبيب بن أبي عبيدة مرة بن عقبة بن نافع الفهري القرشي ( 1 ) مصري سكن الأندلس وولي بها ولايات ووفد على سليمان بن عبد الملك له ذكر انتهى كتب إلي أبو محمد حمزة بن العباس بن علي وأبو الفضل أحمد بن محمد بن سليم ثم حدثني أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو الفضل بن سليم قالا أنبأنا أبو بكر الباطرقاني أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال قال لنا أبو سعيد بن يونس حبيب بن أبي عبيدة بن عقبة بن نافع الفهري توفي سنة أربع وعشرين ومائة أخبرنا أبو القاسم صدقة بن محمد بن الحسين المحلبان أنبأنا أبو عبد الله محمد بن أبي نصر بن عبد الله الأندلسي صاحب تاريخ الأندلس قال ( 2 ) حبيب بن أبي عبيدة واسم أبي عبيدة مرة بن عقبة بن نافع الفهري من وجوه أصحاب موسى بن نصير الذين دخلوا معه الأندلس وبقي بعده فيها مع وجوه القبائل إلى أن خرج منها مع من خرج براس عبد العزيز بن موسى بن نصير إلى سليمان بن عبد الملك ثم رجع حبيب بن أبي عبيدة بعد ذلك إلى نواحي أفريقية وولي العساكر في قتال الخوارج من البربر ثم قتل في تلك الحروب سنة ثلاث وعشرين ومائة انتهى كذا قال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم وقال أبو سعيد بن يونس توفي في سنة أربع وعشرين 1190 حبيب بن عمر الأنصاري الدمشقي ويقال المدني حدث عن أبيه روى عنه بقية أخبرنا أبو نصر أحمد بن عبد الله بن رضوان في كتابه عن أبي القاسم عبد العزيز بن علي بن أحمد الأزدي نبأنا أبو بكر محمد بن إسماعيل بن العباس الوراق إملاء قال أنبأنا علي بن محمد بن محمد بن أحمد الفقيه نبأنا إسماعيل بن

_________

( 1 ) ترجم له في جذوة المقتبس للحميدي ص 199

( 2 ) الخبر في جذوة المقتبس في ذكر ولاة الاندلس ص 199

(12/42)

محمد النيسابوري أنبأنا إبراهيم بن أحمد الخزاعي نبأنا بقية بن الوليد حدثني حبيب بن عمر الدمشقي عن أبيه قال لقيت واثلة بن الأسقع يوم العيد فقلت تقبل الله منا ومنك فقال لي كذلك أخبرنا أبو الفضل محمد بن ناصر في كتابه قلت أنبأنا أبو الغنائم محمد بن علي وأبو الفضل أحمد بن الحسن بن خيرون أنبانا أبو الحسين المبارك بن عبد الجبار الطيوري قالوا أنبأنا أبو أحمد عبد الوهاب بن محمد الغندجاني زاد ( 1 ) ابن خيرون وأبو الحسن محمد بن الحسن الأصبهاني قالا أنبانا أبو بكر أحمد بن عبدان الشيرازي أنبأنا محمد بن سهل المقرئ نبأنا محمد بن إسماعيل البخاري قال ( 2 ) حبيب بن عمر الأنصاري المدني ( 3 ) عن أبيه روى عنه بقية انتهى أخبرنا أبو الحسين بن الحسن أنبأنا أبو القاسم عبد الرحمن بن محمد أنبأنا أبو علي أحمد بن عبد الله إجازة قال وأخبرنا أبو طاهر الحسين بن سلمة أنبأنا علي بن محمد ( 4 ) قالا أنبأنا عبد الرحمن بن محمد بن إدريس الرازي قال ( 5 ) حبيب بن عمر الأنصاري روى عن أبيه عن ابن عمر روى عنه بقية سمعت أبي يقول ذلك وسمعته يقول هو ضعيف الحديث وهو مجهول لم يرو عنه غير بقية ( 6 ) 1191 حبيب بن قليع ويقال عمر بن حبيب بن قليع المدني حكى عن سعيد بن المسيب روى عنه عبد الله بن جعفر المخرمي والوليد بن عمرو بن مناقع العامري أنبأنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي وغيره عن أبي محمد الجوهري عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أبو أيوب سليمان بن إسحاق بن إبراهيم أنبأنا الحارث بن أبي أسامة أنبأنا محمد بن سعد أنبأنا محمد بن عمر قال وفيها يعني سنة تسع وستين

_________

( 1 ) بالاصل " إلى " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل

( 2 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 322

( 3 ) في البخاري : المديني

( 4 ) بياض بالاصل مقدار كلمة

( 5 ) الجرح والتعديل 1 / 2 / 105

( 6 ) نقل الذهبي في ميزان الاعتدال 1 / 455 عن الدارقطني قال : مجهول

(12/43)

خرج حبيب بن قليع إلى عبد الملك بن مروان قال الواقدي حدثني عبد الله بن جعفر عن حبيب بن قليع قال ضقت بالمدينة ضيقا شديدا وكنت أخرج من منزلي بسحر فلا أرجع إلا بعد ليل من الدين فجلست مع ابن المسيب يوما فجاءه رجل فقال يا أبا محمد إني رأيت في النوم كأني أخذت عبد الملك بن مروان فوتدت في ظهره أربعة أوتاد قال ما أنت رأيت ذلك أخبرني من رآها قال أرسلني إليك ابن الزبير بهذه الرؤيا رآها في عبد الملك قال إن صدقت رؤياه قتل عبد الملك بن الزبير وخرج من صلب عبد الملك أربعة كلهم يكون خليفة فركبت إلى عبد الملك فدخلت عليه في الخضراء فأخبرته الخبر فسر وسألني عن ابن المسيب وعن حاله وسألني عن ديني فقلت أربعمائة فأمر بها من ساعته وأمر لي بمائة دينار وحملني طعاما وزيتا وكسى فانصرفت بذلك راجعا للمدينة انتهى رواه الوليد بن عمرو العامري عن عمر بن حبيب بن قليع وسيأتي بعد إن شاء الله تعالى 1192 حبيب بن كرة قدم على يزيد بن معاوية بكتاب مروان وبني أمية الذين خرجهم أهل المدينة قبل وقعة الحرة وشهد يوم المرج ( 1 ) وكانت معه راية مروان بن الحكم وحكى عن يزيد بن معاوية ومروان بن الحكم حكى عنه عبد الملك بن نوفل بن مساحق العامري انتهى قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا عبد الوهاب جعفر أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن جعفر الفرغاني أنبأنا محمد بن جرير الطبري قال ( 2 ) حدثت عن هشام بن محمد قال قال أبو مخنف حدثني عبد الملك بن نوفل بن مساحق عن حبيب بن كرة قال والله إن راية ابن مروان

_________

( 1 ) يعني مرج راهط وهو موضع في الغوطة في دمشق في شرقيه بعد مرج عذارء وكانت به الوقعة المشهورة بين مروان بن الحكم والضحاك بن قيس الفهري قتل فيها الضحاك واستقر الامر لمروان وذلك بعد وفاة يزيد بن معاوية

( انظر معجم البلدان : راهط )

( 2 ) تاريخ الطبري 5 / 539 حوادث سنة 64

(12/44)

يومئذ يعني يوم المرج لمعي ( 1 ) وأنه ليدفع بنعل السيف في ظهري ويقول ادن رايتك لا أبا لك إن هؤلاء لو قد وجدوا لهم حد السيف انفرجوا انفراج الرأس وانفراج الغنم عن راعيها قال وكان مروان في ستة آلاف ( 2 ) وكان على خيله عبيد الله ( 3 ) بن زياد وكان على الرجال مالك بن هبيرة 1193 حبيب بن محمد أبو محمد العجمي ( 4 ) بصري من الزهاد حكى عن الحسن ( 5 ) ومحمد بن سيرين وأبي تميمة طريف بن مخالد الهجيمي وشهر بن حوشب والفرزدق الشاعر روى عنه جعفر بن سليمان وصالح بن بشير المري ويزيد بن يزيد الخثعمي وحماد بن عطية البلعدوي والحارث بن موسى وقدم الشام وبها لقي الفرزدق أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا يحيى بن محمد بن صاعد حدثنا الحسين بن الحسن أنبأنا ابن المبارك عن صالح المري عن حبيب أبي محمد عن شهر ( 6 ) بن حوشب عن أبي ذر قال ( 7 ) إن الله تبارك وتعالى يقول يا جبريل انسخ من قلب عبدي المؤمن الحلاوة التي كان يجدها فيصير العبد المؤمن والها طالبا الذي كان يعهد من نفسه نزلت به مصيبة لم ينزل

_________

( 1 ) عن الطبري وبالاصل " يعني "

( 2 ) بالاصل " ألف " والمثبت عن الطبري

( 3 ) بالاصل " عبد الله " والصواب عن الطبري

( 4 ) ترجمته في تهذيب التهذيب 1 / 436 وميزان الاعتدال 1 / 457 وسير أعلام النبلاء 6 / 143 وانظر بحاشيتها ثبتا بمصادر أخرى ترجمت له

وبالاصل " بن محمد العجمي " والصواب ما أثبت " أبو " وكنيته " أبو محمد " عن مصادر ترجمته

وذكره في حيلة الاولياء 6 / 149 وترجم له باسم : حبيب الفارسي أبو محمد

( 5 ) بالاصل " الحسين " خطأ وهو الحسن بن أبي الحسن البصري والصواب عن تهذيب التهذيب وسير الاعلام

( 6 ) بالاصل " شهرنيار " والصواب ما أثبت

( 7 ) الخير في حيلة الاولياء 6 / 63 - 63 في ترجمة شهر بن حوشب

(12/45)

به مثلها قط فإذا نظر الله تبارك وتعالى إليه على تلك الحال قال يا جبريل رد إلى قلب عبدي ما نسخت منه فقد ابتليته فوجدته صادقا وسأمده من قبلي بزيادة وإذا كان عبدا كذابا لم يكترث ولم يبال به ( 1 ) أنبانا أبو الغنائم النرسي ثم حدثنا أبو الفضل الحافظ أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأبو الحسين بن الطيوري وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا عبد الوهاب بن محمد زاد ابن خيرون ومحمد بن الحسين قالا أنبانا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 2 ) حبيب أبو محمد يعد في البصريين قال حفص بن عمر حدثنا يزيد بن يزيد الخثعمي نبأنا حبيب أبو محمد سمع الحسن ( 3 ) قال الأواه الذي قلبه معلق عند الله تعالى قال ونبأنا موسى نبأنا حماد بن عطية من بلعدوية عن حبيب أبي محمد هو العجمي قوله انتهى أخبرنا أبو بكر محمد بن العباس أنبأنا أبو بكر أحمد بن منصور أنبأنا أبو سعيد محمد بن عبد الله أنبأنا مكي بن عبدان قال سمعت مسلم بن الحجاج يقول أبو محمد حبيب الأعجمي سمع الحسن ( 3 ) روى عنه يزيد بن يزيد الخثعمي وحماد بن عطية انتهى قرأت على أبي الفضل بن ناصر عن أبي الفضل التميمي أنبأنا عبد الله بن مفيد أنبأنا الخصيب بن عبد الله أخبرني عبد الكريم بن أبي عبد الرحمن أخبرني أبي قال أبو محمد حبيب العجمي البصري سمع الحسن روى عن موسى بن إسماعيل عن حماد بن عطية أخبرنا أبو جعفر الهمذاني في كتابه أنبأنا أبو بكر الصفار أنبأنا أبو بكر الحافظ أنبأنا أبو أحمد الحاكم قال أبو محمد حبيب بن محمد العجمي النضري سمع الحسن حديثه مرسلا روى عنه أبو سليمان جعفر بن سليمان الضبعي وحماد بن عطية والحارث بن موسى انتهى قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الكاتب أخبرني هاشم بن

_________

( 1 ) زيادة للايضاح عن الحلية

( 2 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 326

( 3 ) بالاصل " الحسين " خطأ والصواب عن البخاري

(12/46)

محمد حدثني الرياشي نبأنا المنهال بن عمار بن عمر بن سلمة عن صالح المري عن حبيب أبي محمد قال رأيت الفرزدق بالشام فقال قال لي أبو هريرة إنه سيأتيك قومك يؤيسونك من رحمة الله تعالى فلا تيأس ( 1 ) انتهى أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ ( 2 ) أنبأنا أبو بكر بن مالك نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نبأنا يونس يعني ابن ( 3 ) محمد قال سمعت مشيخة يقولون كان الحسن يجلس في مجلسه الذي يذكر فيه في كل يوم ( 4 ) وكان حبيب أبو محمد يجلس في مجلسه الذي يأتيه فيه أهل الدنيا والتجار وهو غافل عما فيه الحسن لا يلتفت إلى شئ من مقالته إلى أن التفت إليه يوما فقال أين يبرهمى درايد ودرايد جكويد فقيل والله يا أبا محمد يذكر الجنة ويذكر النار ويرغب في الآخرة ويزهد في الدنيا فوقر ذلك في قلبه فقال بالفارسية اذهبوا بنا إليه فأتاه فقال جلساء الحسن يا أبا سعيد هذا أبو محمد حبيب قد أقبل إليك فعظه فأقبل عليه فوقف عليه فقال ( 4 ) أين همي كودي ( 5 ) جكودي فقال الحسن إيش يقول فقال يقول هذا الذي يقول إيش يقول قال فأقبل عليه الحسن فذكره الجنة وخوفه النار ورغبه في الخير وزهده في الدنيا فقال أبو محمد أين كودي ( 6 ) فقال الحسن أنا ضامن لك على الله تبارك وتعالى ذلك ثم انصرف من عنده فلم يزل في تبديد ماله وشيئه حتى لم يبق على شئ ثم جعل بعد ذلك يستقرض على الله تعالى انتهى أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم قال ( 7 ) حدثنا أبو محمد بن حيان حدثنا عبد الرحمن بن أبي حاتم نبأنا محمد بن سعيد ( 8 ) الجوسقي نبأنا محمد بن موسى المقرئ نبأنا عون بن عمارة عن حماد وأبي عوانة قالا شهدنا حبيبا الفارسي

_________

( 1 ) الخبر في الوافي بالوفيات 11 / 300

( 2 ) الخبر في حلية الاولياء 6 / 149

( 3 ) بالصال " أبي " والصواب عن الحلية

( 4 ) الزيادة بين معكوفتين عن حلية الاولياء

( 5 ) كذا بالاصل وفي الحلية : كوى جكوى

( 6 ) الحلية : ابن كوي

( 7 ) حلية الاولياء 6 / 153

( 8 ) الحلية : معيد

(12/47)

يوما فجاءت امرأة فقالت له يا أبا محمد نان نيست مارا ( 1 ) فقال لها كم لك من العيال فقالت كذا وكذا فقام حبيب إلى وضوئه فتوضأ ثم جاء إلى مصلاه فصلى بخضوع وسكون فلما فرغ حبيب قال يا رب إن الناس يحسنون ظنهم بي وذلك من سترك علي فلا تخلف ظنهم بي ثم رفع حصيره فإذا بخمسين درهما طازجة فأعطاها إياها ثم قال يا حماد اكتم علي ما رأيت حياتي انتهى أنبأنا أبو عبد الله يحيى بن الحسن الشاعر عن أبيه أبي علي الفقيه أنبأنا أبو القاسم عبيد الله بن أحمد نبأنا عبيد الله بن عثمان نبأنا علي بن محمد المصري نبأنا إسحاق بن إبراهيم بن يونس نبأنا محمد بن يحيى الأزدي نبأنا جعفر بن أبي جعفر الرازي حدثني أبو جعفر السائح قال كان حبيب رجلا تاجرا يعير الدراهم فمر ذات يوم بصبيان يلعبون فقال بعضهم قد جاء آكل الربا فنكس رأسه وقال يا رب أفشيت سري إلى الصبيان فرجع فلبس مدرعة من شعر وغل يده ووضع ماله بين يديه وجعل يقول يا رب إني أشترى نفسي منك بهذا المال فاعتقني فلما أصبح تصدق بالمال كله وأخذ في العبادة فلم ير إلا صائما أو قائما أو ذاكرا أو مصليا فمر ذات يوم بأولئك الصبيان الذين كانوا يعيرونه بأكل الربا فلما نظروا إلى حبيب قال بعضهم لبعض اسكتوا فقد جاء حبيب العابد فبكى وقال يا رب أنت تحمد مرة وتذم مرة فكل من عندك فبلغ من فضله أنه كان يقال إنه مستجاب الدعوة وأتاه الحسن هاربا من الحجاج فقال يا أبا محمد احفظني من الشرط على إثري فقال استحييت لك يا أبا سعيد ليس بينك وبين ربك الثقة ما تدعو فيسترك من هؤلاء ادخل البيت فدخل ودخل ( 2 ) الشرط على أثره فقالوا يا أبا محمد دخل الحسن من ها هنا قال بيتي فادخلوا فدخلوا فلم يروا الحسن في البيت فذكروا ذلك للحجاج فقال بلى كان في بيته ولكن الله تعالى طمس على أعينكم فلم تروه انتهى كتب إلي أبو الحسن علي بن محمد بن العلاف وأخبرنا أبو طاهر محمد بن محمد بن عبد الله السنجي عنه نبأنا أبو الحسن بن الحمامي أنبأنا أبو عمرو

_________

( 1 ) رسمها بالاصل : " فإن نسب ما مارا " والمثبت عن الحيلة

( 2 ) الزيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 168

(12/48)

عثمان بن أحمد بن السماك نبأنا أبو خالد عبد العزيز بن معاوية القرشي نبأنا قيس بن حفص نبأنا المعتمر بن سليمان عن أبيه قال ما رأيت أحدا قط أصدق يقينا من حبيب أبي محمد انتهى أخبرنا أبو البركات الأنماطي أخبرنا ثابت بن بندار أنبأنا محمد بن علي الواسطي أنبأنا محمد بن أحمد بن محمد البابسيري ( 1 ) أنبأنا الأحوص بن المفضل بن غسان الغلابي نبأنا أبي قال وحدثني أبي قال حدثني بعض أشياخنا قال مر حبيب أبو محمد أو نظر إليه الحسن فقال لأصحابه هذا طارح القراء قرأنا على أبي عبد الله بن البنا قال ما رأيت أحدا قط أعبد من الحسن وما رأيت أحدا قط أورع من محمد بن سيرين ولا رأيت أحدا قط أزهد من مالك بن دينار ولا رأيت أحدا قط أخشع لله تعالى من محمد بن واسع ولا رأيت أحدا قط أصدق يقينا من حبيب أبي محمد ( 2 ) أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنبأنا أبو القاسم بن أبي العلاء أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا خيثمة بن سليمان نبأنا عبد العزيز بن معاوية بن عبد العزيز بن محمد أبو خالد القرشي ببغداد نبأنا قيس بن حفص حدثنا المعتمر بن سليمان عن أبيه قال ما رأيت أحدا قط أصدق يقينا من حبيب أبي محمد قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أبو الطيب محمد بن القاسم الكوكبي أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة نبأنا غسان بن المفضل الغلابي قال نظر الحسن إلى حبيب أبي محمد فقال هذا طارح القراء كالدرهم يكون له صرف أخبرنا أبو الوقت عبد الأول بن عيسى أنبأنا أبو صاعد يعلى بن هبة الله الفضيلي حينئذ وأخبرنا أبو محمد الحسن بن أبي بكر بن الرضا العنزي أنبانا أبو عاصم الفضيل بن أبي منصور الفضيلي قالا أنبأنا أبو عبد الرحمن بن أحمد بن أبي شريح نبأنا محمد بن عقيل بن الأزهر نبأنا عبد الصمد بن الفضل حدثني

_________

( 1 ) بالصال " الباشري " والصواب ما أثبت قياسا إلى سند مماثل وانظر الانساب ( البابسيري )

( 2 ) تهذيب التهذيب 1 / 436 - 437 نقلا عن المعتمر بن سليمان عن أبيه

(12/49)

إبراهيم بن يوسف عن شيخ بصري عن عبد الواحد بن زيد قال كان ( 1 ) في حبيب العجمي خصلتان من خصال الأنبياء النصيحة والرحمة انتهى قال أبو يحيى هذا الشيخ أبو علي التياس أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبانا طراد بن محمد بن علي أنبأنا علي بن محمد بن بشران نبأنا الحسين بن صفوان نبأنا عبد الله بن محمد بن عبيد أنبأنا داود بن المجبر نبأنا عبد الواحد بن زيد قال كنا عند مالك بن دينار ومعنا محمد بن واسع وحبيب بن محمد فجاء رجل فكلم مالكا فأغلظ له في قسمة قسمها وقال وضعتها في غير حقها وتتبعت بها أهل مجلسك ومن يغشاك لتكثر غاشيتك وتصرف وجوه الناس إليك قال فبكى مالك وقال والله ما أردت هذا قال بلى والله لقد أردته فجعل مالك يبكي وقال والله ما أردت قال بلى والله لقد أردته فجعل يبكي مالك والرجل يغلظ له فلما كثر ذلك عليهم رفع حبيب يديه إلى السماء ثم قال اللهم إن هذا قد شغلنا عن ذكرك فأرحنا منه كيف شئت قال فسقط والله الرجل على وجهه ميتا فحمل إلى أهله على سرير وكان يقال إن أبا محمد مستجاب الدعوة انتهى قال وحدثني أبو إسحاق الآدمي قال سمعت مسلم بن إبراهيم قال سمعت الحسن بن أبي جعفر قال مر الأمير يوما فصاحوا الطريق ففرج الناس وبقيت عجوز كبيرة لا تقدر أن تمشي فجاء بعض الجلاوزة ( 2 ) فضربها بسوط ضربة فقال حبيب أبو محمد اللهم اقطع يده فما لبثنا إلا ثلاثا حتى مر بالرجل قد أخذ في سرقة فقطعت يده انتهى قال وحدثني أبو إسحاق قال سمعت مسلما أن رجلا أتى حبيبا أبا محمد فقال إن لي عليك ثلاثمائة درهم قال من أين صارت لك علي قال لي عليك ثلاثمائة درهم قال حبيب اذهب إلى غد فلما كان من الليل توضأ وصلى وقال اللهم إن كان صادقا فأد إليه وإن كان كاذبا فابتله في يده قال فجئ بالرجل من غد قد حمل وقد ضرب شقه الفالج فقال ما لك قال أنا الذي جئتك أمس لم يكن لي عليك شئ وإنما قلت لتستحي من الناس فتعطيني فقال له تعود قال لا قال

_________

( 1 ) بالاصل : " إلى " والمثبت عن المختصر

( 2 ) الجلاوزة جمع جلواز وهو الشرطي ( اللسان والقاموس : جلز )

(12/50)

اللهم إن كان صادقا فألبسه العافية قال فقام الرجل على الأرض كأن لم يكن به شئ انتهى أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ ( 1 ) حدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد نبأنا أبو طالب عبد الله بن أحمد ( 2 ) بن سوادة نبأنا عيسى بن أبي حبيب ( 3 ) نبأنا أبي عن رجل عن جدي قال كنا عند حبيب أبي محمد فقال رجل إني أجد وجعا في رجلي قال له اجلس فلما تفرق الناس قال أبو حرب وهو جدي قام فعلق المصحف في عنقه وقال يا خدا حبيب رسوا مياش ( 4 ) لا تسود وجه حبيب اللهم عافه حتى ينصرف ولا يدري في رجليه كان الوجع فوجد الرجل العافية فسألناه في أي رجلك كان الوجع قال لا أدري انتهى قال وأنبأنا أبو بكر بن مالك نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن عبد الله بن أبي بكر المقدمي نبأنا جعفر بن سليمان قال سمعت حبيبا يقول أتانا سائل وقد عجبت عمرة وذهبت تجئ بنار تخبزه فقلت للسائل خذ العجين قال فاحتمله فجاءت عمرة فقالت أين العجين فقلت ذهبوا ( 5 ) ليخبزونه فلما أكثرت علي أخبرتها فقالت سبحان الله لا بد لنا من شئ نأكله قال فإذا رجل قد جاء بجفنة عظيمة مملوءة خبزا أو كما قال ولحما فقالت عمرة ما أسرع ما ردوه عليك قد خبزوه وجعلوا معه لحما أخبرنا أبو محمد هبة الله بن أحمد أنبأنا طراد بن محمد أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا أبو الحسين بن صفوان أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين حدثني أبو عبد الله عيسى الصفاوي حدثني أبو عبد الله السخام قال أتى حبيب أبي محمد رجل زمن في شق محمل فقيل له يا أبا محمد هذا رجل زمن وله عيال وقد ضاع عياله قال رأيت أن تدعو الله تعالى عسى أن يعافيه وأخذ المصحف فوضعه في عنقه ثم دعا قال فما زال يدعو حتى عافاه الله عز و جل قال فقام وحمل

_________

( 1 ) الخبر في حلية الاولياء 6 / 152

( 2 ) في الحلية : محمد

( 3 ) الحلية : حرب

( 4 ) بالاصل : " يا خذا بي حبيب وسامبابين " والمثبت عن الحلية

( 5 ) بالاصل : " فذهبوا " والمثبت عن الحلية

(12/51)

المصحف فوضعه في عنقه وذهب به إلى عياله انتهى قال وحدثني محمد بن الحسين حدثني العباس بن الفضل الأزرق حدثني مجاشع الديري قال ولدت امرأة من جيران حبيب غلاما جميلا أقرع الرأس قال فجاء به أبواه إلى حبيب أبي محمد بعدما كبر الغلام وأتت عليه ثنتا عشرة ( 1 ) سنة فقال يا أبا محمد أما ترى إلى ابني هذا وإلى جماله وقد بقي أقرع الرأس كما ترى فادع الله تعالى له فجعل حبيب يبكي ويدعو للغلام ويمسح بالدموع رأسه قال فوالله ما قام من بين يديه حتى اسود رأسه من أصول الشعر فلم يزل بعد ذلك الشعر حتى كان كأحسن الناس شعرا قال مجاشع قد رأيته أقرع ورأيته ذا شعر انتهى قال وحدثني محمد بن الحسين حدثني شعيب بن محرز نبأنا إسماعيل بن يونس وكان جارا لحبيب أبي محمد قال وكان جار لنا يعبث بحبيب كثيرا فدعا حبيب عليه فبرص قال إسماعيل فأنا والله رأيته أبرص انتهى أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم الحافظ ( 2 ) حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي نبأنا يونس قال جاء رجل إلى أبي محمد فشكى إليه دينا عليه فقال قال اذهب واستقرض فأنا أضمن فقال فأتى رجلا فاقرضه فيها خمسمائة درهم وضمنها أبو محمد ثم جاء الرجل فقال يا أبا محمد دراهمي فقد أضرني حبسها قال نعم غدا فتوضأ أبو محمد ودخل المسجد ودعا الله تبارك وتعالى وجاء الرجل فقال له اذهب فإن وجدت في المسجد شيئا فخذه قال فذهب فإذا في المسجد فيها صرة خمسمائة درهم فذهب فوجدها تزيد على خمسمائة فرجع إليه فقال يا أبا محمد تلك الدراهم تزيد فقال إن كانى راسخت جرب ( 3 ) سخت اذهب هي لك يعني من وزنها وزنها راجحة أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفرضي نبأنا عبد العزيز بن أحمد الصوفي أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر وابنه أبو علي وعبد الوهاب الميداني وأبو نصر بن الجبان واللفظ لابن أبي نصر قالوا أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبانا أبي حدثنا عبد الله بن

_________

( 1 ) بالاصل : عشر

( 2 ) حلية الاولياء 6 / 150

( 3 ) مهملة بالاصل والمثبت عن الحلية

(12/52)

جعفر بن حشيش نبأنا محمد بن إسحاق الصاغاني نبأنا الوليد بن شجاع نبأنا ضمرة عن السري بن يحيى وغيره قال اشترى حبيب أبو محمد انتهى وأخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبانا طراد بن محمد أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا صفوان أنبا عبد الله بن محمد حدثني محمد بن الحسين حدثني موسى بن عيسى حدثني ضمرة بن ربيعة عن السري بن يحيى قال اشترى أبو محمد حبيب طعاما في مجاعة أصابت الناس فقسمه على المساكين ثم خاط أكيسة ( 1 ) فوضعها وفي حديث المقرئ فجعلها تحت فراشه ثم دعا الله تعالى فجاءه أصحاب الطعام يتقاضونه فخرج تلك الأكيسة فإذا هي مملوءة دراهم فوزنها فإذا فيها حقوقهم وفي حديث ابن طاوس فإذا هي حقوقهم زاد فدفعها إليهم أخبرنا أبو الوقت ( 2 ) عبد الأول بن عيسى أنبأنا أبو صاعد الفضل بن أبي منصور قالا أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد نبأنا محمد بن عقيل بن الأزهر الفقيه حدثنا عبد الصمد بن الفضل نبأنا أبو داود عن علي بن مهران عن ابن المبارك قال كان حبيب العجمي يضع كيسه خاليا فيجده ملآن ( 3 ) أخبرنا أبو بكر محمد بن الحسين أنبأنا أبو الحسين بن المهتدي أنبأنا أبو أحمد عبد الله بن محمد أنبأنا عثمان بن أحمد بن السماك نبأنا أبو القاسم إسحاق بن إبراهيم بن سفيان الختلي حدثني عبد الله بن المعلى نبأنا شعيب بن محرز بن شعيب بن زيد بن أبي الزعراء حدثني رجل من خيران حبيب من أهل سكة الموالي يكنى أبا زكريا الصائغ قال جاء رجل إلى حبيب من أهل خراسان يريد مكة فقال يا شيخ أشتر لي دارا ودفع إليه مالا وخرج إلى مكة فأخذ حبيب المال فتصدق بها فقدم عليه الرجل فقال يا أبا عبد الله اذهب بي إلى الدار التي اشتريتها فأرنيها فقال له حبيب إنك لا تراها اليوم ولكن إذا مت فستراها فقال الخراساني اكتب إلي عهدتها حتى أذهب بها

_________

( 1 ) بياض بالاصل ولعل الصواب ما استدركناه باعتبار ما يلي

والخبر في الحلية باختلاف الرواية وفيها : خرائط بدل أكيسة

( 2 ) بياض بالصال والمستدرك بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل مر قريبا وانظر ترجمته في سير أعلام النبلاء 20 / 303 واسمه عبد الاول بن عيسى بن شعيب بن إبراهيم السجزي الماليني أبو الوقت

( 3 ) رسمها ناقص بالاصل والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 188

(12/53)

معي إلى خراسان فكتب له حبيب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى حبيب من ربه قصرا في الجنة طوله كذا وكذا وارتفاعه كذا وكذا في الجنة ثم ختم الكتاب ودفعه إليه فأخذه الرجل فذهب به إلى خراسان إلى أهله فقالوا له أنت مجنون لولا أنك ضيعت مالك لذهب بك إلى الدار ولكن هذا إنسان مجهول فبقي الرجل ما شاء الله ثم مات فقال لهم ضعوا هذه العهدة في أكفاني فوضعوها فحملوه إلى القبر فأصبح حبيب بالبصرة وإذا الكتاب عنده في بيته فقيل له في الكتاب يا أبا محمد إن الله قد سلم إليه القصر الذي اشتريته له فعمد حبيب إلى القوم فقال إن الله تعالى قد سلم إلى أبيكم القصر وهذه العهدة فبصروا فإذا هو الكتاب الذي وضعوه معه في القبر أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه أنبأنا أبو نعيم الأصبهاني ( 1 ) نبأنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني نبأنا أبو محمد الحسن بن سفيان نبأنا غالب بن وزير الغزي نبأنا ضمرة نبأنا السري بن يحيى قال قدم رجل من أهل خراسان وقد باع ما كان له بها وهم بسكنى البصرة ومعه عشرة آلاف درهم فلما قدم البصرة وهم بالخروج إلى مكة هو وامرأته سأل لمن تودع العشرة آلاف درهم فقيل لحبيب أبي محمد فأتاه فقال له إني خارج وامرأتي وهذه العشرة آلاف درهم أردت أن أشتري بها منزلا بالبصرة فإن وجدت منزلا ويخف عليك أن تشتري لنا بها فعلت فسار الرجل إلى مكة فأصاب الناس بالبصرة مجاعة فشاور حبيب أصحابه أن يشتري بالعشرة آلاف دقيقا ويتصدق به فقالوا إنما وضعها لتشتري بها منزلا فقال أتصدق بها وأشتري له بها من ربي عز و جل منزلا في الجنة فإن رضي وإلا دفعت إليه دراهمه قال فاشتري دقيقا وخبزه وتصدق به فلما قدم الخراساني من مكة فقال يا أبا محمد أنا صاحب العشرة ألف درهما فما أدري اشتريت لنا بها منزلا أو تردها علي فاشتري أنا بها فقال لقد اشتريت لك منزلا فيه قصر قصور ( 2 ) وأشجار وثمار وأنهار فانصرف الخراساني إلى امرأته فقال إني أرى أنه قد اشترى لنا حبيب أبو محمد منزلا إني أراه كان لبعض الملوك قد عظم أمره وما فيه قال ثم أقمت يومين أو ثلاثة فأتيت حبيبا فقلت يا أبا محمد المنزل فقال قد اشتريت لك من ربي عز و جل منزلا في الجنة بقصوره وأنهاره ووصفائه فانصرف

_________

( 1 ) الخبر في حلية الاولياء 6 / 150 - 151

( 2 ) كذا بالاصل وفي الحلية : فيه قصور

(12/54)

الرجل إلى امرأته فقال لها إن حبيبا إنما اشترى لنا من ربه المنزل في الجنة فقالت يا أبا فلان أرجو أن يكون قد وفق الله حبيبا وما قدر ما يكون لبثنا في الدنيا فارجع إليه فليكتب لنا كتابا بعهدة المنزل قال فأتيت حبيبا فقلت له يا أبا محمد قبلنا ما اشتريت لنا فاكتب لنا كتاب عهدة ( 1 ) فقال نعم فدعا من يكتب له الكتاب فكتب بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما اشترى حبيب أبو محمد من ربه عز و جل لفلان الخراساني اشترى له منزلا في الجنة بقصوره وأنهاره وأشجاره ووصفائه ووصيفاته بعشرة آلاف درهم فعلى ربه تعالى أن يدفع هذا المنزل لفلان الخراساني ويبرئ حبيبا من عهدته فأخذ الخراساني الكتاب وانطلق به إلى امرأته فدفعه إليها وأقام الخراساني نحوا ( 2 ) من أربعين يوما ثم حضرته الوفاة فأوصى امرأته إذا غسلتموني وكفنتموني فادفعوا هذا الكتاب إليهم يجعلونه في أكفاني ففعلوا ودفن الرجل الخراساني فوجدوا على ظهر قبره مكتوبا في رق كتابا أسود في ضوء الرق براءة لحبيب أبي محمد من المنزل الذي اشتراه لفلان الخراساني بعشرة آلاف درهم فقد دفع ربه إلى الخراساني ما شرطه له حبيب وأبرأه منه فأتي حبيب بالكتاب فجعل يقرأه ويقبله ويبكي ويمشي إلى أصحابه ويقول هذه براءتي من ربي تبارك وتعالى انتهى قال ( 3 ) ونبأنا عبد الله بن محمد نبأنا إبراهيم بن محمد بن الحسن نبأنا محمد بن إسحاق ( 4 ) نبأنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت أبا سليمان الداراني يقول كان حبيب أبو محمد يأخذ متاعا من التجار ويتصدق به فأخذ مرة فلم يجد شيئا يعطيهم فقال يا رب كأنه قال تنكس وجهي عندهم فدخل فإذا هو بجوالق من شعر كأنه نصب من أرض البيت القريب من السقف ملئ دراهم فقال يا رب ليس أريد هذا قال فأخذ حاجته وترك البقية انتهى أخبرنا أبو محمد بن البركات المقرئ أنبأنا أبو الفوارس النقيب أنبانا أبو الحسين المعدل أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا ابن صفوان أنبانا أبو بكر بن أبي

_________

( 1 ) ما بين معكوفتين سقط من الاصل واستدرك عن حلية الاولياء

( 2 ) بالاصل " نحو "

( 3 ) انظر حلية الاولياء لابي نعيم 6 / 153

( 4 ) ما بين معكوفتين سقط من حلية الاولياء

(12/55)

الدنيا نبأنا خالد بن خداش نبأنا المعلى الوراق قال كنا إذا دخلنا على حبيب أبي محمد قال افتح جونة المسك وهات الترياق المجرب قال جونة المسك القرآن والترياق المجرب الدعاء انتهى قال ونبأنا عبد الرحمن بن واقد نبأنا ضمرة عن السري بن يحيى قال كان حبيب أبو محمد يرى يوم التروية بالبصرة ويرى يوم عرفة بعرفات انتهى أخبرنا أبو الحسن الفرضي نبأنا عبد العزيز الصوفي نبأنا أبو محمد بن أبي نصر وابنه أبو علي وعبد الوهاب الميداني وأبو نصر بن الجبان واللفظ لابني أبي نصر قالوا أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا أبي أبي محمد نبأنا عمر بن مدرك حدثني أبو إسحاق الطالقاني أنبأنا ضمرة عن السري بن يحيى قال كان حبيب أبو محمد يرى بالبصرة عشية التروية ويرى بعرفات عشية عرفة قال أبو حفص عمر بن مدرك كان حبيب أبو محمد يقول له ابنه بالفارسية ليس لنا دقيق فيقول الطري في الحب ( 1 ) فتذهب إليه فإذا الحب ملآن دقيق أخبرنا أبو علي الحداد في كتابه أنبأنا أبو نعيم ( 2 ) أنبانا أبو محمد بن حيان نبأنا محمد بن العباس بن أيوب نبأنا عبد الرحمن بن واقد نبأنا ضمرة حدثني السري بن يحيى قال كان حبيب أبو محمد يرى بالبصرة يوم التروية ويرى بعرفة عشية عرفة انتهى قال ( 3 ) ونبأنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن عبد الله بن أبي بكر المقدمي نبأنا جعفر بن سليمان قال سمعت حبيبا أبا محمد يقول أتى زور لنا وقد طبخنا سمكا فكنا نريد أن نأكل فأبطأ الزور في القعود فلما قام الزور قلت لعمرة هاتي حتى نأكله قال فجاءت به فإذا هو دم عبيط فألقيناه في الحش أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر وابنه أبو علي وأبو الحسين عبد الوهاب الميداني وأبو نصر الجبان

_________

( 1 ) الحب : الجرة أو الضخمة منها ( القاموس )

( 2 ) حلية الاولياء 6 / 154

( 3 ) حليد الاولياء 6 / 152

(12/56)

واللفظ لابني أبي نصر قالوا أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا أبي حدثنا أبو حفص عمر بن مدرك الرازي نبانا أبو إسحاق الطالقاني نبأنا ضمرة عن السري بن يحيى قال كان حبيب أبو محمد إذا أفطر أفطر على البسر قال فأغفله أهله ذات ليلة فذهب ليطلب البسر فلم يجده فنادى مناد من الهوى هاك البسر انتهى أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم ( 1 ) أنبأنا أبو بكر بن مالك نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن يسار حدثنا جعفر قال سمعت حبيبا أبا محمد يقول والله إن الشيطان يلعب بالقراء كما يلعب الصبيان بالجوز ولو أن الله دعاني يوم القيامة فقال يا حبيب فقلت لبيك قال جئتني ( 2 ) بصلاة يوم أو صوم يوم أو ركعة أو تسبيحة أو سجدة اتقيت عليها من إبليس ألا يكون طعن فيها طعنة فأفسدها ما استطعت أن أقول نعم أي رب قال وسمعت حبيبا أبا محمد يقول لا تقعدوا فراغا فإن الموت يلزكم ( 3 ) انتهى قال ( 4 ) وحدثنا أبو بكر محمد بن جعفر المؤدب أنبانا إسحاق بن إبراهيم نبأنا علي بن المسلم نبأنا سيار نبأنا جعفر قال كنا ننصرف من مجلس ثابت البناني فنأتي حبيبا أبا محمد فيحث على الصدقة فإذا وقعت قام فتعلق بقرن معلق في بيته ثم يقول ها قد تغديت وطابت نفسي * فليس في الحي غلام مثلي إلا غلام قد تغدى قبلي * إلا غلام قد تغدى قبلي ( 5 ) سبحانك وحنانيك خلقت فسويت وقدرت فهديت وأعطيت فأغنيت وأفنيت وعافيت وعفوت وأعطيت فلك الحمد على ما أعطيت حمدا كثيرا طيبا مباركا حمدا لا ينقطع أولاه ولا ينفذ أخراه حمدا أنت منتهاه فتكون الجنة عقباه أنت الكريم الأعلى وأنت جزل العطاء وأنت أهل النعمات وأنت ولي الحسنات

_________

( 1 ) الخبر في حلية الاولياء 6 / 152 - 153

( 2 ) عن الحلية وبالصال " جئني "

( 3 ) الحلية : يليكم

( 4 ) الخبر في حلية الاولياء 6 / 153 - 154

( 5 ) كذا كرر الشطر بالاصل مرتين وذكر مرة واحدة في الحلية

(12/57)

وأنت الجليل الرحمن ( 1 ) لا يحفيك سائل ولا ينقصك قائل ( 2 ) ولا يبلغ مدحتك قول قائل سجد وجهي لوجهك الكريم ثم يخر فيسجد ونسجد معه ثم يفرق الصدقة على من حضره من المساكين انتهى قرأنا على أبي عبد الله يحيى بن الحسن عن أبي تمام الواسطي عن أبي عمر بن حيوية أنبأنا أبو الطيب محمد بن القاسم أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة حدثنا الغلابي غسان بن المفضل قال قال عدي بن الفضل أتيت حبيبا أبا محمد فقال لي من تأتي من الفقهاء قال فقلت آتي يونس بن عبيد قال تأتي يونس إن شكر ( 3 ) دانت قال فقال لي من تأتي من الفقهاء قلت آتي أيوب السختياني قال تأتي أيوب أزهر سأله بمكة همراييتر يعني يحلق رأسه بمكة كل عام وقال لي من تأتي قلت آتي علي بن زيد بن جدعان قال تأتي علي أن همشت نما ذكرني يقول يصلي الليل كله انتهى كتب إلي أبو بكر عبد الغفار بن محمد بن الحسين ( 4 ) ثم حدثني أبو المحاسن عبد الرزاق بن محمد بن أبي نصر عنه أنبأنا أبو بكر الحيري نبأنا أبو العباس الأصم نبأنا عبد الله بن هلال بن الفرات أبو محمد نبأنا أحمد بن أبي الحواري قال سمعت عبد العزيز ( 5 ) بن محمد يقول مر حبيب بمصلوب بالبصرة فوقف عنده فقال بأبي ذلك اللسان التي كنت تقول به ( 6 ) لا إله إلا الله اللهم هب لي دينه قال وكان صلب وجهه إلى الشرق فأصبحت خشبته استدارت إلى القبلة انتهى أنبأنا أبو الكريم المبارك بن الحسن بن أحمد المقرئ أنبأنا رزق الله بن عبد الوهاب التميمي نبأنا أحمد بن محمد أنبأنا أحمد بن محمد بن يوسف العلاف نبأنا الحسين بن صفوان نبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا نبأنا أسد بن عمر

_________

( 1 ) في الحلية : وأنت خليل إبراهيم

( 2 ) الحلية : نائل

( 3 ) بياض بالاصل مقدار كلمة

( 4 ) انظر ترجمته في سير الاعلام 19 / 246

( 5 ) بالاصل : عبيد العزيز

( 6 ) الزيادة عن مختصر ابن منظور 6 / 188

(12/58)

( 1 ) نبأنا عبيد الله بن محمد التيمي نبأنا أصحابنا قال كان حبيب أبو محمد يخلو في بيته فيقول من لم تقر عينيه بك فلا قرت ومن لم يأنس بك فلا أنس انتهى أخبرنا أبو البركات محفوظ بن الحسن بن محمد وأبو إسحاق إبراهيم بن موهوب قالا أنبأنا أبو القاسم نصر بن أحمد الهمذاني نبأنا أبو بكر الخليل بن هبة الله بن الخليل أنبأنا أبو علي الحسن بن محمد بن القاسم بن درستوية أنبأنا أبو الدحداح أحمد بن محمد بن إسماعيل نبأنا إبراهيم بن يعقوب الجوزجاني نبأنا سعيد بن عامر عن حزم قال قال لنا الأشعث الحداني انطلقوا بنا إلى حبيب نسلم عليه تسليمة الوداع فانطلقنا إليه قال سعيد قلت لحزم يا أبا عبد الله أي ساعة ذاك قال ارتفاع النهار فانتهينا إليه فسلمنا عليه فخرج إلينا حبيب فأخذوا في البكاء فما زالوا يبكون حتى حضرت صلاة الظهر فصلينا الظهر فما زالوا يبكون حتى العصر فصلينا العصر فما زالوا يبكون حتى المغرب فصلينا المغرب ثم آذنتنا جنازة فقال لنا إن ناسا ينهون عن هذا فأطيعهم فقلت أنت أعلم قال أما والله لا أطيعهم انتهى أنبأنا أبو علي الحسين بن أحمد أنبأنا أبو نعيم أحمد بن عبد الله ( 2 ) أنبأنا أبو بكر بن مالك نبأنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال أخبرت عن سيار نبأنا جعفر قال كان حبيب أبو محمد رقيقا من أكثر الناس بكاء فبكى ذات ليلة بكاء كثيرا فقالت عمرة بالفارسية لم تبكي يا أبا محمد فقال لها حبيب بالفارسية دعيني فإني أريد أن أسلك طريقا لم أسلك ( 3 ) قبله أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسين بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان نبأنا زيد بن إسماعيل نبأنا داود بن رشيد ( 4 ) قال قيل لحبيب الفارسي في مرضه الذي مات فيه ما هذا الجزع الذي ما كنا نعرفه منك فقال سفري بعيد بلا زاد وينزل بي في حفرة من الأرض موحشة بلا مؤنس فأقدم على ملك جبار قد قدم إلي العذر انتهى

_________

( 1 ) كلمة غير مقروءة تركنا مكانها بياضا

( 2 ) حلية الاولياء 6 / 154

( 3 ) في الحلية : لم أسلكه قبل

( 4 ) بالاصل " أسيد " والصواب عن مختصر ابن منظور 6 / 188

(12/59)

قال وأنبأنا الحسن بن علي نبأنا محمد بن عبد الله عن عبد الواحد بن زيد ( 1 ) أن حبيبا أبا محمد جزع جزعا شديدا عند الموت فجعل يقول بالفارسية أريد أن أسافر سفرا ما سافرته قط أريد أن أسلك طريقا ما سلكته قط أريد أن أزور سيدي ومولاي ما رأيته قط أريد أن أشرف على أهوال ما شهدت مثلها قط أريد أن أدخل تحت التراب فأبقى إلى يوم القيامة ثم أوقف بين يدي الله عز و جل فأخاف أن يقول لي يا حبيب هات تسبيحة واحدة سبحتني في ستين سنة لم يظفر بك الشيطان فيها بشئ فماذا أقول وليس لي حيلة أقول يا رب هوذا قد أتيتك مقبوض اليدين إلى عنقي قال عبد الواحد هذا عبد الله ستين سنة مشتغلا به ولم يشتغل بشئ من الدنيا قط فأيش يكون حالنا واغوثاه بالله ( 2 )

أخبرنا أبو القاسم الواسطي نبأنا أبو بكر الخطيب حينئذ وأخبرنا أبو القاسم السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أنبأنا الحسين بن صفوان البرذعي نبأنا عبد الله بن أبي محمد بن أبي الدنيا حدثني محمد بن عمر المقدمي نبأنا سعيد بن عامر نبأنا أبو الفضل كثير بن سيار قال دخلنا على حبيب أبي محمد وهو بالموت فقال أريد أن آخذ طريقا لم أسلكه قط لا أدري ما يصنع بي قلت ابشر يا أبا محمد أرجو أن لا يفعل بك إلا خيرا قال ما يدريك ليت تلك الكسرة الخبز التي أكلناها لا تكون سما علينا انتهى أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا رشأ بن نظيف أنبأنا الحسن بن إسماعيل أنبأنا أحمد بن مروان أنبأنا يوسف بن عبد الله الحلواني أنبأنا عثمان بن الهيثم المؤذن قال قيل لحبيب أبي محمد يا أبا محمد ما لك لا تضحك ولا تجالس الناس ولا نراك أبدا إلا محزونا فقال أحزنني شيئان قلنا وما هما قال وقت أوضع في لحدي فينصرف الناس عني فأبقى تحت الثرى وحدي مرتهنا بعملي والآخر يوم القيامة إذا انصرف الناس عن حوض محمد ( صلى الله عليه و سلم ) فإنه بلغني أن الرجل في عرصة القيامة فيقول له شربت من حوض محمد ( صلى الله عليه و سلم ) فيقول له لا فنقول واحسرتاه فأي حسرة أشد من هذا انتهى

_________

( 1 ) كررت " بن زيد " بالاصل وانظر ترجمته في سير الاعلام 7 / 187 وحلية الاولياء 6 / 155

( 2 ) الخبر في الوافي بالوفيات 11 / 300 باختلاف بعض ألفاظ الرواية

(12/60)

أخبرنا أبو محمد بن طاوس أنبأنا جعفر بن أحمد بن الحسين أنبأنا أبو علي بن شاذان أنبأنا أبو جعفر عبد الله بن إسماعيل بن إبراهيم الهاشمي نبأنا ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين نبأنا شعيب بن محرز حدثني إسماعيل بن زكريا وكان جارا لحبيب أبي محمد قال كنت إذا أمسيت سمعت بكاءه وإذا أصبحت سمعت بكاءه فأتيت أهله فقلت ما شأنه يبكي إذا أمسى ويبكي إذا أصبح قال فقالت يخاف والله إذا أمسى أن لا يصبح وإذا أصبح أن لا يمسي انتهى قال وحدثني محمد بن الحسين أبو العباس نبأنا أبو عبد الرحمن بن عائشة حدثني أبو زكريا قال قالت امرأة حبيب كان يقول إذا مت في اليوم فأرسلي إلى فلان يغسلني وافعلي كذا واصنعي كذا فقيل لامرأته أري رؤيا قالت هذا يقوله في كل يوم انتهى 1194 حبيب بن مرة المري مرة غطفان من قواد مروان بن محمد له ذكر انتهى قرأت على أبي الوفاء حفاظ بن الحسن عن عبد العزيز بن أحمد أنبأنا عبد الوهاب الميداني أنبأنا أبو سليمان بن زبر أنبأنا عبد الله بن أحمد بن جعفر أنبأنا محمد بن جرير الطبري قال ( 1 ) ذكر علي بن محمد عن شيوخه قال يبض حبيب بن مرة المري وأهل البثنية ( 2 ) وأهل حوران وعبد الله بن علي يومئذ في عسكر أبي الورد الذي قتل فيه قال الطبري ( 3 ) وقد حدثني أحمد بن زهير نبأنا عبد الوهاب بن إبراهيم نبأنا أبو هاشم مخلد بن محمد قال كان تبييض حبيب بن مرة وقتاله عبد الله بن علي قبل تبييض أبي الورد وإنما بيض أبو الورد وعبد الله مشتغل بحرب ( 4 ) حبيب بن مرة المري بأرض البلقاء أو البثنية وحوران وكان قد لقيه عبد الله بن علي في جموعه فقاتله وكان بينه وبينه وقعات وكان من قواد مروان

_________

( 1 ) تاريخ الطبري 7 / 446 حوادث سنة 132

( 2 ) البثنية ويقال بثنة بلدة معروفة بالشام وفي موضع آخر في البثنة قال ياقوت : ناحية من نواحي دمشق وقيل هي قرية بين دمشق وأذرعات

( 3 ) تاريخ الطبري 7 / 446

( 4 ) بالاصل : " مستعد لحرب " والمثبت عن الطبري

(12/61)

وفرسانه وكان سبب تبييضه الخوف على نفسه وقومه فتابعته قيس وغيرهم ممن يليهم من أهل تلك الكور البثنية ( 1 ) وحوران فلما بلغ عبد الله بن علي تبييض أهل قنسرين ( 1 ) دعا حبيب بن مرة إلى الصلح فصالحه وأمنه ومن معه وخرج نحو قنسرين للقاء أبي الورد انتهى قرأت في كتاب أبي الحسين الرازي حدثني محمد بن أحمد بن محمد بن غزوان نبأنا أحمد بن المعلى نبأنا نوح بن عمر بن حوي عن السري ( 2 ) بن يحيى قال ولما رجع عبد الله بن علي من قتال أبي الورد إلى دمشق أمن الناس إلا أهل حوران ومضى إليهم في نحو من ثلاثين ألفا فاجتمع أهل حوران إلى حبيب بن مرة فلما بدأوا انهزم حبيب ومن معه فركبوا البراري ولحق حبيب بالحجاز فمكث فيه أعواما ثم أمنه صالح بن علي وولاه حوران 1195 حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو ( 3 ) بن شيبان بن محارب بن فهر أبو عبد الرحمن ويقال أبو مسلمة ويقال أبو سلمة الفهري ( 4 ) هكذا نسبه الزبير في موضع ونسبه في موضع آخر ولم يذكروا هنا في نسبته وكذلك حكاه ابن سميع عن بعض ولد حبيب صحب النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وروى عنه ( 5 ) وروى عنه زياد بن جارية التميمي وقزعة بن يحيى وجنادة بن أبي أمية و عوف بن مالك الأشجعي الصحابي والضحاك بن قيس ورغبان بن حبيب ومحمد بن عبد الرحمن بن عرق اليحصبي وحبيب بن عبيد وأبو معاوية يزيد بن عبد

_________

( 1 ) بياض بالاصل والمستدرك عن تاريخ الطبري

( 2 ) الكلمة غير واضحة بالاصل ولعل الصواب ما أثبت

( 3 ) بالاصل " عمر " والصواب ما أثبت تهذيب التهذيب 1 / 437

( 4 ) ترجمته في الاستيعاب 1 / 328 وأسد الغابة 1 / 448 والاصابة 1 / 309 وتهذيب التهذيب 1 / 437 والوافي بالوفيات 11 / 290 وسير أعلام النبلاء 3 / 188 وبحاشيتها ثبت بأسماء مصادر أخرى ترجمت له

( 5 ) زيد في تهذيب التهذيب : وعن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وأبيه مسلمة وأبي ذر الغفاري

(12/62)

السكوني ومالك بن شرحبيل وعبد الرحمن بن أبي أمية الضمري وعبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة وخرج إلى الشام مجاهدا في حياة أبي بكر وشهد اليرموك أميرا على بعض كراديسه ثم سكن دمشق وكانت داره بها عند طاحونة الثقفيين مشرفة على نهر بردى وشهد معركة صفين مع معاوية وكان على الميسرة انتهى أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد أنبأنا أبو علي بن المذهب أنبأنا أحمد بن جعفر أنبأنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي نبأنا أبو المغيرة نبأنا سعيد بن عبد العزيز ( 1 ) نبأنا سليمان بن موسى عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة ( 2 ) قال شهدت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) نفل الربع في البدأة والثلث في الرجعة ( 3 ) انتهى كذا رواه أبو المغيرة ورواه أبو مسهر ويحيى بن سعيد وأبو أحمد محمد بن عبد الله الزهري وعبد الرحمن بن مهدي عن سعيد عن مكحول عن زياد بن جارية فأما حديث أبي مسهر فأخبرناه أبو القاسم علي بن إبراهيم أنبأنا أبو عبد الله محمد بن علي بن سلوان أنبانا الفضل بن جعفر أنبأنا عبد الرحمن بن القاسم نبأنا أبو مسهر نبأنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة أن النبي ( صلى الله عليه و سلم ) نفل الثلاث انتهى وأما حديث يحيى فأخبرناه أبو القاسم بن الحصين أنبأنا الحسن بن علي بن أبي بكر بن مالك عن ( 4 ) عبد الله بن أحمد ( 5 ) حدثني أبي حدثنا يحيى بن سعيد عن

_________

( 1 ) بالاصل " عن "

( 2 ) انظر مسند أحمد بن حنبل 4 / 160

( 3 ) النفل بالتحريك الغنيمة والنفل بالسكون وقد يحرك : الزيادة

وأراد بالبدأة ابتداء الغزو وبالرجعة : القفول منه

والمعنى : كان إذا نهضت سرية من جملة العسكر المقبل على العدو فأوقعت بهم نفلها الربع مما غنمت وإذا فعلت ذلك عند عود العسكر نفلها الثلث لان الكرة الثانية أشق عليهم والخطر فيها أعظم وذلك لقوة الظهر عند دخولهم وضعفه عند خروجهم وهم في الاول أنشط وأشهى للسير والامعان في بلاد العدو وهم عند القفول أضعف وأفتر وأشهى للرجوع إلى أوطانهم فزادهم لذلك ( النهاية : بدأ نفل )

( 4 ) بالاصل " بن "

( 5 ) مسند أحمد 4 / 160

(12/63)

سعيد بن عبد العزيز نبأنا مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة قال النبي ( صلى الله عليه و سلم ) نفل الثلث انتهى وأما حديث أبي أحمد فأخبرناه أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو الحسين بن بشران المعدل ببغداد أنبأنا أبو جعفر محمد بن عمرو نبأنا أحمد بن الوليد نبأنا أبو أحمد الزبيري نبأنا سعيد بن عبد العزيز التنوخي عن مكحول عن زياد بن ( 1 ) جارية التميمي عن حبيب بن مسلمة أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) نفل الثلث انتهى وأما حديث ابن مهدي فأخبرناه أبو القاسم الشيباني أنبانا أبو علي التميمي أنبأنا أبو بكر القطيعي نبأنا عبد الله بن أحمد ( 2 ) حدثني أبي نبأنا عبد الرحمن حدثنا عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة قال شهدت النبي ( صلى الله عليه و سلم ) نفل الثلث انتهى ورواه أبو إسحاق بن إبراهيم بن محمد الفزاري عن سعيد أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ نبأنا أبو العباس محمد بن يعقوب حدثنا محمد بن إسحاق نبأنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري عن سعيد بن عبد العزيز قال سمعت مكحولا يقول سمعت زياد بن جارية التميمي يقول ( 3 ) سمعت حبيب بن مسلمة يقول شهدت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) يقول الثلث قال سعيد وحدثني سليمان بن موسى عن مكحول عن زياد بن جارية عن حبيب بن مسلمة أنه قال نفل رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) في البداءة الربع وفي الرجعة الثلث انتهى أنبأنا أبو عبد الله البلخي أنبأنا أبو الحسين بن الطيوري أنبأنا أبو الحسين العتيقي أنبأنا أبو الحسن الدارقطني إجازة أنبأنا عمر بن الحسن بن مالك الشيباني أنبأنا الحارث بن محمد بن أبي أسامة حدثني محمد بن سعد أنبأنا محمد بن عمر نبأنا سعيد بن عبد العزيز عن مكحول عن زياد بن جارية ( 4 ) عن حبيب بن مسلمة

_________

( 1 ) بالاصل " عن "

( 2 ) مسند أحمد 4 / 160

( 3 ) كذا

( 4 ) بالاصل " حارثة "

(12/64)

قال شهدت النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ينفل الثلث قال الواقدي وحبيب يوم توفي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ابن ثنتي عشرة سنة ( 1 ) وآخر غزوة غزاها رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) تبوك وهو ابن إحدى عشرة سنة انتهى أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري ( 2 ) أنبأنا الأحوص أنبأنا المفضل نبأنا أبي قال وقد أنكر بعض العلماء أن يكون حبيب بن مسلمة غزا مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) ( 3 ) ويقولون إنه كان في غزاة تبوك وهي آخر غزوة غزاها رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وهو ابن إحدى عشرة سنة قال أبي وقال الواقدي توفي رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وحبيب بن مسلمة ابن ثنتي عشرة سنة أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد ( 4 ) أنبأنا أحمد بن محمد بن الوليد الأزرقي المكي نبأنا داود بن عبد الرحمن عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن حبيب بن مسلمة الفهري أنه أتى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وهو بالمدينة فأدركه أبوه فقال يا نبي الله يدي ورجلي فقال له النبي ( صلى الله عليه و سلم ) ارجع معه فإنه يوشك أن يهلك قال فهلك في تلك السنة قال محمد بن عمر والذي عند أصحابنا في روايتنا أن رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قبض وحبيب بن مسلمة ابن ثنتي عشرة سنة وأنه لم يغز معه شيئا وفي رواية غيرنا أنه قد غزا مع رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) وحفظ عنه أحاديث ورواها ( 5 ) انتهى أخبرنا أعلى من هذا علي بن عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي ( 6 ) أنبأنا أبو نصر أحمد بن علي القاضي أنبأنا أبو بكر محمد بن المؤمل أنبأنا عبدان بن

_________

( 1 ) انظرت طبقات ابن سعد 7 / 410 وتهذيب التهذيب 1 / 437 وأسد الغابة 1 / 449

( 2 ) بالاصل : " الباسري " والصواب ما أثبت راجع الانساب

( 3 ) لفظتان غير واضحتين تركنا مكانهما بياضا

( 4 ) طبقات ابن سعد 7 / 409 - 410

( 5 ) الزيادة عن ابن سعد

( 6 ) دلائل النبوة للبيهقي 6 / 504

(12/65)

عبد الحليم ( 1 ) البيهقي حدثنا إبراهيم بن محمد أبو إسحاق الشافعي قال وأنبأنا علي بن أحمد بن عبدان أنبأنا أحمد بن عبيد الصفار أنبأنا أبو جعفر أحمد بن علي الخزاز أنبأنا إبراهيم بن محمد بن العباس الشافعي قال قرأت على داود بن عبد الرحمن العطار عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن حبيب بن مسلمة الفهري أنه أتى النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وهو بالمدينة ليراه فأدركه أبوه فقال يا رسول الله يدي ورجلي فقال له ارجع معه فإنه يوشك أن يهلك فهلك في تلك السنة انتهى أنبأنا أبو سعد المطرز وأبو علي الحداد قالا أنبأنا أبو نعيم أنبأنا محمد بن إبراهيم نبأنا الحسين بن محمد بن حماد نبأنا عبد الله بن الوليد بن هشام نبأنا أبو عاصم حينئذ قال وحدثنا محمد بن علي نبأنا محمد بن بركة نبأنا يوسف بن سعيد نبأنا حجاج قالا عن ابن جريج أخبرني عبد الله بن أبي مليكة أن حبيب بن مسلمة قدم على النبي ( صلى الله عليه و سلم ) بالمدينة غازيا وان أباه أدركه بالمدينة فقال مسلمة للنبي ( صلى الله عليه و سلم ) يا نبي الله إني ليس لي ولد غيره يقوم في مالي وضيعتي وعلى أهل بيتي وان رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) رده معه وقال لعلك أن يخلو لك وجهك في عامك فارجع يا حبيب مع أبيك فرجع فمات مسلمة في ذلك العام وغزا حبيب فيه أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله أنبأنا أبو بكر الخطيب أخبرني أبو غالب محمد بن الحسين بن إبراهيم الواسطي حدثنا أبو الحسين علي بن محمد بن علي بن خزفة ( 2 ) نبأنا محمد بن الحسين الزعفراني نبأنا أحمد بن أبي خيثمة أنبأنا مصعب بن عبد الله قال ( 3 ) حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو ( 4 ) بن شيبان بن محارب بن فهر كان شريفا قد سمع من النبي ( صلى الله عليه و سلم ) يقال له حبيب الروم لكثرة دخوله عليهم انتهى قرأنا على أبي عبد الله بن البنا عن أبي تمام علي بن محمد أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل أنبأنا محمد بن الحسين أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة قال سمعت

_________

( 1 ) بالاصل " الحكيم " والمثبت عن دلائل النبوة

( 2 ) ضبطت عن التبصير 1 / 429

( 3 ) نسب قريش ص 447

( 4 ) بالاصل " عمر " والمثبت عن نسب قريش

(12/66)

أبي يقول حبيب بن مسلمة أبو عبد الرحمن أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن الفراء أنبأنا أبو يعلى حينئذ وأخبرنا أبو سعيد بن المحاملي قال أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي قال أنبأنا أبو القاسم الصيدلاني أنبأنا محمد بن مخلد بن حفص قال قرأت على عمر بن علي بن عمرو الأنصاري حدثكم الهيثم بن عدي قال قال ابن عياش حبيب بن مسلمة يكنى أبا عبد الرحمن أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا ( 1 ) البنا قالا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أحمد بن عبيد بن الفضل إجازة أنبأنا محمد بن الحسين ( 2 ) الزعفراني أنبأنا أبو بكر بن أبي خيثمة أنبأنا مصعب بن عبد الله قال حبيب بن مسلم بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة وقد سمع من النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وكان شريفا أخبرنا مصعب قال أنكر الواقدي أن يكون سمع من النبي ( صلى الله عليه و سلم ) قال وأنبأنا مصعب قال حبيب بن مسلمة يقال له حبيب الروم لكثرة دخوله عليهم انتهى ( 3 )

أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن وأبو الفضل بن خيرون أخبرنا أبو العز ثابت بن منصور أنبأنا أبو طاهر أحمد بن الحسن قالا أنبأنا أبو الحسين محمد بن الحسن أنبأنا أبو الحسين محمد بن أحمد أنبأنا أبو حفص عمر بن أحمد نبأنا خليفة بن خياط قال حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا عبد الرحمن مات بالشام ويقال مات سنة سنة اثنتين ( 4 ) وأربعين انتهى أخبرنا أبو بكر الأنصاري أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية

_________

( 1 ) بالاصل " أنبانا " خطأ

( 2 ) بالاصل " أنبانا أحمد ابنا محمد بن الحسن " والصواب ما أثبت انظر ترجمة أحمد بن عبيد بن الفضل في سير الاعلام 17 / 197 وفيها أنه روى عن محمد بن الحسين الزعفراني

قال السمعاني : وظني أنه نسب إلى بيع الزعفران

( 3 ) انظر نسب قريش للمصعب الزبيري ص 447

( 4 ) بالاصل : اثنين

(12/67)

أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم نبأنا محمد بن سعد قال ( 1 ) في الطبقة الخامسة حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر وأمه زينب بنت نافش بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر تحول حبيب بن مسلمة فنزل الشام ولم يزل مع معاوية بن أبي سفيان في حروبه في صفين وغيرها ووجهه إلى أرمينية واليا عليها فمات بها سنة اثنتين ( 2 ) وأربعين ولم يبلغ خمسين سنة انتهى أخبرنا أبو بكر محمد بن شجاع أنبأنا أبو عمرو بن مندة أنبأنا الحسن بن محمد بن يوسف أنبأنا أحمد بن محمد بن عمر حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا محمد بن سعد قال قال حبيب بن مسلمة الفهري قال الواقدي مات بأرمينية سنة اثنتين ( 2 ) وأربعين ولم يبلغ خمسين سنة قال الواقدي ونحن نقول إنه ولد قبل وفاة النبي ( صلى الله عليه و سلم ) بسنتين وقال غيره ما أدرك النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وسمع منه انتهى وينبغي أن يكون قبل هجرة النبي ( صلى الله عليه و سلم ) أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا ثابت بن بندار أنبأنا أبو العلاء الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري ( 3 ) أنبانا الأحوص بن المفضل نبأنا أبي قال حبيب بن المسلمة والضحاك بن قيس كلاهما أبو عبد الرحمن أخبرنا أبو محمد بن عبد الله بن علي بن عبد الله إجازة حينئذ وأخبرنا أبو الفضل بن ناصر عنه أنبأنا أبو محمد بن الجوهري أنبأنا أبو الحسين المظفر أنبأنا أبو علي المدائني أنبأنا أحمد بن عبد الله بن البرتي ( 4 ) قال وحبيب بن مسلمة بن مالك بن وهب بن ثعلبة بن واثلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر وأمه أيضا فهرية من ولد وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا عبد الرحمن وكان يدعى حبيب الروم لمجاهدته الروم يقال إنه توفي سنة اثنتين ( 5 ) وأربعين ولم يبلغ خمسين سنة جاء عنه ثلاثة أحاديث انتهى

_________

( 1 ) طبقات ابن سعد 7 / 409 - 410

( 2 ) بالاصل : اثنين

( 3 ) بالاصل " الباسري " والصواب ما أثبت

( 4 ) إعجامها غير واضح بالاصل والصواب والضبط عن الانساب

( 5 ) بالاصل : اثنين

(12/68)

أنبانا أبو الغنائم بن النرسي ثم حدثنا أبو الفضل السلامي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون وأنبأنا أبو الحسين الصيرفي وأبو الغنائم واللفظ له قالوا أنبأنا أبو أحمد زاد ابن خيرون وأبو الحسين قالوا أنبأنا أحمد بن عبدان أنبأنا محمد بن سهل أنبأنا محمد بن إسماعيل قال ( 1 ) حبيب بن مسلمة الفهري القرشي نزل الشام له صحبة قال ابن مقاتل عن ابن المبارك عن سعيد بن عبد العزيز عن مكحول قال صلى حبيب على شرحبيل بن السمط انتهى أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني حدثنا عبد العزيز الكتاني أنبانا تمام البجلي أنبأنا جعفر بن محمد الكندي أنبأنا أبو زرعة النصري قال حبيب بن مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا مسلمة قديم الموت روى عنه بالشام جماعة منهم الضحاك بن قيس وزياد بن جارية ورغبان مولى حبيب انتهى كذا وقع ولعله كان من بني شيبان بن محارب انتهى أخبرنا أبو غالب بن البنا أنبأنا أبو الحسين بن الآبنوسي أنبأنا أبو القاسم بن عتاب أنبأنا أحمد بن عمير إجازة حينئذ وأخبرنا أبو القاسم السوسي أنبأنا أبو عبد الله بن أبي الحديد أنبأنا أبو الحسن الربعي أنبأنا عبد الوهاب الكلابي أنبأنا أحمد بن عمير قراءة قال سمعت أبا الحسن بن سميع يقول وحبيب بن مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر أبو مسلمة قال عبد الرحمن بن إبراهيم توفي بدمشق أخبرنا أبو طالب الحسين بن محمد الزينبي إجازة أنبأنا أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي أنبأنا أبو الحسين بن المظفر أنبأنا أبو محمد بن أحمد بن حفص نبأنا أحمد بن محمد بن عيسى قال وقدمها يعني حمص حبيب بن مسلمة بن شيبان بن محارب بن فهر يكنى أبا مسلمة انتهى أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم نبأنا عبد العزيز عن ( 2 ) أحمد بن مسدد بن علي بن عبد الله أنبأنا أبي أنبأنا عاصم أنبأنا عبد الصمد بن سعيد القاضي قال في

_________

( 1 ) التاريخ الكبير 1 / 2 / 310

( 2 ) بالاصل " بن "

والصواب ما أثبت وقد مر هذا السند وتقدم التعريف بعبد العزيز بن أحمد وبمسدد بن علي

(12/69)

تسمية من نزل حمص من الصحابة حبيب بن مسلمة الفهري القرشي قال ابن عوف يكنى أبا مسلمة ومات بدمشق حدثني سليمان بن عبد الحميد البهراني نبأنا يزيد بن عبد ربه الزبيدي نبأنا بقية عن صفوان أن عمر بن الخطاب ولاه الخراج وقال أبو زرعة عبد الرحمن بن عمرو لحبيب بن مسلمة ولد كثير عندنا بحوران جند دمشق ومنزله بطرف من أطراف حوران كثير عددهم وقد كان بعضهم يصير إلي في منزلي انتهى أخبرنا أبو الفتح يوسف بن عبد الله بن عبد الواحد أنبأنا ( 1 ) شجاع بن علي أنبأنا أبو عبد الله بن مندة قال حبيب بن مسلمة وهو ابن مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وائلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر الفهري من بني فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة يكنى أبا عبد الرحمن توفي بالشام سنة اثنتين ( 2 ) وأربعين ولم يبلغ إلى خمسين سنة وقال ابن وهب عن مكحول قال سألت الفقهاء هل كان لحبيب بن مسلمة صحبة فلم يعرفوا ذلك فسألت قومه فأخبروني أنه قد كانت له صحبة ( 3 )

أخبرنا بذلك أحمد بن عبد الله بن صفوان نبأنا إبراهيم بن دحيم عن أبيه عن سويد عن ابن وهب عن مكحول نسبه شباب ( 4 ) العصفري وكناه ابن أبي خيثمة أخبرنا بذلك محمد بن عيسى أبو الحارث الجوزجاني وأحمد بن مهران الفارسي قالا نبأنا موسى بن زكريا نبأنا شباب العصفري روى عنه عبد الرحمن بن أبي أمية الضمري وقزعة بن يحيى وابن أبي مليكة وزياد بن جارية وغيرهم انتهى قرأت على أبي محمد السلمي عن أبي نصر بن ماكولا قال ( 5 ) أما وايلة بالياء المعجمة من تحتها باثنتين وايلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر من ولده حبيب بن مسلمة بن

_________

( 1 ) بالاصل " بن " خطأ والصواب ما أثبت انظر فهارس شيوخ ابن عساكر ( المجلدة عبد الله بن جابر ص 698 ) وانظر

( 2 ) بالاصل : اثنين

( 3 ) الخبر في تهذيب التهذيب 1 / 437

( 4 ) يعني خليفة بن خياط

( 5 ) الاكمال لابن ماكولا 7 / 296

(12/70)

مالك الأكبر بن وهب بن ثعلبة بن وايلة سمع النبي ( صلى الله عليه و سلم ) كان يقال له حبيب الروم لكثرة دخوله إليهم قاله مصعب انتهى أخبرنا أبو البركات الأنماطي أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أخبرنا أبو القاسم بن بشران أنبأنا أبو علي بن الصواف أنبأنا أبو جعفر محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حبيب بن مسلمة أبو عبد الرحمن انتهى أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو الحسين بن النقور أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أبو بكر بن سيف نبأنا السري بن يحيى نبأنا شعيب بن إبراهيم نبأنا سيف بن عمر قال وحبيب بن مسلمة على كردوس يعني يوم اليرموك ( 1 ) انتهى أنبأنا أبو علي الحداد أنبأنا أبو نعيم نبأنا عبد الله بن محمد نبأنا أبو بكر بن أبي عاصم نبأنا دحيم نبأنا سويد بن عبد العزيز عن ابن ( 2 ) وهب عن مكحول قال سألت الفقهاء هل كانت لحبيب صحبة فلم يثبتوا ذلك وسألت قومه فأخبروني أنه قد كانت له صحبة أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر أنبأنا أحمد بن عبد الملك أنبأنا أبو الحسن علي بن محمد بن السقا وأبو محمد عبد الرحمن بن محمد قالا أنبأنا أبو العباس الأصم قال سمعت العباس بن محمد الدوري يقول قال يحيى وحبيب بن مسلمة يقولون يعني أهل المدينة لم يسمع من النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وأهل الشام يقولون قد سمع حبيب بن مسلمة من النبي ( صلى الله عليه و سلم ) انتهى قرأت على أبي محمد عبد الكريم بن حمزة عن ( 3 ) عبد العزيز بن أحمد عن ( 3 ) أبي تمام بن محمد أخبرني أبي نبأنا محمد بن جعفر نبأنا الحسن بن محمد بن بكار نبأنا أبي نبأنا يحيى بن حمزة عن ( 4 ) عمرو بن مهاجر أن حبيب بن مسلمة الفهري كانت له صحبة من رسول الله ( صلى الله عليه و سلم )

_________

( 1 ) تاريخ الطبري 3 / 396

( 2 ) بالاصل : " أبي "

( 3 ) بالاصل " بن " في الموضعين وفيهما جميعا خطأ والصواب " عن " وقد مر هذا السند كثيرا وتقدم التعريف بأعلامه

( 4 ) بالاصل " بن " والصواب ما إثبت انظر ترجمة يحيى بن حمزة في سير أعلام النبلاء 8 / 354

(12/71)

أخبرنا أبو البركات الأنماطي نبأنا ثابت بن بندار أبو العلاء الواسطي أنبأنا أبو بكر البابسيري ( 1 ) [ ] أنبأنا الأحوص بن المفضل أنبأنا أبي قال قال الواقدي قبض النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وحبيب بن مسلمة ابن اثنتي عشرة سنة أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر بن الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر قال قال أبو يوسف يقول أهل المدينة لم يسمع حبيب بن المسلمة وبسر بن أرطأة من النبي ( صلى الله عليه و سلم ) شيئا ولا صحبة لهم وأهل الشام يقولون قد سمعوا ولهم صحبة انتهى أخبرنا أبو غالب وأبو عبد الله ابنا ( 2 ) البنا قالا أنبأنا أبو جعفر بن المسلمة أنبأنا أبو طاهر المخلص أنبأنا أحمد بن سليمان نبأنا الزبير بن بكار قال ومنهم حبيب بن مسلمة بن مالك الأكبر بن ثعلبة بن وايلة بن عمرو بن شيبان بن محارب بن فهر كان شريفا وكان قد سمع من النبي ( صلى الله عليه و سلم ) وكان يقال له حبيب الروم من كثرة دخوله عليهم وما ينال منهم من الفتوح وله يقول شريح بن الحارث ( 3 ) ألا كل من يدعى حبيبا ولو بدت * مروءته يفدي حبيب بني فهر همام يقود الخيل حتى كأنما * يطأن برضراض الحصا جاجم الجمر * وكان حبيب رجلا تام ( 4 ) البدن فدخل على عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فقال له عمر إنك لجيد القناة قال إني جيد سنانها فأمر به عمر يدخل دار السلاح فأدخل فأخذ منها سلاح ورحل وكان عثمان بن عفان بعثه هو وسلمان بن ربيعة إلى ناحية أذربيجان كان أحدهما مددا لصاحبه فاختلفوا في الفئ فتواعد بعضعهم بعضا فقال رجل من أصحاب سلمان إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم * وإن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل ( 5 ) وكان معاوية قد وجهه في جيش لنصرة عثمان بن عفان حين حصر فلما بلغ وادي

_________

( 1 ) بياض بالاصل واللفظة المستدركة بين معكوفتين قياسا إلى سند مماثل وانظر ترجمته في الانساب

( 2 ) بالاصل " أنبأنا " والصواب ما أثبت

( 3 ) الاول - له - في الاستيعاب 1 / 329

( 4 ) بياض بالاصل واللفظة المستدركة بين معكوفتين عن الزبير بن بكار في تهذيب التهذيب 1 / 437 والاصابة 1 / 309

( 5 ) البيت في الاستيعاب 1 / 329 وأسد الغابة 1 / 449

(12/72)

القرى بلغه مقتل عثمان بن عفان فرجع وقد ذكره حسان بن ثابت فقال ( 1 ) ألا تبوؤا بحق الله تعترفوا * بغارة غضب من خلفها غضب * ( 2 ) فيهم حبيب شهاب الموت ( 3 ) يقدمهم * مشمرا قد بدا في وجهه الغضب * أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الجوهري أنبأنا أبو عمر بن حيوية أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم أنبأنا محمد بن سعد أنبأنا الوليد بن مسلم حدثني سعيد بن عبد العزيز ( 4 ) قال استبان فضل حبيب بن مسلمة بالشام ولم يكن عمر يثبته حتى قدم عليه حاجا فلما رآه سلم عليه فقال عمر إنك لفي قناة رجل قال إي والله وفي سنانه قال افتحوا له الخزائن فليأخذ ما شاء قال فأعرض عن الأموال وأخذ السلاح وقال غير الوليد ولم يزل معاوية يغزيه الروم فيكون له فيهم نكاية وأثر انتهى أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني بقراءتي عليه نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم القرشي أنبأنا ابن عائذ قال قال الوليد حدثنا سعيد بن عبد العزيز أنبأنا أبو محمد قال حبيب بن مسلمة كان على الصوائف في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه ويبلغ عمر عنه ما يحب ولم يثبته معرفة حتى قدم عليه حبيب في حجة فسلم عليه فقال له عمر إنك لفي قناة رجل قال إي والله وفي سنانه قال عمر افتحوا له الخزائن فليأخذ ما شاء قال ففتحوها له فعدل عن الأموال وأخذ السلاح انتهى أخبرنا أبو غالب الماوردي وأخبرنا أبو الحسن السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة ( 5 ) قال عزل يعني عمر حين ولي خالد بن الوليد وولى أبا عبيدة بن الجراح فولى أبو عبيدة حين ( 6 ) فتح

_________

( 1 ) البيتان في ديوانه ط بيروت ص 16 والاصابة 1 / 309 والوافي بالوفيات 11 / 290

( 2 ) البيت في الديوان

إلا تنيبوا لامر الله تعترفوا * بغارة عصب من خلها عصب ( 3 ) في الديوان : الحرب يقدمهم مستلئما

( 4 ) ترجمته في سير أعلام النبلاء 14 / 513

( 5 ) تاريخ خليفة بن خياط ص 155 في تسمية عمال عمر - الشامات

( 6 ) بالاصل : " حتى " والمثبت عن خليفة

(12/73)

الشامات يزيد بن أبي سفيان على فلسطين وناحيتها وشرحبيل بن حسنة على الأردن وخالد بن الوليد على دمشق وحبيب بن مسلمة على حمص ثم عزله وولى عبد الله بن قرط ووجه عمر عياض بن غنم إلى الجزيرة ثم عزله وولى حبيب بن مسلمة الفهري وضم إليه أرمينيا وأذربيجان ثم عزله وولى عمير بن سعد الأنصاري وسعيد بن عامر بن حذيم قال أبو عبيدة ( 1 ) وكان على الميسرة يعني يوم صفين حبيب بن مسلمة الفهري انتهى أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني نبأنا عبد العزيز بن أحمد أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم أنبأنا ابن عائذ قال وأنبأنا الوليد بن مسلم قال فحدثنا إسماعيل بن عياش عن ابن رغبان أنه حدثه على أن حبيب بن مسلمة غزا أرض الروم على جماعة في خلافة عمر بن الخطاب فاهتم عمر بأمرهم فلما بلغه خروج حبيب ومن معه خر ساجدا انتهى أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني شفاها نبأنا عبد العزيز أنبأنا أبو محمد أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب أنبأنا أحمد بن إبراهيم أنبأنا ابن عائذ نبأنا عبد الأعلى بن مسهر عن سعيد بن عبد العزيز أنه حدثه أن حبيب بن مسلمة لقي موريان وحبيب في ستة آلاف وموريان في سبعين ألفا فقال حبيب إن يصبروا وتصبروا فأنتم أولى بالله منهم وإن يصبروا وتجزعوا فإن الله مع الصابرين ولقيهم ليلا فقال اللهم ابدلنا قمرها واحبس عنا مطرها واحقن دماء أصحابي واكتبهم شهداء ففتح الله تعالى له وتواعد الجلندح العبسي وعتبة بن جحدم قبة موريان فوجدوا قتيلين على بابها انتهى قال وأنبأنا الوليد بن مسلم قال فحدثنا سعيد بن عبد العزيز أنه بلغ الروم مكان حبيب بن مسلمة والمسلمين بأرمينية الرابعة ( 2 ) في ستة آلاف من المسلمين فوجهوا إليهم موريان الرومي في ثمانين ألفا فبلغ ذلك حبيبا فكتب إلى معاوية فكتب معاوية إلى عثمان فكتب عثمان إلى صاحب الكوفة يمده فأمده بسلمان الباهلي في ستة آلاف وأبطأ على حبيب المدد ودنا منه موريان الرومي فخرج مغتما بلقائه فغشي عسكره وهم يتحدثون على نيراتهم وسمع قائلا يقول لأصحابه لو كنت ممن

_________

( 1 ) انظر تاريخ خليفة ص 195

( 2 ) راجع بشأن أرمينيا معجم البلدان

(12/74)

يسمع حبيب مشورته لأشرت عليه بأمر يجعل الله لنا وله نصرا وفرجا إن شاء الله فاستمع حبيب لقوله فقال أصحابه وما مشورتك قال كنت مشيرا عليه ينادي في الخيول فيقدمها ثم يرتحل بعسكره يتبع خيله فتوافيهم الخيل في جوف الليل وينشب القتال ويأتيهم حبيب بسواد عسكره مع الفجر فيظنون أن المدد قد جاءهم فيرعبهم الله فيهزمهم بالرعب فانصرف ونادى في الخيول فوجهها في ليلة مقمرة مطيرة فقال اللهم خل لنا قمرها واحبس عنا مطرها واحقن لي دماء أصحابي واكتبهم عندك شهداء قال سعيد فحبس الله تعالى عنهم مطرها وجلا لهم قمرها وأوقفهم ( 1 ) من السحر قال سعيد وتواعد عتبة بن جحدم والجلندح العبسي حجرة موريان أخبرنا أبو القاسم الشحامي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو نصر بن قتادة أنبأنا أبو الفضل بن خيرون أنبأنا أحمد بن نجدة نبأنا الحسن بن الربيع نبأنا عبد الله بن المبارك عن ابن أبي ذئب قال بلغنا أن حبيب بن مسلمة غزا الروم فأخذوا رجلا فاتهموه فأخبرهم أنه عين فقال هذا ملك الروم في الناس وراءهم الخيل فقال لأصحابه شيروا علي فقال بعضهم نرى أن تقيم حتى تلحق بك الناس وكانوا منقطعين وقال بعضهم نرى أن ترجع إلى نيترا ( 2 ) ولا تقدم على هؤلاء فإنه لا طاقة لنا بهم قال أما أنا فأعطي الله عهدا لا أخنس به لأخالطنهم فلما ارتفع النهار إذا هو بهم ( 3 ) والأرض فحمل وحمل أصحابه وانهزم العدو وأصابوا غنائم كثيرة فلحق الناس الذين لم يحضروا القتال فقالوا نحن شركاؤهم في الغنيمة وقال الذين شهدوا القتال ليس لكم نصيب معنا لأنكم لم تحضروا القتال وقال عبد الله بن الزبير وكان ممن حضر مع حبيب ليس لكم نصيب فكتب بذلك إلى معاوية فكتب أن اقسم بينهم كلهم قال وأظن معاوية كان كتب بذلك إلى عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه فكتب بذلك عمر وقال الشاعر إن حبيبا بئس ما يواسي * وابن الزبير ذاهب الاقتناس ليسوا بأنجاد ولا أكياس * ولا رقيقا بأمور الناس *

_________

( 1 ) في مختصر ابن منظور 6 / 191 ووافقهم

( 2 ) كذا رسمها بالاصل

( 3 ) لفظتان غير واضحتين بالاصل تركنا مكانهما بياضا

(12/75)

رواه أبو إسحاق الفزاري عن ابن المبارك وقال ليستا بأنجاد أخبرنا أبو نصر محمد بن أحمد ( 1 ) بن عبد الله الكبريتي أنبأنا أبو مسلم محمد بن علي بن محمد النحوي أنبأنا أبو بكر بن المقرئ أنبأنا أبو عروبة أنبأنا المسيب بن واضح نبأنا أبو إسحاق عن ابن المبارك عن أبي بكر الغساني عن عطية بن قيس عن راشد بن سعد قال سارت الروم إلى حبيب بن مسلمة وهو بأرمينية فكتب إلى معاوية يستمده فكتب معاوية إلى عثمان فكتب عثمان إلى أمير العراق يأمره أن يمد حبيبا فأمده بأهل العراق وأمر عليهم سلمان بن ربيعة الباهلي فساروا يريدون غياث ( 2 ) حبيب فلم يبلغوهم حتى لقي حبيب وأصحابه العدو ففتح الله تعالى لهم فلما قدم سلمان وأصحابه على حبيب سألوهم أن يشركوهم في الغنيمة وقالوا قد أمددناكم وقال أهل الشام لم تشهدوا القتال فليس لكم معنا شئ فأبى حبيب أن يشركهم وحوى هو وأصحابه على غنيمتهم فتنازع أهل الشام وأهل العراق حتى كاد يكون بينهم في ذلك كون فقال بعض أهل العراق إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم وإن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل * قال أبو بكر بن أبي فهم فسمعت من يقول فهي أول عداوة وقعت بين أهل الشام وأهل العراق كذا في هذه الرواية وقد أخبرنا أبو القاسم زاهر بن طاهر أنبأنا أبو بكر البيهقي نبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو بكر بن إسحاق أنبأنا محمد بن أحمد بن النصر نبأنا معاوية بن عمرو عن أبي إسحاق الفزاري أنبأنا أبو بكر الغساني عن عطية بن قيس وراشد بن سعد قالا سارت الروم إلى حبيب فذكر مثله إلا أنه قال فكتب عثمان إلى أمير العراق وقال فلم يبلغوهم حتى لقي حبيب وقال ليس لكم معنا شئ بغير فا وقال حتى كاد يكون بينهم في ذلك كون فقال بعض أهل العراق إن تقتلوا سلمان نقتل حبيبكم * وإن ترحلوا نحو ابن عفان نرحل * وقال في آخره قال أبو بكر الغساني فسمعت إنها أول عداوة انتهى وقد

_________

كذا ورد هنا " أحمد " وفي فهارس شيوخ ابن عساكر ( المطبوعة 7 / 438 ) حمد

والكبريتي مكانها بالاصل " الكرتني " والذي أثبتناه عن فهارس شيوخ ابن عساكر

( 2 ) بالاصل " عتاب " والمثبت عن مختصر ابن منظور 6 / 191

(12/76)

أسقط فيه ابن المبارك ولا بد منه وقوله في الرواية الأولى عن عطية عن راشد وهم وصوابه عن عطية وراشد كما في هذه الرواية أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو الحسين بن بشران أنبأنا الحسين بن صفوان البردعي وأخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة نبأنا أبو بكر الخطيب أنبأنا أبو الحسن الحمامي أنبأنا أحمد بن سلمان النجاد قالا أنبأنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثني القاسم بن هاشم نبأنا أبو اليمان نبأنا صفوان بن عمرو عن الأشياخ أن حبيب بن مسلمة كان يستحب إذا لقي عدوا أو ناهض حصنا قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم وإنه ناهض يوما حصنا فانهزم الروم فقالها المسلمون فانصدع الحصن أخبرنا أبو عبد الله الفراوي أنبأنا أبو بكر البيهقي أنبأنا أبو عبد الله الحافظ أنبأنا أبو بكر إسحاق وأنبأنا أبو سعد المطرز أنبأنا أبو نعيم حدثنا سليمان الطبراني قالا حدثنا بشر بن موسى نبأنا أبو عبد الرحمن المقرئ نبأنا ابن لهيعة حدثني ابن هبيرة عن حبيب بن مسلمة الفهري زاد الطبراني وكان مستجابا أنه أمر على جيش يدرب الدروب فلما أتى العدو وقال وسمعت وفي حديث الطبراني فلما لقي العدو قال للناس سمعت رسول الله ( صلى الله عليه و سلم ) قال لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم ويؤمن بعضهم وقال الطبراني سائرهم إلا أجابهم الله تعالى ثم إنه حمد الله تعالى وأثنى عليه وقال اللهم احقن دماءنا واجعل أجورنا أجور الشهداء فبينما هم على ذلك إذ نزل الهنباط أمير العدو وقد دخل على حبيب سرادقه انتهى قال الطبراني الهنباط بالرومية صاحب الجيش أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسن أنبأنا محمد بن علي السيرافي أنبأنا أحمد بن إسحاق نبأنا أحمد بن عمران نبأنا موسى بن زكريا نبأنا خليفة بن خياط قال وجمع يعني معاوية لحبيب بن مسلمة الفهري أذربيجان وأرمينية قال أبو خالد قال أبو البراء لم نسمع لأرمينية بوال بعد حبيب بن مسلمة حتى بعث عبد الملك بن مروان أخاه محمدا سنة ثلاث وسبعين ( 1 ) أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم أنبأنا حمزة بن علي أنبأنا أبو محمد بن أبي ...

( 1 ) في تاريخ خليفة ص 398 " ثلاث وثمانين  

نصر أنبأنا عمر أبو علي أنبأنا علي بن بكر أنبأنا ابن الخليل قال أنشدني أبو زيد وهو عمر بن شبة ( 1 ) قال أنشدنا ابن عائشة يعني لشريح ألا كل من يدعى حبيبا ولو بدت * مروءته يفدى حبيب بني فهر ( 2 ) همام يقود الخيل حتى كأنما * يطال برضراض الحصا جاجم الجمر * قال ويروى شهاب يقود الخيل حتى يزيرها * حياض المنايا لا يثيب على وتر تهبطن واستصعدن حتى كأنما * يطأن برضراض الحصا جاجم الجمر * أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أنبأنا أبو بكر الطبري أنبأنا أبو الحسين بن الفضل أنبأنا عبد الله بن جعفر نبأنا يعقوب نبأنا أبو اليمان نبأنا حريز ( 3 ) بن عثمان عن ابن أبي عوف ( 4 ) عن عبد الله بن يحيى قال حضرت مع حبيب بن مسلمة جنازة شرحبيل بن السمط فأقبل علينا حبيب بوجهه كالمشرف علينا يقول لطوله انتهى ( 5 ) أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد الباقي أنبأنا أبو محمد الحسن بن علي أنبأنا محمد بن العباس أنبأنا أحمد بن معروف نبأنا الحسين بن الفهم حدثنا محمد بن سعد أنبأنا علي بن محمد يعني المدائني عن سليمان بن أيوب عن الأسود بن قيس العبدي قال لقي الحسن بن علي حبيب بن مسلمة فقال له يا حبيب رب مسير لك في غير طاعة الله تعالى فقال أما مسيري إلى أبيك فليس من ذلك قال بلى ولكنك أطعت معاوية على دنيا قليلة زائلة فلئن قام بك في دنياك لقد قعد بك في دينك ولو كنت إذ فعلت شرا قلت خيرا كان ذلك كما قال الله تعالى " خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا " ( 6 ) ولكنك كما قال الله تعالى " كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون " ( 7 ) انتهى

( 1 ) بالاصل " شيبة " والصواب ما أثبت ترجمته في سير الاعلام 12 / 396

( 2 ) البيت الاول في الاستيعاب 1 / 329

( 3 ) بالاصل " جريز " والصواب ما أثبت " حريز

( 4 ) اسمه : عبد الرحمن بن أبي عوف الجرشي

( 5 ) الخبر في طبقات ابن سعد 7 / 44 في ترجمة شرحبيل بن السمط

( 6 ) سورة التوبة الآية : 102

( 7 ) سورة المطففين الآيد : 14 .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلد 2. سنن النسائي الكبرى لأحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي [ السنن الكبرى - النسائي ] تحقيق : د.عبد الغفار سليمان البنداري سيد كسروي

  مجلد 2. سنن النسائي الكبرى المؤلف : أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن النسائي [ السنن الكبرى - النسائي ] تحقيق : د.عبد الغفار سليمان ال...